تعد صناعة الشموع من الصناعات المشهورة على مستوى العالم، حيث يقوم فيها المصنع بتشكيل بعض المنتجات البترولية، والتي تتميز بعدة مميزات منها الوفرة في الطبيعة والثمن الزهيد وسهولة الحصول عليه وسهولة التشكيل بأشكال فنية جميلة لكي يتم استخدامها في الزينة. كما أن للشموع استخدامات عديدة منها الإضاءة في المنازل كحل بديل لانقطاع الكهرباء أو للتزيين أو لإضافة جو من الرومانسية للمكان. حيث نجد أنه من السهل البدء في صناعة الشموع سواء كان الغرض منها للاستعمال الشخصي أو كان بهدف بيعه ليكون مصدر للدخل لك، سوف تحتاج إلي عدة مكونات بسيطة من السهل توفيرها، وبعض الأدوات الرئيسية وقد تكون لديك في المطبخ الخاص بك، وبعض المعلومات الرئيسية والإرشادات. وعلي الرغم من اختلاف أنواع الشموع إلا أنهم يحتاجوا جميعا إلي هذه المتطلبات الرئيسية، بجانب استخدام خيالك لصنع لمسات جمالية عليها. في السطور القليلة القادمة سوف نوضح لكم الخامات والمتطلبات الرئيسية المستخدمة في صناعة الشموع بالمنزل.
تعرف على كيفية صناعة الشموع بنفسك في المنزل
تاريخ صناعة الشموع
إن صناعة الشموع ارتبطت ارتباط وثيق بالإضاءة ليلاً، ترجع إلى الحضارات القديمة مثل الحضارة الفرعونية والحضارة اليونانية القديمة، وظلت الشموع لقرون عديدة هي المصدر الوحيد للإنارة، حتى نهاية القرن التاسع عشر الميلادي تم اختراع المصباح الكهربائي ليحل محل الشمع في الإضاءة.
ولم ينتهي أمر الحاجة لاستخدام الشموع عند اختراع المصباح الكهربائي، حيث ظل لها بريق خاص ومميز، وأصبحت عنوان للهدوء والجو الرومانسي، كما استخدمت في الأفراح وحفلات السبوع، وأصبحت حرفة تدر الكثير من الأرباح علي صاحبها. وقد أصبحت صناعة الشموع من الفنون التي تمارس بحرفية وجمال، فقد تصبح قطعة الشمع الخام علي يد صانع الشموع قطعة فنية ذات ألوان زاهية ومبهجة، كما أنه يقوم بصناعة الشمع المعطر الذي يصدر روائح جذابة وجميلة عن طريق إضافة العطور للشمع أثناء عملية التصنيع.
أما طريقة صناعة الشموع نفسها اختلفت عن الماضي، ففي الماضي القديم كانت عن طريق ربط مجموعة من الخيوط القطنية ببعضها في قطعة من الخشب، ثم يقوم الصانع بغمسها في الدهن الذائب ببطء شديد حتي يلتصق الدهن بالخيط، ويقوم بتكرار هذا العمل حتي يصل للسمك المطلوب للشمعة، ثم يقوم بتعديلها وجعلها في شكل مستقيم. ولكن كانت تقابله مشكلة وهو انبعاث رائحة كريهة جداً نتيجة لاشتعال الدهن، وبالرغم من ذلك ظلت هذه الصناعة على مدى العصور بديل قوي للكهرباء في حالة انقطاع التيار الكهربي.
استخدامات الشموع
ويوجد للشموع استخدامات عديدة لما لها من أهمية في حياتنا نذكر منها ما يلي:
- الإضاءة: ويعد هذا الاستخدام التقليدي لها، وتختلف أشكالها وأحجامها حسب الغرض المستخدمة فيه من قطر 3مل إلى قطر 40مل، كما يختلف الطول من 40مل إلى 1000مل. وتستخدم هذه الأنواع للإضاءة في المساجد والمطاعم والكنائس والأفراح.
- الزينة: تأخذ فيه الشمعة أشكال مميزة كمجسمات نباتية وحيوانية، كما تتميز شموع الزينة بالرائحة المميزة العطرة التي تضفي جو من الهدوء على المكان، وبعضها يستخدم لطرد الحشرات كالذباب والناموس، وفي هذه الحالة ترتفع تكلفة إنتاجه، وبالتالي يرتفع ثمنه عن الشمع التقليدي.
- التحف والهدايا: وهنا قد تكون الشمعة مضافة لمنتج آخر مثل الفضة أو الخزف، مما يضيف إليها جمال ورونق خاص ومميز، مما يجعلها مطلوبة في المناسبات المختلفة كهدية ثمينة ذات قيمة عالية.
أنواع الشمع الخام
- شمع من الشحوم: استخدم هذا النوع من الشموع في العصور القديمة ويتم صنعه من شحوم الحيوانات أو الأسماك، ويتميز بأنه يعطي حرارة وإضاءة جيدة ولهب صافي، ولكن تكلفته عالية وليس متاح للجميع.
- شمع البرافين: هو عبارة عن مادة هيدروكربونية، تصنف من الألكانات وتأتي في صورة صلبة، ويتميز بأنه أبيض اللون يعطي إضاءة جيدة مع انبعاث قليل من الدخان. ويتميز بأن تكلفته بسيطة مما يجعله رخيص الثمن، ولكنه يذوب بسرعة، وتنبعث منه روائح ضارة قد تسبب حساسية في حالة تسخينه.
- شمع النحل: وهي شمعة صديقة للبيئة، تعطي إضاءة جيدة بدون دخان، لها رائحة مميزة ولكن ثمنها مرتفع، ولا تجوز إضافة العطور لها.
- شمع الصويا: يصنع هذا النوع من الشموع من فول الصويا، حيث تعد مادة صديقة للبيئة، وتتميز ببطء في الاحتراق مما يطول من فترة بقائها.
أنواع الشمع
شمع طبيعي
وينقسم إلى نوعين:
- شمع نباتي: وهو الشمع المستخرج من النباتات مثل شمع الغار وقصب السكر والشمع الكرنوبي.
- شمع حيواني: وهو الشمع المستخرج من الحيوانات والحشرات مثل شمع النحل وشمع الصوف.
شمع صناعي
وينقسم إلى ثلاثة أنواع:
- الشمع الكيميائي.
- الشمع المعدني.
- الشمع النفطي: وهو المستخرج من مشتقات النفط، وله ثلاثة أنواع تختلف من حيث الصلابة واللون ودرجة الانصهار.
طريقة صناعة الشموع
أولاً: الأدوات
توجد أدوات لازمة وضرورية في صناعة الشموع وهي عبارة عن:
- القوالب: توجد أنواع مختلفة من القوالب ومنها:
- القوالب المعدنية: وتستخدم أكثر من مرة دون أن تتلف، وتكون مثقوبة من المنتصف، ولها قاعدة غير ثابتة لإزالتها بعد أن تجف الشمع لسهولة إخراجها.
- قوالب الجبس: لا تنتج سوى أشكال محدودة وبسيطة وتعد الأقل تكلفة.
- قوالب المطاط والسيليكون: تتلف بسرعة نتيجة الحرارة المرتفعة للشموع، وتنتج أشكال أكثر تعقيداً وتتميز بأنها رخيصة الثمن.
- قوالب دائمة: مثل الكاسات الزجاجية، وهي التي يتم سكب الشمع السائل بها، ولا يتم إزالته منها مما يعطي أشكال مميزة وجذابة للشموع.
- ميزان حرارة: ويكون هذا الميزان خاص بالشمع.
- الأواني والقدور: وهما عبارة عن قدرين كبير وصغير، وذلك لعمل حمام مائي لإذابة الشمع.
- ورق أو كرتون: وذلك لتغطية الطاولة أثناء العمل؛ لعدم التصاق الشموع بها أثناء عملية التصنيع.
ثانياً: مواد التصنيع
وهي عبارة عن مواد أساسية ومواد اختيارية:
المواد الأساسية مثل:
- الشمع الخام: مثل شمع البرافين أو شمع الصويا ومن الممكن استخدام بقايا الشموع المتكسرة أو القديمة أو النصف مستخدمة.
- الخيوط: ويطلق عليها فتيل الشمعة وتكون مصنوعة من القطن بنسبة 100%، وكلما ذاد سمك الشمعة ذاد سمك الخيط.
المواد الاختيارية مثل:
- العطور: وتكون بهدف إعطاء رائحة مميزة جميلة أو لكي تكون طاردة للحشرات.
- الفازلين أو السيلكون: لتسهيل عملية خروج الشمعة من القالب، وإضافة لمعة لها.
- مادة سترين: مادة تستخدم لتلميع الشمع، وهي مادة رخيصة الثمن.
- حامض الستريك: مادة تعطي صلابة أكبر للشمعة.
- الصبغات والألوان: يجب أن تكون لها قاعدة زيتية وليست مائية، ويتم إضافتها بكميات قليلة تعد بالجرامات.
- أكسسوارات: مثل الزجاج والخزف والصدف، حسب مخيلة وإبداع الذي يقوم بالعمل.
ثالثاً: طريقة التحضير
يتم التحضير عن طريق عدة مراحل حتى تظهر الشمعة في صورتها النهائية، حيث تعد هذه الصناعة من الصناعات ذات التكلفة البسيطة، والتي يمكن التدريب عليها في وقت قصير دون الحاجة إلى أية خبرات خاصة، وهي صناعة مشهورة جداً في الكثير من البلدان، حيث تتم في ورش خاصة وبأسعار زهيدة. وهذه المراحل عبارة عن:
إذابة الشمع الخام: يأتي الشمع في شكل بلوكات يمون وزنها تقريباً 30 كجم، يتم تقسيمها إلى أجزاء حسب الحجم المراد إنتاجه، ويتم صهرها في أحواض مصنوعة من الإستنلس أو الألومنيوم عن طريق الحمام المائي، مع استخدام ميزان للحرارة داخل القدر:
- شمع البرافين يجب أن لا تزيد حرارته عن 60 درجة مئوية.
- شمع الصويا يجب أن لا تزيد حرارته عن 82 درجة مئوية.
إضافة اللون: وفي حالة انصهار الشمع ووصوله لدرجة الحرارة المطلوبة، يتم إضافة اللون الذي يكون في هيئة مسحوق مع التقليب؛ حتى يصل الشمع للون والكثافة المطلوبة. ويمكننا إضافة عدة ألوان للشمعة الواحدة؛ لإضافة شكل جذاب ومميز.
إضافة مواد التصلب: وهي حامض الستريك، حيث يضاف بنسب محددة تختلف حسب نوع الشمع واستخدامه مما يؤثر على سعر الشمعة النهائي، وتتراوح نسبة حامض الستريك في الشمعة من 5% إلي 10%.
صب الشمعة: وتختلف طريق صب الشمعة حسب الغرض منها:
الشمع العادي: يكون على هيئة اسطوانه مختلفة في الطول والقطر، ويكون الصب في قوالب أو بماكينة تعطي كمية وعدد أكبر بجودة أعلى، والتي يتم فيها تحديد طول الشمعة ووضع الخيط وصب الشمع السائل، مما يوفر الوقت والمجهود، ففي 15 دقيقة يمكنك صنع 100 شمعة.
شمع الزينة: يتم صنع قوالب خاصة ذات أشكال مميزة، والتي تكون غالباً من الألومنيوم أو من مادة الفايبر جلاس أو من المطاط الذي له القدرة على تحمل درجات الحرارة المرتفعة الناتجة عن انصهار الشمع دون أدنى تغيير في شكله أو مرونته، وتصمم هذه القوالب حسب الشكل المراد للشمعة، والتي من الممكن أن يتكون من جزئيين أو أكثر؛ لخروج الشمعة في شكل مجسمات أو مركبات ذات أشكال معقدة ومركبة، ويتم دهان القالب بزيت جوز الهند قبل صب الشمع؛ حتي يسهل استخراجها بسهولة من القالب دون حدوث تكسير لجسم الشمعة نتيجة التصاقها للقالب.
تحضير القوالب: عن طريق إضافة الشمع المنصهر فيها والتي من الممكن أن تكون:
- قوالب ذات فتحة في المنتصف تسمح بمرور الخيط من المنتصف، ويتم تسكير هذه الفتحة بعجينة تضمن عدم خروج الشمع المنصهر منها أثناء صبه، كما يمكن استخدام لاصق حراري يتحمل درجة الحرارة العالية.
- قوالب بدون فتحة ويتم لصق الخيط بداخله، وذلك باستخدام لاصق يتحمل درجات الحرارة العالية الناتجة من صب الشمع المنصهر داخل القالب.
- يتم المحافظة على الخيط في المنتصف عن طريق ربط الخيط في قلم أكبر من قطر فتحة القالب؛ حتي يستطيع تثبيته في المنتصف عن طريق ربطه من أعلى.
- من الممكن القيام بمسح القالب بالفازلين أو مادة السيلكون لتسهيل عملية خروج الشمعة بعد جفافها من القالب دون أي التصاق وذلك قبل تثبيت الخيط، وهذه الخطوة تكون اختيارية حسب رغبة المصنع.
التبريد: تستغرق الشمعة من 30 – 90 دقيقة أثناء عملية التبريد حسب سمكها، ويتم التبريد في مياه عادية وفي درجة حرارة الغرفة.
فك القوالب: يتم استخراج الشمع من القوالب وتنظيفها بمواد مذيبة.
تشطيب الزوائد: حتي يكون الشمع في صورة جيدة وذلك عن طريق أدوات يدوية كالسكاكين.
الغمر في محلول التلميع: يتم صهر بعض الشموع مع مواد التلميع، ويتم غمر الشمع المصنع فيها للحفاظ على شكلها ولمنع التصاق الأتربة بها.
التزيين والزخرفة: وذلك عن طريق إضافة بعض الأشكال والرسومات بألوان مختلفة، وذلك لإعطاء الشمعة شكل مميز وجذاب، من خلال فرش التلوين واستخدام ألوان ذات قاعدة من ألوان البلاستيك؛ لإضافة شكل ولون مميز لكل شمعة، واعتبارها تحفة فنية تستخدم في التزيين أو وسيلة للتعبير عن المحبة في صورة هدية.
خاتمة
إن مشروع صناعة الشموع واحد من أنجح المشاريع وأربحهم للعمل من المنزل، فهو يقدم منتجات راقية ومبتكرة وفاخرة للمستهلك، حيث يحتاج فقط إلي بعض التكاليف البسيطة حتي يتم البدء للعمل به والتي تعد في متناول أيدي الجميع. حيث يتميز هذا المشروع أيضا بأن متطلباته بسيطة والمواد الخام المستخدمة للعمل به متوفرة ويسهل الحصول عليها، ويمكن للأشخاص العاديين تعلم صناعة الشموع في وقت سريع ومع الوقت يمكنهم اكتساب العديد من المهارات والخبرات والتي سوف تنعكس على جودة المنتج النهائي. وحتي تبدأ في هذا المشروع من منزلك لا بد وأن تقوم بتخصيص احدي الغرف التي لا تحتاجها حتي تكون هي مقرك الرئيسي للإنتاج والتخزين، ويجب أن تكون هذه الغرفة جيدة التهوية ويجب عليك الحرص الشديد أثناء العمل لأن الشمع مادة مشتعلة وتساعد على الاشتعال، فلا توصلها إلي درجات حرارة مرتفعة لتجنب حدوث حريق، وعليك أن تكون حريص أيضا من دخول أطفال إلي هذه الغرفة لضمان سلامتهم وسلامة الأدوات والمنتجات المستخدمة في العمل.
أضف تعليق