قيل عن شمس الشتاء أنها الصديقة المُخادعة، حيث تُمثل إشراقتها دفئًا وتمتع، بيد أن المكوث الطويل تحت أشعتها لا يُتَصور مدى خطورته على الصحة العامة خاصةً مع إهمال استعمال الواقيات الكيميائية والفيزيائية، ونلاحظ كثرة شكوى الكثيرين من تضرر بشرتهم بل الصحة العامة في فصل الشتاء دون إدراكٍ منهم ما السبب وراء ذلك، فكيف تقي نفسك من أضرار شمس الشتاء وما الذي يمكن أن تسببه؟ هذا ما سنتعرف عليه خلال السطور القلائل التالية.
ما الذي يُمكن أن تسببه شمس الشتاء ؟
تكمن المُشكلة في محتوى أشعة شمس الشتاء من الأشعة فوق البنفسجية، ويزيد الأمر تعقيدًا احتياج الناس للدفء شتاءً، ومن ثَم يقضون الساعات الطوال مُعرَّضين مُباشرةً لها بعكس الشمس الصيفية بقيظ حرِّها، وهو ما يُمثل خطرًا داهمًا على صحة الجلد والجسم كله، حيث إن شمس الشتاء بأشعتها فوق البنفسجية الضارة يُمكن أن تتسبب في العديد من المُشكلات، مثل:
- تدمير ألياف وخلايا البشرة، وبالتالي تفقد قوتها وإشراقها ولمعانها، الحد من الإفرازات الطبيعية لمواد الكولاجين والإيلاستين، وبالتالي ضعف البشرة وليونتها ثم إصابتها بالتجاعيد العميقة والغائرة.
- الإصابة بخلل وظيفي في الخلايا الصبغية المنتجة لمادة الميلانين بما يجعل مجموع الخلايا لا يُنتج تلك الصبغة الأساسية بشكلٍ متساوٍ، وبالتالي ظهور التصبغات الداكنة والبقع السوداء في أماكن متفرقة من البشرة.
- انتشار الثآليل ذات الرؤوس والشامات المُلونة، الإصابة بحروق الجلد واحمرار البشرة الشديد والتقشر، المُعاناة من الكَلَف والنَمَش الذي يصعب علاجه، تبقع الشفاه ودُكنتها وجفافها، تعزيز فرص الإصابة بسرطانات الجلد المُختلفة.
كيف تقي نفسك من شمس الشتاء ؟
بعد معرفة ما تسببه شمس الشتاء من أضرارٍ بالغة لا يمكن الاستهانة بها على اعتبار أنها أخف وطأةً من قيظ الصيف وحرارة شمسه، فكلاهما في الضرر سواء، وما ينبغي فعله للحماية صيفًا هو بالمثل ما يتوجب تنفيذه للوقاية من مضار شمس الشتاء، وتتمثل الخطوات الإجرائية في دفع ضرر شمس الشتاء في التالي:
- تقليل التعرض الكثيف والمُباشر لأشعة الشمس حتى في الشتاء، الحاجة للشمس في إنتاج الجسم لفيتامين D تفرض التعرض لها في غير أوقات الذروة وبالقدر الزمني اليومي المُعتدل، استخدام الماء البارد في غسل البشرة وتجنب الماء الساخن في فصل الشتاء قدر المُستطاع.
- لا ينبغي الخروج للأماكن المفتوحة تحت أشعة شمس الشتاء بدون استعمال واقي الشمس من النوع لجيد والمُناسب لطبيعة البشرة وزمن المكوث تحت الشمس مُباشرةً، كما من الممكن استعمال الواقي لأكثر من مرة يوميًا طالما طال البقاء تحت الشمس.
- الترطيب المُستمر للبشرة بالمستحضرات المُناسبة والموثوق بها كالماركات المعروفة أو استخدام ماسكات طبيعية، دوام المُحافظة على صنفرة البشرة وتقشيرها بشكلٍ يومي؛ لأثر ذلك في التخلص من الخلايا الميتة وزيادة إنتاج الخلايا الجديدة.
- يُعد استعمال أقنعة العسل الطبيعي لمرتين أسبوعيًا من الوصفات المنزلية المفيدة جدًا في التخلص من أثر شمس الشتاء الضار على الجلد كله وخاصةً بشرة الوجه، ترطيب الشفاه باستمرار بموادٍ طبيعية أو مُستحضرات موثوقة.
- التركيز على تناول الأغذية الغنية بفيتامين A مثل: الطماطم واللوبياء الخضراء والملفوف.. إلخ، لدوره الفعال في الحماية من أضرار الأشعة فوق البنفسجية، الإكثار من شرب الماء والسوائل الصحية بما لا يقل عن 3 لتر كل يوم يُساعد بشكلٍ كبير على ترطيب البشرة وصحتها وجعلها أكثر نضارة بحمايتها من الأشعة فوق البنفسجية.
أخيرًا، لا تغتر عزيزي القارئ بـ شمس الشتاء ودفئها؛ فهي تحمل لك أضرارًا بالغة لا يمكن الاستهانة بها، ويجب تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس وعدم المكوث بها لأوقات طويلة، مع استخدام واقي الشمس المُناسب لبشرتك.
الكاتب: وفاء السمان
أضف تعليق