شعوب الفطرة هم الشعوب التي تعيش في عزلة تامة عن الحضارة حتى يومنا هذا ثقافياً وجينياً أيضاً، إذ إنها لا تعرف الكهرباء ولا الطب الحديث ولا حتى اللغات الحديثة، ولا تعرف عن العالم الخارجي أي شيء غير وجوه السائحين الذين ينظرون لهم وكأنهم من عالم أخر، وهم من عالم أخر حقاً إذ لا يعيشون وفقاً لأي قوانين معروفة ولا عادات ولا أديان. شعوب الفطرة سميت بهذا الاسم لأنهم يعيشون على فطرتهم الأولى، بمعنى أنهم متمسكين بعاداتهم التقليدية القديمة قدم الإنسان نفسه، لذلك ستشعر بأنهم يعيشون في العصر الحجري بأدواته الأقل من بسيطة وحياته وسط الغابات وفي مجموعات صغيرة قبلية منعزلة، وتعمل الدول على بقاء تراث شعوب الفطرة وكأنهم نوع ينقرض لذلك يوفرون لهم الحرية في البقاء منعزلين حتى سياسياً وثقافياً. في هذا المقال سنتعرف أكثر عن شعوب الفطرة وبعض عاداتهم وكيف يعيشون.
كيف تعيش شعوب الفطرة في عالم القرن الحادي والعشرون ؟
مجموعات شعوب الفطرة
حول العالم توجد مجموعات متفرقة من شعوب الفطرة التي لم تعرف ولم تندمج مع الحضارة يوماً، ويصعب تحديد عدد أفراد كل مجموعة ودراستهم بشكل قريب لأن أغلبهم يكون عدائي جداً تجاه الأغراب. هذا الأمر هو من ضمن لهم انفرادهم وبقاءهم على فطرتهم منذ فجر التاريخ والتشبث التام بمفاهيمهم بهمجية الأغراب وعدم السماح لهم بالاقتراب. مع ذلك وجد العلماء طرق ملتوية لدراسة هؤلاء المجموعات سواء من قبل البشر الذين يعيشون بالقرب منهم أو عن طريق القليل منهم المنضمون إلى عالمنا الحديث. 40% من شعوب الفطرة تعيش في البرازيل من أصل 70 مجموعة، أما في بيرو فنجد هناك 10 أو 20 مجموعة أخرى، كما ستجد أيضاً مجموعات في الباراغواي وبابو غينيا الجديدة، ومجموعة جزر اندامانيرا الهندية التي تعد الأشد عداوة بينهم جميعاً ويصعب الاقتراب منهم وكأن باقي البشر وحوش تلتهمهم، حتى إن بعام 2006 سكر اثنين من الصيادين وغابوا عن الوعي ولسوء حظهم جرفتهم السفينة إلى تلك الجزر وهناك تم قتلهم كما أن يكونوا سبب تهديد من أي نوع من الأساس.
الاحتكاك مع شعوب الفطرة
شعوب الفطرة عدائية ومنعزلة بسبب تجارب سيئة مع الإنسان الحديث في السنوات الأخيرة، إذ لم يصلهم سوى الحديث عن المجازر لأفراد قبائل أخرى بهدف الاستيلاء على الأراضي الخصبة أو بيع البشر كعبيد. فأصبح لديهم حاجز نفسي قوي ويخافون من كل الأغراب وكل ما هو جديد بشكل هستيري، وتركوا مناطقهم الأولى الذين عاشوا فيها بسلام وفروا إلى أعماق الغابات ليعيشوا فطرتهم بطريقتهم بأمان من شر الإنسان. في السابق اعتقدت الحكومات أن من واجبهم أخلاقياً أن يتصلوا مع شعوب الفطرة القريبين منهم، ولكن أي محاولة خارجية كانت تنتهي بالفشل الذريع، إذ كان يجب عليهم تخطي جميع المراحل التي تقدم فيها البشر بهدوء والوصول إلى الحياة الحضارية مرة واحدة، وكأنك تريد أن تجلب شخص بآلة الزمن من ألفي عام ليمسك هاتف خلوي ويلعب بالحاسوب، إنه أمر مستحيل ومربك نفسياً. كان الوضع ينتهي دائماً بفشل الأفراد على الاندماج والعمل لجلب لقمة العيش على الطريقة الحديثة، فينتهي بهم المطاف إلى السُكر وكره الحياة وتلك العادات الجديدة المقيدة لحريتهم السابقة، كما كانوا يتعرضون إلى أمراض خطيرة جداً لا علاج سريع لها لأن مناعتهم منعدمة وغير قادرة على التغلب على أبسط الفيروسات أو البكتريا التي يتعرض لها الإنسان يوماً، فتصبح كل نفحة برد خطراً على الرئة، فضلاً عن الأمراض التي تنتقل عن طريق العلاقات الحميمية التي انتشرت بينهم لأنهم معتادين على العلاقات خارج إطار الزواج. اليوم قررت الحكومات أن يتركوهم بسلام ولا يرغموهم على الاندماج في الحضارة حتى يقرروا هم ذلك ويكونوا على استعداد تام، بل وفرضت العقوبات على كل من يحاول التقرب منهم بدون رغبة مسبقة منهم هم أولاً، ليحددوا هم الموعد المناسب للتعرف على باقي العالم.
لا دين لشعوب الفطرة
يحاول عدد من المبشرين الدينين التعامل والوصول إلى هذه الشعوب والمجموعات المنعزلة فيقابلوا أولاً بالرفض ثم يتم التعامل معهم بالحذر الشديد. وعندما يبدأ المبشرون التكلم عن الجحيم والجنة والأخرة وكل تلك المفاهيم عن الأعمال السيئة والجيدة والابتعاد عن الزنى والكذب وما إلى ذلك، هنا تحدث الكارثة لأن شعوب الفطرة لا تعرف تلك المفاهيم ولا تعرف الصواب من الخطأ لأن حياتهم مسالمة أكثر مما تتخيل فلا يفهمون وجود العذاب للأشرار لأنهم لا يعرفون الشر، ولن يصدقوا يوماً أن هناك حرام لأنهم لا يعرفون الخجل من أي شيء أساساً ولا يدركون معنى الاغتصاب إذ لا وجود له عندهم. هم لا يعرفون الحرج وسنتكلم فيما بعد عن أنهم لا يلبسون ملابس من الأساس، إذاً فكيف يفهمون العورة وكيف سيفهمون معنى العقاب على الخطيئة، وكون الله يرى كل شيء هو أمر عادي جداً ولا توجد به مشاكل لأن حياتهم بأكملها مرئية ولا يوجد بها اختباء وخصوصية في أي شيء. ينتج عن ذلك مفهوم خاطئ عن هذا الإله الذي يتحدث عنه المبشرين فيخافون منهم ويرونه على إنه همجي وشرير بل ويحاولون الهروب منهم وطرد هؤلاء المبشرين وعدم السماح لهم بالعودة أبداً. لذلك تمنع الحكومات أي اتصال بشري غير مرغوب فيه من ناحيتهم بكل احترام وتقدير لثقافتهم، حتى وإن كان بهدف تبشيري ليعرفوا الإيمان ويعرفوا الله.
شعوب الفطرة لا تتساءل عن الخلق أو الحياة بعد الموت، ولا ترغب في فهم كيفية سير الكون أو الأمور الطبية والجيولوجية، الحياة بالنسبة لهم في أبسط صورها. عند مجموعات أكثر تطوراً في التفكير تجد لديهم مفاهيم وخوف من غضب الطبيعة، مثل البراكين والعواصف وأرواح الغابات، وهم ليسوا آلهة ولكن الطبيعة تعبر عن غضبها بتلك الطرق فقط، لذلك يقيموا كهنة تحابي عنهم وتقدم لتلك الطبيعية ما يرضيها عن القبيلة ليعيشوا معها في سلام واحترام لها.
شعب كومباي من أمثلة شعوب الفطرة
هذا الشعب يعيش بغرب جزيرة تابعة لإندونيسيا، وهو معزول عن الحضارة ويلجأ للغابات لتأويه. هم قصار القامة وسود البشرة كما هي أغلب صفات شعوب الفطرة حول العالم. في وقت الصيد يخرج الرجال بأقواسهم ورماحهم بما عليها من سموم والفؤوس الحجرية البسيطة جداً، ويخرجوا جماعة لاصطياد كل شيء حي ويتحرك، فلا يوجد شيء محرم على الأكل حتى السحلية الخضراء والضفادع والحشرات والسلاحف كلهم موجودين على لائحة الطعام. أما النساء فتصطاد بالشباك التي تعملها بنفسها أو تبحث عن الثمار والفاكهة. أما طحين النخيل فهو الوجبة الأساسية حيث يتم جرد لحاء النخيل قبل الإثمار ويقطع وتفصل النساء الألياف عن الطحين ويضعونه على النار مع اللحم. بعد سنتين أو أكثر يتركون المكان لعدم توافر النخيل والبحث عنه في مكان أخر، ويتركون على الأقل شجرة واحدة لأنهم يبنون البيوت في أعلى الأشجار، بعيداً عن الحشرات والأغراب لأنهم يفضلون مراقبة الآخرين من بعيد أولاً. في بعض الأحيان القليلة يمارسون أكل لحوم البشر عندما يكون الميت معاقب لأنهم وجدوه يمارس السحر. الأغرب من كل ذلك أنهم لا يؤمنون بالموت بل يظنون أنه سحر أسود، ولكنهم يؤمنون بنهاية العالم ولكنهم قادرون على تأجيل معادها لو مارسوا العادات والطقوس الصحيحة عندهم. أما أهم وقت عندهم هو الاحتفال بأكل فطيرة الحشرات ولها عادات غريبة ومقرفة جداً فيسمحون بالخنافس بوضع بيضها في ورق النخيل، ثم يأكلونها في اليوم المحدد لأنها تُمثل عندهم أجمل وألذ وجبة بالعام كله.
إرضاع القرود
من أغرب ما يمارسه شعب آوا غواياس وهم في الأصل من الهنود الحمر، الذين يعيشون في أعماق غابة الأمازون هي عادة إرضاع صغار القرود إلى أن يصيروا كاملين النمو. هذا الشعب يعتقد بقدسية أرواح القرود لذلك واجب عليهم احترامهم وإرضاعهم وهم صغار ويكونوا بعد ذلك جزءاً من العائلة. الأغرب أن القرد يأتي في منزلة أهم من الطفل والزوج بالنسبة للمرأة. تفسير العلماء ينقسم إلى رأيين، الأول يعتقد أن تلك العادة مجرد مفهوم ديني، أما الأخر فيعتقد أنهم يفعلون ذلك لأنهم اكتشفوا فعالية الإرضاع لمنع الحمل. ذلك الشعب يعيش بمنطقة يقل بها المصادر الغذائية الأساسية لذلك وجب تحديد النسل لتحكم في الموارد المتوفرة وعلى عكس باقي الساكنين بتلك المنطقة والذين يحللون أكل القرود، فشعب آوا يعتقد أن أرواح القرود مقدسة وأن الفتاة التي لا تتمكن من الإرضاع فهي مغضوب عليها من الطبيعة وتلك الأرواح.
المجتمع الأمومي لشعوب الفطرة
على عكس أغلب مجتمعات العالم التي تتسم بالذكورية وسيطرة الرجل، تعيش شعوب الفطرة تحت قيادة وسلطة المرأة والرجال يأتون في منزلة بعد الأطفال أيضاً وأحياناً بعد الحيوانات المدللة مثل القردة. حيث المرأة العجوز هي من تحكم بين سكان القرية وتهتم بالخلافات والعقود وتزويج الفتيان، ولها السلطة المطلقة وهي المسئولة عن الأعمال الدينية والطقوس والاحتفالات وممارسة الطب. ويقدم لها المجتمع مقابل هذا المجهود أربعة رجال كأزواج لها. أما الرجال فعليهم أن يعملوا ويصطادوا ويأتوا بالغنائم للمرأة الجالسة في البيت، ومن حق الفتاة اختيار الزوج المناسب بالطبع. أما الأبناء فينسبون إلى الأم فقط وفي بعض الأوقات يتم تربيتهم من قبل الخال وليس الأب. وفي ذلك المجتمع تجد أن لا معنى لكلمات الإهانة أو تقليل من شأن الأخر حتى لو كان رجلاً، ولا معنى للاغتصاب وكبح حقوق المرأة، ولا وجود للشر والخبث والسرقة، بل هو مجتمع يسوده الأمن والهدوء. وتلك هي المشكلة الأساسية مع المبشرين بالأديان إذ لا احتياج لهم للمفاهيم الدينية الذين يمارسونها بالفطرة.
مفاهيم شعب جزيرة تيكوبيا
هذه الجزيرة في المحيط الهادئ لا تتعدى مساحتها عن عشرة ألاف كيلومتر وعدد سكانها عشرة ألاف نسمة، إذاً يوجد ألف نسمة لكل كيلو متر، وهو تكدس سكاني واضح ومعه يصير الخطأ بينهم وبين الطبيعة مدمر جداً. من هنا وبالفطرة فقط بدأ ذلك الشعب في إيجاد مفاهيمهم الأخلاقية لها طابع روحي الخاص بهم، إذا لا يُسمح للأسرة بإنجاب أكثر من أربعة أطفال ولا يُسمح لهم بإنجاب طفل بعد أن صار لديهم طفل مقبل على الزواج. أيضاً يمتلكون مفاهيم تشجع الموت المبكر، وكل ذلك بهدف تقليل عدد السكان لتكفيهم الموارد الغذائية المتاحة. ومن لا يمتلك قطعة من الأرض أو ليس له قيمة حقيقية بين المجتمع فالانتحار واجب عليه ليترك البيئة تساعد وتكفي الآخرين. أما الإجهاض هو أمر محلل وواجب جداً لوقف زيادة العدد، ويتم عمله بكامل الرضى والقبول والطاعة بدون أن يتحدث شخص للمرأة عن وجوب الإجهاض.
شعوب الفطرة لا تعرف الملابس
في هذا الأمر تتوحد أغلب شعوب الفطرة المحتفظة بتقاليدها حتى هذا اليوم. إنهم لا يلبسون شيئاً ولا يحتاجون لذلك لأنهم لا يعرفون معنى العري، أي لا يشعرون بالخجل أو بضرورة إخفاء أجسامهم. قد تجد مع بعض الشعوب أنهم يلبسون بعض الملابس من الريش أو من الخيوط المنفصلة كنوع من الزينة في الاحتفالات والمناسبات فقط، ولكن في الوقت العادي هم يتنقلون خارج منازلهم بأجسامهم كاملة العري سواء كانوا رجالاً أو نساءً. البعض منهم يرسم على الأجساد بعض الأشكال ويتلونوا، والبعض الأخر يضع بعض الأوراق أو الخشب على الأعضاء التناسلية من الأمام وليس من الخلف. بعض الشعوب ينظرون إلى عضو الرجل التناسلي على إنه هو العورة الوحيدة التي يجب أن يخفيها الرجل البالغ بجذر خشبي يشبه القرن، وكلما زاد طول هذا القرن كلما كبرت مكانة الرجل وسط المجموعة.
مساكن شعوب الفطرة
تعيش شعوب الفطرة بداخل الغابات الكثيفة فيبنون منازلهم من أوراق الشجر الكبيرة، والتي تجف بالطبع بعد أسابيع فيتركوها ويبنون غيرها. المنزل هو عبارة عن سقف حماية للوقاية من المطر والرياح. مجموعة ملابري في جنوب آسيا تسمى بأرواح الأوراق الصفراء، بسبب كثرة تنقلهم فيخلفون ورائهم الكثير من أوراق الأشجار الميتة.
حياة الصيد عند شعوب الفطرة
أغلب طرق الصيد تتم عن طريق الركض وراء الحيوانات المرغوب صيدها مثل الأرانب والخنازير البرية. أما الطريقة الثانية فهي باستخدام النباتات السامة لاصطياد الأسماك بالأخص، عن طريق نشر الأوراق على وجه المياه فينقص الأوكسجين ويطفو السمك ميتاً فوق المياه. وحينما يتعلق الأمر بمعرفة النباتات فهم أحكم من العلماء بسبب كثرة احتكاكهم بالبيئة ومشاهدة تأثيرها الفعال على الكائنات الحية. أما المرأة فتجمع النباتات والأوراق والجذور اللازمة للطبخ بالطرق البدائية، ويجلسون ويأكلون بأياديهم.
متعة شعوب الفطرة
المتعة الوحيدة لشعوب الفطرة هي بالجلوس وتدخين التبغ، سواء بأوراق التبغ الملفوفة أو بغليون مصنوع من جذوع الأشجار. كما أنهم يغنون ويفكرون بأرواح الأقرباء المتوفيين والأوائل ويتغنون في القمر والطبيعة غالباً. وهم يعرفون فنون من الرقص والطبل والموسيقى البسيطة.
لغة شعوب الفطرة
شعوب الفطرة تتكلم بلغات غريبة جداً عن لغات البشر اليوم لذلك يصعب التواصل معهم جداً لأن لغاتهم تكون خاصة بهم ولا يوجد من يفهمها. أغلبها تعتمد على أصوات تجعلك تشك بأنهم يصرخون مع بعضهم ولكنهم يتحدثون ليس إلا. أما عن التراكيب اللغوية والمفاهيم فهي بسيطة جداً وأغلب كلماتنا لا توجد عندهم من الأساس في اللغة، وفي أغلب الأوقات لا يعرفون الكتابة نهائياً. على سبيل المثال لا يوجد لاتجاه اليمين أو اليسار معنى واضح وصريح في اللغة بل يشيرون إلى أماكنهم بأقرب شجرة أو جبل.
الطب عند شعوب الفطرة
إنهم يبررون المرض بفقدان الروح أو غضب الطبيعة، لذلك أن يُعالج المريض روحياً وبالطبع يتم الأمر عن طريق السحر واستخدام بعض الأعشاب. ويعتقدون جداً في قوة الأعشاب وارتباطها الروحي، كما أنهم يعتقدون أن نبات الهيل هو الأفضل في علاج وجع الرأس أو الصداع بمفهومنا نحن.
حضارة بالنسبة لهم
الحضارة لم تعني يوماً لشعوب الفطرة سوى الحاجة والاستغلال والجوع، لأن بعد تدمير مساكنهم وأراضيهم في الغابة التي احتضنتهم اضطروا للعمل عند الفلاحين الذين يستغلون الأمر للسيطرة عليهم وامتلاك الأراضي، إذ لا يوجد عندهم ما يعني امتلاك والأرض مُلك للجميع أما البشر المتحضرين فلديهم من الخبث والحيلة وحب الامتلاك ما يجعلهم يستغلونهم أسوء استغلال. استغلوا البراءة وحولهم إلى شبه عبيد يتلقون الأكل والشرب القليل مقابل العمل الشاق، ويتم إجبارهم على دخول أولادهم إلى المدارس وتعلم اللغات الجديدة، مما يعني ضياع تراثهم العريق وحياتهم الأصيلة البريئة الهادئة. لذلك تعمل السلطات العالمية للمطالبة بحقوق هؤلاء القلة وزيادة العمل على السياحة إلى مناطقهم للتعرف على طبيعة المعيشة وكأنهم يدخلون إلى العصر الحجري بآلة زمن. مما يوفر بعضاً من الأمان والاستقرار لهم ولكنهم ما زالوا مهددين بالانقراض، وانقراض البراءة والفطرة الإنسانية الأولى معهم إلى الأبد.
أضف تعليق