شعب الأنوناكي، قد تبدو كلمة غريبة على مسمعك، أما كلمة أنهم خلقوا الإنسان هنا تتعقد الأمور أكثر بالنسبة لك. من هم؟ ومن أين أتوا؟ وماذا فعلوا حسب الاعتقاد في العقيدة العراقية القديمة؟ وهل سيعودون مرة أخرى؟ كلها أسئلة سأجيب لك عنها في المقال، فدعني أتلاعب بعقلك لتدخل في عالم أخر وزمن أخر وتتعرف أكثر على شعب الأنوناكي.
تعرف على ديانة شعب الأنوناكي
العقيدة السومارية
أولاً يجب أن تتعرف على المكان الذي نستخلص منه المعلومات عن شعب الأنوناكي، ألا وهي الحضارة السومارية، حضارة ما بين النهرين أو ما تسمى حالياً العراق. من المعروف لدى باحثي التاريخ أن في منطقة العراق ما حولها من أقصى جنوب نهري دجلة والفرات أو أقصى الشمال وحتى البحر المتوسط، تكونت أولى الحضارات الإنسانية بالعالم القديم منذ أكثر من ستة ألاف عام، صحيح أن الكتابة لم تبدأ هناك سوى من ثلاثة ألاف عام إلا إن الحضارة بدأت قبل ذلك بكثير والمكتوب على الأحجار ما هو إلا رواية لتاريخهم هم.
بدأ الأمر حين قرر الإنسان الحجري السكن بجانب الأنهار وتعلم الزراعة وبدأت التجمعات، بعدها بدأت ما نسميه الحضارة السومارية القديمة وهي أقدم حضارة بالعالم تتخطى حتى الحضارة الفرعونية في القدم، وبعدها جاءت مملكة أكد بتلك المنطقة على يد سرجون الأول، ثم الحضارة البابلية وأشهر ملكوها نبوخذ نصر ثم الحضارة الأشورية أي مملكة أشور وعاصمتها نينوي، ورغم اختلاف الثقافة واللغة بعض الشيء بين تلك الحضارات إلا أن اللغة قريبة جداً من بعض والديانة شبه واحدة إلا أن الاختلاف كان برفع مكانة إله عن أخر في كل فترة زمنية.
ما يخصنا بهذا الأمر هم الحضارة السومارية وكتابتهم باللغة السومارية لأنها أقدم كتابة ولم يصلنا منها سوى القليل، ولكن هذا القليل كشف عن أسرار عظيمة عن تلك الفترة وعن ديانتهم وإيمانهم بشعب الأنوناكي وماذا يمثلون لهم. قصتنا تأتي من سبع لوح أثرية قديمة تسمى “إينوما إليش” وهي قصة الخليقة البابلية التي تتحدث عن إيمانهم بكيف تم خلق الكون والإنسان على يد الآلهة العظام الأعلى (إنليل، إنكي، أنو، مردوخ، نبو، سين، شمش).
من هم شعب الأنوناكي؟
شعب الأنوناكي هم الشعب القادم من الفضاء “فضائيين” وهم أبناء الآلهة وصناع الإنسان على وجه الأرض، هنا قد تجد تضارب بعض الشيء لأن بعض الكتب تذكر أن الآلهة العراقية هي من خلقت الأرض والإله مردوخ خلق الإنسان من الطين، ولكن البعض الأخر يقول بأن شعب الأنوناكي بعلمهم ومهارتهم هم الخالقين الحقيقين الذين خلقوا البشر ومن ثم عاشوا معهم لفترة معينة.
الإله أنليل خلق السماء ومن ثم إنكي خلق المياه وزوجته كي خلقت الأرض، ثم جاء شمش إله الشمس وسين إله القمر، أدد إله الرياح والرعد والأمطار، ثم مردوخ خلق الإنسان ونبو علمهم الكتابة والمعرفة، أما شعب الأنوناكي لهم أسطورة خاصة بهم وبأنهم هم هؤلاء الآلهة وهم من خلقوا البشر على صورتهم بجيناتهم الخاصة.
فكرة شعب الأنوناكي تنبعث أساساً من العلم وليس من الوهم لأن معرفتهم القادمة معهم من الفضاء في مختلف العلوم والفنون الموصوف بعضها في تلك الألواح، ليس لها تفسير، أي كيف عرف السوماريون القدماء بدون أي أدوات أو أجهزة علمية حديثة مثل تلك المعرفة إلا لو كانت المساعدة خارجة من شعب أخر من مكان وكوكب أخر. لأنهم عرفوا أشياء لم يعرفها العلم الحديث سوى من سنوات معدودة، كما أنهم بنوا المعابد الضخمة المميزة لتلك الحضارة التي يقدر البعض طولها بأنه أطول من الإهرامات، وتحتوي على سلم طويل جداً كان يعبد بها الآلهة رغم عدم توفر أي وسائل مساعدة لبناء مثل تلك الأشياء. يري بعض المؤرخين أن حتى الإهرامات والمعابد الشاهقة كانت أيضاً بفعل الأنوناكي بمساعدة المصريين كما ساعدوا العراقيين، ولكن نحن نتكلم هنا من زاوية العقيدة العراقية فلن نتطرق الموضوع
أخر.
كيف خلق شعب الأنوناكي الإنسان؟
كما قلنا بأن شعب الأنوناكي جلب معه من موطنه علم كبير ومعرفة عظيمة ومن تلك المعارف كان ما نسميه نحن اليوم “الهندسة الوراثية”، في اعتقاد السوماريين أن الأنوناكي خلقوا الإنسان على شكلهم من لحم ودم بالهندسة الوراثية بعد الكثير من التجارب فكان في الأول مجرد إنسان حجري وتطوروا الأمر إلى أن وصلوا لخلق الأجداد تماماً على ما نحن عليه كبشر اليوم. بسبب تلك الهندسة العجيبة كانت الجينات أقوى مما عليه اليوم مما يثبت صحة اللوح الأخر من الألواح السومارية التي تذكر أن الملوك السوماريين القدماء عاشوا وحكموا لفترات طويلة جداً تصل لألف أو ألفي عام، وأن ما نحن عليه اليوم ما هو إلا تدهور لتلك الجينات الأصلية.
بما إن شعب الأنوناكي أبناء الآلهة ولهم معرفة كبيرة فخليقتهم من جيناتهم الخاصة كانت لها قدرات أقوى من البشر العادين اليوم، فمن الخارج هم كانوا يشبهوننا ولكن من الداخل هم أقوى وأعلم وأجدادنا أنفسهم عاشوا معهم بشكل رائع لعدد سنوات أكثر وبصحة أقوى. من الغريب والذي يثبت نوعاً ما صحة الأمر هو وجود أشكال محفورة على تلك الألواح من وقت كتابتها منذ أكثر من لفي عام، هذه الأشكال هي عبارة عن شكل الDNA البشري ذو الشريطين المزدوج. وتلك الرسومات لابد أنها أتت مع معرفة شعب الأنوناكي لأن الشعب السوماري القديم لم يكن مؤهلاً بالطبع لاكتشاف مثل تلك الأسرار بمفرده.
لو بحثت في كل الميثولوجيا المختلفة للأديان القديمة حول العالم لوجدت تشابه معين واضح فيهم جميعاً وهو أن المعبود دائماً منحدر من السماء. ولو بحثت أيضاً عن الاكتشافات للهياكل العظمية القديمة ستجد أنها لم تكن شبيه بتلك الآن وأن لها أشكال مختلفة خاصة عند الرأس، منها هيكل عظمي لملكة وجدت في مدينة أوروك القديمة بجنوب العراق والغريب بهذا الهيكل هو رأسها الأسطواني الشكل وطويل لأعلى، ولك أن تعرف أن تلك السمة لو وجدت في الرسومات العراقية القديمة تدل على إلهية المرسوم. فهل كان ذلك الهيكل العظمي لواحدة من شعب الأنوناكي أم أنها كانت هجين بين الأنوناكي والإنسان أم إنها بداية التجارب لخلق البشر؟ كلهم احتمالات واردة.
الغريب بالأمر أن العلماء وجدوا هياكل عظمية مشابهة في أماكن أخرى بالعالم أسطوانية أو متضخمة بشكل غير سوي على سبيل المثال في مدينة بيرو، كما أن الرسومات في الميثولوجيا حول العالم حتى في أمريكا الجنوبية نفسها وهو العالم المنسي كانت تحتوي على كائنات فوق بشرية هياكلها العظمية مختلفة ويمكن أن يكون لها أجنحة أو ما شابه تدل على إلهية هذه الكائنات والجميع المشترك أنهم قادمون من السماء وعلى البشر العادين الخضوع والطاعة والعبادة، إذا يجب أن تسأل نفسك سؤال، لماذا كل هذا التشابه؟ هل مجرد تخاطر أفكار لكل الأجداد القدماء حول العالم أم أن هناك حقاً شعب فضائي أتي على الأرض من ألاف السنين من السماء ومن بين النجوم وأثر على شعوب الأرض القديمة حتى إنهم عبروا عن ذلك الشعب ولكن بطريقة مختلفة حسب كيفية التأثر بهم؟ وإن كان ذلك صحيح فهل هم “شعب الأنوناكي” حسب العقيدة العراقية؟
من أين أتوا شعب الأنوناكي؟
هذا السؤال يجاوب عليه الباحث التاريخي “زكريا ستش” الذي كتب كتاب بعنوان الكوكب الثاني عشر بعد بحث طويل ومكثف في العقيدة العراقية والألواح الأثرية. ويتحدث زكريا عن كوكب يسمى “نوبيرو” وهو موطن الأصلي لشعب الأنوناكي. هذا الكوكب هو بالحقيقة جزء من مجموعتنا الشمسية ولكن يختلف في طريقة دورانه حول الأرض عن باقي الكواكب.
في اعتقاد زكريا أن كوكب نوبيرو يسير على مسار بيضاوي ولكن الشمس ليست في المنتصف كما في حالتنا نحن ولكنها على أحد جوانب الدائرة البيضاوية مما يسمح للكوكب بالاقتراب منها ومنا كل 3450 عام ومن ثم يأتي الأنوناكي لزيارة الأرض والوقوف على محطة المريخ أولاً لزيارته هو الأخر، وذلك باستخدام ما نسميه اليوم سفن فضائية عملاقة كانت بالنسبة للسوماريين بناءات ضخمة لا يعرفون كيف تم صنعها أو قيادتها.
من هم النفاليم؟
النفاليم هم خليقة مختلفة عن البشر وهم هجين بين الآلهة والنساء البشرية، هؤلاء النصف بشر نجد لهم أثر في جميع عقائد العالم، مثلاً الإله زوس كان له ولدين هرقل وبرسيوس من امرأتين بشريتين، حتى التوراة تحتوي على عرق عمالقة مختلفون عن البشر ويسموا بأبناء الله، هل لهذه الكائنات أصل واحد عبرت عنه الأديان المختلفة بعقائدهم، نعم الأصل عند شعب الأنوناكي لأنه وبحسب الأسطورة حين خلق الأنوناكي النساء أعجبهم شكلهم وتم إغوائهم وكانت نتيجة هذا التزاوج عرق عمالقة لهم صفات غير البشر ولكنهم بنفس الوقت غير الآلهة.
من المفترض أن “الطوفان” هو من قضى على تلك الفصيلة بالكامل، وذلك بسبب غضب الآلهة عليهم ومن بقي بعد الطوفان كان البشر العادين فقط. قصة الطوفان نجدها في موضعين بالعقيدة البابلية قبل ألفي عام من كتابة التوراة، أولها في قصة وأسطورة الملك جلجامش والتي تروي تفاصيل الطوفان العظيم الذي غمر منطقة ما بين النهرين كلها وممثل النبي نوح عليه السلام بهذه القصة هو “أوتو نبشتم” الذي اختارته الآلهة لبناء فلك يدخل فيه مع عائلته وحيوانات كثيرة ليحتمي من الطوفان ويصبح خالداً فيما بعد. أما الذكر الثاني كان في الألواح التي تذكر ملوك سومر القديمة مقسومين لنصفين قبل وبعد الطوفان، ما قبل الطوفان يعيشون لأكثر من ألف عام وما بعد الطوفان لا يتعدوا المئتين عام من العمر، هذا الفرق الكبير يدل على فكرة هلاك الجنس الأعلى من البشر الذين وجودوا مع شعب الأنوناكي.
الإله إنليل أعظم آلهة العراق القديمة والمسئول عن الأنوناكي ابن الملك في كوكب نوبيرو، قرر عمل ذلك الطوفان لغضبه على البشر وعن الفصيلة التي بين البشر والآلهة، أما الإله إنكي وهو الأخ من نفس الأب فقط قال لا ويجب أن يأخذ البشر فرصة أخرى فساعد بتلك الفكرة أوتو نبشتم لبناء الفلك. ليدمر الطوفان معه كل أدلة لشعب الأنوناكي وكل ذلك النسل الخاطئ وتبقى قلة من الآلهة في الميثولوجيا العراقية حتى تختفي تماماً رجوعاً لكوكبهم الأم.
لماذا أتي شعب الأنوناكي؟
إذاً فلو افترضنا حقيقة الأمر وأن كل هذا لم يكن أبداً صدفة وتفكير أسطوري للبشر وإنما فقط كتابة ورواية ما رأوا وما عاشوا فيه، فلماذا تعب الأنوناكي وأتوا من كوكبهم البعيد إلينا؟ الإجابة تكمن في الكوكب نفسه، بسبب تقدم ذلك الشعب العلمي، كوكبهم نوبيرو لم يعد كما كان وتدمر غلافه الجوي فاكتشفوا طريقة لإصلاح ذلك الخلاف والمادة اللازمة هي الذهب. فبحثوا على كواكب تمتلك كمية كبيرة من الذهب ليصلحوا بها كوكبهم فوقع الاختيار على كوكب الأرض وحين وجدوا أن أمر التنقيب متعب قرروا خلق كائنات تساعدهم، ومن هنا خلقوا البشر ليجعلوهم عبيد لهم وهم ألهتهم.
قد تبدو الفكرة غريبة ولكن لما لا؟! علماء الفلك ورواد الفضاء اكتشفوا اكتشافين لهم علاقة وثيقة بتلك الفكرة، الأول أن المريخ يمتلك مياه كانت في وقت ما في تاريخ الكوكب تغطيه وكانت سائله أي صالحة للشرب وكان الغلاف المريخي يصلح للحياة وإنما تدمر ولم يعد صالحاً، فلماذا لا يحدث ذلك لكوكب أخر؟! الاكتشاف الثاني هو إمكانية حقيقة ذلك الكوكب وصلاحيته لوجود حياة، صحيح أن علم الفضاء علماً واسعاً ولا شيء فيه مؤكداً مئة بالمئة ولكن الأمر أثار بحث العلماء لمدى حقيقة هذا الأمر.
من أغرب الرسومات على بعض الجدران الأثرية القديمة هي رسمة المجموعة الشمسية خاصتنا، والتي تحتوي على رسم تفصيلي لخطوط سير الكواكب ومدارها الذي لا تخرج عنه حول الشمس، وكذلك نسبهم الحجمية بالنسبة إلى بعض حيث الأرض أكبر من المريخ ولكنها أصغر من المشتري وتلك الرسمة تحتوي على كوكب بلوتو الذي لم يكتشفه العلماء سوى مؤخراً ثم خرج مجدداً من قائمة الكواكب إلى كونه كويكب بحزام الكويكبات، ولكن إن كان الكوكب بلوتو موجود بالفعل في تلك العقيدة قبل أن نعرفه نحن فلماذا نستبعد عدم معرفتنا أيضاً بكوكب نوبيرو؟!
هل شعب الأنوناكي سيأتون مجدداً؟
ما قلته سابقاً أن كوكب نوبيرو يتقرب من الأرض كل 3450 عام، فيتبقى السؤال هل حقاً قرب قدومهم وزيارتهم الثانية للأرض مما سيزيل الشك عن حقيقة وجودهم؟ وحين سيأتون هل يجلبوا معهم خبرة ومعرفة أوسع من التي عند البشر اليوم كما الماضي؟ هل سيرضون عن البشر أم سيجدون أن الاختلافات بينهم دمرت ما خلقوا الإنسان لأجله فماذا سيكون حكمهم؟ أسئلة لا تجاب عنها وإنما فقط تسأل حتى نعرف الحقيقة.
يعتقد العلماء أن العقيدة العراقية تحمل دلائل واضحة عن شعب الأنوناكي وكذلك أثرهم موجود بباقي الديانات وهذا يؤكد أنهم راجعون إلى الأرض لا محالة ليروا ما صنعوا، وكذلك يشك العلماء بأنهم سيجدون في الوقت القريب أدلة كافية سواء على الأرض أو على المريخ تكفي لمحو الشك نهائياً، لأن شعب الأنوناكي لو أنهم حقاً أخذوا المريخ كمحطة توقف لهم فيجب إذا أن نجد باقيا عن وجودهم مثل تماماً الآثار الباقية هنا كالإهرامات أو المباعد العراقية الشاهقة والهياكل العظمية الغريبة وغيرها. وسيصبح بمقدور البشر التعلم منهم ثانية وهذه المرة لن تفقد المعرفة وسيصبح الإنسان قادراً على استعمالها ولا يغضبوا شعب الأنوناكي حتى لا يفيضوا عليهم بالطوفان العظيم مرة أخرى.
أخيراً عزيزي القارئ شعب الأنوناكي يمثل ثقافة وحضارة كبيرة عند السوماريون، عبدوهم واهتموا بقصصهم وحفظوها بلغتهم، وبنوا لهم المعابد، قد تجد أن الأمر مجرد أسطورة وحسب ديانتا هذا الكلام مجرد أساطير وثنية، ولكن العلم يجبرنا بأنها أكثر من ذلك وأن ما امتلكوا من علم ومعرفة يتعدى حاجز الفهم البشري القديم، قد يظل هناك تفسير لتلك الأمور وقد لا نجد لها تفسير أبداً. أسئلة مثل من بدأ بالاعتقاد ولماذا تشابهت المعتقدات بين حضارات العالم القديم كلها في أزمنتها المختلفة، لماذا تحمل التوراة قصصاً شبيها جداً مثل الطوفان وهل هي صدفة أم أنها مأخوذة أم الاثنين عبروا عن نفس الحدث بطرقتين مختلفتين؟ لا أملك الإجابة ولكن الأهم أننا يجب أن نعرف أن تلك الأفكار وذلك الشعب أثر في نفسية الأجيال العراقية بشكل قوي مثلما أثرت فكرة الموت والبعث في الفراعنة، تلك المعتقدات كانت قوية جداً في أيام السوماريين والبابليون القدماء.