شراب الشعير هو أحد المشروبات الرائجة في فصل الصيف لما تتميز به من قدرة على إنعاش الجسم نتيجة لخفض درجة حرارته بشكل طبيعي. وقد زاد من رواج هذا الشراب ما عُرف عنه مؤخرا من فوائد عديدة على الجسم، كما عرف عنه الوقاية من أمراض عديدة أيضا والحفاظ على الجسم في صورة صحية وسليمة، بل ومشرقة. ونحن إذ نتحدث عن شراب الشعير بفوائده الجمة ووقايته للجسم من المضارّ والأمراض، فإننا نقصد بنوع خاص ذلك الشراب منزلي التصنيع، ذلك لما لا يخفى على الناس من أمر المشروبات الجاهزة من مضارّ تتسبب فيها المواد الحافظة من ناحية، والسكريات من ناحية أخرى، والسعرات الحرارية المرتفعة من ناحية ثالثة، وبخصوص المشروبات فإننا سنضيف إلى هذه المضارّ أضرار الصودا التي تدخل في صناعة شراب الشعير الجاهز، والتي يعلم القاصي والداني ما تتسبب فيه من قرح المعدة وهشاشة العظام بالإضافة إلى أضرار عديدة أخرى.
شراب الشعير غسول الجسم الطبيعي
طرق تحضير شراب الشعير منزليا
لتحضير شراب الشعير طرق عدة تتفق معظمها في الفكرة الأساسية وتختلف فقط في إضافة النكهات المرغوب فيها. أما الطريقة الأساسية التي تتفق عليها طرق تحضير شراب الشعير المختلفة فهي بسيطة جدا، ويمكن اختصارها في الآتي:
- يتم تنقية معيار كوب من حبوب الشعير الكاملة من الشوائب، ثم ينظف جيدا تحت الماء.
- يتم وضع مقدار لترين إلا ربع من الماء في وعاء على النار وتركه حتى يغلي.
- يوصى بتهدئة النار بعد غلي الماء، ثم إضافة ما تم تنظيفه من الشعير إلى الماء.
- يتم تقليب الشعير في الماء لمدة خمس دقائق مع التأكيد على ضرورة تعهد الرغوة الناتجة بالإزالة، ثم يترك على النار الهادئة من دون تقليب ليتم نصف ساعة على النار الهادئة من لحظة إضافته للماء.
- يتم إطفاء النار وإضافة أي نوع من أنواع المحليات بحسب الرغبة. ولكي تتم الاستفادة من شراب الشعير على أفضل وجه، ننصح بتجنب استخدام السكر الصناعي كمحلي له، وإن كان ولابد، فالأفضل استخدام البني منه بدلا عن الأبيض.
- يترك الناتج ليبرد في درجة حرارة الغرفة، ثم يتم تصفية الماء الناتج من الحبوب بالاستعانة بمصفاة، وهذا الماء هو شراب الشعير الذي يتم وضعه في آنية زجاجية في الثلاجة بعد استخلاصه ليبرد بالدرجة المطلوبة ويقدم باردا أو يقدم محتويا على مكعبات ثلج. وبالمناسبة، فإن هذه الطريقة الأساسية التي تتفرع عنها الطرق الأخرى تسمى: شاي الشعير.
- هذا عن الطريقة التحضيرية الأساسية لكل أشكال ونكهات شراب الشعير ؛ إذ أن النكهات المطلوبة يمكن إضافتها بالطرق الآتية:
شراب الشعير بنكهة الليمون
وهو ينتج بإضافة برش حبة من الليمون مع عصير ثلاث حبات من الليمون إلى محتويات الوعاء من ماء وشعير ومحلي طبيعي أو صناعي، وتقليب المحتويات جيدا، وذلك بعد إطفاء النار مباشرة.
شراب الشعير بنكهة الأناناس أو الفراولة
وهو ينتج بإضافة أصنص الفراولة أو الأناناس أو أي نكهة أخرى مرغوب فيها، وذلك بمقدار نقطة واحدة من هذا الأصنص، تضاف هذه النقطة بعد إضافة الشعير إلى الماء المغلي وأخذ بعض الوقت ليسترد غليانه من جديد؛ ذلك لأن الماء يبرد قليلا عن درجة الغليان عند إضافة الشعير إليه.
شراب الشعير بنكهة الموز
وهذه الطريقة هي التي تشذ عن باقي الطرق بما فيهم الطريقة الرئيسة، ويتم تحضيرها كالتالي:
- يجهز خلاط المطبخ بحيث يتم صب ست أكواب من الماء المبرد في وعائه المعد للخلط.
- يضاف إلى الماء مقدار كوب من الحليب الباودر المجفف مع ملعقتين من خلاصة نكهة الموز.
- يضاف إلى الخليط كمية من السكر بحسب الرغبة.
- تخلط المكونات جيدا في الخلاط، ثم يضاف بعد ذلك إلى المحتويات التي سبق خلطها مقدار نصف كوب من الشعير الباودر وتكرر عملية الخلط جيدا لجميع المكونات.
- يكون الناتج جاهزا وباردا للتقديم والشراب.
فوائد شراب الشعير
يتم تصنيع شراب الشعير من الشعير، والذي بدوره عبارة عن نوع من الحبوب الكاملة الغنية بالعديد من المعادن، مثل الحديد والمنجنيز والكالسيوم والسيلينيوم والنحاس والزنك، كما أن حبوب الشعير غنية أيضا بفيتامين B وكذلك بالألياف الغذائية والأحماض الأمينية، وكذلك غنية بمضادات الأكسدة المختلفة وبمادة البيتا جلوكان. ويمكن أن تظهر فوائد هذه المواد التي تحتويها حبوب الشعير من خلال وظائفها الطبية الآتية:
علاج المسالك البولية
يعتبر شراب الشعير مدرا طبيعيا للبول، وهذا بدوره يساعد على طرد السموم والبكتيريا المتسببة في عدوى الجسم؛ لذلك فهو علاجا طبيعيا لالتهابات المسالك البولية. كما أنه يسهم في تطهير الكلى، ومقاوم لالتهابات الجهاز البولي، كما يستخدم في علاج التهابات المثانة، وفي علاج حصوات الكلى وارتفاع نسبة الكرياتينين.
خسارة بعض الوزن
يعتبر شراب الشعير خيارا صحيا لمن يود خسارة بعض الكيلو جرامات؛ وذلك لاحتوائه على نسبة عالية من الألياف، وبخاصة البيتا جلوكان. فهو بالتالي يعطي شعورا بالشبع لفترة أطول. كذلك يمكن الاستعاضة به عن المشروبات والعصائر ذات السعرات الحرارية العالية والتي تتسبب في زيادة الوزن.
صحة الجهاز الهضمي
يعزز شراب الشعير من عملية الهضم، وهو كذلك مفيد لصحة الأمعاء ومفيد لعلاج مشكلات الجهاز الهضمي بما فيها البواسير والإمساك والتهاب المعدة؛ وذلك لاحتوائه على نسبة وفيرة من الألياف القابلة للذوبان وغير القابلة للذوبان على السواء. ويمكن تناول شراب الشعير خلال نوبات الإسهال؛ وذلك لاستعادة السوائل المفقودة وضبط توازن الأملاح في الجسم.
علاوة على ما تقدم، فإن الألياف في النظام الغذائي تقلل من مخاطر الإصابة بأنواع عدة من السرطان، كسرطان المستقيم والقولون. كما تقي الألياف من الإمساك. كما يُعتقَد أنها تساعد في منع تكون حصوات المرارة من خلال الحد من إفرازها لحامض الصفراء.
تخفيض الكوليسترول
يعتبر شراب الشعير مصدرا جيدا لتخفيض مستويات الكوليسترول في الدم؛ وذلك لاحتوائه على نسب كبيرة من الألياف الغير قابلة للذوبان؛ مما يقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب، كما يساعد مركب البيتا جلوكان على منع المعدة والأمعاء من امتصاص الكوليسترول الموجود في الطعام.
صحة القلب
نتيجة لإخفاض شراب الشعير لمستويات الكوليسترول في الدم، فإنه يمنع حدوث تصلب الشرايين الناتج عن زيادة سمك جدرانها بفعل الترسبات الدهنية؛ التي بدورها تزيد من ضيق الشرايين الذي يؤدي إلى زيادة تدفق الدم، والذي بدوره يؤدي إلى ارتفاع ضغطه، ومن ثم زيادة فرص الإصابة بأمراض الأوعية الدموية والقلب.
التحكم في مستويات السكر لمرضى السكري
تعمل مادة البيتا جلوكان الموجود في شراب الشعير على الإبطاء من امتصاص الجسم للجلوكوز بعد تناول الطعام، كما يقلل من ارتفاع الأنسولين والجلوكوز. وقد أظهرت العديد من البحوث أن مادة البيتا جلوكان هذه من شأنها المساعدة على التحكم في مستوى السكر في الدم ومناهضة الأنسولين، كذلك تقلل من احتمالية الإصابة بالسمنة، والتي تعد عامل خطر رئيس لمرضى السكري من النوع 2.
يحافظ على نضارة البشرة
يعزز شراب الشعير من نضارة البشرة ويؤخر من ظهور التجاعيد؛ وذلك لاحتوائه على مضادات الأكسدة.
يمنع هشاشة العظام: وذلك لما يحتويه شراب الشعير من المعادن الضرورية لعظام الجسم والحفاظ عليها وتقويتها.
أضف تعليق