إن وجود شخصية مؤثرة من أهم الأمور حاليا، حيث نجد كل يوم ازدياد في أعداد البشر، وكلما زاد العدد ضعفت السيطرة، ونجد هنا أن شخصية مؤثرة قوية تستطيع أن تكون عنصر مهم في وجود عدد كبير، حيث تستطيع إدارة الشركات والمشاريع المختلفة بشكل صحيح، بالإضافة إلى أن التأثير الإيجابي من أهم الصفات التي تحتاجها العديد من الوظائف مثل: المعلم، والإعلامي، وإن توافرت هذه الصفة في مكانها الصحيح، واستطعنا بناء شخصيات مؤثرة، سيكون هذا الحجر الأول في بناء بناء العالم والدول، ولمعرفة علماء النفس بأهمية هذا الأمر قاموا بدراسة الشخصيات المؤثرة، واستخلصوا بعض الصفات التي اعتبروها السبب الرئيسي في نجاح هذه الشخصيات، وفي هذا المقال سنعرض لكم، أهم هذه الصفات التي يجب أن تركز عليها، وتحاول القراءة عنها، لكي تعرف المزيد عنها، لتستطيع أن تكون شخصية مؤثرة في من حولك، وتترك بصمتك الخاصة في صفحات التاريخ.
استكشف هذه المقالة
مدح الآخرين بما فيهم
إذا أحبك شخص ما، فأنت الآن تضع قدمه في أول طريق التأثر بك، ولكي يحبك شخص أو يتأثر بك فالأمر عكس ما يظهر تماما، حيث لا يعتبر تعدد محاسنك وخصالك الحميدة من الأسباب التي ستجعل شخص يتأثر بك، بل عندما تعدد أنت على شخص محاسنه يعتبر هذا تأثيرا، فالناس لا يحتاجون إلى أن تخبرهم كم أنت شخص ناجح ومثقف وذكي، فربما أصبت بعضهم بالإحباط، وبعضهم الآخر بالسخط، القليل من الناس فقط من يتأثر إيجابا بنجاح شخصا ما، ولكن إن أردت التأثير على الكثير كل ما عليك هو مدح الشخص الذي يتحدث معك، وإظهار كم هو شخص جيد، وأنك تثق به، وأنك تعرف أنه دائما يستحق مكانة أفضل من التي هو فيها، وسيولد هذا الأمر الكثير بالمحبة والتأثر بداخله تجاهك، حيث سيعرف الشخص أنك تقدر قيمته، وأنه ليس مثل باقي الناس الذين تعرفهم، ومثلما يجب عليك مدح العمال في الشركة أو الطلاب في الفصل، يجب أيضا مدح المدير في العمل، وحاول قدر المستطاع ألا تتفوق عليه فهذا لن يجعله يفخر بك أبدا، وتذكر مثلما يجب عليك دائما الامتداح واللباقة في الحديث، يجب عليك معرفة أن الزيادة في أي أمر تأتي بما لا يحمد عواقبه.
الاهتمام بلغة الجسد
لا تقل لغة الجسد أهمية عن لغة الكلام، فلكل منهما تأثيره الخاص، وتعتبر لغة الجسد تحرك الظاهر من الجسد مع حديثنا مثل: القدم، اليد، الوجه، العين، الوجه، الكتف، وغير ذلك من الأعضاء، وعندما تمتلك زمام هذه التحركات ستساعدك كثيرا على إقامة محادثات وخطابات قوية ومؤثرة، حيث لن تحتاج إلا لخطوات بسيطة لكي يشعر الذي أمامك بصدقك، أو كذبك أو الخوف. ولا يجب على المحاور الجيد أن يتعامل مع الذي يسمعه فقط من الأشخاص حين يتحدث إليهم، بل يجب أن يتابع الإشارات البسيطة الأخرى مثل: نبرة الصوت، ولغة الجسد، حيث يستطيع أن يستنتج من هذه التعبيرات أن الشخص الذي أمامه لا يريد الحديث، أو قد يعرف مدى استجابته واستيعابه للحديث، وبالتعود على لغة الجسد ومعرفة خباياه يمكننا معرفة طرق تفكير الشخص الذي أمامنا، بضع حركات بسيطة تساهم في تكوين شخصية مؤثرة ، ويعد عدم الاهتمام بهذه الأمور هو السبب الرئيسي لوجود عدد قليل جدا من الشخصيات المؤثرة، والتي تتخذها الناس قدوة وتتمنا أن تسير على خطاها.
لا تفصح عن مشاعرك أبدا إذا أردت أن تكون شخصية مؤثرة
الكثير من الحديث قد يؤدي إلى خسارة كل شيء، ففيه تقول ما تحب قوله، ويخطئ لسانك ويقول ما لا يجب قوله، الكلام العشوائي المتناثر قد يكون الحائط الذي تضعه أنت في طريق نجاحك، ولا يتوقف الأمر على الحديث فقط، بل التحدث عن مشاكلك وعواطفك أيضا، وكثيرا نجد أن الإفصاح عن المشاعر قد يسبب الكثير من المشاكل فيما بعد، ليس عندما تشتكي لأحد مشاكلك فقط، بل حتى الإفصاح الطبيعي للمشاعر كردة فعل للأمور المحيطة بك، فإذا كنت مدير في شركة ما، أو على مجموعة من الناس في أي نشاط، لا يجب أبدا أن تشعرهم بما تشعر، كل ما عليك أن تظهر هادئ متزن مهما اشتعلت الأمور من حولك، فإن كانت هناك مشكلة وظهر حزنك وتوترك بسببها، فستنتقل هذه العواطف إلى الفريق بأكمله بسرعة، وقد يساعد الأمر أيضا في قراءة مشاعرك بسهولة، ويسهل التحكم بها فيما بعد ببضع كلمات، لذلك لا تظهر ضعفك أبدا ولا أمام الأقربين منك، فقد يكونوا هم منافسيك يوما ما، الغموض دائما ما يكسب الإنسان رهبة واحترم، وإن كان غموضك لا يمنعك من مشاركة الآخرين والعمل معهم، فاعلم أنك شخصية مؤثرة وقائد عظيم.
لا تعطي الأوامر للآخرين فقط
لا تشعر الآخرين بأنك مجرد قائد يعطي الأوامر فقط، لأن هذا سيولد سخط مع الوقت، لأنهم قد ينفذوا هذه الأوامر على مضض، وإن كنت تفعل هذا لمنصب معين كرئيس شركة، فمع مرور الوقت ستثقل هذه الأوامر طاقم العمل، ولن يفعلوا شيء على أتم وجه، بل سيفعلون الأمر بالشكل الذي يجعلك تأمرهم بالانصراف إلى مهمة أخرى، وبالطبع هذا لن يكون في مصلحة الشركة، أو أي كان العمل، وهنا يجب اتباع استراتيجيات أخرى في العمل، مثل مشاركتهم في الأمور المختلفة، والعمل معهم إن تطلب الأمر، حتى وإن كان الأمر لكي تشعرهم أنك لا تريد أن تجعلهم يعملون فقط، وهكذا الأمر في الحياة اليومية فمساعدة الناس ومشاركتهم في العمل، تكسبك محبتهم، والأمر هنا لا يقتصر على شخص معين، حيث يجب عليك مساعدة أصدقائك، والبائع الذي تشتري منه، وغير ذلك حسب الموقف الذي تتعرض له، ويجب عليك ألا تخرج الأوامر بشكل جاف يضيق به صدر من أمامك، بل أجعل الأمر يظهر كشورى، وتناقش مع الشخص الذي تريد منه خدمة ما وأجعله يصل إلى نفس الحل معك، فعندما تشعر من أمامك أن العمل له ولك، والرأي له ولك، وغير ذلك من مواقف الحياة، سيبذل كل ما عنده وسيخرج العمل بأفضل حال.
الحياة ليست سهلة، وتعلم التجارب المختلفة يتطلب الكثير من الوقت، حيث عليك المرور بالعديد من المشاكل والتجارب لكي تعرف حلولا جديدة، وكيف تتعامل مع الأزمات المختلفة، وربما تعد هذه الفكرة من الأفكار التي تعيق مسيرتك، وتعتبر القراءة والتعلم من تجارب الآخرين هو الحل الأمثل، فمهاجمة المشكلة قبل أن تهاجمنا من صفات الأذكياء، ومن هذه الفكرة البسيطة، وجدنا الكثير من الأبحاث، والكتب، التي تشرح لنا الشخصيات المختلفة، والصفات التي تتحكم بكل شخصية، ومع تطور طرق اكتساب الصفات المختلفة وتعلمها، أصبح من السهل تعلم صفات الشخصيات التي نحبها، ونكون مثلها، ومن ذلك نجد شخصيات بعينها تحب الناس أن تقتدي بها. شخصية مؤثرة ، شخصية قوية، وغير ذلك أصبح من السهل اكتسابه، وتعد معرفة بعض الخطوات الصغيرة هي المفتاح لتصبح شخصية مؤثرة عظيمة، وبما أنك تكتسب صفات شخصية فأنت تكتسب الإيجابي منها فقط، بعض المهارات الصغيرة قد تغير حياتك كلها، الأمر كله يتوقف على قرار صغير منك.
أضف تعليق