أي شخصية سيكوباتية تعتبر ضمن أكثر الشخصيات خطورة على المجتمع. وإن أردنا أن نُعرف ما هي الشخصية السيكوباتية، يمكن أن نقول: الشخص السيكوباتي هو شخص مريض عقلي ويتميز هذا المريض بأنه يكون إنسان سطحي العاطفة، قليل المشاعر، لا يعترف بالخجل ولديه سلوك معادي للمجتمع والبشر عمومًا. لا يتفاعل مع الناس، ويفضل أن يَبتعد عنهم وأن يكون دائما وحيد. يميل إلى العدوانية بشكل كبير جدًا. وقد يكون سلوكه إجرامي أحيانًا. وغالبا يكون هذا ناتج من مشاكل نفسية كثيرة حدثت في طفولته، أو أن شخصيته هكذا بالفطرة، أو أنه يرى أنه في المكر والاحتيال والرغبة في السيطرة متعة خاصه، لا يجدها في الأفعال العادية الأخرى.
استكشف هذه المقالة
ما الذي يميز الشخص السيكوباتي؟
يتميز الشخص السيكوباتي أنه يعاني من الازدواجية الشخصية، حيث وأنه فور ما تراه أول وهلة وتعتقد أنه وديع جدًا وشخصية جديرة بالثقة. قد تجد الابتسامة على وجهه. قد يكون ذو مظهر جيد. ولكن بعد أن تتعرف عليه عن قرب وتكتشف حقيقته ستفهم أنه يصاب دومًا بالعصبية بصورة سريعة جدا وسيئة. وستجد أنه شرس في انفعالاته. لا يتسامح ولا يرحم. يريد أن يحصل على حقه بأي طريقة ممكنة. ويستغل الجميع من حوله. لا يعرف معنى الحب ويستغل الحب من الآخرين في خدمة ما يريده.
هل أنت شخصية سيكوباتية ؟
ربما من يقرأ هذا المقال لا يعرف أنه في الحقيقة شخص سيكوباتي. ولكن هذه ليست مشكله لأن هذا المرض يستطيع ضمير الإنسان أن يتغلب عليه بسهولة إذا اكتشفه بطريقة سريعة، وكان له إرادة حقيقية في التخلص من العدوانية المفرطة بداخله.
العنف الدائم
لو كنت شخص يفكر كثيرًا في الحلول العنيفة للمشاكل التي تواجهك. أو لو كنت ترى أن في الانتقام من الأخر لذة معينة. أو لو كنت تجد في ألم الآخرين شعور بالمتعة والفرحة الداخلية. هنا من الممكن أنك تعاني من كونك شخصية سيكوباتية. وهذا يعني شيء غير طبيعي يجب أن تأخذه على محمل الجد. خصوصًا في التعامل مع القريبين منك، لأنك لو كنت تعاني من أعراض شخصية سيكوباتية فهذا سيؤدي في الأخير إلى أن تخسر الجميع من حولك بسبب العدوانية. أيضا إن كان من حولك يشتكون باستمرار من تعاملك معهم بصوره عنيفة أو بصورة أنانية مفرطة، فهذا دليل يشير إلى وجود خلل سيكوباتي نفسي داخلك. لذلك لا تتجاهل في هذه الأحوال أي من الكلمات التي توجه لك من الأقربين. لأنهم يرونك على حقيقتك في معظم الوقت وهنا يُفضل جدًا أن تبدأ في البحث عن حقيقة هذا الأمر.
الشعور المتضخم بالكبرياء
أي شخصية سيكوباتية تعتقد أنها أذكى من غيرها، وأن لديهم قوة أكبر من الآخرين. وأيضًا الشخص السيكوباتي يحب جدًا أن يقترب من الأشخاص الناجحين والذين لديهم سلطات ونفوذ لأن هذا يجعله يعتقد أنه في أمان بسبب العلاقات المميزة التي يمتلكها. يمتلك شعورًا وهميًا أنه يستطيع أن يتغلب على أي شخص في أي شيء مهما كان دون النظر على أي نتائج ومعطيات عقلانية. فهو دائمًا يعتقد أنه الأفضل ولا يحاول أن يُحسن من نفسه لأن لديه يقين أنه الأصلح. وهذا يجعله دائما في صدامات لأنه لا يكون أهل لما يريده ولكنه يحاول أن يحصل عليه بالقوة.
لن تحب المسئولية لو كنت شخصية سيكوباتية
حتى تتأكد أنك لست شخصية سيكوباتية يجب أن تستمتع بالمسؤولية، ولا تجد فيها نوع من أنواع الملل والضجر. لأن من مميزات الشخص السيكوباتي عمومًا أنه لا يريد أن يتحمل أي نوع من أنواع المسئولية. بل هو شخص يريد أن يأخذ القرارات والآخرين ينفذونها وأن يحصل على السيطرة دون أن يفعل أي شيء في المقابل. هو فقط يريد أن يسيطر على الأشياء وعلى الناس الآخرين في حين أنه لا يريد تمامًا أن يبذل أي مجهود أو أن يكون في مكان أحد أخر يأمره فيه. لأنه لن يتحمل فكرة أن هناك شخص يتحكم به.
اختراق القانون
أي شخصية سيكوباتية تحب أن تخترق القانون. ولا تسير على خطى الشيء الصحيح فهو في داخل رغبة في عدم الخضوع لأي شيء من حوله حتى القانون. وهذا ناتج من تعظم الذات الذي تحدثنا عنه سابقًا. ومنه نجد أن كثير من المجرمين يعانون من السيكوباتية. والمعظم يكونون في أقسام الجنايات، مثل قضايا القتل والاغتصاب. ويكونون في الأساس مرضى نفسيين ويعانون من خلل سيكوباتي وعدواني مفرط.
استجاباته العاطفية سطحية
لو كنت لا تتأثر ببعض الأحداث الصعبة مثل وفاة أحد الأقارب. أو فقدان شخص عزيز. أو الخروج من علاقة مهمة في حياتك أو موقف أثر في الجميع من حولك وأنت لا تتأثر. حينها من الممكن أن يكون هذا عرض أنك شخصية سيكوباتية. لأن السيكوباتيين لا يتأثرون بالمواقف العاطفية مثل الآخرين. بل لديهم نوع من أنواع البرود والقساوة المفرطة في عملية التعاطف مع الآخرين مما يجعلهم غير متأقلمين في الحياة الاجتماعية العادية ويطلبون الوحدة كثيرًا. حتى لا يتعرضون لهذه الأنواع من المشاعر المزيفة بالنسبة لهم. لأنهم غالبًا يقابلون العواطف البديهية مثل الحب والرحمة بنوع من أنواع السخرية. وهذا دافع حقيقي لكونهم عدوانيين بصورة دائمة.
لا يشعر بالذنب
الشخص السيكوباتي لا يشعر بالذنب مثل الآخرين، بل هو فقط يسعى نحو الكراهية والانتقام بصورة دائمة. مما يجعله مؤهل جدًا ليكون مجرمًا متكاملًا. لأن حبه للعنف لا يوجد شيء داخلي يوقفه. فلا يوجد ضمير داخلي لديهم. بل كل ما يدور في ضميرهم هو عمليات الانتقام العادية جدًا بالنسبة لهم.
أي شخصية سيكوباتية كاذبة
هذا من ضمن علامات كشف الشخص السيكوباتي أيضًا. حيث أنه لا يقول الحقيقة كاملة أبدًا. وهذا ناتج أنه هو في الأساس لا يعيش حقيقة كاملة من داخله. ولذلك لا يرى الآخرين يستحقون الحقيقة.
الطفل السيكوباتي
الطفل السيكوباتي يظهر دائمًا وسط العديد من الأطفال. لأن غالبًا سلوكه يُغاير الطبيعي للأطفال الآخرين. لأنه يكون عدواني جدًا ويميل إلى ضرب وأذية الأطفال الآخرين. ليس له أصدقاء. يأخذ الأشياء من الأطفال الآخرين عن طريق القوة. ولو عاقبه أحد أكبر منه فإنه يلجأ للصراخ العالي جدًا. كنوع من أنواع التحدي والعند. أيضًا لا يستمع لأي إرشادات بل ينفذ فقط ما يدور في خلده. حتى أمه أو أبيه فهو لن يسمعهم. بل من الممكن أن يحاول أن يضربهم لو لم ينفذوا ما يطلبه منهما. أيضًا لا يتعاطف مع إخوته أبدًا بل يغير منهم بطريقة جنونية. ويتحول لطفل أناني بشكل مفرط. حتى في الاهتمام لدرجة أنه من الممكن أن يضرب أخيه الأصغر منه لو شعر أنه يأخذ اهتمام والديه منه.
المرأة السيكوباتية
لو كانت المرأة تعاني من علل الشخصية السيكوباتية فهذا ينبئ عن مشكلة كبيرة. لأن هذه المرأة ستكون غير قادرة على التواصل مع الآخرين بصورة طبيعية. خصوصًا أن معظم المجتمعات قد تتقبل الرجل النرجسي أو المتعالي. لأن الرجل معروف بهذه الصفات. أما بالنسبة للمرأة في معظم المجتمعات لا تحترم كونها تحب السيطرة أو أن تكون شخصية عدوانية. في الحال ستواجه المشاكل وخصوصًا في المجتمعات الشرقية التي لا تحب المرأة في هذه الصورة. أيضًا من جهة أخرى هذه المرأة لا تصلح لأن تكون أم أو متزوجة، لأنها في الغالب ستتعامل بطريقة عنيفة مع زوجها أو أطفالها. مما سيجعلها مصدر إزعاج. وعدم استقرار أسري رهيب. وبالتالي يجب على أي سيدة أو فتاة تعاني من العدوانية المباشرة والصدام مع الآخرين أن تفهم أن هذا سيقلل من فرص وجودها في المجتمع بشكل مقبول من الآخرين. لذلك يجب عليها أن تحاول أنت تتجنب هذه العدوانية وأن تذهب إلى طبيب نفسي حتى تتخطى هذه المرحلة وتعيش حياتها بصورة طبيعية.
الزوج السيكوباتي
لو كان الزوج يعاني من امتلاك شخصية سيكوباتية فهذا يُعد مشكلة أكبر من المرأة. لأن الزوج بسبب تكوينه الذكوري يُعد أشرس من المرأة فيما يخص موضوع العدوانية والتعامل العنيف. والكثير من حالات الطلاق بين المتزوجين يكون سببها زوج يُعاني من خلل سيكوباتي. وهذا لأن غالبًا الرجل يلجأ إلى ضرب الزوجة بعنف وأحيانًا أخرى يصل الأمر إلى تعذيبها بصور بشعة قد تصل إلى الحرق والجرح والتمزيق. وقد يصل الأمر أحيانًا إلى الأذى بصوره علنية أمام الناس. مما يجعل حياة هذه الزوجة جحيم. هذا بجانب أن الأطفال في هذه الأسرة تعاني معاناة جمة. وهذا بسبب أن الأب يتعامل معهم أيضًا بعنف لأنه لا يمتلك أي نوع من أنواع العاطفة أو الرحمة تجاههم. وفي هذه الحالة ينصح دائمًا أن تلجأ الزوجة إلى الانفصال عن الرجل حتى يبدأ في علاج نفسه بصورة حقيقية. وإذا تكرر الأمر يُفضل أن تطلب الزوجة الطلاق وهذا لحماية الزوجة لأن الزوج السيكوباتي غالبًا يتعامل مع زوجته على اعتبار أنها أداة وليست إنسانة.
الشخصية السيكوباتية وكيفية التعامل معها
يجب أن يكون التعامل مع أي الشخصية السيكوباتية مبني على الحذر المطلق. فلو كان لديك في إطار معرفتك الشخصية شخص ينطبق عليه الصفات التي تكلمنا عنها في السابق. فيفضل جدًا أن تفهم أن هذا الشخص يعاني من مرض عقلي. ويحتاج إلى علاج بصورة عاجلة. كمبادئ الأمان، لا تستأمن هذا الشخص على أطفال أو على أي عمل مهم. فهو غالبًا لن يتحمل مسئولية أحد أو شيء. أيضًا لا تثق فيما يقوله لك. فهو غالبًا يحاول أن يستغلك لأجل شيء ما يحتاجه منك. أيضًا لا تدخل في صدام مع شخص مثل هذا لأنه غالبًا سيتخذ العنف طريقًا. ولكن في نفس الوقت لا تعطيه السيطرة ولا تظهر الخوف. فليس معنى أنه سيكوباتي فإنه لا يخاف. بلى؛ إنه يخاف ولذلك لا تترك أبدًا الفرصة له أن يشعر بأنه سيطر عليك لأنه حينها سيتعامل بطريقة سيئة جدًا وعنيفة جدًا.
في المقابل أن تأخذ حذرك ليس معناه أن تكره هؤلاء الناس ولا تتعامل معهم للأبد، بل على العكس. لو كان هناك تعامل فيجب أن يكون سطحي. وبشكل رسمي. فالشخص السيكوباتي ليس مجنون يمشي في الطريق يضرب الناس. بل هو شخص لا يحبذ أن تدخل معه في علاقة قوية. لأنه من الخارج طبيعي أما مشكلته الحقيقة هي داخلية. ولذلك طالما تتعامل معه من الخارج بصورة سطحية وبسيطة فتسلم تمامًا من أي مشاكل قد توجها معه.
ختام
أي شخصية سيكوباتية تُعتبر خطرة على المحيط الذي يكون حولها. ولكن هذا لا يكون بشكل مباشر ولذلك يجب الحذر. ويجب ألا يدعم الآباء ضرب الأطفال والتعامل معهم بقسوة وعنف، لأن هذا سيؤدي إلى زيادة معدل مستوى العنف والنقمة الداخلية للطفل.
أضف تعليق