في بعض الأحيان ونتيجة لبعض العادات والمعتقدات التي تربينا عليها، يصبح من الصعب علينا تقبل بعض الشعوب الأخرى، قد يكون ذلك نتيجة لحادثة تاريخية أو معلومة خاطئة تلقيناها عن شعب هذا البلد، لكن الإنسان الناضج لا يسلم بكل ما يقال له، بل يسعى للتأكد منه والبحث في أصله ثم تحكيم عقله جيداً وإتخاذ قراره بنفسه، هذا تماماً ما عليك فعله، خاصة إن كنت شخصاً محباً للسفر والمغامرة، فهكذا ستفتح لنفسك أبوباً وعوالم أخرى للإكتشاف، لكن كيف يمكنك تخطي هذا الحاجز في نفسك لتصبح شخصاً متفتحاً و متحضراً ؟ ما هي الطريقة السليمة التي يجب عليك إتباعها للتعرف على هذه البلدان وتقبل حضارتها وشعبها؟
كيف تصبح شخصاً متفتحاً على عادات وتقاليد الشعوب الأخرى :
درب نفسك على تقبل أراء الآخرين :
أولاً عليك أن تتقبل الإختلاف بين البشر، فلا تتوقع أن كل شخص ستقابله لابد أن يكون لديه نفس أفكارك ومعتقداتك، كذلك الشعوب، كل شعب لديه ثقافته وحضارته التي تميزه عن غيره، إنظر لهذا الإختلاف على أنه نقطة تميز، ستفتح لك أفاقاً جديدة وتمنحك أشياء جديدة لتعلمها، تخيل كم سيكون العالم ممل لو كان البشر جميعاً متشابهون في كل شيء!
إقرأ وتعلم عن ديانتهم ومعتقداتهم :
إتباعك لديانة معينه لا يجب أن يمنعك من التعرف على ديانات ومعتقدات الأخرين، بالتأكيد لا أحد يطلب منك إتباعها أو تغيير معتقداتك، لكن الدين يعتبر أحد العوامل الأساسية في تكوين هوية أي دولة ويتحكم بشكل كبير جداً في تفكير شعبها، لذلك عليك البدء في التعرف إلى ديانتهم، حاول زيارة أماكن عبادتهم إن أمكن ذلك، إقرأ بعض الكتب التاريخية عن نشأة هذا الدين وكيف ولماذا يعتنقه أتباعه، وتذكر أنك لا تقرأ بغرض إعتناقه، كما أنك لا تتعرف عليه بغرض إنتقاده! فقط كن محايداً.
تعرف على تاريخيهم وحضارتهم :
كما تفخر أنت بحضارة وتاريخ شعبك، بالتأكيد يفخرون هم أيضاً بحضارتهم، لذلك عليك البدء فوراً في التعرف على حضارة هذا الشعب وهويته، كيف نشأت هذه الدولة، وكم مرحلة تاريخية مرت بها، ما هي الحروب التي خاضتها، كل ذلك سيساعدك على فهم هذا الشعب أكثر، كما أنك ستدرك أهمية هذا الدولة ودورها التاريخي في تكوين هذا العالم الذي نعيش فيه اليوم. جميع الحضارات ساهمت وعملت معاً بشكل أو بآخر فيما وصلنا إليه اليوم، فلا توجد حضارة واحدة ظلت مسيطرة على مر العصور والأزمان، وإن كانت كذلك في إحدى الحقب الزمنية، بتعرفك على تاريخ الآخرين ستقدر الإختلافات بين الشعوب وبعضها وتصبح أكثر قدرة على تقبلها والتعامل معها ببساطة.
جرب بعض من وجباتهم المحلية :
يعد الطعام من السمات المميزة لكل شعب عن غيره، مثلاً الشعب الإيطالي مميز بالبيتزا والمعجنات، أما الشعب الياباني مميز بوجبة السوشي، كذلك الخليج العربي مميز بالكبسة على إخلاف مسمياتها. إذا كان لديك مطعم يعد إحدي الوجبات الخاصة بشعب معين فلا تتردد في تجربتها، أو قم بتحضيرها بنفسك! الإنترنت مليء بالوصفات المختلفة من كافة البلدان، بإمكانك البحث عن أى وجبة ترغب في تذوقها. لا تحرم نفسك متعة هذه المغامرة اللذيذة وكن منفتحاً على العالم.
تعرف على أشخاص جدد :
قد يكون من الجيد أن تتعرف على بعض الأشخاص المنتمين لهذه الدولة، فإذا كنت تقرأ عن الشعب الفرنسي مثلاً حاول أن تتعرف على بعض الفرنسيون، الإحتكاك والتعامل المباشر معهم سيوفر عليك الكثير، كما أنه أفضل وسيلة للتعرف على عادات وتقاليد هذا الشعب، فأحياناً الكتب لا تكون كافية!
شاهد بعض من الدراما الخاصة بهم :
مهما بدا الشعب متحضراً ومنفتحاً على ثقافات أخرى، تظل حضارته ومعتقداته هي المسيطر الأول عليه، مثلاً إن شاهدت بعض أفلام بوليود أو السينما الهندية ستتمكن من معرفة الكثير عن معتقدات الشعب الهندي وديانته أيضاً، كذلك ستتعرف على الزي الرسمي له وكيف ينقسم المجتمع، أيضاً ستتعرف على بعض مناسبته الخاصة وكيف يحتفلون بها، كل هذا وأكثر ستتمكن من معرفته فقط من خلال مشاهدة والإستمتاع ببعض الأفلام والمسلسلات!
إستمع لموسيقاهم :
الموسيقى أيضاً من أهم الأشياء التي تعكس ذوق الشعوب وتغييره على مستوى العصور، إستمع لبعض الأغاني المكسيكية أو بعض الموسيقي الإيطالية، أو شاهد أحد الإستعراضات الهندية فربما تروق لك !
قم بزيارة هذا البلد إن أمكن :
أهم وأفضل وسيلة للتعرف على أي حضارة هو مشاهدتها عن قرب، بالتأكيد صور الإنترنت والكتب التي تملئ مكتبة المدينة ستعطيك فكرة عن هذا البلد، لكن لا تنسي أنك مازلت تتعرف عليه من وجهة نظر شخص أخر، فعند قراءتك لكتاب ما، أن تري الشعب بعيني الكاتب لا بعينيك، أما إذا قمت برحلة إستكشافية لهذا البلد بنفسك، وتمكنت من حضور أحدى المناسبات الدينية أو الوطنية الخاصة به، ورأيت كيف يحتفل الناس ويعبرون عن مشاعرهم بالتأكيد ستتغير فكرتك عنهم تماماً وربما رغبت في العيش هناك!