نسمع هنا وهناك عن أبطال الحروب الحقيقيين، ولكن هل تعتقد أن لشجاعة الكلاب أن تظهر حتى في أيام الحرب؟ من المؤكد أن الحرب الحقيقية تدور دائمًا في الخفاء، ولا أحد يسمع عن هؤلاء الأبطال إلى بعد مدة طويلة، ومن هؤلاء الأبطال المخفيين هم الكلاب البطلة التي لعبة دور مهم في أشهر الحروب العالمية. ومن الصعب جدًا أن يتذكر التاريخ كل أبطال الحروب، لأنهم كثر ومن يبقى اسمه هو فقط الشخص السياسي والقائد الأعلى. أما هذه القائمة تتحدث عن شجاعة الكلاب، والوفاء لا للبشر والمربي فقط، بل للوطن أيضًا. إنهم أفضل من البشر لأنهم لن يخنوا أبدًا ولن يغويهم شيء عن هدفهم الأصلي. إليك أهم قصص شجاعة الكلاب في الحروب، من بين ألاف القصص التي لعبت فيها الكلاب دور البطولة على أرض المعركة، جنبًا إلى جنب مع الجنود.
تعرف على أشجع الكلاب البطلة في الحروب على مر التاريخ
شجاعة الكلاب في الرقيب القصير
الحرب العالمية الأولى كانت من أكثر الحروب وحشية في التاريخ، ومن شارك بها يعتبر بطلاً بالتأكيد. واحدًا من الأبطال كان الكلب “stubby”، وترجمة اسمه بالعربية تعني القصير. إنه من نوع “bull-Boston terrier”، وقد تعرف إلى الجنود الأمريكان في معسكرهم “ييل” في ولاية كونيتيكت. لقد نشأت صداقة سريعة بين الجنود وهذا الكلب الوفي. فقرروا أن يطلقوا عليه هذا الاسم، ومن ثم تمكنوا من تهريبه في السفينة الذاهبة إلى فرنسا نحو أرض المعركة مباشرة معهم. بدون أي تدريب عسكري أو خبرة سابقة، كانت شجاعة الكلاب الفطيرة التي يملكها هذا الكلب كافية لتجعله فائدة كبيرة للجنود. لقد كان ينبح عند إحساسه بخطر هجمات الألمان. كما أمسك جاسوس ألماني مختبئًا في إحدى المرات، ولم يسمح له بالفرار أبدًا.
لقد جاب الكلب أوروبا مع الجنود، وعاش معهم في الخنادق والكمائن، وصلت عدد المعارك الأرضية التي شارك بها إلى 17 معركة. ولم تكن الحرب يسيرة عليه، فهو أصيب في قدمه من جراء انفجار قنبلة قريبة. ودخلت المستشفى مرارًا وتكرارًا بسبب هجمات الغاز الذي كان يحاول أن يبعدها عن الجنود. وزادت سمعته الطيبة بين نساء فرنسا، فخاطت له السيدات خصيصًا زيه العسكري. وعلقوا عليه ميداليات تشريفية وعسكرية، وكانت منهم واحدة لميدالية ألمانية وجدها أحد الجنود متروكة في الشارع.
بعد عدة مرات داخل المستشفى، خاف الجنود على صحة الرقيب القصير. فقرر العريف روبرت كونروي، أن يعود به إلى أرض الوطن معه. وهناك بدأ الكلب في مسيراته بين الجنود القدامى التشريفية، وهو يرتدي بذلته العسكرية بينهم. وعندما قرر العريف روبرت أن يلتحق بكلية الحقوق في جامعة جورجتاون بعد انتهاء الحرب، أخذت الجامعة من هذا الكلب تميمة لها في مباريات كرة القدم الأمريكية. وكان يشارك بنفسها في العديد من الاستعراضات الترفيهية بين أشواط المباراة. ولبقية حياة هذا الكلب، تمت دعوته في العديد من المناسبات العسكرية المهمة، وتقابل مع ثلاثة رؤساء لأمريكا، ونال العديد من الأوسمة مع حب وتقدير الناس في كل أنحاء البلاد.
شجاعة الكلاب في الكلبة جودي
جودي هي دليل أخر على شجاعة الكلاب في الحروب. إنها كلبة إنكليزية من سلالة البوينتر، ومن الطراز الرفيع. وهي كلاب عادة ما تستخدم في الصيد، لأنها ماهرة جدًا. كانت تلك الكلبة موجودة على سفينة تابعة للبحرية البريطانية. وقد تم قصف السفينة من قبل اليابانيين سنة 1942. عندما كانت تغرق السفينة، ساعدت جودي الجنود للوصول إلى بر الأمان. فكانت تحملهم على ظهرها وتسبح بهم إلى جزيرة نائية قريبة من البحر الصيني الجنوبي. لقد أنقذت الكثير من الجنود من الغرق لمدة طويلة، واحدًا تلو الأخر. وعندما عادت إليهم على الجزيرة، كانوا يبحثون عن الطعام والماء دون جدوى. ولكنها باستخدام أنفها تمكنت من العثور على نبع مياه عذب، وصيد بعض الطيور.
مع الأسف لم تكن الجزيرة مهجورة كما اعتقدوا، لقد كانت منزل لقرية يابانية صغيرة. وقد تم القبض على الجنود واعتبروا أسرى حرب. ولأنهم لم يفضلوا ترك الكلبة بمفردها، قاموا بإخفاء الكلبة وذهبت معهم إلى معسكر لأسرى الحرب في إندونيسيا. من بين المساجين كان هناك الطيار فرانك ويليم من الطيران الملكي، ولاحظ أن اليابانيين لا يقدمون لها الطعام والمعاملة الجيدة كما يفترض بأسرى الحرب. لذلك قام بتقديم طعامه لها بنفسه. فاستمرت جودي في إظهار شجاعة الكلاب المعهودة، بالوفاء وحماية أصحابها من الأعداء. وكلما حاول اليابانيون ضرب أحد السجناء، كانت جودي تقفز عليه لتعضه وتدفعه بعيدًا، حتى وهي تعلم بأن الغضب سيسقط فوق رأسها هي. فكان فرانك يخاف عليها لأنهم قد يقتلونها ببساطة. فقام بإعلانها واحدة من أسرى الحرب الرسميين، ولا يحق لهم بقتلها. وحافظ بذلك على حياتها لثاني مرة.
بعد ثلاثة سنوات من العذاب في المعسكر، وغيره من المصاعب التي واجهتهم. استطعت جودي الرجوع إلى أرض الوطن البريطانية مع فرانك. وهناك تم تكريم جودي بميدالية “Dickin”. بعد خمس سنين توفيت جودي بسبب السرطان. وقام فرانك بلفها بسترة من السلاح الجوي الملكي. وقام بدفنها أيضًا بطريقة مشرفة.
الكلب جيت
إنه كلب أسود من فصيلة الراعي الألماني، تلك الفصيلة التي طالما كانت مصدر حماية لأصحابها بقوتها وأنفها القوي. الكلب جيت، كان قد تم تدريبه بالأساس ليكون كلب مكافح لعمليات التخريب. ولكن شجاعة الكلاب الفطرية التي يمتلكها جعلته أكثر من ذلك، ومكنته من أن يكون بطلًا. في الحرب العالمية الثانية، كان جيت يقوم بشم القنابل فيشير إليها، وبذلك يمنع حدوث الانفجار من الأساس. ومن بعد ذلك استمر يساعد البشر في عمليات البحث والإنقاذ عن المصابين بين الموتى، وكان قادرًا على التفريق بين الحي والميت. في لندن وأثناء الغارات الكثيفة، كان يقوم بالبحث عن المصابين تحت الأنقاض ليتم إنقاذهم.
في إحدى المرات أثناء انفجار بأحد الفنادق، قام فريق المنقذين مع جيت بإنقاذ 100 شخص في يوم واحد. الكلب جيت مسئول عن إنقاذ 50 شخص منهم بمفرده. بعد أن تعب الفريق، لم يجلس جيت، بل أكمل دوره في البحث عن الأحياء بين الأنقاض. لقد بدأ ينبح عاليًا بأن هناك شخصًا في مكان وقوفه، بدون انقطاع وبمثابرة كبيرة. لم يصدقه البشر أولًا، إلا إنه كان على حق. وقد تم إنقاذ امرأة بفضل جيت وحده. وقد تم منح جيت ميدالية “Dickin” لأعماله البطولية، في عام 1945. إلا إن شجاعة الكلاب بداخله لم تتوقف عند حد التكريم.
عام 1947 قام جيت بإنقاذ عدد أكبر من الأشخاص، بعد انفجار مبنى في مدينة ليفربول. وقد تم منحه ميدالية ثانية وهي ميدالية “RSPCA” للشجاعة. بعد كل الأعمال البطولية والشجاعة التي قدمها هذا الكلب. تم دفنه في حديقة بمدينة ليفربول تسمى “Calderstones”، وهناك وضعوا شاهد قبر منقوش عليه صورته ومكتوب عليه أعماله البطولية، من أجل تكريمه. كما أقيم له معرض صغير في متحف ليفربول.
الكلبة سموكي
الشجاعة بالتأكيد لا تتعلق بالحجم، وهذا ما أثبتته شجاعة الكلاب التي أظهرتها تلك الكلبة الصغيرة. في الحرب العالمية الثانية، قام جندي أمريكي بيل وين من اقتناء كلبة من فصيلة “يوركشاير ترير”، وقد اسماها “سموكي”. وتعرف الفصيلة بأنها من صغار الحجم، ولكنها ذكية. وذلك أثناء وجوده بغينيا الجديدة. وقام بتهريبها من هناك إلى الفليبين، إذ لا يتعدى حجم الصغيرة عن كرة بيسبول. وهناك كانت هي السبب الذي أنقذ حياة الجنود من مهمة مستحيلة تمامًا. هناك في معسكرات الجنود انقطع خط الاتصال الذي يربط بينهم، ولإعادة توصيله يجب أن يمروا بأنبوب ضيق بقطر 20 سنتمتر فقط، ويقع تحت الأرض. بالطبع هو أمر مستحيل على إنسان، كما إن الحفر سيجعلهم معرضين للخطر، إن كشفهم العدو. بالإضافة إن مشقة وعناء الحفر واحتمالية إصابة الكثير من الرجال. ولكنهم بحاجة إلى وصيلة اتصال لبدأ الهجوم.
جاء الحل مع تلك الصغيرة وضئيلة الحجم بشكل يكفي ليتسع لها الأنبوب. فربط بيل خط الاتصال بالكلبة، وأقنعها أن تمر بهذا الأنبوب الضيق تحت الأرض، ليعود الاتصال مرة أخرى بين الفريقين. لقد نجى بهذا الأسبوع وحده 250 جندي بفضل شجاعة سموكي، واستمرارها بعمل دورها على أكمل وجه. بعد هذه الحادثة تعرض بيل إلى إصابات جعلته بحاجة إلى دخول المستشفى، فأوصل باقي الجنود الكلبة سموكي إليه. هناك وقعت الممرضات في حب تلك الكلبة الرائعة، واهتموا بها جدًا، وتناقلوها بين الجنود المصابين. فكانت بشجاعتها وجمالها تبعث الأمل والفرحة بين الجنود، وأصبحت مصدر شفاء بالنسبة لهم. فكانت أول علاج بالكلاب. إن شجاعة الكلاب حقًا تتجلى في أكثر من صورة رائعة.
بعام 1947 تم تنفيذ فكرة وجود الكلاب بمستشفيات الجنود، وتم إرسال 700 كلب لمساعدة الجنود على الشفاء وتغير الجو الكئيب العام. وقد كانت سموكي هي الملهمة لتلك الفكرة. من بعدها عاشت سموكي بسعادة حتى بلغت سن شيخوختها وماتت بسلام، وهي في الرابعة عشر من عمرها.
الكلبة إيرما
إنها كلبة من فصيلة “الراعي الألماني”، وشجاعة الكلاب في تلك الكلبة تمتزج مع الذكاء. بدأت حياتها المهنية العسكرية في الحرب العالمية الثانية، وكانت ساعي بريد من الدرجة الرفيعة. لقد كانت تنقل الخطابات العسكرية بين معسكر لأخر بدون أن يلاحظ أحد وجودها، وحينما تتعطل الأسلاك الهاتفية. الانتماء لوطنها لم يجعلها تترك مكانها في الحرب أبدًا. فأظهرت إيرما ذكاء كبير وفطنة، وسرعة التصرف الحكيم. لذلك تم تدريبها على عمليات الإنقاذ أثناء الغارات الجوية الكثيفة على لندن. وقد تعلمت النباح عندما تجد أو تشم شخص تحت الأنقاض. وليس هذا فقط، بل تعلمت كيف تميز بين شخص حي وأخر ميت، وفي كلا الحالتين كان يختلف صوت نباحها بشكل مميز. مهارتها في التفريق غلبت مهارة الأطباء أنفسهم. في إحدى المرات تم سحب رجل من تحت الأنقاض وأعلنوا الأطباء أنه ميت. ولكن لذكاء تلك الكلبة وقدراتها الحيوانية القوية، وقفت فوق جسد الرجل، وأصرت على النباح باستمرار ومثابرة على إنه حي. وقد كانت بالفعل صائبة، وتم إنقاذ الرجل بفضلها هي فقط.
من ضمن مغامرات شجاعة الكلاب التي قامت بها أيضًا الكلبة إيرما، أنها أصرت على إنقاذ فتاتين وقد عرفتهم على بعد مسافة كبيرة. لقد كانوا محبوسين تحت الكثير من الأنقاض بعد انهيار المبنى بهم. وقد بقيت إيرما وافقت تصر على إخراجهم حتى بنفسها لمدة يومين كاملين. بدونها لن يعرف البشر أبدًا بوجود تلك الفتيات. لقد كانت أمينة على الأرواح أكثر من البشر أنفسهم. بعام 1945، تم منحها ميدالية “Dickin” لتكريم الكلاب العسكرية.
شجاعة الكلاب لا حدود لها مع الكلب قيصر
“قيصر” إنه اسم الكلب من فصيلة “الراعي الألماني” الذكية والقوية. قبل أن تنشب الحرب العالمية الثانية، كان قيصر مدرب لتوصيل الطلبات لصالح عائلة جليزر في حي برونكس في مدينة نيويورك. كان الكلب يقوم بحمل حقائب من الخضراوات في فمه، وتوصيلها إلى البيوت المعنية ببراعة وإخلاص. بعد قيام الحرب، تم تجنيد أبناء العائلة لتأدية الواجب العسكري. وعندما سمعوا عن فرصة تجنيد كلاب عسكرية، تأكدوا أن قيصر سيكون مناسب جدًا للمهمة وخدمة الوطن. وتم تجنيد قيصر بالفعل، ليكون أولًا مراسل حرب. ينقل الخطابات بين المعسكرات. ولذكاء الكلب ومهارته، تم ترقيته إلى العمل في ميدان المعركة الفعلي.
“روفوس مايو” هو الجندي الذي تم تعين قيصر معه. وكان يقوم بمهمة الحراسة على إحدى الجزر في المحيط الهادئ. وعندها نام الجندي أثناء أداء الخدمة، ولكن شجاعة الكلاب تمنع قيصر من أخذ حتى غفوة، إنه الحارس الأمين الفعلي للمعسكر. لقد سمع قيصر صوت قدوم العدو الياباني واقترابه، فقفز على روفوس ليوقظه. عند استيقاظ الجندي فهم أن هناك قنبلة يدوية ملقاة تحت قدمه، ولكنه كان يمتلك الوقت الكافي ليعيد رميها بعيدًا عنه. في ذلك الوقت كان قيصر قد بدأ يهاجم العدو بالفعل، وتلقى ثلاثة طلقات نارية قبل أن يتمكن من الفرار منهم. بدأت معركة شرسة، وعندما انتهت لصالح الجنود الأمريكيين، عاد روفوس ليبحث عن قيصر. لقد كان مصاب بشدة ولكنه أخذه إلى الطبيب الجراح. بعد ثلاثة أسابيع في المستشفى عاد قيصر فخورًا بنفسه ومعافى، ليعود إلى أداء واجبه بفخر.
باستر وشجاعة الكلاب
لسنين عديدة خدم الكلب باستر في البوسنة، أفغانستان، والعراق. من نوع السلالة الإنجليزية “springer spaniel”. فكان يشم القنابل لصالح الجيش البريطاني، وقد أنقذ الآلاف من الأرواح بفضل تلك المهارة القوية، لاكتشاف الخطر قبل حدوثه. لم يتوقف الأمر عند ذلك، فخلال ساعات الراحة كان باستر يظهر نوعًا أخر من شجاعة الكلاب. كان يتمشى بين الجنود الذين أحبوه جدًا، يروح عنهم ويفرحهم ويغير مزاجهم الكئيب. الرقيب ويل بارو، هو الذي كان مسئولاً عن باستر، وهو أيضًا من قام بتبنيه في الأخير بعد الحرب. فكان يقول إن باستر يفعل العجائب بنفوس الجنود، وقد علم بعد ذلك، بأن الجنود كانوا يحكوا سرًا لباستر عن مشاعرهم واستيائهم وإرهاقهم. مما كان يخفف عنهم، بدون الخوف من البوح بتلك الأسرار إلى بشر قد يخبروا عنهم القيادات العسكرية.
بعد أن أنهى باستر حياته العسكرية، انتقل للعيش مع ويل في بيته، في لينكولنشاير بإنجلترا. وطالما كان يقول ويل بأن باستر يعاني من صدمات واضطرابات نفسية قدمت معه من الحرب. لقد وقع تحت أصوات النيران والضوضاء الشديدة أثناء هجمات العدو، والمشاهد المؤلمة التي بالتأكيد أثرت في نفسيته، تمامًا ككل الجنود العائدين من الحرب. توفي باستر بسن الثالثة عشر بمنزل ويل. وقد قال ويل لقناة BBC الإخبارية، بأن باستر أنقذ حياته في كل يوم قضوه معًا. وانه ممتن جدًا له، ومدين له بالكثير.
الكلب جانر الشريد وشجاعة الكلاب
في قاعدة سلاح الجو داروين في استراليا، أثناء الحرب العالمية الثانية، وجد الجنود كلبًا شاردًا من سلالة “kelpie” الأسترالية. لم يكن يبلغ سوى ستة أشهر من عمره، وهو قام بالفعل بكسر إحدى قدميه. فأخذوه الجنود وبدئوا يعالجون قدمه، وعندما شفي تمامًا كانوا قد أحبوه جدًا فأسموه جانر، وأبقوه معهم. بدأت حياة جانر في القاعدة كأي حياة أليف مدلل، وحوله الكثير ممن يهتم به ويلعب معه باستمرار. ولكن سرعان ما بدأ يميز أصوات هجمات اليابانيين الأعداء. هجمة وراء الأخرى، أيقين جانر تمامًا أن تلك الأصوات يأتي بعدها الخطر والدمار والدماء على رؤوس أصحابه. وكأي كلب وفي قرر جانر أو يسهم في حماية أصدقائه، بشجاعة الكلاب المعهودة.
باستخدام حاسة السمع القوية جدًا لدى جانر وإحساسه بالخطر مسبقًا، كان ينبح بصفة ثابتة ومميزة كلما شعر بأن العدو يقترب. لقد كان يميز قدوم هجوم من العدو قبل عشرون أو حتى ستون دقيقة كاملة. مما كان يسمح للجنود بالاستعداد بشكل كامل لصد الهجوم. لقد وثق فيه الجنود بشدة لأنه لم يخطئ أبدًا في تميز الهجمة. حتى إن الرائد بيرسي ليزلي ستكوت، كان يعطي صفارات الإنذار للهجوم الجوي، حين يبدأ نباح الكلب جانر مباشرة. لم يتوقع أبدًا الرجال الذين قاموا بانتشال وإنقاذ حياة جانر، بأنه هو من سينقذ حياتهم مرارًا وتكرارًا، اعترافًا منه لذلك الجميل.
الكلبة الوفية لوكا
من شجاعة الكلاب أنهم لا يتركون الخطر يقترب من أصحابهم، حتى لو كانت تضحيتهم في سبيل هذا الأمر. إنهم المعنى الحقيقي للوفاء واللواء عزيزي القارئ. من هذا نذكر الكلبة لوكا، وهي كلبة ضمن مشاة البحرية الأمريكية. لقد كانت كلبة مدربة على شم القنابل في أفغانستان. وقد خرجت في أكثر من 400 مهمة صعبة، تنقذ الآلاف من الأرواح بقوة أنفها. في إحدى المرات بعام 2012، اقتربت لوكا من قنبلة يدوية الصنع، وبسبب انفجار القنبلة جرحت لوكا بجرح بليغ جدًا في قدمها. العريف خوان رودريجيز، كان مع لوكا أثناء الاقتراب من القنبلة. ولولا أنها هي من اقتربت منها أولًا، لكان قد مات بالتأكيد.
ركض خوان وربط قدم الكلبة جيدًا، ليوقف النزيف وبسرعة أرسلها إلى الطبيب. هناك ظل خوان معها ليلًا ونهارًا، حتى إنه لم يتركها تشعر بالوحدة وتتعافى سريعًا. وبالفعل تعافت لوكا تمامًا. بعد ذلك سُمح لها بالتقاعد من العمل العسكري لتعود إلى الوطن. مالك الكلبة الأصلي، الرقيب كريس يلينغم، قال بأن لولا لوكا وشجاعتها لما كان ليرجع إلى عائلته ويراهم مرة أخرى. بسبب ما فعلته تلك الكلبة من شجاعة وإقدام وإخلاص لا مثيل له. قدمت لها ميدالية “Dickin” لتكريمها والاعتراف بجميلها. وأعتقد أنك سمعت بأمر تلك الميدالية الآن مرارًا وتكرارًا في هذا المقال. إنها بالفعل ميدالية لتكريم الأعمال البطولية للكلاب البطلة في الحروب. ولم تمنح قبل لوكا سوى ل66 كلب فقط. وقد تم إنشائها في أيام الحرب العالمية الثانية.
شجاعة الكلاب لأشهر الكلاب البطلة على الإطلاق
ستعرف لماذا هو أشهر كلب يا عزيزي القارئ، ولكن أولًا دعني أعرفك به. إنه الكلب المسمى “كايرو”، من سلالة بلجيكية تسمى “المالينو”. إنه ضمن الكلاب العسكرية المخصصة لمساعدة القوات الخاصة الأمريكية، أثناء مهماتها السرية في العراق، بعام 2011. في ذلك اليوم كانت القوات تتحرك من أجل مهمة في غاية السرية والدقة ولا مجال للغلطة الواحدة هنا. وكان كايرو مدرب على شم القنابل والمتفجرات عن بعد، بأنف قوية جدًا. كما يتم تزويده بمظلة وسترات واقية من الرصاص ونظارات ليلية. مع كل تلك المعدات العالية، كان كايرو على موعد مع حدث كبير سيظهر مدى شجاعة الكلاب الحقيقية.
كان عليه أن يشتم بأنفه مكانًا محاط بالأسلاك الشائكة لمدة ليالي متتالية، ليضمن الجنود ويدخلوا إلى المنطقة. لقد تمكن بالفعل من إنجاح مهمته ومهمة الجنود السرية. وإليك الآن الخبر الأكبر والسبب في شهرته. تلك المهمة كانت القبض على القيادي أسامة بن لادن بنفسه. بعد نجاح المهمة، عاد إلى الولايات المتحدة ليتقاعد. وبعد شهرته الكبيرة تبنته إحدى العائلات. وهو يقضي الآن حياته سعيدًا يساعد العائلة في أعمالها الخفيفة في نقل الخضروات من السيارة إلى المنزل.
في النهاية عزيزي القارئ، شجاعة الكلاب لا تتوقف على تلك القائمة. إنها تمدد في زوايا الكثير من القصص. والأبطال الحقيقيون هم الكلاب البطلة.
أضف تعليق