تسعة
الرئيسية » تعليم وتربية » التعليم والاهل » كيف تحدد سن دخول الروضة الذي يلائم طفلك؟

كيف تحدد سن دخول الروضة الذي يلائم طفلك؟

سن دخول الروضة يعد من الأمور التي تسبب الحيرة للأمهات، وخاصة بالنسبة للطفل الأول لديهن، ويجب على الأم أن تحرص على اختيار الروضة.

سن دخول الروضة

هناك اختلاف حول سن دخول الروضة المناسب حيث يرى البعض أن سن الرابعة يكون مناسبا، بينما يرى الآخرون أنه لا ينبغي أن تقوم الأم بإدخال طفلها إلى الروضة أساسا، لأن ذلك قد يسبب نوعا من الضغط على الطفل لا يستطيع تحمله، ولكن الرأي الأخير لا يمكن الأخذ به لأن دور الحضانة له أهمية شديدة في حياة الطفل بخلاف التأسيس والتعليم، فهو ضروري لصقل شخصية الطفل حتى يصبح شخصا اجتماعيا لديه القدرة على الاختلاط مع الآخرين.

أهمية دخول الطفل الروضة

لدخول الطفل إلى الروضة عدة فوائد هامة، فهو يساعد على تقليل تعلق الطفل بوالدته والانفصال عنها إلى حد ما، حيث أن الطفل الذي يكون شديد التعلق بوالدته لا يمكنه الاندماج في المجتمع بشكل سليم، وأيضا فإن الروضة تدرب الطفل على الاعتماد على نفسه تدريجيا، فهو يكون مجبرا على إنجاز بعض الأمور بمفرده دون مساعدة من والديه كما كان معتادا قبل ذلك، وأيضا فإن الروضة تمهد الطفل لدخول المدرسة، فالطفل الذي يدخل إلى المدرسة مباشرة بدون الالتحاق بالروضة يعاني لمدة طويلة في البداية من عدم القدرة على التأقلم مع المدرسة والزملاء، فالروضة تجعله يتغلب على خوفه حتى يصبح قادرا على التعامل مع الآخرين وتكوين الصداقات، كما أن مناهج المدرسة تعتمد على ما تم تعلمه في الروضة فالطفل الذي يحصل على التأسيس السليم في الروضة يكون متفوقا فيما بعد في دراسته.

ما هو سن دخول الروضة المثالي

يمكن للأم إدخال طفلها الروضة بدءا من عمر الثلاث سنوات، وفي هذه المرحلة من العمر يكون غرض وجود الطفل في الروضة هو اكتساب المهارات الاجتماعية والقدرة على التكيف مع الآخرين، كما أن بعض الأمهات يلجأن لإدخال أطفالهن إلى الروضة في هذا العمر حتى يكتسبوا المهارات اللغوية وخاصة عند التأخر في الكلام، وهذا ما ينصح به الأطباء كأفضل وسيلة لعلاج هذه المشكلة، أما السن المثالي لدخول الروضة فهو سن الأربعة سنوات، وفي هذا السن تكون الروضة بالنسبة للطفل مكانا للترفيه بدرجة أكبر، ولا يجب الضغط على الطفل فيها بالتعلم والانتظام في الحضور، فهذه المرحلة تساعد الطفل على التكيف مع الروضة حتى يصبح مهيئا للمرحلة التالية والتي تبدأ من الخمس سنوات، ويطلق عليها مرحلة التمهيدي فهي التي تهيء الطفل لدخول المدرسة بجدية أكبر، ويجب أن يعتاد الطفل في هذه المرحلة على الانتظام في الحضور، وتكون هذه المرحلة تعليمية أكثر منها ترفيهية لأنها تعد بمثابة تأسيس للطفل حتى يصبح مهيئا للمناهج المدرسية.

خطورة دخول الطفل للحضانة مبكرا

ذكرنا فيما سبق أن سن دخول الروضة المناسب للطفل يبدأ من سن الثلاث سنوات وليس قبل ذلك، حيث يرى خبراء التربية أن إلحاق الطفل بالحضانة في سن مبكر يعد أمرا غير صحيا، وقد ينشأ عنه أن يصبح الطفل عصبيا وغير متوازن نفسيا، والسبب هو أن الطفل عند انفصاله عن أسرته وبخاصة والدته فإنه يحرم من النمو العاطفي، ففي هذه المرحلة يكون في أمس الحاجة إلى الحب والحنان والرعاية والتدليل، وهذه الأمور ضرورية لإنشاء طفل سوي يتمتع بقوة الشخصية والثقة بالنفس والإحساس بالأمان، وعلى عكس الاعتقاد الشائع أن دخول الطفل للروضة في سن مبكر سوف يصقل من شخصيته ويجعله أكثر ثقة بنفسه، بل أن ذلك سوف يجعله أقل قدرة على التعامل مع الأطفال الآخرين الذين يحصلون على حنان الوالدين، كما أن ذلك يكسبه الخوف والرهبة ويزعزع من ثقته بنفسه، وأيضا قد يؤدي ذلك إلى نتائج سلبية أكثر خطورة مثل قيام الطفل بقضم أظافره والتبول لا إراديا، نتيجة لافتقاده لوالديه وشعوره بانعدام الاستقرار النفسي، وعلى المدى البعيد قد يؤدي دخول الطفل للروضة مبكرا إلى كراهية الدراسة والتعليم وعدم الرغبة في القراءة والكتابة، وخاصة إذا كان يجلس في الروضة لساعات طويلة في التعليم بدون الحصول على وقت كاف للترفيه.

كيفية اختيار الروضة المناسبة للطفل

عندما يصل الطفل إلى سن دخول الروضة تبدأ الأم بالبحث عن روضة مناسبة، بحيث تكون المسافة بين الروضة والمنزل قصيرة فلا يكون ذهاب الطفل إليها مرهقا بالنسبة له، كما أنه من الضروري قرب المسافة بحيث تستطيع الأم الوصول إلى طفلها بسرعة في حالة الظروف الطارئة، وينبغي أن تختار الأم الروضة التي لا تحتوي على عدد كبير من الأطفال، أو إذا كان العدد كبيرا فيجب التأكد من وجود العدد الملائم من المربيات لقضاء احتياجات هذا العدد، وكذلك يجب اختيار الروضة التي تحتوي على الكثير من الألعاب ووسائل الترفيه، مع ضرورة التأكد من وجود مستويات جيدة من الأمان للطفل والتأكد من النظافة وبخاصة في دورات المياه، ويجب على الأم أن تختار الروضة التي تقوم بتدريس اللغة التي سوف يتعلمها الطفل في مدرسته حتى لا يحدث له تشتت فيما بعد، فمثلا بعض الأطفال يذهبون إلى المدارس الفرنسية ولذلك يفضل عند اختيار الروضة أن تكون روضة فرنسية بمعنى أنها تقوم بتدريس الأطفال اللغة الفرنسية بشكل أساسي، ويفضل اختيار الروضة التي تسمح للطفل بارتداء الملابس المفضلة له، لأن الروضة التي تتقيد بزي معين قد تسبب ضيق للطفل وتجعله كارها للذهاب إليها، ويراعى مراقبة سلوكيات الطفل فعند اكتسابه لسلوكيات غير مرغوب فيها يفضل تغيير الروضة في الحال.

الإجراءات الواجب إتباعها عند إدخال الطفل الروضة

هناك عدة إجراءات ينصح بإتباعها بمجرد وصول الطفل إلى سن دخول الروضة ، فأولا يجب على الأم أن تبدأ بتعويده على الانفصال عنها تدريجيا، فيمكنها تركه عند أحد الأقارب لفترات طويلة نسبيا حتى يعتاد على البقاء مع أشخاص آخرين دون وجود والديه، ويجب أن تقوم بطمأنة الطفل وتمهيد الأمر بالنسبة له وتحبيبه في الروضة، بأن تقول له أنه سوف يذهب للروضة ليلعب مع أصدقائه ويمرح، وأنه سوف يجد من يهتم به هناك عند حاجته لأي شيء وهكذا، ومن الضروري أن ترافق الأم طفلها في البداية حتى يعتاد على الذهاب إلى الروضة، بل أنها يمكنها البقاء معه لفترة قصيرة عندما يذهب للروضة حتى لا يصاب بالخوف عند تركها له بشكل مفاجئ، ويجب ألا تتأخر الأم عن موعدها في وقت الانصراف حتى يصبح لدى الشعور بالثقة والاطمئنان وحتى لا يصاب الطفل بالقلق والتوتر.

الخاتمة

اختلف خبراء التربية بشأن سن دخول الروضة ، فمعظمهم يرى أنه لا ينبغي التعجل بإرسال الطفل إلى الروضة في سن مبكر، لأنه في هذا السن المبكر يحتاج إلى رعاية والديه والحصول على اهتمامهم أكثر، وخاصة في المرحلة قبل الثلاث سنوات فهو لا يحتاج إلى والدته فقط من أجل الطعام والشراب، بل أنه يكون في حاجة إلى أن تحتويه وتحتضنه وتتواصل معه، وبين سن الثلاث والخمس سنوات يكون الطفل أكثر استعداد للذهاب إلى الروضة، وعندها يمكن للأم اختيار الحضانة المناسبة لطفلها من حيث مكانها ونظافتها وتوفير وسائل الترفيه المناسبة والأمان والرعاية الكافية للطفل.

منال محمد

كاتبة مقالات ومترجمة. لدي اكثر من 150 مقالة على موقع تسعة تغطي مواضيع الصحة والعافية والعناية الذاتية والغذاء والتغذية السليمة مثل العناية بالبشرة والشعر

أضف تعليق

أربعة + ثلاثة =