قيل قديمًا لا تجادل سليط اللسان ولو كنت على حق. لكن من منا لا تضطره الظروف لمحاورة شخص به نقيصة اللسان السليط ؟. للأسف يفرض علينا دائمًا محاورة أشخاص كهؤلاء، فكيف يمكنك أن تحاور شخصًا سليط اللسان دون أن ينال منك؟ إليك أبرز النصائح التي يجب الالتزام بها عند مصادفة أشخاص من هذا النوع.
طريقة محاورة سليط اللسان
لا تستفزه
في الغالب يكون الشخص سليط اللسان عصبيًا ويستجيب لأدنى استفزاز لتجده ينطلق بلسانه السليط لينال منك ومن كرامتك ويجرح في شخصك ويهين وجودك، لذلك احرص دائمًا على انتقاء ألفاظك معه وانتقاء حركاتك وتصرفاتك فربما ابتسامة لا تلقي لها أنت بالاً يحسبها هو سخرية منه أو تقليل من شأنه فيتخذ ردة فعل عنيفة وغير موفقة، لذلك راقب لغتك جيدًا وتصرفاتك، لتجاوز هذا الموقف بسلام.
لا تجعله يستفزك
لا ريب وأنه سيقوم باستفزازك بالكلمة أو بالفعل أو بأي وسيلة، لذلك احرص دائمًا على عدم الالتفات لهذه الاستفزازات وأكمل طريقك نحو تجريد الموضوع محل النقاش وتجاهل أي فعل يقدم عليه قد يجعلك تفقد أعصابك أو يخرجك عن شعورك فتجد نفسك تحولت مثله إلى شخص سليط اللسان ووقتها ستكون خسرت نفسك لأنك تحولت إلى شخص سليط اللسان مثله، وخسرت النقاش لأنك لن تتمكن في هزيمته في هذا المضمار لأنك أتيت في ملعبه ولابد وأنه له خبرة طويلة في مجال سلاطة اللسان والتجريح والإهانة.
لا تجعله يبعدك عن الموضوع
الحركات والأقوال قد يكون الهدف منها البعد عن الموضوع الأصلي والتحول إلى تفرعات جانبية تبعدك عن الموضوع وتجعل فكرك مشتتًا ويجعلك أنت تبدو منهزمًا، لذلك أحرص على الإمساك بالخيط الفعلي للموضوع ولا تجعله يتوه منك بإدخالك إلى مواضيع فرعية، لذلك تجاهل كل هذه الموضوعات وذكّره دائمًا أنكما تتحدثان في موضوعٍ بعينه ولا تريدان الخروج عنه، واحرص على إغلاق كل الموضوعات التي يريد جرك إليها لأنه يريد إبعادك عن الموضوع الأصلي.
كن مهذبًا
إذا كان سلاح الشخص سليط اللسان هو سلاطة اللسان والبذاءة، فلابد أن يكون سلاحك أنت التهذيب والأخلاق، أولاً فهذا لنفسك ثانيًا فلتعريف الحاضرين أنك تحرص على الالتزام بقواعد الذوق واللياقة فهما قام بإصدار أفعال أو تلميحات مهينة قم أنت بالرد بذوق، وبأدب وبتذكيره أنك لن ترد على هذه الإهانات وستلتزم بالنقاش الموضوعي الجاد، وأيضًا لأن ذلك سيعطيك أنت الثقة أكثر وسيجعلك تظهر بمظهر الواثق. دائمًا أيضًا ما يحرج التهذيب الشخص سليط اللسان ويجعله يتراجع عن حدته وبذاءته ويستشعر كم هو سخيفًا لأنه يتعامل هكذا أمام كل هذا التعامل الخلوق والدمِث، لذلك عليك دائمًا التحلي بالأخلاق حتى لا تخسر نفسك وتخسر النقاش.
امدحه لكن لا تبدي اقتناعك
قم بكسر سلاح طريقته الحادة في الحوار عن طريق امتداح أسلوبه المهذب (حتى وإن كانت عكس ذلك) في النقاش، قم بامتداح إثارته لهذه النقاط العميقة في الحوار، قم بشكره للالتزام بالموضوعية طوال النقاش، قم بالثناء على أفكاره النيرة، لكن دومًا مع الاختلاف معه.. وتأكيدك على أن اختلافك معه لا يمنعك من التعبير عن سعادتك بالنقاش المثري معه والذي فتح لك أفاقًا جديدة وغيرها، وقتها سوف يكون في أشد خجله إن كان قد تحدث بطريقة فظة أو حادة، وسيجعله هذا يمتنع عن أي أساليب سخيفة قد يتبعها وتضايقك، ومن يدري ربما استطعت تغييره فيما بعد للأفضل بشكلٍ عام.. ونكون قد كسبنا شخصًا تخلى عن اللسان السليط والأسلوب الفظ واقتنع أن الأسلوب المهذب الدمث هو الأفضل في النقاشات وفي التعامل الإنساني ككل.