سلبيات العمل الحر لا تخفى على أحد رغم العديد من الفوائد لهذا النوع من العمل، فقد أصبح العمل من داخل المنزل أمرا متاحا بكثرة هذه الأيام، لم يعد الأمر يتطلب منك أن تغادر المنزل صباحا كل يوم إلى مقر عملك، ولم تعد يحاجه للانتقال بواسطة وسائل النقل المحلية كل يوم والمعاناة للوصل من والى مقر العمل، وحتى لو كانت لديك وسيلة النقل الخاصة بك فقد تعاني من الازدحام المروري الخانق خاصة في المدن الكبرى.
لهذا أصبح العمل من المنزل والذي توفره الكثير من الشركات لموظفيها حاليا مع الانتشار الهائل للأنترنت وكذلك البرامج والتطبيقات التي تسهل من العمل دون الحاجة للتواجد في مكان العمل أمر مرغوبا للكثيرين من الباحثين عن العمل ومرغوبا اكثر للشركات الذي يعد هذا الأمر إيجابيا من ناحية التوفير في المكان والطاقة المستنزفة والمراقبة على العمل، لكن هل العمل من داخل المنزل يعني فقط الحسنات، ولا يرتبط ببعض السيئات أو السلبيات؟ في الواقع أظهرت دراسة جديدة أن أفضل فرص العمل من المنزل لا توفر إمكانات عظيمة لتحقيق الربح مقارنة مع العمل خارج المنزل، على سبيل المثال. هذا ليس فقط المثال الوحيد أو السلبية الوحيدة التي تحصل عليها من العمل من داخل المنزل، بل إن هناك الكثير من الجوانب التي قد تجعلك تفكر في الاختيار قبل أن تقرر هذا أو ذاك، سنحاول في هذا المقال أن نساعدك في الاختيار إن كنت من أولئك الذي يملكون حق الاختيار، ولكن عن طريق فقط سلبيات العمل الحر التي ستتعرض لها، وأنت عليك أن تحكم والمفاضلة.
استكشف هذه المقالة
لا تحصل على ما يكفي من الوقت وجها لوجه مع الإدارة
إذا كنت ترغب في كسب المزيد من المال، فإنك تحتاج إلى إدارة للتحقق من القيمة الخاصة بك. أو كما يقال عادة في المثل الشعبي، (بعيدا عن العين، بعيد عن القلب). فحتى مع التطبيقات والبرامج الحديثة فإن من الصعب على الإدارة التقييم السليم لتأثيرك عندما لا تكون موجودًا. هذا الوقت في المكتب مع رئيسك في العمل والموظفين الرئيسيين الآخرين هو فرصة لمشاركة أفكارك ومناقشة إنجازاتك وتسويق مهاراتك. فكر في نفسك كعمل تجاري يجب أن تكون مسؤولاً عن بيع نفسك. هذا أصعب بكثير من منزلك.
وبالتالي إن كنت تفكر في الترقية كثيرا، بالإضافة للحصول على راتب أعلى من فترة إلى أخرى، عليك أن تفكر جيدا فيما يقدمه لك العمل المنزلي، وبالعكس يمكنك أن تقوم وفي أدنى الاحتمالات بتقسيم العمل بين البيت ومقر العمل للبقاء على تواصل مع الإدارة وتقديم إنجازاتك في العمل أمامهم كل فترة للتحقق منها.
من سلبيات العمل الحر أن شبكتك لا تنمو بطريقة سليمة
إن سمعتك كموظف تقدم أفضل أداء هي مصداقية الطرف الثالث التي يحتاج إليها عملك من أجل إقناع أصحاب العمل بأن يدفعوا لك أكثر. يقوم العمل من المنزل على الحد من فرصك للتواصل مع الأشخاص القادرين على تقييم خداماتكم وعملكم وبالتالي تقييم أداءكم بصورة أفضل. بالإضافة إلى ذلك، يتم الحصول على أكثر من 80 في المئة من جميع الوظائف اليوم عن طريق الإحالة، أي أن يقوم شخص قدمت له خدمة جيدة بنصيحة شخص أخر بالعمل معك، لكن للأسف فأن العمل من المنزل يعمل على تقليل الفرص المتاحة لك لبناء روابط قوية مع المهنيين الذين يمكن أن يساعدوا على نمو مهنتك. والسلبية الأخرى التي ترتبط بهذه النقطة، أنه في حال فقدت عملك، فقد لا يكون لديك شبكة كبيرة بما يكفي لمساعدتك في العثور على وظيفتك التالية. أي أنك أصبحت محصور في مجال معين لا يسمح لك بالتمدد كما ترغب، باختصار إن العمل من داخل المنزل يعني العمل في الظل وليس في الشمس، فليس الكثيرين يستطيعون رؤيتك أو مشاهدة عملك، وهذا من سلبيات العمل الحر .
أنت غير متصل بالمهارات الجديدة التي يجب أن تحصل عليها
عندما تعمل من المنزل، لا ترى التغييرات الجارية داخل المؤسسة وكيف يمكن أن تؤثر على عملك في المستقبل. الأهم من ذلك، يمكنك أن تفوت الفرص لمعرفة المكان الذي يمكن أن تنتقل إليه لإضافة المزيد من القيمة إلى الشركة حتى تتمكن في النهاية من طلب الترقية أو الزيادة في الراتب، إن البقاء على اطلاع على الاتجاهات والتغييرات في مسار عملك أو مجال عملك أمر حيوي هذه الأيام. تتغير الأمور داخل الشركات بمعدل سريع للغاية. عندما تعمل من المنزل، لا يمكنك رؤية كل ذلك، مما يعني أنك تقوم بتأخير القيمة الخاصة بك داخل الشركة أو المؤسسة التي تعمل فيها. خذ في اعتبارك الأمر المهم الآتي وهو إذا قرر صاحب العمل أنه لا يحتاج إلى مهارتك بعد الآن، فكيف ستطلب إعادة التوزيع ضمن ذات المؤسسة عندما لا تعرف حتى الخيارات الأخرى التي تملكها والتي يمكنك تسويق نفسك من خلالها؟ في المطلق انت بعيد عن الأجواء الجديدة والتطورات التي تسمح لك بالتقدم لأخذ بعض الخيارات الأخرى، وعلى أرض الواقع ستكون التضحية بك هي الخيار الأسرع، فعدم الاٌتصال البشري المستمر والعاطفي مع العاملين داخل الشركة لن يتيح لك الفرصة على الأغلب وهذا من سلبيات العمل الحر الهامة.
من سلبيات العمل الحر أنه أمر مطلوب للكثيرين
في ذات الوقت قد يبدو من المستغرب أن العمل من داخل المنزل يبدو مرغوبا من قبل الكثيرين، بالطبع إن الإغراء في الاستيقاظ متأخرا ساعة أكثر في اليوم، وعدم التضحية في الوقت في التنقل، بالإضافة إلى سهولة الوصول إلى الثلاجة، يعد إغراءً لا يقوم لدى الكثيرين دون التفكير في السلبيات التي ذكرناها سابقا، وبالتالي ستجد نفسك بعد فترة من الزمن ضمن منافسة لم تتخيلها، مع أنها ليست جيدة بالنسبة لك أيضًا مع سلبياتها، ولهذا عليك أن تفكر باختلاف قليل وخارج الصندوق والتفكير في الانطلاق إلى العمل كل يوم.
يؤثر على جسمك من ناحية صحية
من سلبيات العمل الحر التأثيرات الصحية له، فالسلبية الخامسة والمهمة ترتبط بالحالة الصحية، فالجلوس في المنزل كل يوم حتى لغايات العمل أمرا ليس صحيا على الإطلاق، البعض قد يقول انه لا يختلف عن العمل من المكتب في مقر العمل، ولكن فعليا إن التنقل إلى مكان العمل خاصة باستخدام المواصلات، وبذات الوقت العمل مع الزملاء والمشي معهم في فترة الغذاء، وغيرها من النشاطات التي تراها بسيطة تعد مجهودا بدنيا كبيرا إذا ما قارنته في البقاء في المنزل. إن الخمول وعدم القيام بنشاط بدني يعد ذو تأثير سلبي جدا على الجسم وخاصة على صحة القلب.
أضف تعليق