سكري الأطفال هو مرض مزمن يمكن أن يصيب الأطفال في جميع الأعمار، فقد يصاب به الطفل منذ السنة الأولى من عمره ولكن غالبا لا يتم اكتشافه مبكرا لأن الطفل المصاب بالسكري يبدو في حالة صحية جيدة ولا يبدو عليه المرض، ولكن مع ذلك فهناك بعض الأعراض التي قد تدل على الإصابة به مثل كثرة التبول وفقدان الوزن، وبالنسبة لسبب الإصابة بهذا المرض فهو حدوث خلل في البنكرياس وعدم قدرته على إفراز الأنسولين.
استكشف هذه المقالة
سكري الأطفال النوع الأول
أسبابه
في معظم الحالات المصابة بمرض السكري من النوع الأول بالنسبة للأطفال يكون السبب هو وجود خلل في الجهاز المناعي، حيث يتجه الجهاز المناعي إلى محاربة خلايا البنكرياس وتدميرها، مما يعيق إفراز الأنسولين في الدم بشكل طبيعي، ونظرا لأن وظيفة الأنسولين هي توصيل السكر إلى خلايا الجسم، فإن نقص إفراز الأنسولين أو انعدامه يؤدي لتراكم السكر (الجلوكوز) في الدم مما يؤدي للإصابة بالسكري وأحيانا يصاب به الطفل نتيجة للعوامل البيئية أو الوراثية.
أعراضه
التبول المتكرر والشعور بالعطش
أهم الأعراض التي تشير إلى إصابة الطفل بالنوع الأول من السكري هو تكرار التبول والشعور الدائم بالعطش، وذلك لأن الجلوكوز الذي يتراكم في الدم يتسبب في سحب السوائل الموجودة في أنسجة الجسم، وبالتالي فإن الطفل يصاب بالعطش الشديد مما يدفعه لشرب الكثير من السوائل وخاصة الماء، وبالتالي فإنه يحتاج إلى التبول مرات عديدة طوال اليوم، وكذلك ففي بعض الحالات يعاني الطفل من التبول اللاإرادي نتيجة إصابته بالسكري.
شدة الجوع
يعاني الطفل المصاب بالسكري من شدة الجوع باستمرار، وذلك نتيجة لنقص الأنسولين وعدم وجود ما يكفي منه لتوصيل السكر إلى خلايا الجسم، الأمر الذي يترتب عليه فقدان الطاقة في العضلات وأعضاء الجسم، والذي يؤدي بدوره إلى تحفيز الشعور بالجوع.
فقدان الوزن
على الرغم من أن الطفل المصاب بالسكري يعاني من شدة الجوع باستمرار مما يدفعه للإكثار من تناول الأطعمة، إلا أن هذا لا ينعكس إيجابيا على وزنه فبالعكس فإنه قد يفقد الوزن بشكل سريع وواضح، ولذا فإن فقدان الوزن يعد من أهم الأعراض الظاهرة التي يمكن ملاحظتها بسهولة، والسبب في ذلك عدم وصول السكر للأنسجة والعضلات ومخازن الدهون مما يؤدي لفقدانها للطاقة وبالتالي فقدان الوزن.
الشعور بالوهن والتعب
نظرا لنقص نسبة السكر في خلايا الجسم فإن هذا يؤدي لفقدان الطفل للطاقة، وشعوره بالخمول والتعب المستمر وتراجع نشاطه.
تغيرات سلوكية ومزاجية
قد تلاحظ الأم على طفلها المصاب بالسكري بعض التغيرات السلوكية والاضطرابات المزاجية، وعلاوة على ذلك فإن تحصيله الدراسي قد يتأثر سلبيا أيضا نتيجة لهذا المرض.
رائحة الفاكهة في الفم
يؤدي احتراق الدهون في الجسم بدلا من احتراق السكر إلى تكون مركبات تسمى الكيتونات، وهذه المركبات تتميز برائحتها الشبيهة بالفاكهة أو الأسيتون، والتي يمكن ملاحظتها في فم الطفل.
انخفاض الرؤية
في حالة ارتفاع مستوى السكر في الدم بدرجة كبيرة يؤدي ذلك إلى سحب السوائل من عدسة العين، والذي يترتب عليه انخفاض الرؤية وعدم وضوحها.
التهابات خميرية
بعض البنات تعاني من الإصابة بالتهابات خميرية في الأعضاء التناسلية، كما يصاب بعض الأطفال بالتهابات الحفاضات والطفح الجلدي نتيجة الإصابة بمرض السكري.
عوامل خطر سكري الأطفال النوع الأول
قد ترتفع مخاطر السكري من النوع الأول عند الأطفال الذين لديهم عوامل وراثية، وذلك لوجود أحد الأبوين المصابين بالسكري أو أحد الإخوة، وأيضا عند وجود جينات وراثية تشير لاحتمالية إصابة الطفل بالسكري، وكذلك فهناك بعض المخاطر البيئية مثل إصابة الطفل بالفيروسات التي تعمل على تدمير المناعة الذاتية لخلايا البنكرياس، وأخيرا فإن مخاطر الإصابة بالسكري من النوع الأول تزداد عند الأطفال الذين تناولوا حليب الأبقار في سن مبكر، بالإضافة إلى إدخال حبوب الإفطار في النظام الغذائي للطفل مبكرا.
مضاعفات السكري النوع الأول
أمراض القلب والأوعية الدموية
قد يتسبب مرض سكري الأطفال في حدوث بعض المضاعفات الخطرة والتي من أهمها ارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين، والتي تشمل حدوث الأزمات القلبية وتصلب الشرايين والذبحة الصدرية، كما قد يؤدي أيضا لارتفاع ضغط الدم مستقبلا.
تضرر الأعصاب
قد يؤدي ارتفاع نسبة السكر في الدم لحدوث تضرر في جدران الأوعية الدموية المسئولة عن تغذية الأعصاب وخاصة أعصاب القدمين، وهذا يؤدي إلى شعور الطفل بالوخز والتنميل والحرقة في الأعصاب وأحيانا يؤدي لبعض الآلام في الأعصاب.
حدوث أضرار بالكلى
قد يؤدي تراكم السكر في الدم إلى حدوث خلل في الأوعية الدموية الدقيقة المسئولة عن تنقية الدم وتخليصه من السموم والفضلات، ويترتب على ذلك حدوث بعض الأضرار بالكلى والتي قد تصل إلى إصابة الطفل بالفشل الكلوي.
مخاطر الرؤية
كما يمكن أن تتأثر الرؤية سلبيا لدى الأطفال المصابين بالسكري من النوع الأول، حيث ينتج عنه حدوث تضرر في الأوعية الدموية للشبكية مما يؤدي إلى ضعف النظر، وفي الحالات الشديدة قد تؤدي للإصابة بالعمى، ومن الممكن كذلك أن يتسبب مرض السكري في الإصابة بإعتام عدسة العينين أو الماء الزرقاء في العينين.
أمراض جلدية
قد يصاب الطفل المريض بالسكري ببعض الأمراض الجلدية مثل الفطريات والحكة، حيث أن مرض السكري يجعله أكثر عرضة للإصابة بالمشاكل الجلدية.
هشاشة العظام
وذلك لنقص بعض المعادن من عظام الطفل وجسمه، ولذا يصبح الطفل أكثر عرضة للإصابة بمرض هشاشة العظام عند وصوله لسن البلوغ.
الوقاية من السكري النوع الأول
لا يوجد طرق محددة للوقاية من مرض السكري بالنسبة للأطفال، إلا أن بعض العلماء يبحثون عن كيفية مكافحة السكري قبل الإصابة به عن طريق منع حدوث الخلل في البنكرياس، ولمساعدة الطفل على الوقاية من مضاعفات السكري لا بد من الحرص على تنظيم مستوى السكر في الدم وتجنب ارتفاعه، ولا بد كذلك أن يتناول الطفل الأطعمة الصحية ويحرص على ممارسة الرياضة، كما ينبغي كذلك المواظبة على زيارة الطبيب للمتابعة، وكذلك فلا بد من فحص العينين سنويا بعد مرور خمسة سنوات من تشخيص مرض السكري.
سكري الأطفال النوع الثاني
أسبابه
السكري من النوع الثاني هو مرض مزمن خطير وهو أقل انتشارا بين الأطفال، فمعظم الأطفال يصابون بالسكري النوع الأول أما النوع الثاني فهو أكثر انتشارا بين الأشخاص البالغين، وأهم أسبابه هو التاريخ العائلي والعوامل الوراثية والسمنة وتراكم الدهون خصوصا في البطن بجانب قلة النشاط البدني والحركي، ويحدث تطور لهذا المرض فقد ينتج عنه مضاعفات يمكن أن تودي بالحياة، وذلك نتيجة لتوقف البنكرياس عن إفراز الأنسولين في الدم بشكل طبيعي أو بسبب أن الجسم يصبح مقاوما للأنسولين.
أعراضه
لا تختلف الأعراض كثيرا بالنسبة لمرض السكري النوع الأول أو الثاني، ففي النوع الثاني أيضا يمكن ملاحظة التبول المتكرر أكثر من المعتاد، وأيضا خسارة الوزن بشكل ملحوظ، وكذلك الشعور بالتعب والإرهاق باستمرار، علاوة على انخفاض القدرة على الرؤية فتصبح الرؤية ضبابية، وأيضا فإن السكري من النوع الثاني يؤثر سلبيا على قدرة الجهاز المناعي للطفل على مقاومة الالتهاب، ويتأخر لديه شفاء الجروح لدرجة يمكن ملاحظتها بسهولة، وينبغي التوجه للطبيب فورا عند وجود أحد هذه الأعراض، وذلك حتى يحصل الطفل على العلاج مباشرة لأن إهمال هذا المرض ينتج عنه مضاعفات خطيرة، ومن الضروري أن يحرص الأشخاص المصابين بالسمنة سواء من الأطفال أو الكبار على عمل تحاليل لكشف مرض السكري بشكل دوري.
عوامل خطر سكري الأطفال النوع الثاني
من أهم العوامل التي ترفع مخاطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني عند الأطفال هي زيادة الوزن وتراكم الدهون، فكلما زاد تراكم الدهون في الجسم كلما زادت مقاومته للأنسولين مما يؤدي لتراكم الجلوكوز في الدم، وأيضا يعد انخفاض الأنشطة الحركية من أهم أسباب السكري وذلك لأهميتها في الحفاظ على وزن الجسم ضد الزيادة، وأيضا لأن حركة الجسم تساعد على استهلاك الجلوكوز للحصول على الطاقة، مما يمنع تراكمه في الدم ويساعد على تعزيز إفراز الأنسولين، وكذلك فإن السكري قد يرتبط بالعمر والجنس، حيث تبدأ الإصابة به على الأغلب عند بداية سن البلوغ كما أنه ينتشر أكثر لدى الإناث، وقد يؤدي إصابة الأم الحامل بالسكري وانخفاض وزن جنينها إلى زيادة احتمالية إصابة الطفل بالسكري فيما بعد.
مضاعفات السكري النوع الثاني
إصابة الطفل بالسكري من النوع الثاني يمكن أن يؤثر سلبا على معظم أعضاء الجسم إن لم يكن جميعها، والتي تشمل القلب والكلى والأوعية الدموية والأعصاب وغيرها، حيث أن له بعض المضاعفات الخطيرة التي قد تتسبب في إصابة الطفل بالعجز أو تؤدي لوفاته، والتي من ضمنها ارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الكولسترول في الدم، وأيضا الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بالإضافة إلى حدوث السكتات الدماغية، وأيضا من أخطر مضاعفاته أمراض الكلى والكبد الدهني والإصابة بالأمراض الجلدية، علاوة على فقدان حاسة النظر وبتر عضو من الجسم.
الوقاية من السكري النوع الثاني
هنالك العديد من الإرشادات الهامة للحفاظ على صحة الطفل بشكل عام ووقايته من الأمراض المزمنة كمرض السكري من النوع الثاني، كما أن هذه الإرشادات مفيدة لوقاية الطفل المصاب بهذا المرض فعليا من التعرض لمضاعفاته الخطيرة وتقليل حاجته إلى الأدوية، حيث ينبغي إتباع العادات الصحية مثل تناول الطعام الصحي والإكثار من الخضروات والفواكه والتركيز على القمح الكامل، والابتعاد عن الأطعمة الغنية بالدهون والسكريات والأطعمة ذات السعرات الحرارية المرتفعة وكذلك لا بد من تشجيع الطفل على ممارسة الرياضة وزيادة النشاط البدني، عن طريق الاشتراك في الأندية الرياضية أو النشاطات الجماعية.
طرق طبيعية لعلاج سكري الأطفال
أوراق المانجو
تساهم أوراق المانجو في السيطرة على مرض السكري لدى الأطفال، حيث تعمل على تنظيم مستوى السكري في الدم وجعله في المعدلات الطبيعية، وتستخدم عن طريق وضع عدد من أوراق المانجو في إناء يحتوي على الماء وتترك لتغلي، ثم تترك منقوعة في الماء طوال الليل، وفي الصباح يصفى ويتم تناوله على الريق.
بذر الكتان
يتميز بذر الكتان باحتوائه على الكثير من الألياف الغذائية التي تعمل على امتصاص الدهون والسكر من الدم، ولذلك فمن أجل خفض نسبة السكر المرتفعة لدى الأطفال ينصح بتناول بذر الكتان، حيث تضاف ملعقة من بذور الكتان إلى كوب من الماء المغلي ويتم تناوله دافئا على معدة فارغة عند الاستيقاظ صباحا .
أوراق الريحان
تتميز أوراق الريحان بمحتواها الغني من مضادات الأكسدة القوية التي تحارب الجذور الحرة وتمنع الإجهاد التأكسدي، علاوة على غناها بالزيوت الأساسية والتي تساهم في تقليل مستويات السكر في الدم، وهي تفيد بشكل خاص في علاج مرض السكري من النوع الأول، ولاستخدامها يتم وضع كوب من الماء في إناء مع أوراق الريحان ويترك ليغلي على النار، ثم بعدها يصفى ويفضل تناوله صباحا على معدة فارغة.
عشبة العليق
هي من أفضل الأعشاب التي يمكن استخدامها لعلاج سكري الأطفال من النوع الأول، حيث تساعد بذور وأوراق هذه العشبة على خفض مستوى السكر في الدم وتنظم الأنسولين في الدم، تستخدم الأوراق المجففة أو البذور بوضعها في ماء مغلي، ثم يتم تناول هذا المشروب مرتان يوميا عند الاستيقاظ وقبل النوم مساءا.
الشاي الأخضر
يساعد وجود مادة البوليفينول في الشاي الأخضر على خفض مستويات الأنسولين في الدم، حيث أنها من أهم المواد المضادة للأكسدة، علاوة على أنها تحمي من المضاعفات المرتبطة بسكري الأطفال مثل انخفاض الرؤية وتضرر الأعصاب، ويستخدم عن طريق وضع بعض من أوراق الشاي الأخضر في كوب من الماء المغلي ويترك لعدة دقائق ثم يصفى ويقدم للطفل مباشرة على الريق بشكل يومي.
خل التفاح
يحتوي خل التفاح على عدة مركبات هامة تساعد على علاج مرض السكري عن طريق ضبط معدلات السكر في الدم، وهذه المركبات تشمل حمض الخليك والأحماض الأمينية والفيتامينات والأملاح المعدنية، أما طريقة استخدام خل التفاح فتكون بإضافة ملعقتان منه إلى كوب من الماء وتقديمه للطفل قبل النوم باستمرار، وذلك للحفاظ على مستويات السكر في الدم وإبقائها في المعدل الطبيعي.
عنب الثعلب الهندي
هي أحد أنواع الفواكه النادرة التي تظهر في فصل الخريف، وهي من الفواكه المفيدة للصحة نظرا لاحتوائها على أهم المعادن والفيتامينات ومضادات الأكسدة مثل فيتامين ج، والذي يعمل على مكافحة الضرر التأكسدي مما يساهم في الإبقاء على مستويات السكر في الدم تحت السيطرة، حيث ينصح بإضافة ملعقتان من مستخلص هذه الثمار إلى كوب من الماء، ومن ثم يتم تناول هذا المشروب على الريق يوميا.
بذور الحلبة
تعد من أفضل الخيارات كعلاج منزلي لمرض السكري عند الأطفال، حيث تحتوي على العديد من المركبات العضوية الهامة التي تعمل على تحفيز البنكرياس لزيادة إفراز الأنسولين وبالتالي فإنها تحافظ على مستويات السكر في الدم، وتستخدم عن طريق نقع بذور الحلبة في الماء مساءً ثم تصفيتها وإعطاء مشروب الحلبة للطفل صباحا.
الثوم
يعد الثوم أيضا من العناصر الطبيعية الهامة التي يمكن استخدامها لعلاج سكري الأطفال ، وذلك لدوره الفعال في خفض نسبة السكر في الدم وتخليص الجسم من السموم، حيث يمكن تناول فص أو اثنان من الثوم مع كوب من الماء صباحا من أجل القضاء على مرض السكري.
الماء
شرب الماء بكميات كافية يساعد على تنظيم السوائل في الجسم، ويساعد أيضا على توصيل السكر لأعضاء الجسم لاستخدامه كمصدر للطاقة، مما يمنع تراكمه في الدم، كما أنه يخلص الجسم من السموم والعناصر الضارة والتي تشمل السكريات الزائدة من خلال عملية التبول.
سكري الأطفال هو من الأمراض المزمنة التي تحتاج إلى رعاية خاصة واهتمام من الأسرة، فيجب أن يحصل الطفل على علاجه بانتظام مع ضرورة تناول الأطعمة الصحية وممارسة الأنشطة الحركية، وذلك من أجل حمايته من المضاعفات الخطيرة مثل أمراض القلب وارتفاع الضغط وأمراض الكلى والكبد، وهناك بعض العلاجات الطبيعية التي تعزز شفاء مرض السكري وتحمي من مضاعفاته، مثل بذر الكتان وأوراق المانجو والحلبة والثوم وخل التفاح.
ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.
أضف تعليق