رغم أن طول القامة أو قصر القامة من العوامل التي تحددها جينات الإنسان، إلا أن هناك بعض الأشياء التي يُمكنها أن تزيد طولك ولو لبضعة سنتيمترات بسيطة، لكن في البداية يجب أن تتقبل نفسك كما هي، وتدرك أن طول قامتك ليس ما يحدد هويتك، على العكس فقصر القامة يكون مفيد في بعض الأحيان، حيث يُضفى عليك مسحة طفولية ويعطيك عمر أقل من عمرك في أغلب الأحيان، لذلك لا تشيخ بسهولة ولا يظهر عليك عمرك الحقيقي! أليس هذا مثالياً، كل شيء له ايجابياته وسلبياته، لذلك اسعى للبحث عن المميزات في كل شيء وتقبل نفسك كما هي، أما إن كنت مصر على زيادة طولك وتحسين نموك في فترة المراهقة فتابع المقال التالي.
زيادة طول القامة : خطوات زيادة طولك وتحسين نموك في فترة المراهقة
ما هو أقصى طول يُمكن أن تصل إليه
أولاً يجب أن تدرك العوامل التي تحدد طول الإنسان، فطول الأبناء لا يرتبط بطول الأبوين فقط، بل يمتد لباقي أفراد الأسرة، فربما يكون والديك طوال القامة لكن أجدادك قصار نوعاً ما، لذلك هناك احتمال أن تكون قصير أو متوسط الطول، لكن في المجمل يُمكن توقع أقصى طول ستصل إليه بعملية حسابية بسيطة، اجمع طول والديك معاً ثم ضف إليها 10 سنتيمترات، بعد ذلك اقسم الناتج على اثنين، طولك المحتمل يتراوح بين ± 10 سم من ناتج هذه العملية الحسابية.
تجنب مثبطات النمو
توجد العديد من العوامل التي تؤثر بشكل كبير على نمو الجسم خاصة في فترة الطفولة والمراهقة، فهذه أكثر فترة ينمو فيها الجسم، لذلك الإقبال على بعض العوامل كالتدخين وتعاطي المخدرات أو حتى المنشطات الرياضية، من شأنه أن يؤثر على نمو الجسم ويثبط نمو العظام بشكل خاص، هذا بالإضافة لسوء التغذية وعدم الحصول على قسط كافي من النوم، كل هذه العوامل أو أغلبها للأسف تلازم معظم المراهقين، فإن كنت ترغب في الوصول لأقصى طول ممكن لك على الأقل، حاول إذاً تجنب كل هذه العوامل قدر الإمكان.
نم جيداً
إن كنت في مرحلة المراهقة أو الطفولة المتأخرة هذا يعني أنك بحاجة لتسع ساعات من النوم على الأقل كل ليلة، فالجسم يقوم بإنتاج الخلايا والأنسجة وتحفيز النمو أثناء نومك، وذلك بسبب إفراز هرمون النمو في مرحلة النوم العميق خاصة، لهذا حاول أن تنام في جو هادئ تماماً بعيداً عن أي ضوء والابتعاد عن المنبهات قدر الإمكان، كي تسمح لجسدك أن يعمل بشكل سليم ويُحفز نموك وبالتالي يزداد طولك.
تناول طعامك بشكل صحيح
معظم المراهقين يعتمدون على الوجبات السريعة والوجبات الخفيفة خاصة المقليات في أغلب وجباتهم، لكن مع الأسف هذه الأطعمة تثبط نمو الجسم وتدمر خلاياه دون أن تدرك، حرفياً يُمكن القول أنها عبارة عن سموم تدخلها لجسدك! وبما أن نموك يعتمد غالباً على هذه المرحلة، يجب أن تكون وجباتك متوازنة وتحتوي على كافة العناصر الغذائية التي يحتاجها جسدك، أكثر من تناول المشروبات والأطعمة التي تحتوي على الكالسيوم لمساعدة عظامك على النمو بشكل أسرع وأكثر قوة، كذلك أكثر من تناول الأسماك والمحار والفطر وغيرها من الأطعمة التي تحتوي على فيتامين د والزنك، فكل هذه العناصر تساعد على تحسين نمو العظام، بشكل عام أكثر من تناول الخضروات والفواكه وتجنب الأطعمة السريعة قدر الإمكان.
احرص على تقوية جهازك المناعي
العدوى المستمرة حتى ولو بأمراض بسيطة تسبب تأخير النمو بشكل ملحوظ خاصة بين الأطفال، لأنها تستهلك طاقة الجسم في محاربة المرض والتخلص منه بدل من تركيزها لنموه، لذلك احرص قدر الإمكان على تجنب أي عدوى والحفاظ على جهازك المناعي قوي بما يكفي للقضاء على المرض قبل دخوله للجسم، تناول الأطعمة الغنية بفيتامين ج مثل الحمضيات والأفوكادو والفريز وغيرها، لأن فيتامين ج من أكثر الأشياء التي تقوي جهاز المناعة.
مارس الرياضة باستمرار
هناك بعض الرياضات التي تساهم بشكل كبير في تقوية الجسم وتحفيز نموه، كالسباحة وكرة السلة والجمباز والبالية وتمارين التمدد وغيرها، هذه الرياضات تساعد على تمدد الجسم وبالتالي تحفز نمو العظام، لكن نتيجتها تعتمد بشكل أساسي على عمرك، فكلما بدأت بممارستها أبكر، كلما كانت النتائج أفضل، ويُستحسن أن تبدأ ممارستها من سن الطفولة، كي تعطي جسدك أطول فترة ممكنة للنمو بشكل سليم وصحي.
في النهاية، كل العوامل السابقة قد تحسن نموك وتزيد من طولك إن اتبعتها بشكل صحيح وبعمر مناسب، لكنها لن تحسن صورتك أو تمنحك مزيد من الثقة بنفسك لو كنت لا تمتلكها من الأساس! لا تجعل ثقتك بنفسك متوقفة على عامل واحد فقط دون غيره، فقصر القامة ليس عيب، بل إنها خلقة الله تعالى الذي قال “لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم”، يعني أنه خلقك وسواك وعدلك في أبهى صورة، لماذا تسعى لتغييرها إذاً، الأوّلى أن تركز اهتمامك على شخصيتك وتفكيرك، وتنمي من مهاراتك الاجتماعية وقدرتك على التواصل والتعامل مع الآخرين، وتحسين عيوبك، فشخصيتك هي ما يجذب الآخرين إليك وليس شكلك أو جسدك، الانجذاب الخارجي مؤقت مهما طال، لكن تجاذب الأرواح هو ما يدوم للأبد.