تسعة
الرئيسية » دين » كيف تحسب زكاة الفطر وما أهم أحكامها ومن هم مستحقيها؟

كيف تحسب زكاة الفطر وما أهم أحكامها ومن هم مستحقيها؟

زكاة الفطر هي بمثابة تتويج للشهر الفضيل وخير ختام له وللمشاعر الإيمانية التي بثت فيه، هي نهاية سعيدة لشهر الإحسان والرحمة والتكافل بين المجتمع، وفضلا عن قيمتها الدينية فإنها لها قيمة معنوية في نفس المسلم أيضًا وحكمة جليلة لتأديبه وتهذيب نفسه.

زكاة الفطر

زكاة الفطر هي من الفروض التي على كل إنسان مسلم ويقال عنها في بعض البلاد العربية زكاة رمضان وهي بنفس المعنى تقريبا، ويصطلح عليها أيضًا باسم زكاة الأبدان وهي واجبة على الأشخاص لا على الأموال بمعنى أنالمال ليس فيها هو الغاية بل الوسيلة التي نزكي فيها عن أجسادنا التي انعتقت من الصيام والظمأ والجوع في رمضان، وذلك من أجل مزيد من التأديب والتهذيب للنفس البشرية وتعليمها عملية الإنفاق كمكمل للحالة الروحانية والإيمانية التي تستهدف تعويد النفس على المشقة البدنية وتعريض الجسد لحالات من الجوع والعطش والحرمان من المكيفات والمنبهات وتنتهي بدفعهم لجزء من أموالهم أو غلالهم حتى يتطهروا ويتوج ماراثون العبادة الرمضاني بأفضل ختام ونهاية ألا وهي زكاة الفَطر أو زكاة الأبدان.

من تعطى زكَاة الفطر ؟

زكاة الفطر من تعطى زكاة الفطر ؟

بالنسبة للمستحقين إعطاءهم زكاة الفطر فقد اختلف العلماء حول ذلك، فقيل أنهم المصارف الثمانية للزكاة، وقيل هم الفقراء والمساكين فحسب، حيث اختلف العلماء في الذين يستحقون زكاة الفَطر حيث ذهب الحنابلة والمالكية إلى أنها تجوز للفقراء والمساكين فحسب، فالفقراء هم من لا يملكون مصدر دخل أو رزق ثابت وربما يعيشون على الإعالات من الآخرين أما المسكين فقد يكون لديه عمل أو وظيفة أو دخل ثابت لكنه لا يكفيه لسد الاحتياجات الأساسية رغم ذلك وبالتالي تعطى زكاة الفطر للفقراء والمساكين عند الحنابلة والمالكية واتفق معهم شيخ الإسلام ابن تيمية، أما عند جمهور الفقهاء فهي تعطى لمصارف الزكاة الثمانية، وعلى أي حال وهو رأي واجتهاد شخصي فهناك الكثير من مصارف الزكاة الثمانية معطلة الآن مثل “المؤلفة قلوبهم” حيث لا يوجد من نستميل قلبه للإسلام، أو “في الرقاب” حيث لا يوجد عبيد أو أرقاء، وكذلك من “في سبيل الله” لأنه لا يوجد جهاد في الوقت الحالي، وعلى أي حال أميل لرأي الحنفية والمالكية لأن الهدف من زَكاة الفطر هو التكافل والتضامن بين أفراد المجتمع الواحد.

زكاة الفطر على من تجب؟

تجب زكاة الفطر على كل إنسان مسلم من داخل الأسرة الواحدة، حيث تجب على الزوج والزوجة والابن والابنة والوالد والوالدة والكبير والصغير والحر والعبد، وحتى الجنين الذي أتم في بطن أمه أربعين يوما، كذلك هي واجبة على المستطيع أي الشخص المسلم البالغ العاقل رب الأسرة الذي لديه ما يفيض عن حاجته وحاجة أسرته يوم العيد، ويقوم الناس بتأدية زكَاة الفطر عن كل فرد يقع تحت ولايتهم حتى ولو كانت الزوجة مثلا لها مالها الخاص فإنه يجب أن يدفع عنها الزوج زكاتها وبالتالي تستهدف زَكاة الفطر أكبر شريحة ممكنة بحيث يكون عدد الدافعين لها أو الواجبة عليهم أكثر من عدد المستحقين لها أو المستفيدين منها.

زكاة الفطر نقدًا

اتفق معظم أهل العلم على أن زكاة الفطر تعطى حبوبا أو غلالا ولا يجب إعطاءها نقدا، وهم الشافعية والمالكية والحنابلة، بينما انفرد الحنفية وحدهم بجواز إخراج زَكاة الفطر على هيئة نقود دون قيد أو شرط أي أن كلاهما يصح ولا فضل لهذا على ذاك، بينما هناك رأي ثالث لبعض أهل العلم يقول بجواز إخراج زكَاة الفطر نقدا إذا اقتضت الضرورة والمصلحة لذلك، والحقيقة أن الدين يسر والمصلحة تقتضي على الرغم من ذلك أن يتم إخراج زكاة الفطر في صورة نقدية لأسباب أهمها هو تقلص المجتمعات الزراعية، فلم يعد الناس يعيشون في مجتمعات زراعية أو واحات صحراوية بل يعيشون في مدن متطورة أو قرى متحضرة تكوّنها متاجر وشركات وبيوت خرسانية وبالتالي يستخدم الناس الأموال ويشق عليهم شراء الحبوب بشكل دائم، ثانيا وذلك الأهم أن الفقير أو المسكين قد تعطيه القمح فيصنع منه رغيفا، ولكن ليس الرغيف هو كل مبتغاه، فقد يريد شراء ثوبا جديدا، قد يريد شراء علاجا أو دواءً، قد يريد سداد أجرة متأخرة لسكن، أو دفع دين عليه، لذلك أنا مع الرأي الذي يميل إلى دفع زكاة الفطر على هيئة نقود أو أموال والله أعلى وأعلم بالطبع.

حكم زَكاة الفطر

أجمع أهل العلماء جميعهم على أن زكاة الفطر واجبة على كل مسلم لديه فائض عن احتياجاته الأساسية في عيد الفطر أي أنها واجبة على معظم المسلمين، وقد فسر بعض المفسرين آية “قد أفلح من تزكى وذكر اسمه ربه فصلى” بأنها تشريع لزكاة الفطر، وقد ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: “زَكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث” وقد ثبت عن النبي أنه أدى زَكاة الفطر ولا يوجد رأي واحد حتى الآن بعدم مشروعية زكاة الفطر أو عدم الثبات على فرضيتها.

شروط زكاة الفطر

تخرج زكاة الفطر قبل صلاة العيد، هذا هو أهم شروطها، ويجب أن تكون من نفس الصنف السائد في المنطقة أو البلدة التي تعيش بها، وبما أننا اتفقنا على جواز النقود وفاعليتها أكثر من الحبوب والأصناف الأخرى فإنه من أهم الشروط أن تخرج قبل صلاة عيد الفطر، وتفقد زكاة الفطر فاعليتها إن أديت بعد صلاة العيد، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم عن أداءها بعد صلاة العيد في حديث عن ابن عباس رضي الله عنه “من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات” بالتالي من أهم شروط زكاة الفطر هو تأديتها قبل الصلاة.

أصناف زكاة الفطر

زكاة الفطر أصناف زكاة الفطر

تكون زَكاة الفطر عبارة عن صاعا من القمح أو الشعير أو الزبيب أو التمر أو الإقط والإقط هو اللبن المجفف، أو من الأرز، والصاع هو مقدار أربع حفنات بيد الرجل المعتدل، أي غرفات بيد الرجل البالغ لا صغير الكف ولا ضخم الكف، وقد قدر العلماء الصاع بما يساوي حوالي 3 كيلوجرامات أو أقل قليلا، ويخرج الصاع عن الفرد الواحد، بالتالي لو هناك أسرة مكونة من خمسة أفراد فإنه يخرج عنهم خمسة صاعات، وقد أفتى العديد من العلماء بجواز إخراجها نقدا، ويحددون كل عام حسب التضخم وزيادة الأسعار المبلغ المناسب عن كل فرد من زَكاة الفطر في المتوسط.

زَكاة الفطر الهدف منها تتويج شهر العبادة بفريضة أيضًا وبث روح التضامن والتكافل والاجتماعي وتعليم الناس الإنفاق في سبيل الله من أجل الوصول إلى منزلة البر، ولا خير في تقرب إلى الله أفضل من التكافل والتضامن الاجتماعي بين عباده، تقبل الله منا ومنكم الصلاة والصيام والزكاة.

محمد رشوان

أضف تعليق

17 + 5 =