زرع الشعر بالتأكيد هو حل قد فكرت فيه إذا ما كنت تعاني من مشكلة الصلع، يعاني الكثيرون من مشكلة الشعر الخفيف أو الصلع لكن الأزمة الحقيقية تظهر بوضوحٍ عندما تصبح أماكنٌ من فروة الرأس خاليةً من الشعر تمامًا وبجوارها أماكن أخرى فيها القليل من الشعر وخفيفه، الشعر من أبرز مظاهر الجمال التي يتحلى بها الناس خاصةً النساء لأنه تاج المرأة، فإن حدث له شيءٌ وفقد الشعر رونقه لأي سببٍ من الأسباب وبأي طريقةٍ من الطرق ينقص ذلك من ميزان الجمال بالرغم من أن الجمال لم يقتصر على الشكل وحسب قط، إلا أن الجانب الجمالي الصرف لا يستطيع أن يخفي تلك الحقيقة، الطب تطور وتقدم وأعطانا من الوسائل ما لم نحلم به يومًا ولم نتخيل أنه قادرٌ على الوصول بنا إلى بعض النتائج والمعجزات التي كانت في يومٍ من الأيام مجرد حلمٍ يداعب الخيال ولا سبيل لتحقيقه على أرض الواقع، استطاع الطب أن يساعد هؤلاء الذين عانوا من فقدان شعرهم في سنٍ صغيرةٍ ومن أصابهم الصلع المبكر ومن فقدوا الكثير من شعرهم لأي سببٍ من الأسباب، وأصبحت عملية زرع الشعر اليوم واحدةً من أسهل وأبسط العمليات وأظهرت نتائج مبهرة.
زرع الشعر كحل نهائي لمشكلة الصلع
مشاكل الشعر الطبيعية
يمر الشعر خلال حياة الإنسان بالعديد من المراحل ويتعايش مع كل الظروف التي يمر بها الإنسان، الشعرة نفسها لها دورة حياةٍ خاصة بها تبدأ بالظهور من البصيلة المدفونة في فروة الرأس ثم تنمو الشعرة وتنتهي دورة حياتها بالمرحلة الثالثة منها وهي مرحلة السقوط، بالطبع تختلف مواعيد ومواقيت دورات حياة كل شعرةٍ عن الأخرى لأنها لو تساوت وتعاقبت لجاء على الإنسان وقتٌ سقط فيه شعر رأسه بالكامل فبات أصلعًا لأن دورة حياة شعره انتهت، لكن الأمر لا يسير بتلك الطريقة وفي اللحظة التي تموت فيها شعرةٌ وتسقط تنمو شعرةٌ جديدةٌ في مكانٍ آخر من رأسك، خلاصة القول أن سقوط الشعر بكمياتٍ معتدلةٍ وطبيعية هو أمرٌ طبيعيٌ وصحيٌ يحدث لنا جميعًا على اختلاف أنواع خصلات شعرنا، لهذا السبب نحتاج لتمشيط شعورنا وتخليصها من الشعر الذي مات وسقط من فروة الرأس، قد يمر الإنسان بظروفٍ معينةٍ تؤثر على حالته النفسية والجسدية كالمرض مثلًا أو الضغوطات النفسية أو أزمةٍ عارضةٍ في حياته، وكما يتأثر كل جسده سيتأثر شعره ويتساقط ويصبح خفيفًا لكن ذلك لا يعني البتة أنه بحاجةٍ لإجراء عملية زرع شعر في الحال، لا يتم اللجوء إلى زرع الشعر إلا في الحالات التي تم علاج الشعر وتغذيته وعلاج كل المشاكل الأخرى التي من الممكن أن تكون أثرت عليه لكن لم ينمو الشعر ولم تزد كثافته.
مشاكل الشعر التي تحتاج لعملية
جين الصلع من أشهر الجينات الوراثية ويظهر كثيرًا خاصةً في الرجال، لكنه يظهر في النساء أيضًا فتجدها تعاني من فجواتٍ خاليةٍ من الشعر في رأسها وكثافةٍ ضئيلةٍ جدًا لشعرها كله، في حالاتٍ كهذه قد نبدأ في التفكير في عملية زرع الشعر كحلٍ جذريٍ للمشكلة، كذلك أصبح من الشائع أن نواجه حالاتٍ من تساقط الشعر لأسبابٍ غير وراثية ولا جينية وقد تختلف تلك الأسباب وتتنوع وتتقارب في الحقيقة كثيرًا من الأسباب التي تسبب تساقط الشعر العادي من مرضٍ أو قلق، إلا أنها تكون مزمنةً طويلة المدى حتى تموت بصيلات الشعر تمامًا وتصبح عاجزةً عن إنتاج الشعر الجديد، عندها حتى لو تم حل المشكلات التي تسببت سقوط الشعر من البداية لا يعود الشعر للنمو ثانيةً ولا تعود له كثافته ورونقه وقوته وجماله وتظل الأماكن الفارغة فيه فارغةً كما هي، عندها تحتاج العملية.
طريقة استخراج الشعر المزروع وأنواعها
تقوم عملية زراعة الشعر من الأساس على فكرة استخراج بصيلات شعرٍ حيةٍ ومنتجةٍ من مؤخرة الرأس حيث يكون الشعر شديد الكثافة في المعتاد أو على الأقل هو الأكثر كثافةً من بقية أجزاء الرأس، ويوجد نوعان لأخذ الشعر الذي سيتم استخدامه في عملية زرع الشعر بعد ذلك.
الطريقة الأولى وهي القديمة والمؤلمة وتترك أثرًا أو ندبةً في مؤخرة الرأس هي أن يتم اقتطاف شريحةٍ صغيرةٍ من مؤخرة الرأس تحتوي على بصيلات الشعر، بعد ذلك يتم تقسيم الشريحة إلى عدة شرائح أصغر كل واحدةٍ قد لا تحتوي إلا على شعرةٍ أو شعرتين على الأكثر.
الطريقة الثانية الأكثر حداثة والأقل ألمًا والتي لا تترك أثرًا على المدى الطويل يتم فيها انتزاع بصيلات الشعر من فروة الرأس وتُحفظ ويقوم الطبيب بزراعتها بعد ذلك في المنطقة الصلعاء، لا تحتاج تلك الطريقة إلى أن يعاني المريض فيها لأن المكان الذي انتزعت منه بصيلات الشعر يلتئم بسرعةٍ كبيرة وخلال يومين على الأكثر سيجد المريض نفسه طبيعيًا تمامًا ولا يعاني من أي ألمٍ أو مشكلة.
عملية زرع الشعر
بالطبع ستتم العملية تحت التخدير إلا أن المريض لن يحتاج للتخدير الكلي وسيكفيه التخدير الموضعي لأن يجنبه أي إحساسٍ بالألم سواءً أثناء زرع الشعر أو نزعه استعدادًا لزرعه، طريقة زرع الشعر واحدة مهما اختلفت طرق انتزاعه حيث يبدأ الطبيب في إحداث مجموعاتٍ من الثقوب شديدة الصغر في المكان الذي يعاني من الصلع ويقوم بوضع البصيلات التي استخلصها في تلك الثقوب وتركها، العملية تستغرق العديد من الساعات للأسف وليست قصيرة المدة، ويرجع ذلك إلى أن الطبيب يزرع كل بصيلةٍ على حدى وعدد البصيلات التي سيزرعها تصل إلى عدة آلاف بصيلة مع انتهاء العملية، تبدأ بصيلات الشعر المزروعة عملها بمجرد انتهاء العملية ويظهر الشعر الجديد بعد مرور شهرٍ لشهرين على العملية، وخلال ستة أشهرٍ بالضبط يزداد طوله ويبدو كالشعر الطبيعي تمامًا ويمكن معاملته وتصفيفه وقصه وتمشيطه كبقية الشعر الذي نما بشكلٍ طبيعي.
عملية زرع الشعر الصناعية
على عكس العملية الطبيعية التي يتم فيها زراعة شعرٍ طبيعيٍ من رأس نفس الشخص الذي ستتم عملية الزراعة له توجد طريقةٌ أخرى يتم فيها زراعة مجموعةٍ من الألياف الصناعية في فروة الرأس وهو ما يعرض الشخص لمشاكل كبيرة تنجم عن معارضة الجسد لتلك الألياف ورفضه لها، وتحدث مضاعفاتٌ كالالتهابات الشديدة وقد تزداد ليصبح الحل الوحيد للقضاء على تلك المشاكل هو إزالة تلك الألياف ثانيةً بعد تركيبها، وخلال تلك الفترة تكون أضرت بفروة الرأس وأرهقتها أكثر مما كانت هي عليه، لذلك دائمًا يُنصح باللجوء إلى عملية زرع الشعر الطبيعية لتجنب كل تلك المشاكل ومضاعفاتها.
عيوب عملية زرع الشعر
لم تواجه الوسط الطبي مشكلةٌ صحيةٌ حتى الآن في العمليات الطبيعية لكن بقي حاجز الوقت والتكلفة قائمًا بقوة ليفتح لنا أبوابًا مختلفةً في عيوب تلك العملية، فوقت العملية كبيرٌ جدًا قد يصل لثماني ساعاتٍ في بعض الأحيان، كما أن تكلفتها مرتفعة تجعلها أعلى من قدرة البعض، لكن العيب الظاهر الأشد سخريةً هو مع التقدم في السن من الطبيعي أن يبدأ شعر الرأس في التساقط وتقل كثافته إلا أن المشكلة التي سيواجهها الشخص في ذلك الوقت هو تساقط شعره من بقية رأسه في حين يبقى الشعر الذي تمت زراعته بنفس القوة والكثافة كما هو.
أضف تعليق