يقول العلماء أن زراعة القمح كانت تتم قبل التاريخ وقد عثر على آثار من حبوبه في كلًا من العراق ومصر وتركيا، ولكنها كانت بدائية الزراعة أو برية في ذاتها وذلك نظرًا لعدم توافر العلم والإمكانيات الموجودة في الوقت الحالي، فيذكر العلماء أن أول أثر عثر عليه بخصوص زراعة القمح يرجع تاريخ لحوالي خمسة عشر ألف سنة قبل الميلاد، وخلال العصر الحجري انتشرت زراعته بصورة واسعة في غرب أوروبا حتى تطورت طرق الزراعة، وبعدها بعدة أعوام أصبح يزرع بالطريقة العادية المستخدمة في الوقت الحالي مع اختلاف في طرق الجني وتحويله إلى دقيق وبعض الفروق البسيطة، ويحتاج القمح إلى ظروف بيئية ومناخية خاصة لكي ينمو بصورة جيدة ولذا فنحن نرى اختلافات بين القمح الخارج من كل دولة أو منطقة جغرافية، وذلك بسبب اختلاف التربة واختلاف درجة الحرارة فيها، وعلينا أن نعلم أنه إن توفرت الظروف الطبيعية له سيكون أعلى محاصيل الحبوب إنتاجية وأكثرها عائدًا.
استكشف هذه المقالة
شروط زراعة القمح
عليك أن تعلم عزيزي القارئ أنه لابد من توافر شروط معينة لكي تتم زراعة القمح بالشكل المطلوب وينمو في صورته العادية، أولًا لابد من توفير تربة مناسبة للزراعة جيدة الصرف، ثانيًا زراعة القمح في الفصل المناسب له على حسب ظروف الجو في دولتك، ثالثًا اختيار الوقت الأمثل للزراعة وهذا الشرط يعتبر مقرونًا بالشريط السابق، رابعًا عند شراء البذور الخاصة بالزراعة لابد من أخذها بعناية حتى لا تكون تالفة أو مصابة بمرض ما قد يعرض المحصول للموت، خامسًا بعد الزراعة علينا الاهتمام بالمحصول ورشه بالمبيدات لحمايته من الأمراض بصورة مستمرة، أخيرًا عليك أن تعرف أن الخطوات الأساسية لعملية زراعة القمح غير متشابهة في كل مناطق العالم، فهناك بعض الدول التي تستخدم الوسائل البسيطة الغير معتمدة بشكل كلي على المعدات الحديثة وهي بالطبع دول فقيرة، وهناك الدول الغنية التي تقوم بالعمل والزراعة وفق معايير حديثة ومتطورة تنتج لها محصول ذو كفاءة أعلى من الدول الفقيرة.
التربة الصالحة لزراعة القمح
تجود زراعة القمح في التربة الغنية جيدة الصرف ولابد من كونها طينية سواء صفراء طينية أو طينية فقط، ويلزمنا أن نختار التربة التي تحتوي على العناصر الغذائية التي مضى عليها فترة وأصبحت متحللة وذائبة بها، فهذا يعمل على تغذية القمح بصورة مستمرة وإن لم نقدر على توفير هذه التربة فلابد من متابعة المحصول دائمًا بالسماد النظيف، ولذا يقول المهندسين الزراعيين أنه من الأفضل متابعة الأرض بالزراعة على مدار السنة بأية محاصيل أخرى، يعني لا نترك التربة فارغة بعد حصد القمح منها بل نزرعها بأي شيء أخر حتى تبقى آثاره في التربة ويتغذى عليها القمح في الدورة التالية، فمثلًا من الممكن أن نزرع البطاطس أو الذرة أو البرسيم أو الفول بعد حصاد القمح، حيث أن هذه المحاصيل لها القدرة على تغذية التربة وإعادتها إلى حيويتها من جديد.
وعلينا قبل الزراعة تجهيز التربة جيدًا وتهويتها لفترة كبيرة حتى تمتص الرطوبة الموجودة بذراتها ثم نقوم بحرثها قبل الزراعة مباشرة، ويجب علينا أن نعلم أن التربة الرملية أو رديئة الصرف أو القلوية أو التي تحتوي على نسبة ملوحة عالية لن تنتج لنا القمح لعدم صلاحيتهم لتلك الزراعة.
الظروف المناخية المناسبة للزراعة
تتناسب زراعة القمح في الأجواء المعتدلة في الحرارة والرطوبة ولا منع من أن تكون الأجواء حارة قليلًا، ولكن الأجواء شديدة الرطوبة أو الحرارة تؤثر بشكل رئيسي على المحصول وتجعله غير صالح للاستخدام أو النمو من الأساس، فكما نعلم أن الظروف المناخية لها دور أساسي في نمو القمح ونجاح زراعته، وعندما ننظر بعين فاحصة على مناطق زراعة القمح في العالم نجد أن العوامل المناخية قد أثرت على زراعته في العالم، ويستغرق القمح فصلي الربيع والصيف لكي يكتمل نموه في المناطق المعتدلة، أما الأقاليم المرتفعة في درجة الحرارة خلال فصل الصيف مثل نصف الكرة الشمالي وتحديدًا في النطاقات الجنوبية من الأقاليم المعتدلة يكون الشتاء هو الأكثر ملائمة للزراعة، كما هو الحال في من منطقة حوض البحر المتوسط، أما درجة الرطوبة فلابد من أن تكون معتدلة وغير عالية وخاصة في أوقات ارتفاع درجة الحرارة.
حيث أن علو الرطوبة مع ارتفاع الحرارة يؤدي إلى إصابة القمح بالأمراض والآفات وتأخير موعد الفلاحة وعمليات الحصاد لوقت طويل، وتنتشر زراعة القمح في المناطق التي تكون فيها الأمطار ما بين العشرة إلى ثمانين بوصة غير أن النطاق المحصور بين خمسة إلى خمسة وأربعين هو الأجود على الإطلاق، وهذا لا يعني أن القمح يزرع في المناطق التي بها أمطار فقط بل يزرع في مناطق لا ينزل فيها المطر إلا نادرًا، وذلك باعتمادها في الزراعة على مياه الري وتوفير نفس النسبة التي تأتي للمحصول عن طريق الأمطار.
مراحل نمو القمح في التربة
تمر زراعة القمح بالكثير من المراحل منذ اليوم الأول حتى حصادة فمثلًا في البداية تقوم حبوب القمح الصغيرة بامتصاص الرطوبة الموجودة في التربة فور زراعتها، ثم بعدها تظهر الجذور الأولية للقمح، ثم يظهر الساق ويبدأ في الزحف نحو سطح التربة، وبعدها بأسبوع تطل علينا النباتات الصغيرة على سطح التربة، وبعدها وخلال شهر تظهر الأوراق وتنمو الجذور الثانوية بشكل سريع، وبعدها في الربيع تكبر السيقان وتخرج الأوراق بشكل أكبر من ذي قبل، ثم تخرج السنابل وتتلقح الأزهار حتى تصبح حبات قمح صغيرة، وكما نعرف أن حبوب القمح تتلقح مع ذاتها أو وقت هبوب الرياح، حتى تنضج بعد مرور شهر ونصف إلى شهرين على الأكثر، ثم بعدها تصلب حبوب القمح وتأخذ اللون التابع لنوعها وهو يكون بين البني والأصفر على حسب البلد والنوع.
أنواع القمح
توجد أنواع عديدة من القمح وسنذكر هنا الأقسام الرئيسية من هذه الأنواع على حسب موعد الزراعة والأقاليم المناخية، أما عن موعد الزراعة فلدينا أولًا القمح الشتوي وقد أطلق عليه هذا الاسم نظرًا لأنه يزرع في الخريف ويبقي في الأرض طوال فصلي الشتاء والربيع ثم ينضج في أواخر الربيع وأوائل الصيف، وتنتشر زراعة هذا النوع في المناطق المعتدلة في المناخ حتى لا يكون الشتاء قارصًا، وثانيًا القمح الربيعي الذي يزرع في الأماكن القارصة في البرودة خلال فصل الشتاء، حيث أنه تبدأ زراعته في فصل الربيع ويبقي في الأرض ربيعًا وصيفًا حتى ينضج، أما من حيث الأقاليم المناخية فلدينا نوعين أيضًا الأول هو القمح الصلب والذي يعد أجود أنواع القمح، وذلك نظرًا لكثرة البروتينات الموجودة به مع توافر مادة الجلوتين أو العرق التي تجعله الأفضل والأنسب لصناعة الخبز منه، والنوع الثاني هو القمح اللين ويعتبر هذا النوع فقير نسبيًا للجلوتين ولذا يستخدم في عمل الفطائر والبسكويت التي لا تحتاج لهذه المادة.
أضف تعليق