رياضة الباركور Parkour، تندرج تحت رياضات الفنون القتالية، وتعتمد على مهارات وقدرات بدنية خاصة كالسرعة والانسيابية في أداء الحركات للوصول من نقطة إلى نقطة بمهارة عالية دون أن يفقد الممارس الكثير من طاقته. إذا كنت من محبي الفنون القتالية وترغب في تعلم رياضة الباركور فلا بد وأن تكون على دراية بأساسيات ومبادئ الباركور، وأن تكون مستعدا لممارسة الرياضة بمهارة عالية وسرعة فائقة سوف تكتسبها وتتدرب عليها، وحتى تكون مُهيأ لذلك يمكنك الاطلاع على سطورنا القادمة التي نشرح من خلالها كيفية ممارسة هذه الرياضة والتمارين التي يجب القيام بها لتكون لاعب باركور احترافي.
من أخطر الرياضات الموجودة حاليا، تعرف معنا على رياضة الباركور
ما هي رياضة الباركور؟
تصنف رياضة الباركور على أنها ضمن رياضات الفنون القتالية، فهي عبارة عن حركات رياضية تعتمد على اللياقة البدنية والسرعة البديهية في أداء الحركات من نقطة إلى أخرى (نقطة أ إلى نقطة ب) بسلاسة ومهارة عالية بهدف تخطي العقبات أو الموانع التي تصادف ممارس الباركور أو كما يطلق عليه “ترايسور” وعادة ما تكون تلك العقبات طبيعية أو صناعية كالأشجار والصخور والقضبان الحديدية أو الجدران وغيرها؛ بمعنى آخر فإن رياضة الباركور تقوم على فكرة الهروب والوصول إلى النقطة المراد الانتقال إليها بخفة حركية وانسيابية دون أن يستنزف الترايسور طاقته أثناء ممارسة الرياضة.
أما عن أصل كلمة “باركور Parkour” من الجملة الفرنسية Parcours du combatant وهو تدريب عسكري يُمارس في الجيش الفرنسي، وقد استُبدل حرف الـ c بحرف k من قبل صديق مؤسس الرياضة الفرنسي “ديفيد بيل”.
تاريخ الباركور
كان ديفيد بيل يمارس مجموعة من النشاطات البدنية خلال التحاقه بالجيش الفرنسي والتي من ضمنها الفنون القتالية، وحاول اقتباس تلك المهارات البدنية إضافة إلى تأثره بوالده العسكري، فقام ببلورة وتطوير تلك المهارات إلى أن توصل في ابتكاره ما يعرف برياضة الباركور، ومع مرور الوقت تمكن الترايسورز من تطوير الباركور إلى ما نجده في يومنا هذا.
فوائد الباركور
- تعمل رياضة الباركور على تعزيز اللياقة الصحية لممارسها حيث أنها تساعد على تقوية عضلات الجسم ومرونته كما أنها تهيئ الجسم لتحفيزه على قدرة التحمل، إضافة إلى أنها تساعد على تقوية عضلات القلب وتنشيط الأوعية الدموية.
- تساعد رياضة الباركور على حماية الجسم من الإصابات وخاصة في منطقة أسفل الظهر.
- تعمل رياضة الباركور على تقوية المهارات البدنية لدى الترايسورز مثل خفة الحركة وتعلم السرعة والقوة والتوازن إضافة إلى مهارات القفز والتسلق والوصول إلى الهدف وتخطي العقبات بسلاسة وبسرعة فائقة وبأقل جهد.
- تساعد رياضة الباركور على تنمية المهارات العقلية والذهنية لدى الترايسورز، فهي تتطلب التدريب على التركيز الذهني والتفكير لتجنب المخاطر التي قد يواجهها الترايسورز والتي تتمثل في العقبات التي يجب أن يتخطاها.
- الشجاعة والجرأة والقدرة على مواجهة المخاطر والآلام من أهم فوائد رياضة الباركور.
- تساعد رياضة الباركور على تعزيز الثقة بالنفس وتحسين الحالة النفسية للترايسور.
مراحل ممارسة الباركور
يمر لاعب الباركور (الترايسور) بثلاثة مراحل تبدأ بتمارين اللياقة البدنية، وهي عبارة عن تمرينات يقوم بها الترايسور لمنح جسمه الرشاقة والقوة واللياقة البدنية اللازمة لتعلم حركات الباركور.
ينتقل الترايسور إلى المرحلة الثانية وهي تعلم حركات الباركور بأنواعها المختلفة، ويجب أن تعلم هنا أن تلك الحركات عادة ما تكون صعبة ومحفوفة بالمخاطر، ولتجنب هذه المخاطر وأداء الحركات بانسيابية يجب أن تُمارس في مكان آمن مثل الأرضيات الرملية ووجود الوسائد حتى لا يتعرض الترايسور للإصابة، كما يجب أن يكون هناك عدة لاعبين يساعدون الباركور على أداء الحركات، وأن يكون على دراية كاملة بالخطوات التي سيقوم بها لتأديتها بالترتيب حتى يضمن نجاحها ويحرص على حماية نفسه من أية إصابة أو أذى قد يصيبه.
أما في المرحلة الأخيرة وهي مرحلة الاستعراض، يقوم هنا الترايسور باستعراض حركات الباركور مع منافسيه لإبراز مهاراته وقدراته بكفاءة عالية وبمهارة وسرعة في الأماكن بمختلف أشكالها؛ وفي هذه المرحلة يجب على الترايسورز أن يكون متأكدا من مقدرته على أداء الحركات دون أن يتعثر، وأن يؤدي حركات قام بها وتدرب عليها مسبقا ولا يغامر بحركات جديدة لم يسبق له أدائها، وأن يكون على قدرة عالية من التركيز العقلي والذهني.
كيف تكون مستعدا لتمارين الباركور ؟
حتى تتمكن من أداء حركات الباركور باحترافية ومهارة عالية لا بد وأن يكون جسمك مُهيئً للقيام بتلك الحركات التي تتطلب مرونة في أعضاء الجسم ويتمتع باللياقة البدنية بالأخص في مناطق الجسم الرئيسية التي يعتمد عليها الباركور مثل الذراعين والأرجل والظهر والبطن؛ وفيما يلي التمارين التي يجب فعلها استعداداً لأداء رياضة الباركور:
- على المتدرب القيام بتمارين الإحماء مثل تمرينات الأيروبيك أو الجري لمدة ربع ساعة متواصلة.
- ثم القيام ببعض تمارين البطن وتكرارها لمدة لا تقل عن 20 مرة على أن توزع لأربع جولات.
- بعد أداء تمارين البطن سينتقل المتدرب إلى تمارين الضغط وتأديتها من 10 إلى 20 مرة ويتم تكرار التمارين لأربع جولات.
- ينتقل المتدرب إلى تمارين الأرجل وهي من أهم التمارين التي يجب القيام به وذلك لأن حركات الباركور تعتمد بشكل رئيسي على القفزات العالية على أن يقوم بتكرار التمرين 15 مرة على الأقل لأربع جولات.
- أما التمرين الأخير فهو تمرين الزحف، ويعتبر هذا التمرين هام لتدريب الجسم وإعداده لممارسة رياضة الباركور، ويُؤدى التمرين بما لا يقل عن عشرة دقائق للجولة الواحدة.
تمارين الباركور
تتنوع حركات الباركور التي يقوم بها الترايسور، حيث أنها تختلف وفقا لقدرة الترايسور على مواجهة العقبات وكيفية تخطيها بمهارة عالية، وفيما يلي الحركات الأساسية التي يمكن ممارستها في رياضة الباركور ويرتكز عليها الترايسور ليصبح بارع ومحترف في أداء الحركات الأخرى:
حركة الهبوط، تتم على أصابع القدمين حيث يقوم الترايسور بثني ركبتيه عند لمس أطراف الأصابع للأرض، مع الحرص بألا تتم حركة الهبوط على باطن القدمين والاكتفاء فقط بأطراف أصابع القدمين.
- حركة الدحرجة، وهي الحركة التي يقوم بها الترايسور بعد حركة الهبوط مباشرة وذلك بهدف امتصاص الصدمة ما بعد الهبوط، حيث يتدحرج الترايسوز على لوح كتفيه وجزء من ظهره.
- القفزة الدقيقة، وهي حركة القفز من نقطة ما عادة ماتكون هي المساحة التي سيتم الهبوط عليها وتكون محدودة.
- التوازن، من التمرينات الهامة في رياضة الباركور حيث أنها يتم ممارستها من خلال المشي على قمة الحاجز بشكل متزن.
- توازن القط، إحدى حركات التوازن إلا أنها تتم من خلال المشي باستخدام أطراف اليدين والقدمين على حاجز ما.
- القفزة السريعة، وهي عبارة عن القفز من فوق الحاجز وفي منتصف الطريق يقوم الترايسور بالاستناد على الحاجز بواسطة إحدى يديه قبل الانتهاء من كامل القفزة حتى يبقى على توازن وثبات خلال التمرين.
- قفزة القرد، يقوم الترايسور بتثبيت يديه على الحاجز وضم جسمه ثم القفز وتمرير رجليه وجذعه بين يديه حتى ينتهي من القفزة.
- قفزة الكينج كونج، وهي تشبه في حركاتها قفزة القرد إلا أنها تختلف عنها في أن القفز يكون قبل أن يثبت الترايسور يديه على الحاجز.
- قفزة القط، وتسمى أيضا بمخلب القط، وهي خاصة بالقفز على الحواجز الرأسية كالجدار على سبيل المثال، حيث يقوم الترايسور بالإمساك بقمة الحاجز بيديه ووضع مشطي القدمين على الحاجز بوضعية القرفصاء.
- القفزة العكسية، يقوم الترايسور في هذه القفزة باستقبال الحاجز بواسطة إحدى يديه خلال الجري ثم يلتف باتجاه الذراع الآخر بالتزامن مع ضم رجليه إلى صدره حتى يتمكن من تخطي الحاجز بظهره على أن يكووة مرتكزا بيده على الحاجز.
- قفزة 360، تُستخدم قفزة 360 للحواجز العريضة، حيث يضع الترايسوز إحدى يديه بالقرب من جسمه ووضع اليد الأخرى بمسافة أبعد بعض الشيء عن جسمه، ثم يقفز فوق الحاجز أثناء دورانه حول المحور بدرجة 360 ثم يهبط على الجانب الذي يقابل الحاجز.
- الجري على الحائط أو التسلق، يفيد هذا التمرين في الحواجز التي تتسم بالعلو، حيث يقوم الترايسوز بالجري نحو الحاجز ثم القفز قبل أن يصل إليه بمسافة من خلال وضع مشط القدم الأمامي على مستوى خصره والقفز لأعلى، ومن الممكن القيام بخطوة ثانية بواسطة القدم الأخرى إذا تطلب الأمر.
خاتمة
إذا، يمكننا القول بأن رياضة الباركور تتطلب تهيئة الجسم ليكون قادرا على أداء الأنشطة والحركات الرياضية التي تقوم بها الترايسور، وتذكر عزيزي القارئ بأن لجسمك عليك حق، فالمبالغة في التمرينات واستعراض الحركات قد يعكس على أداءك وكفاءتك سلبا كما سيؤثر على جسدك، فرياضة الباركور تعتبر من الرياضات الشاقة، والمطلوب هو الاعتدال لإبراز طاقة إيجابية تجعلك تظهر ما لديك من إبداع في فن الرياضة القتالية.
أضف تعليق