رواية البؤساء من روائع الأدب العالمي، تم تأليفها من قبل الكاتب الفرنسي الشهير فيكتور هوجو في عام 1862، ومنذ تاريخ نشرها لقيت صدى كبير لدى القراء، حتى أصبحت الرواية الأولى في القرن التاسع عشر. وتكمن شهرة الرواية في جرأة الكاتب وإبداعه حين صور الظلم الاجتماعي الذي وقع على فرنسا ومعاناة الشعب الفرنسي في الفترة ما بين سقوط نابليون والثورة التي أقيمت ضد الملك لويس فيليب وباءت بالفشل.
تحولت رواية البؤساء إلى مسرحية وأفلام سينمائية حملت نفس الاسم في عام 1944 و1998 وآخرها عُرض في عام 2012 وحقق نسبة مشاهدة عالية جداً حصل على إثرها جوائز عديدة، كما تحولت أيضا إلى فيلم أنمي كان أول عرض له في عام 2007.
استكشف هذه المقالة
الشخصيات الرئيسية في رواية البؤساء
- جان فالجان: بطل الرواية، شخصية فعالة ومتطورة في المجتمع على الرغم من الحياة البائسة التي عاشها، تدور أحداث القصة حول معاناته بعد خروجه من السجن.
- العمدة مادلين.
- فانتين: إحدى بطلات الرواية، امرأة عاشت قصة حب أثمرت عن ابنة تدعى كوزيت إلا أن حبيبها يهجرها فتضطر إلى ترك ابنتها لإحدى العائلات ليقوموا برعايتها مقابل مبلغ مادي يتقاضاه الزوج والزوجة ويستغلانها أسوأ استغلال.
- كوزيت: هي الطفلة التي أنجبتها فانتين، وعلى الرغم من صغر سنها تعمل كخادمة.
- عائلة تناردييه: هي العائلة التي كانت ترعى كوزيت لسنوات.
- المفتش جافير: هو مفتش الشرطة الذي يسعى للقبض على جان فالجان.
- ماريوس بونتمرسي: شاب جامعي يعيش مع جده الثري الذي أبعده عن والده وأقنعه بأنه تركه وكان يكرهه.
- الأسقف ميريل: أسقف مدينة ديني يبلغ من العمر الخامسة والسبعين.
- أصدقاء الأبجدية: مجموعة من الشباب الجامعي المثقف يعملون على حل المشكلات الاجتماعية التي تواجه المجتمع الفرنسي كالبطالة والفقر الذي يعيشه معظم الفرنسيين في تلك الفترة.
ملخص رواية البؤساء
تدور أحداث الرواية في عام 1815 داخل أحياء مدينة ديني بفرنسا. تبدأ أحداث القصة عند إطلاق سراح جان فالجان بعد أن مكث في سجن طولون طوال تسعة عشر سنة لحكمٍ وقع عليه بعد أن قام بسرقة خبزٍ لأخته حتى تتمكن من إطعام أبنائها الجائعين، وحكم عليه أيضا أربعة عشر سنة ثانية بعد أن حاول الهروب لعدة مرات من السجن.
بعد خروج فالجان من السجن لم يجد الترحيب من قبل المجتمع الذي يعيش به، بل لم يتقبله أحد فلا مسكن يأويه مما اضطره إلى السكن في الشارع، إلى أن استضافه أسقف مدينة ديني في بيته ويدعى “شارل ميريل”، ولكن فالجان لم يكن أهلاً للثقة التي منحها له ميريل فسرق أواني الفضة التي كانت موجودة في منزله، وعند إيقافه من قِبل الشرطة أبلغهم ميريل بأنه هو الذي أعطى أواني الفضة لفالجان ولم يسرقه، كما أنه أصر عليه بأن يأخذ قطعتين من الفضة.
بعد اقتناع الشرطة بما قاله الأسقف ذهبوا إلى حيث جاؤوا وجلس ميريل مع جان فالجان وأخبره بأن يهب حياته لله، وأن عليه أن يستغل النقود التي سيجنيها من أواني الفضة بأن يكون رجلاً صالحاً ويبتعد عن السرقة.
بعد ذهاب فالجان من منزل الأسقف وأثناء مضيه في الطريق سرق مالاً من أحدهم وسرعان ما ندم على فعلته هذه فقرر أن يعيد المال إلى الولد الذي سرقه منه، فأخذ يبحث عن الولد، إلا أنه توقف عن البحث فور علمه بأن الشرطة علمت بواقعة السرقة فخشي أن يعود للسجن مرةً ثالثة.
تمر الأيام والسنين ويصبح جان فالجان ثريا يمتلك مصنع في مدينة مونتريل سرمير، مستخدما اسم ” مادلين”، ويُعيّن بوظيفة عمدة للمدينة.
ذات يوم أثناء سيره في الطريق لقي رجلا واقعاً بين عجلات العربة ولم يحاول أحد إنقاذه، فسارع جان لإنقاذ الرجل، ولاحظ محقق الشرطة “جافيير” تلك الواقعة، فبات يشك بأن العمدة هو نفسه جان فالجان المجرم الذي طالما كان حارسا عليه في سجن طولون.
فانتين، امرأة تعمل في مصنع فالجان، أحبت رجلاً حتى العشق فأنجبت طفلة تُدعى “كوزيت” ألا أن هذا الرجل تخلى عنها ورحل فتركها مع طفلتها بلا مأوى ولا نقود، فاضطرت فانتين بأن تترك طفلتها تحت رعاية عائلة تيتاردييه، وهي عائلة سيئة لرجل فاسد وزوجة قاسية. فانتين لم تعلم بأن تلك العائلة كانت تعامل ابنتها كوزيت بأسوأ معاملة وكانت تعمل لديهم كخادمة.
تتعرض فانتين للطرد من المصنع بعد أن تم اكتشاف قصتها مع طفلتها التي أنجبتها قبل أن تتزوج، على الرغم من ذلك كانت عائلة تيتاردييه تحاصرها بالطلبات التي لا تنتهي، فتضطر إلى بيع شعرها وأسنانها الأمامية، كما اضطرت إلى العمل في وظائف غير لائقة، ولكثرة ما تعرضت له من بأس في حياتها أصبحت تعاني من وعكات صحية.
ذات يوم، تعرضت فانتين إلى المضايقة من أحدهم في الشارع فتضربه، ويسارع جافيير للقبض عليها على الرغم من أنها توسلت إليه كثيرا حتى يطلق سراحها لتتمكن من توفير المال لابنتها، ولكن جافيير يأبى أن يوافق على طلبها فيحكم عليها بالسجن لستة أشهر. حينها يتدخل عمدة المدينة مادلين – أي فالجان – ليطلقوا سراحها.
شعر جان فالجان بالحزن لأنه يحمل نفسه المسئولية عما حدث لفانتين من مصائب بسبب طردها من المصنع، فيعوضها بأن يأخذها إلى المستشفى ويجلب لها ابنتها كوزيت.
في سياقٍ آخر تم القبض على رجلٍ يشبه جان فالجان بشكل كبير قام بسرقة غصن فاكهة من الطريق، واعتقد المفتش جافيير بأن الرجل هو ذاته جان فالجان فأصر على اتهامه ومحاكمته خاصة أن جان فالجان كان قد سرق طفلاً في الماضي وكان جافيير شاهداً عليها. وبعد مرور الوقت شعر جان فالجان بعذاب الضمير لسجنه الرجل البريء الذي تمت محاكمته على أنه جان فالجان، فأقدم على تسليم نفسه إلى المحكمة، فحكم عليه بالسجن من جديد إلا أنه لاذ بالفرار مع مجموعة من المحكوم عليهم واختفى، وعاش بقية حياته مطارداً من مكان لآخر، بعد أن نذر حياته لتربية كوزيت ابنة فانتين بعد وفاتها إثر المرض.
عن الكاتب فيكتور هوجو
ولد فيكتور هوجو في عام 1802 في مدينة بيزنسون، كان هوجو من أهم أدباء وشعراء فرنسا وخاصة في الأدب الرومانسي، وقد ترجمت أعماله إلى العديد من اللغات، كما كان له أثراً كبيراً في إثراء الأدب العالمي لما حققه من نجاحات خلال مسيرة حياته الأدبية، ويعتبر هوجو إضافة إلى شهرته كشاعر رومانسي، ناشطاً حقوقياً اهتم بالقضايا الاجتماعية في بلاده وكان من أوائل الداعين لإلغاء قانون حكم البلاد.
من أهم أعماله الأدبية رواية البؤساء ، رواية أحدب نوتردام، والرجل الضاحك، عمال البحر، ملائكة بين اللهب، وغيرها من الأعمال الروائية والدواوين الشعرية.
توفي هوجو في عام 1885 وقد تم دفنه في مقبرة العظماء تكريماً له، كما تم وضوع صورته على العملة الفرنسية كرمز من رموز الدولة.
خاتمة
أسردنا لك عزيزي القارئ ملخص رواية البؤساء، الرواية الأشهر على مر التاريخ، فإذا لم تقرأها بعد سارع إلى شرائها أو تحميلها عبر مواقع تحميل الكتب الإلكترونية، فستجد أبطالها يعيشها معظم أفراد مجتمعنا الذي يعاني حاليا من الظلم والقهر الاجتماعي والمعاناة التي يعيشها معظم الشعب العربي بحثا عن لقمة العيش ومحاولة الهروب من الفقر الذي بات يهدد العالم. رواية البؤساء ، رواية كل العصور، تجسد واقعنا الحالي حقا.
أضف تعليق