تسعة
الرئيسية » اعرف اكثر » دور الإنسان : لماذا نشعر بالحاجة لأن نفعل شيئًا في الحياة ؟

دور الإنسان : لماذا نشعر بالحاجة لأن نفعل شيئًا في الحياة ؟

للإنسان وظيفة في هذه الحياة، فما هو دور الإنسان المنوط به والمخلوق من أجله؟ هل المطلوب من الإنسان أن يعيش وينجب ويموت في النهاية فقط؟ هذا ما نناقشه هنا.

دور الإنسان

ألم تسأل نفسك يومًا عن دور الإنسان في هذه الحياة؟ هل راودك ذلك الشعور من قبل؟ أن تشعر بالحاجة لفعل شيء وأن تجد بداخلك عرقًا مجهولًا ينبض بطلب تأدية دورٍ لا تعرفه! دعنا نقل لا تعرفه بعد لأنك عاجلًا أم آجلًا ستعرفه فمن المستحيل أن يظل إنسانٌ للنهاية بلا دورٍ يلعبه في هذه الحياة التي نعيشها وأحيانًا لا ندري موقعنا الحقيقي منها، نشعر بالأرض تهتز من تحت أقدامنا بل إننا أحيانًا نشعر بها مجرد وهمٍ يختفي في بعض الأوقات ونظل نقف في الهواء بلا حولٍ ولا قوة، ألا ترعبك فكرة أن تكون تائهًا؟ بالتأكيد أرعبتك ملايين المرات فأنت حين تسير في طريقٍ تلجه للمرة الأولى وتشعر أنك فقدت حسك بالاتجاهات ولما تعد قادرًا على معرفة مكانك وموقعك ستصاب بالفزع، فتخيل معي أنك تسلك طريق الحياة للمرة الأولى وبالطبع لا تعرف الاتجاه الصحيح من الخاطئ فلا تخبرني أنك لن تفزع ولو لوهلةٍ على الأقل، ولو ليومٍ من أيام حياتك ستستيقظ في الصباح لتحدق في السقف وتتساءل من أنا؟ وماذا أفعل؟ وستعتمد نهاية يومك على إجابتك فربما كنت واثقًا ومدركًا وصاحب هدفٍ يدفعك من النهوض من الفراش صباحًا وربما لن تجد الإجابة وستقضي بقية اليوم تحدق بصمت، تريد الوسط؟ الوسط بين هذا وذاك هي الحياة التي نعيشها فعلًا كل يومٍ لا نتساءل فيه تلك الأسئلة ولا نسعى لإيجاد إجاباتها، الوسط ببساطةٍ هو تلك القوة التي تجذبك دون علمٍ إلى القاع وأنت لم تشعر بعد، ليست تلك من الأشياء التي تستطيع الوقوف على الحياد فيها فإن لم تأخذ جانبًا محددًا إذًا فأنت تقف في قلب ميدان المعركة بلا ساتر وستصيبك سهام الجانبين، فاختر.

دور الإنسان في الأرض : ما هو بالضبط ؟

دور الإنسان في الأرض

إن كنت شديد الحيرة في أمرٍ فابدأ بالتفكير فيه من بدايته، لست تعرف غرضك وهدفك وكينونتك لكنك ترغب في أن تعرف فلماذا لا تعرف لماذا الإنسان موجودٌ بالأساس؟ حين خلق الله الإنسان قالت الملائكة لماذا يا ربي تخلق فيها من يفسد ويطغى ويسفك الدماء ويزهق الأرواح ونحن عبادك نسبح بحمدك فكان رد ربك عليهم أنه يخلق ما لا نعلم ويعلمون! أن الله كان له حكمةٌ عليا وعظمى في خلقك إنسانًا تؤمن وتكفر تعبد وتذنب تبني وتهدم تفسد وتصلح.. تحيا وتموت! فابحث عن تلك الحكمة في نفسك فما كان الله ليخلقك عبثًا، حصر دور الإنسان في كلمة الخلافة أو إعمار الأرض لم يعد أمرًا مجديًا حين نتحدث في نقطةٍ بهذه الأهمية ولا يغير ذلك من حقيقة ذلك الدور وإنما كل المشكلة أننا تحولنا بسبب كثرة سماعنا لتلك الجملة لم نعد قارين على استيعاب معناها بعد الآن ونكتفي بترديدها، ما هي إذًا مهمتنا بشكلٍ مبسط؟ مهمتنا هي الحياة! إن حييت ببساطة وأعطيت لحياتك حقها وقدرها وقمت بما عليك وأخذت مالك حققت إعمار الأرض ونفذت دورك على أكمل وجه بلا فلسفاتٍ ولا صعوباتٍ ولا مصطلحات نحفظها ولا نعرف كيف ننفذها حتى، يحتاج الإنسان أن يأخذ ليعطي وأن يجد ليشارك وأن يكسب ليبحث عن كسبٍ أكثر، أعطِ الإنسان الحافز تجده في القمة واسرق منه الأمل والهدف تجد الصخر الجامد أكثر أهميةً منه، ميزة الإنسان أنه يستطيع أن يفعل أكثر مما تفعل بقية مخلوقات هذا العالم، لكن عيبه أنه إن أراد أصبح أقل فائدةً من ذرات الرمال.

نهاية المراهقة.. أعتاب الشباب

هل حاولت ذات مرةٍ أن تتذكر متى بدأ كل ذلك؟ متى بدأت تتساءل وتبحث عن الإجابة؟ متى لم يعد العالم زاهيًا صاخبًا كالحلوى وأوقات العمل وبرزت حقائق العالم بمسئولياته وأدواره في مجال نظرك؟ متى بدأت تدرك أن الحياة ليست أخذًا وحسب وأنك بحاجةٍ للعطاء، وهل نحتاج للعطاء؟ لماذا يبدو وقع هذه الجملة غريبًا علينا؟ إن كون ذلك غريبًا هو أمرٌ غريبٌ بحد ذاته يحتاج أن نقف أمامه نفهمه لساعات، فبالطبع يحتاج الإنسان للعطاء ليكون سويًا متزنًا وتكون حياته صحيحة ويسير للأمام بدلًا من أن يظل واقفًا في مكانه لا يقدم خطوة، تلك الأحاسيس والتساؤلات تأتي على أعتاب توديع الطفولة، غمامة المراهقة وألغازها والضياع الذي يشعره الإنسان فيها هو أول سببٍ يدفعه للتساؤل، عندما يشعر أنه الم يعد صغيرًا وبنفس الوقت لم يصبح كبيرًا، عندما يعاملوه في بعض الأماكن على أنه كبير لديه مسئوليات وتظل أمه تعامله على أنه طفلها الذي لا تسمح له باتخاذ قراراته بنفسه، صباحًا يخبرونه بأنه كبر وعليه أن يهتم ومساءً يخبرونه بأنه صغير وعليه أن يستأذن! أول عاصفةٌ تمر في حياة الإنسان وتزلزل كيانه وليست الأخيرة، تجعله يتوقف فيتساءل من هو وماذا يفعل! كيف سيثبت أنه كبير كيف سيجد لنفسه موطئًا في هذه الحياة التي تبدو وكأنها ضاقت عليه فجأة وعصرته وسط زحامها، ثم تأتي نهاية المراهقة حين يكون وجد لنفسه موطئ قدمٍ وعزز مكانه فيبدأ بالتساؤل عن الخطوة التالية، عندها تأتي الحقيقة، بعد أن كان يبحث عن الأرض بات ينظر للأمام أو السماء، بداية إيجاد موقعه من الكون كله وليس من حياته الخاصة بحسب، هنا بالضبط يبدأ دور الإنسان .

تأثير دور الإنسان عليه نفسيًا

عندما نسمع كلمة مسئولية أو التزامات يكون أول ما يتبادر إلى ذهننا هو التعب والإرهاق والضغط النفسي والألم والحياة التي تكاد تضيع بين الواجبات والالتزامات والعمل والواجبات الأسرية والاجتماعية، لكن أخذ فكرةٍ قاصرةٍ وضيقةٍ كهذه الفكرة عن شخصية الإنسان ونفسيته وتعاطيه مع المسئوليات لهو أمرٌ خاطئٌ يحتاج التعديل في أسرع وقت، الإنسان مفطور على فكرة الأخذ والعطاء، على حقيقة أن عليه واجباتٍ يقدمها أمام حقوقه التي يحصل عليها، كان كذلك منذ زمن منذ بداية الخلق عندما كان يتم التبادل فذاك يعطيك مما اصطاد مقابل أن تعطيه أنت مما اصطدت، سلعةٌ مقابل سلعة أو خدمة، لا يقبل الإنسان السوي فطريًا أن يأخذ شيئًا دون أن يعطي له مقابلًا بأي شكلٍ من الأشكال وبأي وسيلةٍ كان قادرًا عليها، لا لشيءٍ إلا أن تلك الفطرة تساعد على الحفاظ على توازن الحياة والكوكب والعلاقات الإنسانية المختلفة، وتهدف لأن يسود النظام والاستقرار حياة الناس بوضع نظامٍ صارمٍ كهذا النظام، الإنسان يشعر بالرضا حين يعطي شيئًا ويأخذ له مقابلًا يُشعره أنه تعب لأجله واستحقه عن جدارة، الإنسان لم يُخلق حجرًا وإنما صدره يجيش بالمشاعر وهو يريد أن يشعر بالأهمية وبالإنجاز، يريد أن يشعر بأنه حقق ذاته وأثبت وجوده وترك بصمةً خاصةً به عندما يحقق شيئًا وهو متعطشٌ لشعور النجاح والإنجاز÷، نحن لسنا ملائكة ولسنا أنقياء المشاعر فحتى عندما نعطي فنحن نحمل شعرةً من الغرور وحب الذات لأن العطاء يعني أننا سنحصد وسنجني ويعني أننا ناجحون ويعني أننا أفضل وأكثر قدرة، إن كل تلك الأشياء ستكون موجودةً بداخلنا باتزان لكن إن زادت وطغت خرجت من الطبيعي واحتاجت للعلاج!

الحياة بدون هدف

تلك الكلمة هي الجحيم بعينه وقد فُتحت أبوابه على رأس إنسان! الحياة سلمٍ عالٍ نصعده لنبلغ هدفًا في كل مرحلة ثم نحمل نتائج ذلك الهدف معنى ونكمل الصعود ونتقدم نحو الأمام، تخيل شخصًا يعيش بلا أهداف، بلا ذلك السلم، بلا طريقٍ يسير فيه ولا شيءٍ يفعله، تخيل شخصًا يعيش بلا أحلام، وبلا حافزٍ يجعله يعطي، بل الأسوأ بلا حافزٍ يجعله يأخذ، فقد الرغبة في عد الأيام ليله كنهاره ويومه كأمسه لا جديد في حياته سوى تغير التاريخ على ورق الحائط في غرفته، موتٌ لكنه يُسمى ما زال على قيد الحياة وجثةٌ لم يدفنها أحدٌ بعد، الإنسان إن لم يجد نفسه وأحلامه وطموحاته فقد نفسه للأبد في زحام الذين يسارعون من حوله ليلحقوا بأحلامهم، سيصلون يومًا وسيظل هو في مكانه، لن يلتفتوا إليه عندما يصلوا إلى القمة لأنهم لم يروه في طريقهم من الأساس، لأنه لن يكون معهم، ذلك الإنسان سيفقد رغبته في الحياة تدريجيًا وقد ينتحر في النهاية، الهدف يعتبره البعض ترف لكنه في الواقع أهم من الماء والهواء فإن لم تجده فوفر الماء والهواء اللذان تستهلكهما لشخصٍ آخر يحمل الهدف والأحلام.

الحياة والعمل

البعض لديه خلطٌ كبيرٌ في أفكاره ومفاهيمه في دور الإنسان بين الحياة كحياة والعمل لكسب لقمة العيش، يظن البعض أن معنى أن يحمل حلمًا وهدفًا يسعى إليهما هو أن يتحول إلى ثورٍ يدور في طاحونة العمل بلا هوادةٍ ولا رحمة، سيدي الفرق عظيمٌ بين الاثنين فلا تخلط بينهما إلا في أحوالٍ خاصةٍ ومحددة، العمل وُجد لنعيش منه وُجد كنوعٍ من أنواع الإلزام الذي نحمله نحو نفسنا وبلدنا الذي نعيش فيه والجهات التي نقدم لها مجهوداتنا وخدماتنا، كرد الدين على التعليم الذي تعلمناه والشهادة الجامعية أو الدرجة التعليمية التي حصلنا عليها، العمل هو جزءٌ من يومك قد لا يتجاوز ربعه فقط تحصل فيه على المال اللازم للحياة ولإعطائك الحد الأدنى من الأمان المادي وضروريات الحياة، أما الحياة نفسها فهي منحنى ثانٍ في حياتك، هي الثلاثة أرباعٍ الباقية من يومك، هي نفسك وأسرتك واتجاهاتك وهواياتك وثقافتك وتحسينك لذاتك وعلاقاتك الاجتماعية وكل تلك الجوانب التي لا يجب عليك أن تموت قبل أن تقوم بدورك نحوها على أكمل وجه، بشكلٍ أفضل حتى مما قدمته لعملك، وليست تلك دعوةٌ للإهمال في العمل أو التقصير فيه وإنما هي دعوةٌ للتوازن والاعتدال، أعطِ كل شيءٍ حقه ولا تجعله شيئًا يطغى على حق شيءٍ في حياتك، قسم وقتك ومجهودك بين عدة أشياءٍ حتى تجد مبتغاك.

المبتغى

ليس من الضروري أن تحب عملك ولا أن تكون واسع العلاقات ولا أن تحب كل الأفراد الموجودين في حياتك، كل تلك أشياء من الممكن أن تُفرض عليك فرضًا، لكنك في يومٍ من الأيم ستجد شيئًا تحبه وتريده، ستجد ما ترغب فيه وما تستطيع تقديم أفضل ما لديك فيه، إن لم تجده بعد فلا تتوقف عن الحث عنه أبدًا، فلكل واحدٍ فينا طاقةٌ كامنةٌ بداخله تنتظر أن نطلقها ونعطيها المدى الأقصى من القوة ليظهر كامل إبداعنا فيها، قد تجد ذلك في هوايةٍ تحبها أو في خدمةٍ تسعد بتقديمها أو عملٍ ثانٍ فرعي بجوار عملك الأساسي، لكنك من الممكن أيضًا أن تجده في عملك الأساسي وربما تجده في أهلك وربما في أسرتك، أيًا كان ما وجدته فتمسك به وحققه وأظهر فيه كل طاقاتك وقدراتك ولا تبخل بالجهد ولا تدخر منه شيئًا فسيعود كل ذلك بالحسنى إليك.

اختر طريقك وحدك

البعض يعجزون وربما تكاسلوا وربما أصابهم اليأس والتعب من المعركة الأولى، يسحبون جيوشهم وتخر عزيمتهم وتتساقط دفاعاتهم أمام ضربات الحياة المتتالية والمتعاقبة، يرغبون في إيجاد الطريق لكنهم أضعف من ذلك، ذلك ليس حقيقيًا هم ليسوا ضعفاء إنما عزيمتهم هي النخرة الضعيفة التي تحتاج لترويضٍ وشدٍ وجذب، تحتاج لصدمةٍ توقظها وتفيقها فلا تنتظر أن تصيبك صاعقة لتستيقظ، البعض ينظر من حوله يبحث عن الناجحين ويرى طريقهم السالك والممهد فيسير عليه يتبع خطاهم! إنه ببساطةٍ لم يجد لنفسه طريقًا ولم يجد هدفًا ولم يجد نفسه، وإنما صنع من نفسه نسخةً ثانيةً أو ثالثةً أو حتى عاشرةً ممن مهد الطريق لأول مرة فما أكثر من أغرتهم سهولة الطريق فقلدوه وتبعوه، أيًا كان رقمك فثق أنك لن تكون الأول ولن تجد نفسك، دور الإنسان الأول هو أن يجد نفسه ويتشبث بها ويثبت ذاته ووجوده، فكيف تثبت ذاتك إن لم تضرب فأسك في الأرض وتحرثها؟ لا تجعل الآخرين يدفعوك بعيدًا عن حلمك أو طريقك إن وجدتهم، كن قويًا ثابت الأقدام وازرع نفسك في أرضك الثابتة كما تزرع بذور حلمك، لا تجعل أحدًا يحطمك أو يقلل من حلمك مهما كان، فلربما هو يقول ذلك لأنه عاجزٌ عن تحقيقه بنفسه، وربما يراه تافهًا لأنه لم يستطع أن يرى الحقيقة والجمال في هذا الحلم، إن وجدت نفسك فثق بها ولا تعطِ أحدًا الفرصة ليفرقك عنها، كن على ثقةٍ أن طريقك كلما ازداد صعوبةً كلما ازداد ظلامًا وسرت فيه وحدك، اسأل نفسك دائمًا عن قدراتك ولا تحلم حلمًا ليس لك، قبل أن تبدأ الخطوة الأولى في الطريق اعلم جيدًا ما أنت قادرٌ على فعله وتحقيقه حتى لا تقف عاجزًا في المنتصف أضعت خط البداية وخط النهاية، ولا تخجل من الفشل بل تعلم منه واسقط لتنهض أقوى مما سقطت، لا أحد سيجني ثمار النجاح سواك فأغلق أذنيك عن مكر الحاقدين من حولك، تأكد من أن ما تقوم به مهما كان هو أحد جزء مهم من دور الإنسان في الحياة.

كن مرنًا واجعل للمقاومة حدودًا

نحن بشر نخطئ ونصيب وأحيانًا لا نجد الباب الصحيح، قد نحلم حلمًا ليس لنا ود نسير في طريقٍ ستكون نهايته هلاكنا التام فنجد الحياة تجود علينا أحيانًا بدفعنا للطريق الصحيح فكن مرنًا معها ولا تقاومها، دور الإنسان ليس قالبًا ثابتًا تُقلب به قلوب البشر ووقائعهم وشخصياتهم وإنما هو أمرٌ نسبيٌ يختلف من كل شخصٍ لآخر بحسب الكثير من العوامل، كالبيئة والشخصية والقدرة والحياة بشكلٍ عام، أن غيرك حلم حلمًا وحققه ونجح فيه لا يعني أبدًا أنك لو حلمت نفس الحلم وسرت على نفس النهج ستحقق نفس النجاح! فالبشر متفاوتون وعليك أن تجد حلمًا مناسبًا لك ولمهاراتك وقدراتك كما تبحث عن ثوبٍ مناسبٍ لجسدك، وما زالت إمكانية الخطأ واردة وأن تختار طريقًا ليس مكتوبًا لك أكثر شيوعًا، قد تظل طوال عمرك تسير في نفس الطريق لتواجه الفشل في النهاية لحكمةٍ غيبية، وقد تكون محظوظًا بأن يتم دفعك بعيدًا عن ذلك الطريق، كن ذكيًا ولماحًا لتعرف الفرق بين العقبات العادية في الطريق الصحيح وبين العرقلات التي تعيقك عن إكمال الطريق الخاطئ، بين الذين يحاولون دفعك خارج الطريق لأنهم يحقدون عليك وبين هؤلاء الذين يجذبون يدك ليضعوك على طريقك الصحيح لأنهم يتمنون الخير لك، لا تكن ساذجًا ولا تكن صلبًا عنيف المقاومة لا تقبل المرونة، فعود العشب يتمايل مع العاصفة فلا ينكسر بينما تسقط شجرةٌ ضخمةٌ من مكانها لأنها قاومت، اسمح للظروف التي تساعدك على فهم نفسك بالمرور ولا تغلق الباب تمامًا لأنك ستحتاج إلى بعض المساعدات، ومثلما ستجد من يحاول إسقاطك ستجد أيادٍ ممتدةً إليك تريد أن ترفعك فلا تبعدها عنك.

غفران حبيب

طالبة بكلية الصيدلة مع ميولٍ أدبية لعل الميل الأدبي يشق طريقه يومًا في هذه الحياة

أضف تعليق

10 − ستة =