كيف تتم الوقاية من دودة البقر الشريطية وما أسباب الإصابة بها؟

دودة البقر الشريطية ليست كالديدان العادية التي تُصيب الأطفال عادةً ويتم الكشف عنها بسهولة وعلاجها؛ لأنها من الأنواع الخبيثة التي يُمكنها أن تظل في الجسم تُخرّب في بنيته وتُضعفها في صمت. الأمر في الحقيقة مُرعب ومُثير للقلق ولا بد أن يُثير لديك إحساسًا بالمسئولية تجاه نفسك لتتساءل كيف يُمكنك تجنب أسباب الإصابة بعدوى دودة البقر الشريطية ووقاية نفسك منها؟ ولتجد الإجابة على سؤالك إليك هذا الموضوع.

ما هي دودة البقر الشريطية وكيف تُصيب الإنسان؟

دودة البقر الشريطية أو ما تُعرف بالديدان الوحيدة العزلاء أو التينيا ساجيناتا هي نوع من أنواع الديدان المعوية الطُفيلية التي يصل طولها إلى 15 متر، وتبدأ دورة حياتها التي قد تتعدى 20 عامًا في صورة بويضات تتكون داخل أجسام الماشية قبل أن تنتقل منها إلى جسم الإنسان في صورة بيض أو يرقات تلتصق بجدار أمعائه الدقيقة وتُكمل دورة حياتها داخلها. وهو ما يُعني أن دودة البقر الشريطية لا تستطيع العيش بدون جسم عائل تتطفل عليه وتقتات منه سواء حيوان أو إنسان.

وفي الواقع هُناك مئات الأنواع من الديدان الشريطية منها ما ينتقل لحيوان أو حشرة لحيوان آخر كتلك التي تنتقل من البراغيث والفئران للقطط والكلاب، وهُناك ما ينتقل من بعض الحشرات والحيوان كالبراغيث والماشية والأغنام والأسماك والنبات كالخضروات الورقية إلى الإنسان.

أسباب الإصابة بدودة البقر الشريطية

هناك مجموعة من الأسباب تؤدي لانتشار عدوى دودة البقر الشريطية من الحيوان إلى الإنسان مثل تناول اللحوم النيئة أو غير جيدة التسوية ويُصادف إصابة مصدر هذه اللحوم أي الحيوان المأخوذة منه بالديدان الشريطية، لمس بول أو براز حيوان مُصاب بالديدان الشريطية بصورة مباشرة أو غير مباشرة كسطح ملوث بهما ثم تناول الطعام بدون غسل وتعقيم الأيدي جيدًا. تناول طعام ملوث أو مياه ملوثة ببول أو براز حيوان مُصاب يحتوي على بيض دودة البقر الشريطية، وعادةً ما يحدث ذلك في البلدان والمناطق الفقيرة التي لا تتوفر فيها إمدادات المياه النظيفة وتفتقر بشكل عام لقواعد النظافة العامة. تكرر العدوى لدى إنسان سبق إصابته بطُفيل دودة البقر الشريطية.

أعراض الإصابة بعدوى دودة البقر الشريطية

قد لا تُسبب الإصابة بديدان البقر الشريطية أية أعراض، وقد تظهر الأعراض بعد فترات طويلة جدًا تصل لسنوات خاصةً إن تلك الديدان الطُفيلية باستطاعتها العيش نحو عشرين عامًا دون أن يشعر المريض بوجودها، وحتى الحالات التي تظهر فيها أعراض يربطها كثير من المرضى بأمراض أخرى قد يكونون يعانون منها بالفعل. ولكن وعلى أية حال تتميّز عدوى دودة البقر الشريطية بمجموعة من العلامات التي تُشير إلى إصابة الشخص بها هي:

العثور على أجزاء من دودة البقر الشريطية في البول أو البراز كالبويضات أو اليرقات، آلام حادة في الجزء العلوي من البطن والتهابات بالأمعاء مما يترتب عليه إصابة بالقيء والإسهال ثم جفاف نتيجة فقدان سوائل الجسم، اضطرابات في النوم والشهية وخسارة شديدة في الوزن وضعف عام نتيجة نقص الفيتامينات والمعادن الضرورية للجسم التي تتغذي عليها الديدان، شعور عام بالتعب ودوخة وخلل في التوازن، مع ارتفاع احتمالات الإصابة بانسداد الأمعاء.

وعلى عكس ما يُمكن أن تتوقعه فإن صغار دودة البقر الشريطية أخطر في أعراضها التي قد تُصيب مناطق أخرى في الجسم من الديدان الأكبر؛ نظرًا لكونها أخف وأسرع حركة. لذا قد تُضاف سلسلة أخرى من الأعراض ترتبط بعمر وحجم الطُفيل وحركته والضرر الذي يُمكن أن يُحدثه مثل: تورم تحت الإبطين نتيجة إصابة العضلات في هذه المنطقة، اضطراب الرؤية واعتلال الشبكية في حالات نادرة يصل فيها الطُفيل إلى العين، استسقاء في الدماغ قد يكون مُميت في حال إصابة الحبل الشوكي.

كيف يتم علاج أعراض دودة البقر الشريطية ؟

تختلف طبيعة ومدة العلاج حسب حجم دودة البقر الشريطية المُصيبة للمريض هل هي يرقة أم يافعة ومدة حضانة جسمه لها، ولكن بشكل عام هُناك طريقتين لعلاج دودة البقر الشريطية والتخلص منها هما:

العلاج الدوائي

يتم الكشف عن إصابة المريض بعدوى دودة البقر الشريطية من خلال تفنيد شكواه المرضية من قِبل طبيب الباطنة في حال ظهور أعراضها. وفي حال شك الطبيب في إصابة المريض بديدان البقر الشريطية فستتم إحالة المريض لإجراء فحص معملي لعينة من برازه للكشف عن مدى وجود الديدان من عدمه، وفي بعض الحالات قد يكتشف المريض إصابته بالديدان عن طريق الصدفة من خلال إجراء فحص للبراز لأي سبب أو شكوك حول إصابته بمرض معوي آخر.

ويصف الطبيب الباطني عادةً في هذه الحالة أدوية مُضادة للطفيليات وأخرى للحساسية؛ بالإضافة إلى أدوية مُساعدة على التبرز لخروج الديدان عبر البراز، مع إجراء فحوص معملية لعينة من براز المريض كل شهر حتى ثلاثة أشهر من بداية العلاج للتأكد من مدى فعاليته في القضاء على الديدان. وفي حال وصول إصابة دودة البقر الشريطية إلى العين يتم علاج مُضاعفاتها من خلال الجراحة.

العلاج بالوصفات الطبيعية

هُناك مجموعة من المواد الطبيعية تحتوي على أنزيمات ومواد فعالة ثبت دورها وقدرتها على مُحاربة الطفيليات وبالتحديد دودة البقر الشريطية من خلال إضعاف تشبثها بجدران الأمعاء وبالتالي نزولها مع براز المصاب نذكر منها:

الثوم

ويتم بمضغ 3 فصوص من الثوم على الريق كل يوم ولمدة أسبوع.

ثمار وزيت جوز الهند

ويتم بتناول مقدار ملعقة شاي من ثمرة جوز الهند مع طعام الفطور اليومي ثم إضافة ملعقتين من زيت جوز الهند على كوب من الحليب وشربها بعد مرور 3 ساعات على وجبة الفطور

بذور القرع “اللب الأبيض”

حيث يتم تقشير وطحن البذور أو اللب جيدًا قبل تذويبه في 3 أكواب ماء مغلي لمدة نصف ساعة وتناوله.

البابايا اليابسة

من خلال مزج مقدار ملعقتي شاي من عصير البابايا اليابسة أو غير الناضجة مع 4 ملاعق من الماء المغلي والعسل ثم تناول الخليط على الريق؛ وبعد مرور ساعتين لا بد من تناول كوب من الحليب الدافئ.

طرق الوقاية من الإصابة بدودة البقر الشريطية

إن كنت قد تعرضت لعدوى سابقة بدودة البقر الشريطية وتخشى تكرارها أو تريد وقاية نفسك منها من البداية فعليك الانتباه إلى تجنب تناول اللحوم المصنعة أو النيئة أو غير جيدة التسوية مع تناول المياه من مصادر موثوقة وغير مكشوفة أو مُعرّضة للتلوث أو من خلال زجاجات المياه المعدنية. غسل الخضروات جيدًا قبل تناولها والانتباه لحيوانات المنزل الأليفة والاهتمام بتطعيمها؛ فقد تلتقط العدوى بأشكال مُختلفة من الديدان الشريطية من خلال إصابة إحدى الأشياء المذكورة بها. الاهتمام بغسيل الأيدي عند العودة إلى المنزل وعند العبث بالطين والرمل والأتربة وقبل الأكل وبعده.

وختامًا عزيزي القارئ بخطوات بسيطة كما رأيت يُمكنك وقاية وتجنيب نفسك متاهة طويلة من الشد والجذب مع دودة البقر الشريطية التي يُمكنها أن تكون أذكى فتُخرب من الجسم ما هو أبعد من تفكيرك وقد تكون قاتلة ما لم يتم الكشف عنها طبيًا وعلاجها.

ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.