ودراسة الفلسفة، لا تقل عن أهمية دراسة علم الكيمياء أو الفيزياء، أو العلوم الأخرى، لأن أهميتها على قدر كبير مثلهم، لأن الفلسفة تعتبر إعمال للعقل، وتحفيز للتفكير والتفكُّر، سواء كان في الطبيعة أو الوجود، أو ماهية الإنسانوالأشياء الأخرى، لذا يتطرق الكثيرون إلى دراسة الفلسفة أونلاين خاصة، ليوفر عليهم الوقت والجهد، كما أنّ هناك وسائط متعددة متوفرة على الإنترنت لذلك، بالإضافة إلى وجود جامعات كبيرة توفّر هذه الإمكانية، لكن يتطلب ذلك منك الإصرار والصبر، فإذا بدأت في دراسة الفلسفة، عليك بالاستمرار. ويتحتم الرجوع إلى أصل الفلسفة قديمًا، وإلى الفلاسفة أرسطو وسقراط، ليس ذلك فقط، فمن الأفضل محاكاة الفلسفة بالواقع الموجود، ودمجها مع الوسائل الحديثة، لتتماشى مع عصرنا الحالي، وتصبح أكثر فائدة لنا، وفي هذا المقال، سوف نوضّح كيفية دراسة الفلسفة، وماجستير فلسفة عن بعد، وأهمية دراسة الفلسفة.
استكشف هذه المقالة
استخدام الفلسفة في مختلف نواحي الحياة
قد نرى أنفسنا نستخدم عقلنا في أشياء كثيرة، فيراودنا التفكير فيها، لكن بشكل غير عادي، بل أكثر عمقًا ونظرة مطوّلة للأمور، أو أحيانًا أخرى، نذهب إلى من هم أكبر منا سنًا، لنأخذ من أفواههم الحكمة، فأنت هنا قد استخدمت شيء من الفلسفة، لأن قديمًا كان الإغريق من اليونان، يعتبرون الفلسفة جزء أساسي في حياتهم، لأنها تعني عندهم “الحكمة”، فكلما كنت حكيمًا وأكثر تعمُقًا، كلما أعملت عقلك، وزوّدت فكرك، ولذلك، ليس من الصعب عليك أن تبدأ في دراسة الفلسفة، طالما هناك عقل مرئي وواعٍ، ويستطيع الإدراك بشكل أوسع، وليس في نطاق محدود. نبدأ هنا بتحديد المواضيع التي تبحث فيها الفلسفة، فتارة في الوجود، وتارة في نشأة الكون، وفي العقل وماهيته، ومواضيع عن الإرادة الحرة، وعن العيش وطريقة المعيشة وأسلوب الحياة، كل ذلك على طريقة “لماذا”، وكانت وما زالت هناك أسئلة كثيرة، غير مُجاب عنها، وتحيّر فيها الفلاسفة منذ القدم، لذا الفلسفة علم غير محدود، ويتطلّب بالضرورة عقل حرّ غير محدود.
كيفية دراسة الفلسفة أونلاين
لدراسة الفلسفة بشكل سليم، سواء كان دراسة الفلسفة أونلاين ، أو عن طريق الكتب، نرجع بالضرورة إلى جذورها، وهناك بلاد الإغريق “اليونان” القديمة، منذ خمسمائة سنة، كان هذا وقت لحركات تابعة لعظماء المفكرين، والتي تطورت في آسيا في ذلك الوقت، خاصة في اليونان، فنشأت الأفكار الفلسفية، فكان موضع الخلاف بين العلماء حينها، التمييز بين الحب والأسطورة، وهو في عصرنا الحالي ما يسمى بالعلم والحكايات، فكان هناك شعراء في ذلك الوقت، أمثال “هومر”، الذين حاولوا تفسير هذه النظرية، والعلاقة بين الحب والأسطورة، عن طريق سرد القصص، بجانب آخر، كان هناك فلاسفة تفسّر أي شيء بطريقة علمية مُنظّمة، بعيدًا عن سرد القصص والحكايات، بالرغم من أنهم لم يمتلكوا مفهوم العلم في ذلك الوقت، فكان مصطلح “حب الحكمة” طريقة جديدة لمحاولة فهم العالم، وهذا ما تعنيه الفلسفة آنذاك، ويمكن القول هنا: أن الفلاسفة عندما استخدموا الفلسفة، كانوا يقصدون بها “الدراسة الأكاديمية”، فمن هنا، تبدأ دراسة الفلسفة بشكل أكاديمي بعلم أفلاطون، وطريقة أرسطو المميزة للتعبير عن ماهية الأشياء، وخاصة أنه برع في مختلف العلوم وقتها.
هل هناك طريقة جديدة في التفكير؟
هناك دائمًا ما شغل بال الفلاسفة، كأسئلة صعبة أربكتهم، وشوّشت عقولهم، نبدأ بسؤال: كيف يبدو العالم؟، نشير أولًا إلى: أن المنهج الفلسفي لا يعتمد فقط على الملاحظة، فلا تكون الإجابة “هكذا يبدو العالم في نظري كذا..”، فبالضرورة يتبع هذا السؤال آخر وهكذا..، فما طبيعة الظاهر لنا إذن؟، هل الطاقة موجودة؟ أي نوع من الطاقة، ما شكلها..، هل هناك روح بداخلي؟، أي نوعٍ من الكائنات أنا..، كل هذه أسئلة وجودية، ليس لها إجابة محددة، فلكي نبدأ بدراسة الفلسفة علينا اتباع الخطوات التالية: الرجوع إلى أصلها وجذورها، ثم تقبّل تواجد هذه الأسئلة في ذهنك، ومن ثم حاول التفكير والتفكير، والإطالة. فالمنهج الفلسفي يقوم على: أولًا: أن تشك، ثم تبدأ بصياغة الأسئلة، ثم تبدأ بالبحث عن الحلول الممكنة، ثم تختلق الحجج والمبررات، ثم تنتقد الشيء إذا لم يعجبك، ومن ثم توضّح الدوافع حول ذلك، هذا هو المنهج المُتّبع من قِبل الفلاسفة منذ القدم، فالاختلاف هو جوهر الفلسفة عندهم، لذا طريقة تفكيرك تختلف عن طريقة تفكير الآخرين.
كيف تستخدم عقلك أثناء دراسة الفلسفة أونلاين ؟
لدراسة الفلسفة بطريقة صحيحة، يجب الوصول إلى: كيف تجيب، وكيف تستطيع أن تدعم أفكارك، وأيضًا كيف تغير رأيك فيما حولك، ولا تظل كما أنتَ، لذا نضرب مثالًا بسيطًا، عندما تقنع أحد والديك بالذهاب إلى رحلة طويلة، تحتاج بالضرورة إلى وسيلة إقناع، وحُجة قوية لتدعم وجهة نظرك بالذهاب، يمكنك استخدام الطريقة الاستنباطية، وهي أن تكون مقدمة كلامك صحيحة، فبالتالي النتيجة تكون صحيحة، هذه هي الفلسفة، لكن إن حدث وكلامك كان غير مقنع في البداية، ستلقى هجومًا على فكرتك، ولن تلقَ الدعم المناسب لها، وأيضًا حاول أن تكون نظرتك للكون غير سطحية، حتى بالنظر إلى أبسط الأشياء، وحتى الوصول إلى كونك محق في وجهة نظرك أو لا، ولماذا في الأساس أنتَ محق، فالفلسفة تحتاج إلى مجموعة من البراهين، بالإضافة إلى معرفة كيف أن حقيقة واحدة، تقود إلى حقيقة أخرى، والطريقة الأمثل لاستخدام العقل، عن طريق “المنطق”، بمقدمات حقيقية، لها نتائج مترتبة عليها، على طريقة “بما أنّ كذا.. إذن سوف يحدث كذا”.
ملخّص المنهج الفلسفي
دراسة الفلسفة أونلاين يحتاج إلى عدة خطوات، أولها: أن تبدأ باقتناء الوسائط التعليمية “الفيديوهات”، ومن ثَمّ تبحث فيها عن المحتوى الفلسفي، خاصة ما إذا كنت من حديثي التعلّم، ثانيًا: عليك معرفة ماهية الفلسفة، وبعدها تترك عقلك يعمل، مع مراعاة عدة أشياء: الحقائق، والاعتماد على البراهين عند إثباتها، واستخدام المنطق عند التفكير أصلًا، عن طريق الطريقة الاستنباطية المُبسّطة، مع العلم أنه يوجد طرق أخرى يمكنك استخدامها، لكن هذه الطريقة تعتبر تجريدية، يمكنك من خلالها الوصول إلى حقيقة الشيء. ونشير هنا إلى، أن الفلسفة تهدف بالبحث في: ما وراء الطبيعة، ونظرية المعرفة، ونظرية القيمة، وطريقة استخدام المنطق، وكيف تكون شخص يتحدّث ويُعبّر عن وجدانه، لأن كثير من الأشخاص لا يجيدون التعبير عن ذاتهم، أو حتى الدفاع عن وجهة نظر معينة، فالفلسفة تمكن هؤلاء من ذلك، لأنها كلامية وجدالية. ولا يصعب عليك بعد ذلك التفكير بشكل مختلف وغير تقليدي، ما دمتَ قادرًا على فَهم ماهية الأشياء بطريقة منهجية وأكاديمية، تعتمد على العقل والمنطق.
دراسة ماجستير فلسفة عن بعد
هناك جامعات تكفل لدارسيها، الدراسة دون مغادرة المنزل، فيمكن دراسة ماجستير فلسفة عن بعد، عن طريق جامعات معينة، تنظم ذلك بطريقة منهجية جيدة، ومن بعدها يمكن اعتماد ماجستير فلسفة. وهذا موجود على مستوى عالمي، ولأي إنسان، ليس على محيط معين، فيتيح لك الإنترنت الدخول إلى العالم الافتراضي، ليُحسّن لك واقعك، كما يمكنك الحصول الآن على شهادات معتمدة عبر الإنترنت، من خلال جامعات معينة حول العالم، تتيح لك ذلك، لتصل إلى درجة علمية، وهنا نتحدث عن مجال الفلسفة، فهناك فرصة من أجل دراسة الفلسفة أونلاين ، وعمل ماجستير فلسفة عن بعد، وذلك عن طريق إحدى الجامعات، فهناك: درجة تعليم فلسفة عن بعد في أستراليا، وهناك أكاديمية في بريطانيا تتيح ذلك أيضًا، كما تُعد موسكو من أفضل الجامعات، فهناك كثير من الطلاب حول العالم، من الذين انتهوا من التعليم الأساسي، ويريدون أخذ ماجستير فلسفة، فيفضّل الكثيرون الإنترنت، ونشير أيضًا إلى وجود برامج تعليمية، وأبحاث ورسائل ماجستير، متواجدة بطريقة فعّالة، ويمكن الاعتماد عليها.
هنا وجدنا، أن للفلسفة أهمية كبيرة في حياة الإنسان، فهو يعتمد عليها بطريقة غير مباشرة، في أغلب أسلوب حياته المتّبع، عند إقناع شخص، وعند التحدّث، وفي العمل، وفي اختيار الألوان وطريقة المعيشة..، لذلك نرى أن من يدرسها ويهتم بها، يستطيع التفكير في المستقبل بشكل أفضل.
الكاتب: آلاء لؤي