يكثر خصي الحيوانات في الأغنام والماعز. وهي من الحيوانات التي تتمتع بميزات وخصائص مفيدة عديدة عندما يتعلق الأمر بتربيتها، لا سيما في المناطق الجافة، أو الصحراوية، أو المستصلحة حديثا، وذلك لما توفره تلك المناطق من مراعي طبيعية يمكن استغلالها في تربية الأغنام والماعز ورعيها بصورة فعالة ومنتجة، حيث لا تتيح التضاريس الوعرة لتلك المناطق استغلال أراضيها في الزراعة. كما يمكن تربية الأغنام والماعز في الأراضي المستوية الخصبة كدلتا النيل وواديه، فبقايا المحاصيل الزراعية، بالإضافة إلى ما يزرع الفلاحون في هذه المناطق من المحاصيل المنتجة للأعلاف يمثل غذاء متكاملا للأغنام والماعز. وللمزارعين ومربي الأغنام أو الماعز أساليب ووسائل يستخدمونها لزيادة إنتاجية حيواناتهم ومزارعهم. ويعد خصي الحيوانات من بين هذه الأساليب التي يرى كثيرون أنها مفيدة لعدة نواحي، ويتم الخصى بإزالة كل من الخصيتين والبريخ في ذكور الحيوانات، حيث تقلل عملية الخصى من مستويات الهرمونات الذكورية في دم الحيوان، مما يزيد من قدرة جسمه على تكوين الدهون، وتحسن الصفات العامة للذبيحة، كما إنها تزيد من هدوء الحيوان. ولخصاء ذكور الأغنام أو الماعز أسباب عديدة منها ما يلي.
أسباب خصي الحيوانات
زيادة وزن الذبائح
إعداد الذبائح الجيدة وزيادة وزنها؛ ويعد هذا من الأسباب الرئيسية لإجراء عملية الخصي للحيوانات، حيث إن الأغنام أو الماعز المعدة للذبح، التي يتم خصائها، تزداد لديها الأنسجة الدهنية عن مثيلاتها التي لا يتم خصاؤها، ولكن في كثير من الأحيان، يكون لعملية خصي الحيوانات نتائج غير مرغوبة، إذا ما تمت في سن متأخرة، فقد تتسبب عملية الخصي في الحد من نسبة اللحوم الخالية من الدهون، ويمكن أن تؤدي كذلك إلى تأخير نمو الحيوانات، ولذلك ينصح خبراء تربية الماشية بإجراء عملية الخصي في أشهره الأولى، أو قبل أن يتم الحيوان ستة أشهر من عمره.
الحد من رائحة لحم الغنم
الحد من رائحة لحم الغنم غير المرغوب فيها، حيث لوحظ أن لحوم الذكور التي تم خصاؤها أقل رائحةً من لحوم الذكور التي لم يتم خصاؤها، وهو ما يعد فائدة أخرى من فوائد خصي الحيوانات ، لا سيما التيوس.
منع التزاوج
منع تزاوج الحيوانات ذوات الصلة وتكاثرها (أو ما يمكن أن نطلق عليه تزاوج الأقارب)، ففي كثير من الأحيان تؤدي عمليات التزاوج التي تحدث بين الأغنام أو بين الماعز، التي يوجد بينها قرابة، إلى خلل في معدلات النمو، وعيوب وراثية، وغير ذلك من المشكلات والأمراض التي قد تضر بإنتاجية المزارع والمراعي، وتهبط بمستوى جودة لحومها وألبانها إلى مستويات متدنية وغير مقبولة، وهنا يمثل خصي الحيوانات وسيلة يلجأ إليها المزارعون لتجنب كل هذه المشكلات والعيوب التي تؤثر تأثيرًا سلبيًا في قطعان الأغنام والماعز.
تسهيل إدارة الحيوانات
تسهيل إدارة الحيوانات والتعامل معها، من حيث النقل، والرعي، وما إلى ذلك، حيث إن الحيوانات التي يتم خصاؤها غالبًا ما تكون أكثر هدوءًا وأقل عدوانيةً من غيرها من الحيوانات التي لم يتم خصيها.
التحكم في معدلات التكاثر
التحكم في معدلات تكاثر الأغنام أو الماعز؛ فقد يلجأ المزارعون والقائمون على تربية الأغنام والماعز في كثير من الأحيان إلى اتباع أساليب خصي الحيوانات، لا لشيء إلا الحد من تكاثرها، ففي بعض المزارع يكون رفع مستوى جودة لحوم الحيوانات ومنتجاتها مقدمًا على استهداف زيادة عدد رؤوس الأغنام أو الماعز، وهكذا يصبح خصي الحيوانات وسيلةً لتحقيق هذا الهدف.
منع حمل الإناث الصغيرة
منع حمل الإناث الصغيرة التي لم تصل بعد إلى العمر والحجم المناسبين للحمل والولادة؛ فأحيانًا تكون الإناث صغيرة لدرجة لا تمكنها من الحمل والولادة بشكل آمن وسليم، ويكون من بين القطيع الذي يجري تربيته ذكور من نفس النوع، وهنا يكون خصي الحيوانات حلاً من الحلول التي تحول دون حدوث هذا الحمل، الذي في الغالب، إن حدث، يكون مضرًا للأنثى و في نفس الوقت، لا يزيد من إنتاجية القطيع.
طريقة إجراء خصي الحيوانات
وينبغي إجراء عملية خصي الحيوانات في سن صغير، فكما ذكرنا سابقًا، من الممكن أن يؤدي خصي الحيوانات كبيرة السن إلى تأثيرات سلبية، منها حدوث خلل في معدلات نمو الحيوان. ويمكن خصاء صغار الخراف بمجرد نزول الخصيتين داخل كيس الصفن، وقد يحدث هذا بعد ولادة الحيوان بأيام قليلة، أو في الأسابيع الثلاثة الأولى من عمره، ولا تحتاج عملية الخصي إلى التخدير، إن أجريت في هذه الفترة، حيث لن يشعر الحيوان الصغير بالألم، كما أن معدل شفاء الجراح يكون أكثر بكثير، وإما إن تم خصي الحيوانات في سن متأخرة، فستكون أصعب، وأكثر ألمًا، وأبطأ في الشفاء والتئام الجروح. ولذلك تعد الأسابيع الثلاثة الأولى من عمر الحيوان السن المناسب لإجراء عملية خصاء سهلة ومفيدة.
طرق خصي الحيوانات
وهناك أكثر من طريقة تتم بها عملية خصي الحيوانات ، نذكر منها ما يلي:
خصي الحيوانات بطريقة البورديزو (أو آلة الهرس)
البورديزو عبارة عن أداة تستخدم للضغط على الأوعية الدموية والأحبال المنوية المتصلة بالخصيتين وسحقها، وبذلك يتم منع تدفق الدماء والحيوانات المنوية إليهما، ثم تنكمش الخصيتان وتضمران بعد فترة من الوقت، وذلك بسبب تلف الإمداد العصبي والدموي الواصل إليهما، ونسبة نجاح هذه الطريقة عالية جدًا، كما أنها لا تسبب أية مضاعفات أو التهابات، إذا ما تمت بطريقة سليمة وصحيحة، ولذلك يوصي بها المتخصصون والمهنيون، عند القيام بخصاء الحملان الصغيرة، نظرًا لأنها لا تنطوي على قطع للجلد، والذي من شأنه أن يشكل خطرًا على صحة الحمل الصغير أو حياته، بسبب صغر سنه وضعف مناعته. وقد يلاحظ على صغير الغنم أو الماعز الذي تجرى له هذه العملية بطء في الحركة، وهذا أمر طبيعي، وينبغي في هذه الحالة تشجيع الحمل على الحركة، وينبغي فحص المنطقة التي تم ضغطها بعناية للتأكد من خلو كيس الصفن من أية جروح أو قرح، فإن لوحظ عليه أي من ذلك، فينبغي وضع المطهرات المناسبة للحيلولة دون حدوث مضاعفات أو التهابات.
الطريقة التقليدية لعملية خصي الحيوانات
وتحتاج هذه الطريقة إلى شخصين قويين للإمساك جيدًا بالحيوان المراد خصيه، وتستخدم شفرة حادة جدًا ومعقمة من أجل إحداث ثقب في كيس الصفن، ثم الضغط من أعلى لأسفل على الخصية الأولى، لتخرج من كيس الصفن، ويخرج معها الحبل المنوي، وتتكرر هذه الخطوات مع الخصية الثانية، ثم وضع مطهر أو رماد فحم على الثقبين. ولكن هذه الطريقة تتسم بالمخاطرة، وتحتاج إلى متخصصين، حيث من الممكن أن تؤدي إلى حدوث جروح خطيرة، أو مضاعفات، أو التهابات قد تضر بصحة الحيوان، أو تؤدي إلى وفاته.
وسواءً تم استخدام هذه الطريقة أو تلك لخصي الحيوانات، ينبغي أن يكون الشخص الذي يقوم بذلك مؤهلاً ولديه من الخبرة والمعرفة ما يمكنه من إجراء عملية خصي الحيوانات بحرفية دون إلحاق الضرر بها، واتخاذ جميع التدابير الوقائية الممكنة للحد من شعور الحيوانات التي يتم خصاؤها بالألم، أو إصابتها بالعدوى، أو حدوث التهابات أو جروح ثانوية في جسم الحيوانات، فهذه الحيوانات مخلوقات لها مشاعر، وتتألم مثل البشر، ولكنها لا تستطيع التعبير لغيرها عما تشعر به من آلام، لذا، ينبغي التعامل معها بكل رفق ورحمة، وعدم تجاوز الحدد اللازم لإجراء عملية الخصي.