خسارة الأشخاص شيء لا يحبه أحد، وخسارة شخص عزيز عليك أو استمرت علاقته معك فترة طويلة يترك أثرًا سلبيًا في النفس، ولكن هناك أشخاص يجب عليك أن تفرح لخسارتهم، لا ندفعك بالطبع لأن تذهب الآن وتقطع علاقتك بهم، ولكن على ما يسببونه من مشاكل ويحدثونه من إزعاج متواصل يصبح التواجد معهم في علاقة مهما كانت نوعية هذه العلاقة أمر بالغ السخافة، وبالتالي خسارة هؤلاء الأشخاص حدث يستحق الاحتفال والسعادة، لا الحزن والألم، والآن لنتحدث عن الأشخاص الذين لا ينبغي أن يبقون في حياتك، وإن وجدوا يجب أن لا تتمسك بهم.
خسارة الأشخاص ليست سيئة دومًا: أشخاص يجب عليك التخلي عنهم من الآن وللأبد
المتطفل
من الأشخاص الذي يجب أن تخسرهم بقوة دون أن تهتم أن تتمسك بهم هو الشخص المتطفل، الشخص المتطفل لا يفهم حدودًا ولا يعرف أن هناك شيء اسمه مساحة شخصية بالتالي أنت بالنسبة له مستباح أي شيء ممكن أن يتدخل فيه وأي موضوع ممكن أن يتطفل عليه يريد أن يجاورك حتى إلى نومك إن أراد، وهو لا يعرف أنه ليس كل صديق يجب أن يكون صديق مقرب، الصداقة درجات، لذلك خسارة الأشخاص الذين تعرفهم ليس أمر جيد على الإطلاق ولكن لا ريب أن الشخص المتطفل لا ينبغي عليك أن تتضايق بشأنه.
المستغل
الشخص المستغل هو الشخص الذي يعرفك فقط لأنك بالنسبة له أداة، وسيلة للتوصل إلى شيء ما، وإن لم يكن لك احتياج اليوم فلا ريب أنه لك احتياج في الغد، لذلك فهو لا يحدثك إلا من أجل إسداء خدمة شخصية له، ولا يفكر فيك إلا إذا كان يريد قضاء حاجة ويعرف أنك تستطيع قضاءها له، الشخص المستغل شخص لا يعرف ما هي المشاعر أو الهدف النبيل من الصداقة كأسمى العلاقات الإنسانية، ولا نقول أنه لا ينبغي أن تسدي لأحدهم خدمة بسبب أنك تحاول أن تحافظ عليه حتى لا ينحدر نحو الاستغلال، ولكن لا ينبغي أن نسدي الخدمة للمستغل لأنه سيعتاد على هذا كما أن المستغل لا يسدي خدمات لأحد ولو قصدته يومًا في خدمة فسيشعرك بأنك تتطفل عليه، لذلك في مسألة خسارة الأشخاص لا تبكي على الشخص المستغل.
اللحوح
لا بد أن رأسك قد تعبت من إلحاح صديقك، صديقك اللحوح بالطبع لا يكاد يسكت، اللحوح مثله مثل المستغل، ولكنه يستغل الصداقة هنا لإشباع فضوله أو لتحقيق رغبته كأن يلح عليك بالخروج سويًا وأنت مرهق ولا تستطيع الخروج من المنزل الآن، أو أن تذهب معه لشراء شيء أو لحفلة ما أو لمناسبة لا تود الذهاب إليها أو لمقابلة شخص لا تود مقابلته، نفسية الشخص اللحوح لا تعترف برغبات البشر واحترامهم وبالتالي لا يفهم معنى أن ترفض ويظل يحاول معك إلى أن تستجيب وهو بذلك يراه حق مكتسب لا يمكنه التنازل عنه، لذلك خسارة الأشخاص اللحوحين يجب أن تفرح لأنك ستسترخي تمامًا بعد أن تخسرهم.
كثير العتاب واللوم
هل نحن بشر أم ملائكة؟ خطّائين أم معصومين من الخطأ؟ حسنًا نحن بشر والبشر يخطئون فعلا، لا أزمة في الخطأ على الإطلاق لأنه مهما حاولنا نتجنب الخطأ سنجد أنفسنا نقع فيه، ولكن هناك الصديق الذي لا يغفر لك على الإطلاق ومهما اعتذرت أو حاولت توضح أنك لم تكن تقصد الخطأ لن يتفهم وسيظل يلومك ويعاتبك، وحتى إن لم تخطئ أصلا، لماذا لا تسأل عليه ولا تحدثه عبر سكايب ولا ترسل له بعض الرسائل النصية؟ لماذا لم ترد على مكالمته ولم ترد على رسالته إلا بعد 20 ساعة؟ الأمر يتطلب منك طاقة عظيمة كي تتحمل هذا الشخص الذي ينبغي أن تسير الأمور تمامًا كما يريد ويحب هو، وبالتالي خسارة الأشخاص المعاتبين اللوامين من الأشياء التي تعتبر في صالحك، ولا ينبغي أن تنتابك أي مشاعر سلبية على أثرها.
المهووس بحب السيطرة
هناك أشخاص لا يعرفون معنى كلمة “رأيك” هو الذي يقرر كل شيء وهو الذي يتحكم في كل شيء، بل تجده يتمادى ويأمرك بفعل أشياء معينة أو يكلفك بمهمات غير قابلة للاعتذار عنها، الشخص المتحكم يفرض رأيه على الجميع ربما يجد نفسه أكثر من يفهم أو يظن نفسه هو الوحيد الذي يفكر أو يظن أن الآخرين أقل منه فكرًا أو أنهم غير مؤهلين للتفكير أو اتخاذ القرارات أو إبداء الآراء، بالتالي خسارة الأشخاص المهووسين بحب السيطرة هؤلاء ربح وليس خسارة على الإطلاق.
الذي يفسد علاقتك بالآخرين
هناك أشخاص للأسف لا تعرف هل هم ماكرون أم سذج، يفسدون علاقتك بالآخرين كأنهم يتعمدون هذا، سواء بنقل الكلام لهم أو بالمواقف التي يفعلونها معهم وتجد نفسك متورطًا فيها وأنت لا ناقة لك فيها ولا جمل، هؤلاء الأشخاص لا يستحقون على الإطلاق أن يكونون في قائمة أصدقائك، لا لشيء ولكن يجب أن تحظى بالأشخاص الذين لا تخشى أن تعرفهم على أشخاص آخرين لأنهم سيشرفونك وسيجعلونك فخورًا بهم، بالتالي خسارة الأشخاص الذين لا يعرفون كيف يتعاملون مع الآخرين ويفسدون علاقتك بهم، شيء جيد.
المُحبِط
الشخص الذي تقول له يمين يقول لك شمال، تريد أن تفعل أي شيء فتجده يكسّر أجنحتك، تقترح عليه أي شيء فتجده يتثاءب في كسل ولا يعطي الأمور أهمية، تخبره عن إنجاز قمت به، تجده يقلل منه، تأخذ رأيه في خطوة هامة بالنسبة لك فتجده يحط من شأنها ولا يقيم لها وزنًا، من أي شيء صنع هؤلاء الأشخاص؟ لا نعرف تمامًا، ولكن هم كتلة من الإحباط يمشون على الأرض وخسارتهم مكسب كبير.
المتكبر
نتحدث عن خسارة الأشخاص، فلابد أن نأتي بسيرة هؤلاء المتكبرين، المتكبر لا ينبغي أن تدخل معه في علاقة صداقة أبدًا وإذا دخلت يجب عليك إذلاله واحتقاره إن كنت من النوع السادي، المتكبر ينبغي عليك كسر شوكته وعدم السماح لأي شخص أن يقلل منك أو يعاملك كما لو كنت أقل منه أو هو أعلى منك بدرجات، لا فضل لأحد على أحد ولا ينبغي أن تسمح لأحدهم أن يعاملك هكذا، خسارة الأشخاص المتكبرين مكسب ولكن قبل أن تخسرهم لقنهم درسًا كي تكسر أنفهم.
المُدعي
الشخص المُدعي شخص مريض للأسف ويعاني من العديد من عقد النقص، لذلك تجده يدعي ما ليس فيه ويزيف حقيقته ويزيف واقعه وهو ليس أهلاً لذلك، هو شخص يشعر في قرارة نفسه بعدم الثقة في نفسه وأنه أقل من الجميع لذلك تجده يسعى دومًا لتوضيح أنه أفضل من الجميع، للأسف هذا النوع يثير الشفقة أكثر مما يثير الأعصاب، لذلك ربّت على كتفه ودعه وشأنه، خسارة الأشخاص المدعين تجنبًا للسخافة التي تستشعرها منهم فحسب ولكن إن عرفت طريق محلل نفساني لا تتردد في أن تدلهم عليه، حقًا هؤلاء أشخاص مثيرون للشفقة، وجودهم في حياتك سيؤذيك ولكن للأسف هم ليسو واعون لمرضهم ويجب أن يكون هناك من ينبههم.
المستهتر
أخيرًا مع الشخص المستهتر وهو مثل المتكبر ولكنه بالطبع لا يصل إليه، الشخص المستهتر لا يحترمك ويرى أنه يتأخر عليك بدون عذر فهذا أمر ليس فيه مشكلة على الإطلاق، يأخذك مادة للتندر والسخرية أو لا يقدر مجهوداتك أمام الناس فهذا أمر يستلزم خسارته وتكسر وراءه كل الأواني الفخارية لأن أي علاقة يجب أن تكون مبنية على الاحترام، دون ذلك فلا تدخل في أي علاقة مهما كانت.
خاتمة
لا نحرض هنا على خسارة الأشخاص، ولكن يوجد علاقات لا تستقيم مع صفات معينة وستصبح عبئًا على صاحبها، لذلك لا ينبغي عليك أن تشعر بأي مشاعر سلبية تجاه قطع هذه العلاقات.
أضف تعليق