هل يمكن للقائد الحقيقي أن يحتفظ بتلك الكاريزما القيادية ومسئولياته، وفي نفس الوقت يستطيع خدمة الناس جميعًا بالرغم من منصبه سواء كان منصب كبير أو مجرد شخص عادي. فكلنا في نهاية الأمر قادة ومسئولون عن أعمالنا وحياتنا وعلاقاتنا الخاصة. يحاول المقال أن يقدم مجموعة من الدروس والتطبيقات التي ربما تساعدنا لو تأملناها وراعيناها، على خدمة الناس دون التخلي عن موقعك القيادي.
استكشف هذه المقالة
القائد الحقيقي لا يعطي الأولوية للمنصب أو السلطة
هناك نوعاً من القادة لا تكون لديهم أية مهارة من مهارات القيادة غير أنهم يمتلكون منصب أو سلطة القيادة، وبذلك يعتقدون أنهم قد وصلوا إلى الهدف النهائي والمرحلة الأخيرة في القيادة. لكن هؤلاء الأشخاص يقفون في حقيقة الأمر على أول عتبة من عتبات القيادة، وهو المنصب أو السلطة، وهم بذلك لم يصلوا بعد للجوهر الحقيقي في خدمة الناس .
إن قادة السلطة هؤلاء، يتفرغون تماماً لتثبيت وتدعيم سلطتهم ويسخرون شتى الإمكانيات المتاحة لديهم من أجل الدفاع عن مناصبهم، ولذلك فإنهم يقومون باستهلاك وتبديد الموارد والطاقات من موظفين وأموال. ولأن تلك النوعية من القادة المزيفون يكونوا عاجزون عن إرشاد ودفع موظفيهم إلى الأمام، فإن الأوضاع قد تسوء. فليس في جعبتهم شئ سوى أنهم يصدرون الأوامر فقط هنا وهناك، دون قدرة على جعل الموظفين يلتزمون بتلك الأوامر، وفي أفضل الأحوال سوف يقومون بأداء القليل جديداً من تلك الأوامر المفتقرة للبصيرة والحكمة.
وموضع الخلل في ذلك هو أن هؤلاء القادة ينظرون إلى السلطة التي يمنحها المنصب القيادة لهم، هي الهدف النهائي والأخير، في حين أنها تمثل مجرد أداة أو خطوة أولى تمنحك إمكانية التأثير وإلهام الآخرين و خدمة الناس عن طريق مهاراتك القيادية الحقيقية، التالية للمنصب. فحينما تحصل على سلطة قيادية في مؤسسة ما، فإن ذلك يعني أنك تقف عند أول خطوة في مسار أو سلم القيادة.
فيتطلب منك الأمر أن تبدأ في نشر المبادئ المناسبة التي سيتم العمل تحت مظلتها، وتستطيع أخيراً أن تتخذ أي منهج أو طريقة من طرق القيادة التي تفضلها طالما كانت معبرة عن شخصيتك. فمن المهم أن تفرض شخصيتك على الأجواء التي تمارس فيها دورك القيادي، ومن ثم تستطيع أن تحقق نجاحاً ملموساً وواضحاً مهما اختلف أسلوبك القيادي أو الإداري الذي اتخذته.
يحتاج القائد الحقيقي أن يتمتع بالثقة في النفس قبل خدمة الناس
لكي لا نقع في فخ سلطة القيادة بوصفها الهدف النهائي، فيمكننا أن نغير اهتمامنا بدلاً من تمحوره حول ذواتنا، إلى أن يصبح محور اهتمامنا منصباً حول الآخرين، حيث التواصل الفعال معهم وتوفير أجواء مناسبة وبيئة عمل إيجابية ونشطة.
إن المرحلة أو الخطوة الضرورية الثانية من خطوات القيادة المؤثرة والفعالة، هي أن يتقبلنا الأشخاص الآخرون كقادة لهم، لا أن يرفضونا. فكما نقضي أوقاتنا مع أصدقاء يحبوننا ومن ثم تصبح تلك الأوقات ممتلئة بالإيجابية والتواصل الناجح والحقيقي بيننا، كذلك فإن تقبل الآخرين لنا في عملية القيادة لهو أمر ذو أهمية بالغة من أجل أن تسود علاقات إيجابية وتواصل جيد وسهل معهم وبالتالي نتمكن من خدمة الناس .
ولكي تحصل على هذا القبول أو الموافقة على القيادة من الآخرين، فعليك أن تهتم ببناء علاقات قائمة على التواصل القائم على اللطف والمودة وليس العدوانية، فحينما نتفاهم مع الآخرين ونطلب منهم القيام بمهام معينة بأسلوب هادئ، فإنهم سوف يستجيبون، على عكس ما إذا طلبنا منهم ذلك بحدة وعنف، فسوف يكون رد فعلهم هو الابتعاد والرفض والدفاع.
إن خدمة الناس تحتاج إلى الثقة والتي تعتبر من المفاتيح الأساسية لقيام القيادة، فلكي يتقبلك الناس لتقودهم لابد أن يشعرون تجاهك بالثقة وبالتالي يسمحون لك بقيادتهم طالما كنت موضع تقدير وأنك قادر على رعاية كل فرد وتحمل مسئوليتهم وعلى اتصال وعلاقة فعالة وقوية بهم. فعلى الرغم من أنك القائد، لكنك ترسل إليهم دائماً رسالة مفادها أنك جزء منهم ومشارك لهم في كل المواقف السهل منها والصعب وبأنها مسئولية مشتركة بين جميع الأفراد يحملونها على عاتقهم معاً من أجل تحقيق هدف وقيم ومبادئ العمل أو المؤسسة التي يعمل تحت مظلتها الجميع.
خدمة الناس تحتاج من القائد أو المؤسسات أن يضعوا الآخرين في الأولوية
تعتقد الكثير من المنظمات أن عملائها يمثلون مصدراً غير مهماً أو مؤثر، لذلك فإن تهميشه سوف يساعد بشكل أفضل على وضع الإستراتيجيات والخطط والأهداف الخاصة بأعمالها بصورة ناجحة دون مصدر للإزعاج. بينما تميل المنظمات التي تحقق الامتياز والتفوق، على العكس من ذلك، إلى إتباع أسلوب آخر يتخذ من عملائها مركزاً للاهتمام والأولوية في كل جوانب العمل والإدارة. وهذا يعنى أن العملاء يشاركون باحتياجاتهم وتطلعاتهم الشركة في كافة الأمور بدءاً من التخطيط والإدارة والمالية والتسويق والجودة.
إن الاهتمام بخدمة الناس وهم هنا بمثابة العملاء مثلًا، ووضعهم في مرحلة الأولوية سوف يساعد على سد النقص والقصور في منتج الشركة وكافة المجالات الأخرى. فعلى سبيل المثال، يتولى موظفي مستوى الإدخال في شركة آي بي إم مهام العناية وخدمة العملاء، بحيث يتم معالجتها بشكل سريع لا يتخطى اليوم. فإن موظفي الكثير من الشركات الأخرى تعطي اهتمامها لأمور روتينية وإدارية تقليدية.
هذا المستوى من الاهتمام بالعملاء سينتج عنه تطوير خدمات ومنتجات الشركة لكي تحقق توافق مع احتياجات عملائها. سيؤدي هذا الاهتمام أيضاً، إلى درجة عالية من درجات ولاء العملاء تجاه الشركة وارتباطهم بها. وقد اعتمدت الكثير من الشركات على شركة آي بي إم من أجل توفير متطلباتها في مجال البرمجيات والتكنولوجيا، نتيجة لريادة آي بي إم في المعالجة السريعة لكافة المشكلات.
تعمل خدمة الناس والعملاء المتميزة لأي شركة ناجحة، ليس فقط على تحقيق متطلبات واحتياجات العملاء وكسب إرضائهم وولائهم الدائم، بل أيضاً تسعى نحو الإبداع والابتكار. فعلى سبيل المثال عندما وضعت شركة متميزة مثل بروكتر آند جامبل، رقم هاتف مجاني على منتجاتها، أدى بها ذلك إلى تطوير كافة المنتجات التي تقدمها الشركة كما يؤكد الموظفون ذلك.
وهو ما تؤكد الدراسات في معهد إم آي تي بالولايات المتحدة، حيث وجدوا أن المنتجات المبتكرة الجديدة لشركة بروكتر آند جامبل، لم تكن مجرد أفكار وإبداعات خاصة فقط بالمنتجين والمصنعيين لها، لكنها كانت أيضاً تصورات وأفكار لدى المستخدمين والعملاء. لذلك فإن الشركات الأكثر نجاحاً وتميزاً تتقاسم بشكل مشترك جانب الاهتمام والعناية بعملائها بوصفهم مصدراً للقيمة المؤكدة بالنسبة لمنتجاتهم وسلعهم.
خدمة الناس بدافع الحب تصنع القائد الحقيقي
هل صحيح أن المحبة تجلب المزيد من المحبة؟ إن تعاملك مع الآخرين من منطلق الاحترام وإظهار التقدير والاهتمام بشؤونهم الخاصة، يؤكد لهم باستمرار أنك تحرص على مودتهم ومحبتهم. وليس هناك سبب أقوى من شعور الآخرين بأنك تحبهم وتقدرهم، لكي يبادلونك نفس المحبة ونفس التقدير بدون قيد أو شرط. فالكثير من ثقة الأشخاص في أنفسهم وشعورهم بالسرور يأتي عندما يدركون محبة الآخرين لهم.
ولكي تتمكن من نشر هذه المحبة والمودة مع غيرك وهي من الأمور الجوهرية من أجل خدمة الناس ، فعليك أن تبدأ بالإنصات الجيد لهم، وأن تظهر مودتك وعاطفتك تجاههم أثناء إلقاء التحية عليهم. ولا تنسى المعلومات المهمة التي تخصهم وتعني الكثير لهم عندما تتذكرها، مثل أعياد الميلاد أو بعض المناسبات الخاصة. قد تجد بعض الصعوبة في عملية التذكر، لذلك يمكنك الاستعانة بكتابة بعض المعلومات التي تنعش ذاكرتك حينما تحتاج إليها وهو ما سيساعدك كثيراً مع مرور الوقت.
فالرئيس الأمريكي (تيودور روزفلت) كان يعامل كل من حوله باحترام وتقدير ويستمع لهم جيداً بل كان دائماً ما يلقي التحية على كل زملائه بأسمائهم دون أن ينسى أحد، لذلك كان محبوباً بين كل من عمل معه. فعندما تعرف اسم شخص، قم بمناداته باسمه حينما تلتقيه، فجميع الناس يحبون أن تناديهم بأسمائهم. ومن ثم فإن تعودك على هذا الأسلوب أثناء تواصلك مع الآخرين سوف يبني علاقتك بهم بشكل سريع على المودة والمحبة وتصبح خدمة الناس أمرًا ميسورًا للجميع.
ركز دائماً على الاهتمامات المشتركة بينك وبين الآخرين
لقد كان السياسي البريطاني الشهير (بنيامين دزرائيلي) يقول: يستمع إليك الناس لساعات، عندما تتحدث معهم عن أنفسهم. إن الناس يبحثون عادة عن الأشخاص الذي يتقاسمون معهم اهتمامات مشتركة. بالإضافة إلى أنهم يودون التحدث مع الأشخاص الذي يمكنهم الإنصات والاستماع الجيد، فإنهم أيضاً يفضلون من يكون على معرفة ودراية بالأمور التي تهمهم وتشغلهم، مثل دراستهم أو عملهم، أو الأماكن المفضلة بالنسبة لهم. لذلك يصبح هؤلاء الأفراد الذي يشاركونهم في تلك الاهتمامات، مصدراً يشعرون معه بدرجة أكبر من القرب والراحة.
إن أهمية خدمة الناس تجعل كثيرًا من الأشخاص الناجحين في علاقاتهم، يتخذون من هذا النهج أسلوباً في التواصل. مثل الرئيس الأمريكي (ثيودور روزفلت) الذي اشتهر بأنه كان يقوم بالبحث ومعرفة كل ما يثير اهتمام الأشخاص الآخرين، الذين ينوي مقابلتهم لأول مرة. فعن طريق معرفة اهتمامات هذا الشخص، يمكنك أن تتواصل معه بسهولة. وكلما قمت بالتركيز على ذوات الآخرين في حديثك، فإن ذلك يعتبر مصدر للقيمة والرضا لديهم، فالقاسم المشترك الأكثر أهمية عند الأشخاص جميعاً؛ هو أنفسهم.
عندما تريد خدمة الناس عليك أن تتخذ دائماً في ذهنك أن تعامل الآخرين بنفس الطريقة التي تود أن يتعاملوا معك بها. فقم بإظهار تقديرك لأبسط الأشياء التي يمتلكوها وتحمل أهمية بالنسبة لهم. فكل شخص لديه ما يستحق أن تثني عليه وتظهر له حبك لهذا الشيء مهما صغر. فعندما تقول لزميلك أو صديقك، أنك تحب لهجته في نطق لغة أجنبية معينة، أو عندما يقدم مديراً كلمة مدح لموظفه على حسن مظهره الذي يهتم به، فإن كل ذلك يعني الكثير للآخرين.
خروجك عن ذاتك وإظهار العناية بالآخرين هو جوهر خدمة الناس
لماذا يشعر الناس دائماً بالراحة والرضا مع بعض المحللين والأطباء النفسيين؟ لقد كان المحلل النفسي الشهير(سيغموند فرويد) يتمتع بفن القدرة على الإنصات والاستماع الجيد. ومن ثم كان يعتبر كل ما يقوله الآخرون، يستحق التركيز والاهتمام به دون إهمال أي شئ. لذلك أحس الناس بسهولة التواصل والكلام معه بكل أريحية، دون السعي لإخفاء أي أسرار عنه، فقد أصبح مصدر ومركز للثقة والاهتمام بالنسبة لهم. لذلك يُقال دائماً أن المفتاح الأول من أجل تواصل جيد مع الآخرين هو أن نتعلم الإنصات والاستماع الجيد لهم ومن ثم تتحقق خدمة الناس الحقيقية.
يميل الأشخاص عادة إلى التمركز حول ذاتهم والاهتمام بأنفسهم، ولذلك نعتبر الأشخاص الذي يهتمون بنا ويسمعون إلينا مصدراً حقيقياً لشعورنا بالسرور. فعندما نتوقف عن الحديث ونبدأ في الإنصات للآخرين، ونبدى عناية واهتماماً بهم من خلال السؤال والتشجيع وكلمات الثناء، فإننا بذلك نتحول إلى أشخاص محبوبين، ومركزاً للاهتمام. فطريقك إلى ذاتك هو الآخر، هو خدمة الناس ، فكثيراً ما نكتشف أنفسنا من خلال الآخرين.
وتؤدي بك المبالغة في الكلام المستمر عن ذاتك، مع إهمال الآخرين ومعرفة أخبارهم ومقاطعتهم أو عدم التركيز أثناء تحدثهم إليك، كل تلك الأمور تجعلهم ينفرون منك، وتعتبر مصدراً للأنانية في نظرهم لأن تركيزك ينصب على ذاتك فقط. يمثل الاستماع إلى الآخرين إذن، المفتاح الأساسي لبناء تواصل جيد، وجعلك شخصاً محبوباً ومركزاً لاهتمامهم. فقط عليك أن تعطيهم انتباهك وتركيزك وإظهار العناية والاهتمام الفعلي بما يقولون.
خدمة الناس تبدأ مع الإنصات وتفهم الآخرين وأيضًا التعبير بوضوح
يعتقد البعض أنه لكي يحصل على الثقة المبادلة مع الآخرين والتأثير فيهم، فإنه يكفي أن يجلس ويستمع إلى ما يقولون، لكي يساعدهم على إيجاد حلول أو إجابات على مشاكلهم أو مخاوفهم أو أسئلتهم. بل إن معظم الناس تتسرع حتى في هذا الاستماع، وتفهم ما يقال لها بدون تركيز، ومن ثم تقفز نحو الإجابات الجاهزة سريعاً لكي تقدمها إلى الآخرين دون أن تفهم جيداً ما قيل لهم. لذلك يتلاشى التأثير ولا يتقبل الآخرين ما نقوله أو ننصح به، لأنهم غير واثقين من أننا قد فهمنا ما قالوه.
أما إذا أردنا أن نحقق خدمة الناس ونحقق الثقة الحقيقية بيننا وبين الآخرين ونتمكن من التأثير فيهم، وتقبلهم وثقتهم فيما نطرحه ونقدمه لهم؛ فعلينا أن نستمع جيداً إليهم، ونفهم ما يقولونه. ثم تأتي مرحلة متقدمة نقوم فيها (بالتفهم) ونعني بذلك أن نشاركهم من الناحية الوجدانية والانفعالية فيما يقولونه ويمرون به. لذلك نعيد عليهم ما قالوه لكن بأسلوبنا الخاص مع إظهار التعاطف والإحساس بمواقفهم التي يعيشونها.
قد يكون هذا الأسلوب في الاستماع للآخرين مرهق ويحتاج للكثير من المجهود في البداية، لكنه سوف يؤدي للكثير من الفعالية والثقة والتأثير مع الآخرين. عندئذ سوف يتقبلون ما نقوله لهم لأنهم يثقون أننا نفهمهم ونتفهمهم ونشعر بهم جيداً. فلا تهمل إذاً تطوير هذه المهارة لديك، في الاستماع بتفهم ومشاركة وجدانية لما تسمعه، وأيضاً قدرتك على التعبير بوضوح وصدق على فهمك وشعورك وتعاطفك مع الآخرين بعد سماعهم.
اتخاذ المبادرة في خدمة الناس هي سمة القائد الحقيقي
يميل الناس عادة إلى الاحتفاظ بالأمور والأوضاع على ما هي عليه، ومن ثم يفضلون أن ينتظروا حدوث التغير التلقائي. ويصبح شعارهم (دعنا ننتظر ونرى ماذا سيحدث). والحقيقة أن المواقف التي نواجهها في حياتنا الشخصية والعملية، وأيضاً العادات التي نمارسها يومياً وبشكل تلقائي، قلما تتغير بهذه الطريقة السلبية، من خلال الانتظار.
لذلك عليك أن تنتبه إلى الملكة ونقاط القوة التي ما زلت تمتلكها في يدك، وهي حريتك في الاختيار وطرح المبادرات واختيارك للطرق والأساليب المناسبة لك في أي موقف تواجهه دون أن يتحول سلوكك إلى مجرد رد فعل واستجابة للمؤثرات الخارجية فقط. فمن أجل معرفة واكتشاف نقاط عظمتك الخاصة، وتميزك الشخصي، قم بامتلاك زمام المبادرة في يدك وكن مسئولاً عن اختياراتك. ومن ثم يصبح شعارك (سأختار فعل ذلك) وحينها تتمكن من خدمة الناس .
فحينما تواجهك صعوبات وتحديات مع مديرك في العمل، ويصبح مصدر للإزعاج والإحباط المستمر لك، من خلال سلوكياته تجاهك وقراراته التي يتخذها؛ عندئذ قد تتخذ مسلك سكوني وسلبي ومن ثم تصمت حتى يتم حل المشكلة بشكل تلقائي سواء من خلال مديرك أو من خلال ترك العمل والاستقالة. ومع ذلك هناك طريق آخر تستطيع أن تسلكه وهو أن تدرك ما لديك من حرية التصرف والمواجهة والاختيار وعدم الصمت. فقط عليك أن تبادر وتتحمل مسئولية قراراتك. إن هذه المبادرة والاختيار الحر هما ما سوف يظهروا صوتك الخاص وملكاتك الكبرى التي تمتلكها ولا تتحقق خدمة الناس إلا بذلك.
وعندها ستجد أنك أنت من يستطيع تحريك الأمور والدفع بها نحو الاتجاه الذي تريده، حتى على الرغم من كونك مجرد موظف ولديك رئيس هو المسئول عن القرارات الكبرى. صحيح، أن ثمة أمور ومواقف سوف تخرج عن سيطرتك أو قدرتك على التأثير فيها، فعليك أن تتبني طريقة التفكير التي ترى انه مازال بيديك بعض الخيوط التي تستطيع أن تحركها أنت وحدك فقط، مثل اتخاذك لأسلوب وطريقة التفاعل والتعامل مع الموقف الذي تواجهه. فمهما وصلت الأمور بك نحو التأزم فتأكد أنك ما زلت تمتلك بعض من القوة الخاصة بك في يدك.
خاتمة
لقد تناولنا خلال المقال مجموعة من الدروس الهامة التي تساعدنا على خدمة الناس وتحقيق النفع للجميع وفي نفس الوقت نفعل ذلك ونحن في موضع القيادة والمسئولية. ونقطة البداية هي خلق حالة من الثقة بيننا وبين الآخرين، ويتم ذلك عن طريق إظهار المحبة والاحترام لهم. والانصات والتفهم الجيد. وبالتالي لا يكون تركيز القائد على المنصب الذي يشغله فقط بل يضع الآخرين وخدمة الناس موضع الأولوية.
أضف تعليق