غالبًا ما يكون خداع الآخرين أمرًا ضروريًا سواء في العمل أو المفاوضات أو حتى في التعاملات البسيطة. كما أن إخفاء الحقيقة ثم الكشف عنها بعد ذلك، يمكن أن يكون ممتعًا ومفيدًا للغاية في عدد من المفاهيم؛ مثل البحوث النفسية، والأعمال التجارية، والنكات العملية. فالخداع يمكن أن يكون ممتعًا وبسيطًا، بحيث تجعل شخص ما يفعل ما تريده، كنوع من المرح واللهو، لتبدو ذكيًا أمام الآخرين. لكن تذكر أيضًا أنك بذلك تلعب على مشاعر الناس وثقتهم. وهنا نعرض لك كيفية القيام بخداع شخص ما في بضع خطوات بسيطة.
استكشف هذه المقالة
قم بتحديد هدفك
يجب عليك أولًا تحديد ما ترغب في الوصول إليه أو الحصول عليه عند القيام بخداع الآخرين ، ووضع أهداف واضحة لذلك. فهذا سيساعدك على تقرير الخطة الفعلية التي يجب عليك اتباعها في عملية خداع الآخرين ، وأيضًا في تحديد موقفك وتعيين متى يتوجب عليك التوقف عن الخدعة.
اختيار الطريقة الخاصة بك
الهدف الخاص بك هو ما تريد كسبه من خداع الآخرين ؛ سواء كان ذلك مالًا أو حتى مجرد ضحكات بسيطة، ويجب على الهدف أن يتمتع بالمصداقية لدى المتلقي حتى تكتمل اللعبة بنجاح. ستحتاج أيضًا إلى الاقتراب من شخص لا يوجد بينك وبينه أية مشاكل ودية، حتى لا تثير الشكوك من حولك ويبدو الأمر طبيعيًا. ستحتاج كذلك، إلى التمتع بروح الدعابة حتى لا تؤذي مشاعر الآخرين بلعبتك. ومن المهم أيضًا أن تحدد هوايات المتلقي، وسلوكه حتى تتمكن من وضع الخطة المناسبة له.
تحديد الأهداف الثانوية المحتملة للتلاعب: قم بتجنيد مجموعة من الأشخاص لمساعدتك في القيام بخدعتك عن طريق المشاركة أو المغامرة باللعب لتشجيع الشخص المراد خداعه بالانضمام، أو حتى في القيام بدور المغفلين والتصديق على كلامك أثناء قيامك بالخدعة؛ وذلك حتى ينال الأمر تصديقًا أكبر من قبل المتلقي. ولكي تضمن ولاء المساعدين يجب أن تبقي عليهم سعداء.
الحفاظ على الهدف الحقيقي الخاص بك في دائرة صغيرة: زيادة عدد المساعدين يمكن أن يؤدي إلى نتيجة عكسية، لأنه يزيد من احتمالات كشف الكذب، وكثرة الأخطاء اللفظية وغير اللفظية. كما يجب أن تختار الأشخاص الذين تثق بهم لمساعدتك، ويفضل أن يكونوا محل ثقة هدفك أيضًا.
تطوير الهوية المستخدمة من أجل خداع الآخرين
خداع الآخرين يتطلب منك تعديل سلوكك بعض الشيء، حتى تتمكن من توصيل الكذب على أنه حقيقة. وإذا كنت لا تعرف الشخص الذي تقوم بخداعه بصورة جيدة في البداية، فيمكن لوضع هوية مزيفة لك أن يكون أمرًا مفيدًا، طالما أن التفاصيل لا تزال متسقة، ولا تتعارض مع هويتك الحقيقية. من المهم كذلك في اختيار الهوية، أن تكون مناسبة بحيث يستجيب لها هدفك بشكل جيد. كذلك تقديم نفسك على أنك شخص ذو خبرة، سيرفع من مكانتك في نظر المتلقي، وسوف يجعلك أكثر جاذبية بالنسبة له. ويفضل ألا تتباعد عن الهوية الحقيقية الخاصة بك إلا إذا كنت تخطط لقطع الاتصال مع الشخص بعد تنفيذ الخدعة.
توفير الحوافز
ستحتاج إلى سبب يدعو المساعدين إلى الثقة بك بما يكفي لتخدعهم في وقت لاحق كما تقوم بخداع الآخرين . ويمكنك تحقيق ذلك عن طريق تقديم نفسك بهوية يجدونها ذات قيمة (خبير في المجال الذي يريدونه مثلًا) أو من خلال بناء علاقة معهم قائمة على المعاملة بالمثل والصدق. من المهم كذلك، تقديم الامتنان لهم على المساعدات التي يقدمونها لها ومكافئتهم عليها، وتحديد المهمة المناسبة لشخصية كل واحد منهم، وتكليفهم بأمور معقولة حتى يميلوا إلى تنفيذها، ومراعاة الأوقات التي يشعرون فيها بالتعب والإجهاد، ومنحهم أوقاتًا للراحة.
بناء مصداقية وسمعة طيبة
يمكنك لمساعديك أن يقدموا تقارير خاطئة عنك من شأنها أن تشوه صورتك في نظر هدفك، وتعيق تمكنك من خداع الآخرين . لذا يجب الانتباه لهذه النقطة خصوصًا في التعاملات الأولى مع الشخص المراد خداعه، حتى ترسم صورة محترمة وشريفة أمام هدفك ستساعدك لاحقًا على الوصول لغرضك. حتى وإن كانت المعلومات التي يتلقاها الهدف عنك زائفة، إلا أنها يجب أن تدعم صورتك بقوة وتقوي من علاقتك به.
التعاطف مع الهدف وإظهار سلوك إيجابي
جزء من نجاحك في خداع الآخرين يتوقف على قدرتك على كسب ودهم؛ من خلال التعامل اللطيف معهم، والكلمات الإيجابية والتشجيع، وترديد اسمهم بصورة مستمرة، والإطراء على أعمالهم وعدم انتقاد تصريحاتهم. فسوف يعكس تقبلك لسلوك الهدف ومواقفه، تقبله هو أيضًا لسلوكك ومواقفك. لكن ينبغي أيضًا ألا تكون مزعجًا بكلامك، لأن الناس لا تحب المجاملات المفرطة بل وترتاب منها أحيانًا، فيجب أن تكون متمرسًا على ذلك.
تأكد من توافر احتياجاتك للقيام بالخدعة
قبل القيام بخداع الآخرين عليك التأكد من أن كل شيء تحتاجه في مكانه الصحيح. كما يجب على يجب على المساعدين أن يعرفوا متى يدخلون، ماذا يقولون، وما يجب عليهم القيام به. فيجب أن تكون على يقين من أنه يمكنك تنفيذ الحيلة بسرعة وفعالية قبل الشروع في ذلك، كما لو أن لديك فرصة واحدة فقط.
تنفيذ الخدعة الخاصة بك
يمكنك استخدام ثقتك في هذه المرحلة لخداع الآخرين من خلال أي من الحيل القصيرة أو الطويلة، والحيل بسيطة أو المزح، اعتمادًا على ما تريده من الشخص الذي تقوم بخداعه. فالحيل الصغيرة تعمل على نحو أكثر فعالية ولا تعرض علاقتك للخطر مع الشخص المتلاعب به، ومن المهم أن تعدل من قسوة الخدعة تبعًا لأي مدى تريد الشخص وكم ترغب في مواصلة علاقتك به.
إخفاء أو كشف خدعتك
إذا كنت تريد إخفاء دورك في اللعبة أثناء خداع الآخرين، فيجب أن تتظاهر بالتعاطف والجهل والبراءة حتى النهاية؛ فتفاعلك مع عواقب الخدعة سيغير من علاقتك بالضحية بصورة كبيرة. أو يمكنك بعد أن تمر الخدعة بنجاح أن تعلن عن نفسك بأنك من قمت بها.
تجنب الخدع القاسية أو أداء الحيل الضارة
هذا سوف يساعدك على الأقل في محاولاتك المستقبلية لخداع الآخرين ، والحفاظ على سمعتك. فتكرار الخداع بصورة مؤذية سيجعل الناس تشك فيك دائمًا حتى لو كن تتحدث الصدق. فتعرضك للوم على خدعة بسيطة، أهون من المخاطرة بسمعتك أو التعامل معك بصورة مهينة.
تجنب الشعور بالذنب
إذا كانت الخدعة التي قمت بها لخداع الآخرين غير مؤذية فلا داع للشعور بالذنب، وإذا لم تكن كذلك فستحتاج إلى التركيز على كيفية التقليل من شعورك بالذنب. يمكنك تجاوز الأمر وعدم التفكير فيه مجددًا، والكذب على نفسك بشأن العواقب التي أضرت بهدفك، حتى تتمكن من التعامل مع الاعتبارات الأخلاقية بشكل أكثر تفاهة.
الابتعاد عن مكان الخدعة
الابتعاد فور قيامك بخداع الآخرين ، سيجعلك موضع الشك الأول إذا لم تسر خطتك بنجاح. لذا فإن قدرتك على عدم الكشف عن خدعتك، ستمكنك من مواصلة اللعب والحفاظ على سمعتك كشخص شريف. فإذا فشلت خدعتك يجب التخلي عنها سريعًا حتى لا تعرض نفسك للخطر.