تسعة
الرئيسية » الغذاء والتغذية » كيف تعد خبز التنور اللذيذ بالطريقة القديمة التقليدية؟

كيف تعد خبز التنور اللذيذ بالطريقة القديمة التقليدية؟

خبز التنور يُعَد نوعًا تقليديًا من الخبز، وهو منتشر في بلاد الشام لا سيما سوريا وفلسطين خاصة في القرى والضيعات نظرًا للطرق البدائية المتبعة في إعداده ما يفسر مذاقه المميز. وفي هذا المقال نتناول أبرز مكونات وطرق إعداد هذا الخبز.

خبز التنور

خبز التنور هو أحد أنواع الخبز الشائعة في مناطق الشام والعراق وشمال إفريقيا؛ حيث يُعزَى أصله إلى قرى الأردن وسوريا وفلسطين ومصر وليبيا. وقد سُمِّيَ بهذا الاسم نسبةً إلى فرن التنور القديم وهو عبارة عن فرن طيني كبير أشبه بكوخ صغير ذي نافذة دائرية، ويوقَد بالحطب ما يمنح العجين عبقًا مميزًا ونكهةً رائعة حينما تصير خبزًا. ولا شك أن نوع الغلال المطحونة المستخدمة في إعداد عجين هذا النوع من الخبز تكون ذات طابع خاص؛ حيث جرت العادة قديمًا طحن القمح بكامل مكوناته نتيجة لعدم ظهور تقنية فصل القشرة الخارجية؛ ما منحه لونًا داكنًا بسبب ذلك. بيد أن هذا الأمر صار غير ملزم حاليًا بعد أن فضلت معظم المطابخ الخبز ذا اللون الفاتح. واليوم صار من الممكن تطوير فرن التنور ليتماشى مع إمكانيات العصر الحديث وفي الوقت ذاته جرت بعض التعديلات على مكونات العجين لتحسين مذاقها. وفي هذا المقال سوف نستعرض أبرز الطرق المتبعة في إعداد هذا الخبز وفقًا لمدارس الطهي المختلفة.

طريقة عمل عجينة خبز التنور السوري

خبز التنور طريقة عمل عجينة خبز التنور السوري

يُعَد المطبخ السوري من أشهر وأبرع المطابخ التي تُعِد خبز التنور نظرًا للشعبية الجارفة التي يتمتع بها هذا الخبز في منطقة الشام حيث يُعزَى إليها أصله. بيد أن السمات المميزة للمدرسة السورية في الطهي قد طغت على الطريقة الكلاسيكية واستطاعت أن تطبع بصمتها على النسخة الحديثة من خبز التنور؛ وقد تمثل ذلك في استبعاد القشرة الخارجية للقمح لاستبعاد اللون الداكن واكتساب اللون الفاتح الذي يشتهر به الخبز السوري، فضلاً عن إضافة القليل من الحليب حتى يكتسب مذاقه المزيد من الخصوصية وجعله سهل المضغ. وفيما يلي نشرح المكونات المستخدمة والطريقة المتبعة في إعداد هذا النوع من الخبز على الطريقة السورية.

المكونات

  • 200 جم من الطحين الأبيض (طحين القمح منزوع القشرة.)
  • ملعقة صغيرة من السكر.
  • 3 ملاعق صغيرة من الملح.
  • ملعقة كبيرة من الخميرة.
  • 150 جم حليب طازج.
  • 100 جم ماء.

طريقة الإعداد

  1. يتم مزج الطحين بالماء والحليب مع التقليب المستمر.
  2. يُضَاف الملح والسكر تدريجيًا في أثناء التقليب.
  3. تُضَاف الخميرة بعد تماسك قوام العجين.
  4. يتم تسخين الفرن العادي مسبقًا.
  5. يُوضَع العجين في هذا الفرن حتى يتخمر حيث يضمن التسخين المسبق سرعة التخمر.
  6. بعد إخراج العجين يُقَسَّم إلى قطع صغيرة ومنها تُكَوَّن كُريَات العجين.
  7. تُغلَف هذه الكريات في أكياس بلاستيكية نظيفة وتترك قليلاً لتزداد تخمرًا.
  8. تُفرَد هذه الكريات لتصير أقراصًا دائرية ومسطحة وذلك باستخدام النشابة لضمان الحصول على قوام رقيق.
  9. تُرَص أقراص العجين على سطح خشبي دائري ويوضَع داخل فرن التنور الموقد بالحطب أو الغاز.
  10. لا يستغرق النضج وقتًا طويلاً فما أن يصير لون العجين داكنًا فإن ذلك يدل على اكتمال النضج ليصير الخبز جاهزًا للتقديم.

طريقة عمل خبز التنور اليمني

تعتمد الطريقة اليمنية في إعداد خبز التنور على الطريقة التقليدية التي عُرِفَت منذ القدم؛ حيث تحرص المدرسة اليمنية على الالتزام الصارم بها دون إدخال أي تجويدات أو تعديلات. وتتميز هذه الطريقة بالاحتفاظ بالقشرة الخارجية لحبات القمح ما يضمن الاحتفاظ باللون الداكن للخبز. ومن ناحية أخرى، تلتزم المدرسة اليمنية باستخدام فرن التنور التقليدي المصنوع من الطين والموقد بالحطب لا سيما في المناطق الريفية، فضلاً عن استبعاد الحليب. ومع الاحتفاظ بهذا الطابع الكلاسيكية ثمة بعض المكونات التي قد تُضَاف إلى خبز التنور اليمني وإن كانت لا تخلو من التقليدية كذلك؛ حيث هناك بعض الأنواع من هذا الخبز التي تُعَد من مزج حبوب القمح الكاملة بغيرها من أنواع الغلال الأخرى مثل الشوفان والشعير والذرة والجاودار حيث تُطحَن كل هذه الغلال معًا وتمزج جيدًا ولكن دون استبعاد أي من مكوناتها ما يمنح الخبز طابعًا خاصًا يعكس الأجواء الإقليمية للمطبخ اليمني. وفيما يلي نورد بالتفصيل المكونات وطريقة الإعداد تبعًا للأسلوب المتبع في اليمن لصناعة خبز التنور على الطريقة التقليدية.

المكونات

  • 200 جم من طحين القمح أو مزيج طحين الغلال المتنوعة.
  • 100 جم ماء.
  • ملعقة كبيرة من الخميرة.
  • ملعقة صغيرة من السكر.
  • 3 ملاعق صغيرة من الملح.

طريقة الإعداد

  1. يتم مزج الطحين والماء للحصول على عجينة ذات قوام مناسب.
  2. يُضَاف الملح والسكر والخميرة.
  3. تُقَسَّم العجينة إلى قطع صغيرة ويُغَلَّف كل منها بكيس بلاستيك نظيف.
  4. تُترَك العجينة في فرن مسخن مسبقًا لتتخمر سريعًا ويتضاعف حجمها.
  5. يتم فرد كريات العجين بالنشابة للحصول على أقراص دائرية رقيقة القوام.
  6. تُرَض أقراص العجين فوق السطح الخشبي المرشوش بالنخالة والموضوع فوق الحطب الموقد.
  7. يُترَك العجين فوق نار الحطب حتى يصير ناضجًا وداكن اللون.
  8. يتم إخراج أقراص الخبز وتصبح جاهزة للتقديم.

طريقة عمل خبز تنور الغاز

مع تقدم العصر أصبح في الإمكان إعداد خبز التنور باستخدام الوسائل والأدوات المتاحة حاليًا التي توفر المزيد من الراحة والأمان لمن يُعد هذا الخبز. وحاليًا يمكن استخدام الموقد العادي الذي يعمل بالغاز الطبيعي أو أسطوانات الغاز المضغوطة دون الشعور بأي فارق يُذكَر؛ حيث يضمن ذلك سرعة الانتهاء من إعداده وتقديمه. ولا شك أن الأمر الحاسم هنا هو إتقان إعداد العجينة وفقًا لمدرسة الطهي المفضلة ما بين المحافظة على روح الطريقة التقليدية وإبداعات الطرق الحديثة الهادفة إلى تحديث المذاق واللون. ويتوفر حاليًا أيضًا التنور الكهربائي وهو يشبه التنور التقليدي بيد أنه يعمل بتقنية التسخين الكهربائي، وهناك أيضًا إمكانية توصيل الغاز للتنور التقليدي عن طريق وصلة بسيطة ما يغني عن استخدام الحطب والدخان الخانق المتصاعد منه. وهكذا يمكن إعداد هذا النوع من الخبز بأي من المكونات والطرق المذكورة أعلاه ولكن باستخدام تنور أو موقد يعمل بالغاز.

خبز التنور بالفرن

خبز التنور خبز التنور بالفرن

لا شك أن معظم الأشخاص حاليًا يرغبون في خوض تجربة إعداد خبز التنور ، وهم بالفعل على علم بالمكونات وطريقة الإعداد ولديهم المقدرة على القيام بذلك، بيد أن عدم توفر التنور سواء بشكله التقليدي أو المعاصر يظل عقبة أمام الجميع. لذلك يمكن استخدام الفرن التقليدي عوضًا عن التنور وهو الفرن الذي يعمل بالغاز العادي أو الذي يوقد بالخشب مثلما هو الحال في القرى والمدن الصغيرة حيث يشيع وضع مثل هذه الأفران فوق أسطح البيوت تجنبًا لخطر الاختناق الناجم عن الدخان المتصاعد من الخشب. ومن هذا المنطلق لا ضرر أو خلل من إعداد الخبز بالطريقة المفضلة لدى كل شخص، وهي غالبًا إحدى الطريقتين المذكورتين أعلاه، مع تعديل بسبط وهو استخدام الصاج المعدني في رص أقراص العجين حتى تتناسب مع طبيعة الفرن التقليدي، ويراعى بالطبع استخدام صاج معدني ذي حجم مناسب. وينبغي كذلك رش هذا الصاج بالقليل من مسحوق الطحين حتى لا يلتصق العجين بسطحه ويصعب بذلك استخراج واقتلاع الخبز من سطح الصاج المعدني.

وهكذا نكون قد سلطنا الضوء على طريقة إعداد خبز التنور وفقًا للطرق والمدارس المتنوعة مع التركيز بالطبع على النسخة التقليدية وأبرز الخطوات المتبعة فيها. ولا شك أن الذي يفضل الاستمتاع بالمذاق الأصلي لهذا الخبز سوف يفضل الطريقة التقليدية اليمنية نظرًا لاحتفاظها بالطابع التراثي الذي يميز هذا النوع اللذيذ من الخبز.

أحمد علام

كاتب ومترجم، أحب القراءة في المجالات الأدبية بشكل خاص.

أضف تعليق

ثلاثة + ثمانية =