كثيراً ما يسيطر هاجس التخوف من السرقة الأدبية على الكتاب وخاصة الجدد منهم حيث أنهم يرتبطون بعلاقة خاصة بكتاباتهم تجعلهم يرغبون في حمايتها ومنع أي شخص من سرقة أفكارها ولو حتى جزء قليل منها؛ لذلك نشأت فكرة حماية حقوق الملكية الفكرية والتي تضم بضعة خطوات يتخذها الكاتب وكل من يعمل في مجال الإبداع لحماية أعمالهم من خطر السرقة الأدبية التي يلجأ لها البعض.
استكشف هذه المقالة
توارد الخواطر واختلافه عن السرقة الأدبية
بداية يجب على كل كاتب أن يعلم جيداً أنه قد يصادف في يوم من الأيام وتجد كاتب آخر قد قام بكتابة بعض الأفكار أو القصص التي تتشابه بشكل أو بآخر مع كتاباتك بدون أن يقترف الكاتب الآخر جرم السرقة الأدبية، حيث يعرف هذا في مجال الكتابة بتوارد الخواطر أي أن ترد نفس الأفكار على عقل أكثر من كاتب وبهذا فلا يمكن أن تقوم قوانين حماية حقوق الملكية الفكرية بمنع نشر أي كتابات أخرى تتشابه في جزء بسيط مع كتاباتك. لكن في حالة أن تجد بأن هناك تشابه كبير أقرب إلى حد التطابق فذلك بكل تأكيد يعني أنك قد تعرضت للسرقة الأدبية.
متى يمكن اللجوء إلى حماية حقوق الملكية الفكرية ؟
يجب عليك أن تكون على علم بأنه مجرد قيامك بتحويل بعض الأفكار الإبداعية في رأسك إلى حبر على ورق أيا كانت صورته (أفكار – قصص – مقالات – سيناريوهات) فإنه يحق لك البدء في إجراءات حماية حقوق الملكية الفكرية لتلك الكتابات حتى وإن لم تكن تنوي طباعتها ونشرها علناً في الأسواق كما يستحب البدء في تلك الإجراءات والإسراع فيها قدر الإمكان؛ وذلك لأن اللجوء إلى المحكمة للفصل في قضية تشابه بين نصين من نصوص الكتابة يعتمد على وجود تاريخ مثبت على أحد هذين النصين يؤكد حقوق الملكية الخاصة به قبل الآخر.
إطلاع الآخرين على كتاباتك
بالرجوع إلى أشهر قضايا السرقة الأدبية حول العالم سنجد بأن لجميعها قاسم مشترك واحد وهو كاتب قام بتدوين بعض من أفكاره ثم تغافل عن اتخاذ إجراءات حماية حقوق الملكية لتلك الكتابات منتظراً الوقت الذي سيعزم فيه على نشرها ثم قام- بعمد أو بالمصادفة- بإطلاع الآخرين من حوله على تلك الأفكار سواء من أفراد أسرته أو أصدقائه أو زملاء العمل وبالتالي تسربت الأفكار من شخص لآخر ومن عقل لآخر حتى وقعت في يد شخص نجح في سرقتها وقام بنشرها في الأسواق؛ ولذلك يتوجب عليك أن تكون حريصاً كل الحرص على ألا تطلع الكثير من الأشخاص على أفكارك الأدبية إلا بعد تسجيلها وتوثيقها رسمياً.
الاحتفاظ بكافة نسخ الكتابة
من أهم إجراءات حماية حقوق الملكية الفكرية والتي كثيراً ما تكون الفيصل في قضايا النزاع والسرقة الأدبية هي وجود مسودات وأوراق جانبية تثبت أن الكاتب الأصلي قد بذل مجهوداً في كتابة أفكارها وحاول إخراجها بعدة صور وعبر خطوات عدة حتى وصلت إلى الصورة النهائية التي هي عليها الآن، تلك الأوراق التي غالباً ما تدون فيها قليلاً من الكتابات ثم تلقي بها في القمامة ظناً منك أن لا قيمة لها ستكون هي من أهم الدلائل على صدق أفكارك؛ لذلك احتفظ بكل ما تقوم بكتابته وتدوينه حتى وإن بدا عشوائياً لحماية أفكارك من السرقة.
إحضار شهود على أفكارك
بعد الخطوة السابقة والتي احتفظت خلالها بنسخ أفكارك المختلفة نأتي للخطوة الثانية من خطوات حماية حقوق الملكية الفكرية حيث ستقوم بإرسال تلك الأوراق عبر البريد الإلكتروني أو عبر البريد العادي إلى أحد الأصدقاء أو أفراد عائلتك الذي تثق فيهم بشدة وتضمن ألا يقوموا هم بسرقة أفكارك تلك أو حد أن يطلعوا أحداً آخر عليها بشكل يعرضها للسرقة الأدبية؛ وبذلك فإن لجأت في مرة من المرات إلى السلك القضائي لإثبات حقوق ملكيتك الفكرية سيكون لديك دليل قاطع وهي الرسائل التي أرسلتها لصديقك حيث سيكون مسجل عليها التاريخ والوقت الذي أرسلت خلاله وبذلك تثبت أن أفكارك من وحي خيالك أنت.
الاعتماد على الأجهزة التكنولوجية
قديماً كان من الممكن أن يتعرض الكاتب إلى أنواع شتى من السرقة الأدبية لكتاباته سواء كلياً أو جزئياً بدون أن يمتلك دليلاً واحداً على ذلك يمكنه من حماية حقوق الملكية الفكرية له، ولكن بعد انتشار الأجهزة التكنولوجية الحديثة كالهواتف المحمولة أو الكمبيوتر أصبح من السهل جداً على أي كاتب سواء كان محترفاً أو هاوياً أن يقوم بحفظ كل أعماله على جهازه مستخدماً برنامج Microsoft office والذي يقوم بتسجيل تاريخ ووقت بداية العمل على المستندات بشكل يجعل من السهل إثبات أقدمية أعمالك عن غيرها وفي نفس الوقت يحفظها من الضياع.
تسجيل الكتابات وتوثيقها رسمياً
نأتي إلى أهم خطوة على الإطلاق في خطوات حماية حقوق الملكية الفكرية للكاتب وهي تسجيل كتاباته رسمياً، ففي كل دولة توجد هيئات حكومية رسمية مخصصة لتسجيل وتوثيق الكتابات بشتى أنواعها من قصص أو روايات أو شعر أو أفلام أو غيره وذلك بغرض حماية حقوق الملكية الفكرية لتلك الأعمال؛ حيث تقوم بأخذ نسخة من أعمالك وتتوجه لتلك الهيئات وتقوم ببعض الإجراءات والتي عندما تنتهي منها ستكون تلك الكتابات مسجلة رسمياً برقم خاص بها وباسم الكاتب وبالتالي تستطيع في أي وقت إثبات ملكيتك لتلك الأفكار وبدون أي احتمال للطعن في هذا الدليل، وغالباً ما تكون تلك الهيئات تابعة للشهر العقاري المختص بالعقود والمواريث أو تابعة لوزارات الثقافة.
توثيق اسمك على الأوراق
بالرغم من أنها من طرق حماية حقوق الملكية التي لا يعترف بها الكثير من أصحاب دور النشر والطباعة ويعتبرونها أمراً ثانوياً لا قيمة له إلا أنه لا يوجد أي لوم قد يلقى على الكاتب- لاسيما لو كان هاوياً- إن قام بتلك الخطوة أيضاً بجانب الخطوات السابقة؛ حيث يقوم الكاتب بتدوين اسمه ورقم حقوق الملكية المسجل لدى الهيئة من قبل على الزاوية اليمنى العلوية من الورقة بخط صغير بشكل يجعل كل من يمسك بتلك الكتابات ويقرأها يعي جيداً أن حقوق الملكية الفكرية لها مسجلة وموثقة رسمياً.
التعامل مع هيئات معروفة
أكثر ما قد يورط الكاتب ويعرضه للسرقة الأدبية هو لجوءه إلى دور نشر وطباعة لكتاباته غير معروفة في الأسواق والتي غالباً ما تعمل بنظام باطني خفي يعتمد على سرقة المحتويات الأدبية وتقديمها إلى كتاب آخرين مستغلين عدم حماية حقوق الملكية الفكرية لها؛ ولذلك إن عزمت على نشر رواياتك في الأسواق فيفضل أن تتعامل مع دور نشر معروفة ولها سمعة جيدة في الأسواق وحتى وإن كلفك هذا مبلغاً مالياً يدفع للدار نظير قيامها بعمليات النشر والطباعة إلا أن ذلك سيضمن لك حماية حقوقك الملكية وعدم تعرض أفكارك تلك للسرقة الأدبية بأي حال من الأحوال، كذلك يمكنك استشارة محامي أو مستشار قانوني في الإجراءات الواجب اتباعها لضمان حقوقك الفكرية سواء خلال الكتابة ذاتها أو خلال التعاقد مع دار النشر.
أضف تعليق