حزم المرأة ليس متوفر كثيرًا بين النساء، فالمرأة الحازمة غالبًا الأكثر ترتيبًا على الإطلاق. ليست امرأة تهتم بشكلها بقدر ما تهتم بعملها وتحقيق ذاتها الداخلية كشخص. هي غالبًا ترى نفسها على أنها أفضل من كل أنواع البنات الأخريات، أو ترى المجتمع من حولها لا يقدر المرأة بصورة دائمة. واثقة في نفسها دومًا لها الكثير من المميزات. ولكن أيضًا لها الكثير من العيوب، التي سنتكلم عنها في هذا المقال. ولذلك عزيزي القارئ إذا كنت رجل وتحب المرأة الحازمة فيجب عليك أن تقرأ هذا المقال حتى تعلم سلبيات مثل هذا النوع من السيدات. وإذا كنت لا تحب هذا النوع من السيدات فستعلم إيجابيات هذا النوع من السيدات وربما تغير وجهة نظرك وحكمك عليهن، وترى قدر أهمية وقيمة المرأة الحازمة. أما لو كنت امرأة وتقرئين هذا المقال، فستعلمين عزيزتي كيف توازنين بين كونك امرأة حازمة ولكن أيضًا امرأة عادية في حياتك الطبيعية.
من هي المميزات والأضرار التي تأتي نتيجة حزم المرأة ؟
أولًا: مميزات حزم المرأة
تعرف كيف تتصرف
حزم المرأة يجعلها ليست مجرد فتاة ركيكة لا تستطيع التعامل مع الأمور، بل يكون لديها العديد من الإمكانيات لتستعملها وهذا ناتج من شخصيتها الحازمة والغير مرتعبة. فمثلًا لو واجهت مضايقات من أحد الرجال فلن تنسحب مثل أي امرأة تحاول أن تتفادى الصدام مع رجل خوفًا من كونه رجل وهي امرأة. لكن حزم المرأة يجعلها تتعامل مع المضايقات بصورة حازمة وليس فيها خوف أو ليس فيها استهانة. بل تحاول أن تواجه الموقف وتجد له حل. تعرف كيف تتعامل وتتصرف في حل مثل هذه المشكلات دون أن تحتاج لمساعدة من أحد. حزم المرأة يظهر شخصيتها القوية سواء أمام الرجال أم النساء الأخريات، ففي كل الأحوال هي تفوز بأغلب الاحتكاكات التي تحتاج إلى بت في الأمور، لأنها لا تحب أن تجعل الأمور قابلة للنقاش بل تجعل الأمر بات وحازم في كل شيء تفعله. أيضًا لا تحتاج إلى رجل حتى يعطيها الحزم أمام الآخرين فهي قادره بأفعالها وكلماتها أن تجبر الآخرين على احترامها وتقديرها بصورة قوية.
لا تحتاج لرجل حتى تشعر بالأمان
حزم المرأة يجعلها تركز على أشياء غير العاطفة أصلًا، تركز على العمل، تركز على نفسها، تركز على فكرة النجاح. ولذلك هي ليست مثل بقية أنواع النساء اللائي يحبن ويعشقن الرجال، بل حزم المرأة يجعلها غالبًا طوال حياتها تعشق أشياء غير الرجال، وتعتمد على نفسها وليس على الرجال. فتجد الفتاة في الصغر تحب أن تصير الأولى على الصف، ثم في الجامعة تحب أن تكون الأولى على دفعتها الجامعية، ومن ثم تحاول أن تكون الأولى في مجال عملها. كل هذا بسبب حزمها في مشاعرها وعدم إطلاق مشاعرها نحو الرجال بل نوع العمل. ولذلك هي غالبًا لا تحتاج إلى الرجل حتى تشعر بالأمان، بل أمانها في أن تفعل شيء تحبه أو تنجز شيئًا تقدر عليه. وسنعرف في القسم الأخر من المقال مدى سوء هذه النقطة في حياة المرأة عمومًا على المدى الطويل.
حزم المرأة يجعل قيمتها في الأهداف
حزم المرأة يجعل عقليتها ليست عقلية عادية، بل يجعلها دائمًا تفكر في أنها تريد أن تصبح ذات قيمة في هذا العالم. تفكر بأنانية مفرطة ولكنها بشكل مرتب جدًا، لا تفكر في الأشخاص بل تفكر في الأهداف، لا تهتم بالعلاقات بل تهتم بتحقيق الوصول للهدف. ولذلك علاقتها بالبشر لا تتعدى كونها تعامل قائم على تبادل المصالح، امرأة عملية جدًا. ولذلك تعلقها بالأشخاص يكون من رابع المستحيلات، بل هي تتعلق بالأهداف وتحقيقها. جميعًا نعلم أن المرأة كائن عاطفي جدًا حتى لو كانت حازمة جدًا، ستظل عاطفية وتتعلق بالشيء أكثر من الرجل. ولذلك فكرة أن المرأة يكون لديها هدف تتعلق به فهذا الأمر يكون عاطفي فعلًا داخلها وليس مهرب. ينشأ بينها وبين رغبتها في تحقيق نفسها علاقة عاطفية فريدة من نوعها ناتج من الحزم في التعامل مع الآخرين. لكن هل هذا صحيح؟ أن تتحول المرأة من شخص اجتماعي لشخص مهووس بالعمل وتحقيق ذاته بصورة متطرفة على حساب كل شيء. سنعرف فيما بعد.
حزم المرأة يجعل عقلها قبل قلبها
هذا ليس من طبيعة المرأة على الإطلاق أن يكون العقل هو المتحكم فيها. ولكن عندما تقرر المرأة أن تعيش بحزم في هذه الحياة فطبيعتها تتغير عن المألوف تمامًا. هي غالبًا ستكون شخصية غير اجتماعية أبدًا، حتى في وقت احتياجها لأن تشعر أنها جميلة فستذهب للرجل الذي يجعلها تشعر بذلك بعقلها وليس بقلبها. بمعنى أنها لن تحب رجل لكنها ستستغل الرجل، لن تدعه يقول لها ما يريد هو، بل ستكون حازمة لدرجة أنها هي فقط من تقرر كيفية سير هذه العلاقة، وهذا في حد ذاته أمر غريب. فلا يوجد حب بوجود الحزم والحدود. ولذلك غالبًا حزم المرأة يجعلها تتحكم في العلاقات مع الرجال. ربما يكون هذا بالنسبة لها ميزة لأن مثل هذا النوع من النساء لا يهتم أصلًا بالرجل، بل هي تهتم بنفسها، والرجل في حياتها ليس سوى وسيلة لسد الاحتياج أو وسيلة لتأدية واجب. ولكن كل ما ستريده منه سيفعله وهذا هو ما يهم المرأة الحازمة.
الزواج ليس أهم شيء بالنسبة لها
في عالمنا العربي غالبًا يكون أهم شيء تفكر فيها الفتاة هو الزواج. وهذا ناتج من الثقافة الاجتماعية ومن كون المرأة مهمة جدًا للرجل الشرقي في البيت. ولذلك المرأة تفكر دائمًا في أنوثتها وكبريائها وقصص الحب التي ستنقلها إلى بيت الزواج السعيد التي تحلم به طوال عمرها. في المقابل حزم المرأة يجعلها لا تفكر في الزواج من هذا المنطلق أساسًا بل غالبًا لن تفكر في الزواج من الأساس بسبب حزمها في الحياة، وهذا في حد ذاته جيد جدًا. فلا تكون قيمة الفتاة في كونها زوجة فقط، بل إن قيمة الفتاة في حد ذاتها وفي كونها تشعر بذاتها حسب ما تحب. فلو كانت تحب أن تشعر بذاتها كزوجة إذًا هذه هي قيمتها. ولكن من الممكن أن تشعر بقيمتها كطبيبة أو كسيدة تحقق أي شيء هي تحلم به في حياتها الشخصية. حزم المرأة يوفر للمرأة التحرر من فكر المجتمع والتعلق بحلمها هي فقط.
الوقت هو الأهم
أي شخص في المطلق غير منظم سيكون الوقت بالنسبة له مجرد ساعات، وتمضى الأيام وتنقضي. ولكن حزم المرأة يجعل عقلها لا يفكر في الوقت هكذا، بل هي تستفيد من كل ثانية لديها في يومها وهذا هو الطبيعي بالنسبة لها. كونها امرأة حازمة فهي لن تسمح بضياع شيء منها، ولذلك تجد المرأة الحازمة دومًا مشغولة جدًا. دومًا لديها مسئوليات، لا تحب العشوائية، بل ترتب كل شيء، كل خطوة تقوم بها على أرض الواقع فهي مخطط لها قبلًا في عقلها. ولذلك هي دومًا كفئ في أي منصب توضع فيه. لأن هذا النوع من السيدات، مخلصة جدًا في عملها بسبب شخصيتها التي تتمتع بالقوة والحزم على الدوام.
سلبيات حزم المرأة
في هذا الجزء من المقال سنتكلم عن ناحية أخرى بالنسبة للمرأة التي تتميز بالحزم في حياتها دومًا. وقد أريد قبل أن أسرد هذه السلبيات أن أنصحكم بفكرة الاتزان، لأننا في هذا الجزء سنرى ما مشكلة الحزم مع المرأة التي تعيش حياتها بهذا النمط شديد الترتيب. ولذلك في كل سلبية ستقرأها يجب أن تفهم أن الحل الأول هو أن تحاول المرأة أن توازن هذه الصفة داخلها بشكل لا يضرها ولا يكون سلبي على الآخرين.
حزم المرأة يجعلها ليست مثيرة للرجال
هذه نقطة مهمة جدًا وقبل أن نتكلم عن نتيجة حزم المرأة في نظرة الرجل لها، دعوني أوضح لكم طريقة تفكير الرجل عن المرأة. بل طريقة نظر الرجل الشرقي بالأخص للمرأة الشرقية، حتى نفهم قيمة الاتزان في التعامل مع الأمور. الرجل الشرقي لا يحب المرأة الضعيفة جدًا لأنه لن يأمنها على شيء، فالرجل يحتاج لشريك حياة أو حبيبة يشعر معها بالأمان من حيث الإخلاص ومن حيث مواجهة الأمور الطارئة. وسنده وقت الضيق وكل هذه الأشياء التي تكون متوفرة في المرأة التي تقدر أن تتحمل المسئولية. ولكن بالمقابل هو لا يحب المرأة الحازمة لأنها من ناحية أخرى، تكون غير عاطفية بالمرة. تكون امرأة عملية وليست امرأة طبيعية وكل ما تهتم به هو العمل، والمسئوليات، والتخطيط، مما يجعل الرجال عمومًا ينظرون إلى هذه المرأة بنظرة أنها غير ممتعة. هي امرأة مملة جدًا ولن تساعده أبدًا أن يعيش حياة يلمس فيها العاطفة أو يلمس بها الحنان.
تحتقر العاطفة
حزم المرأة يجعلها تتجنب عواطفها في التعاملات من الأساس، بل هي فقط كل ما تفعله أن تفكر فيما تريد أن تصل له سواء في العمل أو في الدراسة. ولذلك عندما تتعامل مع الرجال لا تتعامل معهم بأي منظور عاطفي. ولو أحد الرجال حاول أن يظهر لها نوع من الحب أو الاهتمام ستتعامل معه باحتقار شديد لأنها ترى أن المشاعر هي أخر شيء تفكر فيه. فهي ليست مثل بقية الفتيات اللائي يركضن خلف العلاقات العاطفية، بل هي فقط تركض خلف أهدافها والأشياء التي تفكر فيها.
حياتها روتينية جدًا
المرأة التي تأخذ الحزم في حياتها مبدأ تعيش به، فهي تتعامل مع حياتها كأنها دراسة عسكرية يجب أن تستيقظ بميعاد وترتدي ملابسها بميعاد وتنزل من المنزل بميعاد، وكل شيء تفعله بميعاد. هذا ربما يكون مفيد من الناحية العملية ولكنه من الناحية الحياتية هو كارثي، فمثل هذا النوع من السيدات يفاجئ في وقت متتالي أنهن ضيعن الكثير من عمرهن في الروتين وعدم تجريب أشياء جديدة ممتعة في هذه الحياة. مثل الخروج في أوقات عشوائية أو السهر لمشاهدة فيلم مثير مع الأصدقاء، أو الذهاب إلى رحلات طويلة. كل هذه الأشياء الجميلة هي ليست في حياة المرأة الحازمة لأنها ببساطة لا تفعل شيء سوى ما يخدم ما تراه هي صحيح. ولذلك حتى لو افترضنا وذهبت مع أصدقائها في رحلة ما فهي أيضًا ستتعامل بروتين وهذا في حد ذاته يقتل متعة الإجازات، التي تكون أساسًا قائمة على فكرة أن الشخص يذهب إلى مكان لكسر الروتين الذي يعيش به في العمل والحياة.
حزم المرأة يحرمها من الأصدقاء
بالطبع نحن جميعًا بشر، وعندما نقترب من أحد لأن يكون صديقًا لنا فغالبًا لأننا نشعر أننا بقرب هذا الصديق سنشعر بالمتعة والسعادة. أما المرأة الحازمة فهي غالبًا لا تهتم من الأصل بالأصدقاء ولكن ليس هذا فقط، بل هي تنفر الأصدقاء منها. ولو فرضنا صديقة قادرة على تحمل كل هذه السلبيات التي فيها ولكن فقط تخصص لها جزء من وقتها. فهذا في حد ذاته بعيد كل البعد على امرأة لا تهتم بالعواطف ولا تعترف بالعلاقات الاجتماعية ولديها هدف ورؤية في حياتها تريد أن تصل لهم تحت أي ظرف من الظروف. ولذلك غالبًا حزم المرأة يجعلها وحيدة دائمًا وهذا يكون مؤذي لها ولكنها تعتاد عليه. وأريد أن أوضح أن هناك بعض الأشياء الذي من الممكن أن نعتاد عليها ولكنها في الحقيقة ستكون مضرة نفسيًا لنا، والاعتياد على الوحدة من هذا النوع.
حزم المرأة يجعلها لا تفكر خارج الصندوق
المرأة كائن مبدع أكثر من الرجل، لأن الرجل ليس لديه الإمكانيات العقلية التي لدى المرأة. فهناك أبحاث عن عقل المرأة وعقل الرجل، أثبتت هذه الأبحاث أن عقل الرجل أفضل من المرأة في حل المسائل الحسابية بكفاءة أعلى، أما المرأة فعقلها خيالًا أفضل من الرجل وأوضح. حيث إن الرجل ف الخيال لا يجد الكثير من التفاصيل، أما المرأة فلديها إمكانية أن تتخيل التفاصيل وتكون صورة خيالية متكاملة. حزم المرأة يجعلها تفقد هذه الصفة العقلية الخيالية العظيمة، ببساطة لأن المرأة الحازمة روتينية جدًا لا تفكر إلا في المتاح، أو لا تفكر سوى في نفسها أو في هدفها. أنانيتها تجعلها لا تنظر سوى على ما تريد أن تنظر له هي. ثانيًا جزء من كون خيال المرأة خصب هو عاطفة المرأة الجياشة، حيث إن العاطفة تحفز العقل على خلق صور متكاملة. في المقابل المرأة الحازمة ليس لديها عاطفة جياشة، بل هي لا تحب أن تتعامل بعاطفتها من الأساس.
أم قاسية جدًا
القسوة لا تليق بالمرأة ولكن الحزم يجعل طبيعة المرأة تتغير. حيث إن العقل هو الذي يتحكم في تصرفات هذه المرأة وليست العاطفة أصلًا. ولذلك مثل هذه المرأة لا تصلح أن تكون أم، لأنها ستكون أم عقلانية. في حين أن الأم يجب أن تكون حنونة وتتعامل بالفطرة البسيطة جدًا. ذلك سيؤدي في الأخير إلى تربية شاذة للأطفال لأن الأب لا يقدر أن يعوض حنان الأم. ولكن الأصعب من كل هذا أن لا شيء يعالج قسوة الأم.
حزم المرأة يجعلها عصبية دومًا
معنى كلمة حزم هو أنه يجب أن يكون كل شيء على نصابه الطبيعي ولا يوجد شيء بعيد عن مكانه. ولذلك لأن المرأة بطبيعتها تهتم بالتفاصيل كثيرًا فيكون بالنسبة لها الموضوع حيوي جدًا في أي شيء تفعله بحزم. مع الوقت ستكتشف المرأة الحازمة أنها لا تتحكم في كل شيء، فهناك أشياء أخرى كالبيئة والتغيرات الخارجية الفجائية قد تكون هذه الأشياء سبب في جعل ما تخطط له المرأة الحازمة غير جيد أو ليس كما تتمنى. ولذلك مع كثرة التغيرات تتعصب المرأة لأنها لا تتقبل فكرة أن هناك تغير في خططها. بل هي تحسب كل شيء، وكون أن هناك شيء لم تكن تحسب تدخله في أي أمر تفعله فهذا يجعلها غير مستقرة وعصبية جدًا.
أخيرًا عزيزي القارئ حزم المرأة ليس سيء جدًا وليس جيد جدًا، بل له مميزات وله عيوب. لو كنتِ امرأة حاولي أن تفهي أن الحزم عمومًا في كل شيء لهو سلبية كبيرة جدًا. ولو كنت من هذا النوع من النساء، إذًا يجب عليك أن تبدئي في فهم الأمور التي لا تحتاج إلى حزم، وأهمها العواطف والتعامل مع الرجل ولا سيما الزوج أو شريك الحياة أو الأطفال. أما كونك شخص مرتب فهذا لا يعيبك، ولكن فقط لا تجعلي ترتيبك للأشياء يفقدك متعة هذه الحياة.
أضف تعليق