حروق الدرجة الثالثة هي مرحلة متقدمة من الحروق، فمن المعروف أن أنواع الحروق تنقسم بشكل عام إلى ثلاثة أنواع وهناك من يُقسمها إلى أربعة حيث تعُد المرحلة الرابعة هي مرحلة الوفاة، ولكن الأكثر شيوعًا هي الثلاث مراحل حيث يستطيع صاحبها العيش حتى ولو كان ذلك من خلال الإصابات العميقة في طبقات الجلد، ولكنها على الرغم من ذلك تُهدد حياة الفرد حيث يظل الجلد مكشوف مما يجعله عُرضه للإصابة بمختلف الأمراض البكتيرية والفيروسية وبالتالي تنتقل إلى خلايا الجلد وقد يتعرض الشخص للوفاة.
استكشف هذه المقالة
حروق الدرجة الثالثة ومضاعفاتها
نجد على سبيل المثال أن الحروق من الدرجة الأولى هي التي تتعلق بالماء الساخن فقط حيث يتأثر الجلد بالمياه الساخنة ودرجات الحرارة المرتفعة مثل التعرض لأشعة الشمس الحارقة لعدة ساعات متواصلة، حيث تتحول إلى اللون الأحمر أو الوردي وتُسبب الشعور الشديد بالألم ولكنها سُرعان ما تختفي تمامًا خلال عِدة أيام أو أسابيع خاصةً إذا تم التعامل معها بصورة صحيحة، من خلال استخدام بعض الكريمات الطبية والمضادات الحيوية التي تُساعد على سرعة التئام طبقات الجلد وتجديد الخلايا، بل ويُمكن علاجها في المنزل أيضًا من خلال بعض المواد الطبيعية مثل الدقيق أو الفازلين الذي يعمل على تجديد الخلايا.
أما عن حروق الدرجة الثانية فهي الأكثر شيوعاً أو التي تتطلب الذهاب إلى مراكز الطوارئ في المستشفيات أو الوحدات الطبية وهي غالبًا ما تحدث بسبب سقوط بعض المواد الزيتية الحارقة أو كميات كبيرة من الماء الساخن بل وبعض المواد الكيميائية والتعرض المباشر للنيران، حيث يلتهب الجلد فور حدوث ذلك وقد يحدث نزيف مع الشعور بألم شديد بسبب التهاب مراكز الإحساس في خلايا الجلد.
حيث يقوم الطبيب المعالج بعمل تنظيف كامل للجرح ثم وضع بعض المواد الملطفة عليه ثم يقوم بتغطية المكان بالكامل حتى لا يتعرض للتلوث وبالتالي يؤدي إلى الإصابة ببعض الأمراض الأخرى، وفي تلك الحالة تفشل الطرق المنزلية في علاج الجرحى حيث يقوم الطبيب باستخدام مواد طبية عالية الجودة تساعد على تجديد الخلايا وعودة الجلد كما كان، حيث يتم معالجة الحرق من الدرجة الثانية خلاص عدة أسابيع بل وعدة أشهر وقد تظل سنوات.
أما عن حروق الدرجة الثالثة وهي موضوعنا اليوم حيث تتطلب معاملة خاصةً بداية من حدوث الإصابة وحتى مُعالجتها، حيث يصل التدمير إلى حد طبقة الدهون في الجسم أي يتخطى طبقة الجلد والأنسجة المُبطنة له والعضلات ومراكز الإحساس ليصل إلى أعمق نقطة في الجسم، حيث تحدث بسبب التعرض لبعض الصدمات الكهربائية أو التعرض للحرائق التي تنتج عن الماس الكهربائي أو أشعة النيران الحارقة.
وغالبًا ما تُصبح باللون الأسود أو الأحمر القاتم بل وفي بعض الحالات تبدو باللون الأبيض، وهنا لا يشعر الفرد بأي الم أو حرقان في الجلد حيث يحدث تدمير الخلايا الحسية، ولكنها على الرغم من ذلك تحمل خطورة كبيرة على الشخص المُصاب وذلك بسبب تعرضها للبكتريا والفيروسات أي يُصاب بالغرغرينا لا قدر الله مما تؤدي إلى قطع ذلك الجزء.
ولكن بشكل عام عند حدوث حروق الدرجة الثالثة فإنه يجب التوجه إلى المُستشفى الخاص لعلاج الحروق هو أفضل الخيارات حيث تمتلك مُختلف الوسائل والأدوات الطبية التي تُخفف من تأثير ذلك الحرق على الجسم وتُساعد على شفاؤه قدر الإمكان مع منع حدوث الإصابة بالبكتيريا والفيروسات، وقد تظل تلك الحروق مُتواجدة طوال حياة الإنسان وتعد عمليات التجميل هي أفضل الخيارات المُمكنة لذلك النوع من الحروق حيث نتطرق إلى ذلك بالتفصيل في النقاط التالية.
كيفية التعامل مع حروق الدرجة الثالثة
وبشكل عام لا يستمر تأثير حروق الدرجة الثالثة على وتيرة واحدة حيث تبدأ بإصابات خطيرة وبالغة ثم يخف تأثيرها فيما بعد حتى ولو تركت أثر كبير باللون الأسود أو البني القاتم إلا أنها لا تُشكل خطر كبير على الإنسان، ولذلك يجب على كل من يتعرض لأي من درجات الحروق الثلاثة أو يتعرض شخص قريب منه مثل الابن أو الابنة أو أحد أفراد الأسرة أن يتوجه على الفور للمستشفى الخاص بمُعالجة الحروق، حيث يتوافر بها كافة الإمكانيات الطبية التي تُخفف من تأثير ذلك الحرق.
وفي حال عدم القدرة على ذلك يُمكنك عزيزي القارئ أن تتعامل مع حروق الدرجة الثالثة بحذر شديد حيث يتوقف ذلك على المرحلة العُمرية الخاصة بالشخص المصاب ومدى تأثيرها على الجسم وحجم الضرر الناتج عن ذلك، حيث يقوم بوضع الجزء المصاب في الماء لعِدة دقائق وقد يُضاف لها قليل من مطهر الجلد حتى تمنع وصول البكتريا والجراثيم إليها، ثم يتم وضع طبقة رقيقة من الفازلين الطبي أو استخدام بعض اللاصقات الطبية التي تحتوي على مواد مُرطبة حتى تؤذي جلد الشخص المصاب عند إزالتها وفيما بعد يتم التوجه إلى أقرب مستشفى.
أما بالنسبة لطُرق التعامل مع حروق الدرجة الأولى والثانية فيتم من خلال وضع القليل من المواد المُطهرة للجلد كما ذكرنا مع تجنب استخدام الثلج أو الماء المُثلج كما يفعل البعض ظنًا منهم أن ذلك يؤدي إلى تسكين الألم، ولكن يُفضل أن يتم تناول بعض المضادات الحيوية وبعض المسكنات ثم يتم لف ضمادة على الجرح، ويجب البُعد عن بعض الأساليب الخاطئة التي يقوم بها البعض مثل وضع معجون الأسنان أو تركها في الشمس حتى تجف ذلك يؤدي إلى تهييج طبقات الجلد وزيادة الشعور بالحكة.
علاج الحروق القديمة من الدرجة الثالثة
أما عن طرق علاج حروق الدرجة الثالثة القديمة والتي أصبح لون الجلد بها أسود أو بني قاتم فهي بسيطة وسهلة للغاية حيث يُفضل في البداية استشارة الطبيب الذي يُقدر مدى تلف الأنسجة واستجابتها لطُرق العلاج المختلفة، وفيما بعد يتم استخدام بعض الكريمات المرطبة التي تساعد على نمو خلايا الجلد مرة أخرى، بجانب تناول بعض المضادات الحيوية التي تزيد من استجابة الجلد لتلك المواد، ويُمكنك عزيزي القارئ عمل بعض الخلطات الطبيعية والوصفات التي تُزيل من طبقات الجلد الميت والتي جعلته يبدو بذلك الشكل وهي التي تعتمد على التقشير والصنفرة.
بجانب استخدام مواد تُساعد على تبييض الجلد مثل النشا واللبن المُجفف مع العسل الأبيض والفازلين أو الزبادي والخيار وذلك من شأنه التقليل من حِدة الألم مع إعادة تجديد الخلايا قدر الإمكان حتى ولو تطلب ذلك فترة أطول ولكنها تؤدي إلى نتائج أفضل، ويعُد أفضل علاج الحروق بشكل عام هو تجنب الإصابة بها سواءً كانت خاصة بالنيران أو الماء والزيت الساخن.
وفي النهاية نكون قد استعرضنا معكم بعض الخطوات العملية التي تُساعد في معالجة حروق الدرجة الثالثة وطرق التعامل معها ومُختلف أنواع الحروق الأخرى حتى تُساعدك على تخفيف أثرها على الجسم قدر الإمكان في حال التعرض لذلك ويجب أيضًا إتباع النصائح التي ذكرناها في المقال حتي يتماثل الحرق الشفاء.
ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.
أضف تعليق