حدوث الزلازل ليس أمرًا بعيد المنال عنك مهما كان المكان الذي تعيش فيه. فلا شك أن الكوارث الطبيعية أصبحت مصدراً من مصادر بث الرعب والخوف في قلوب الكثيرين، ويُعد حدوث الزلازل هي أحد أهم تلك الكوارث بل وأكثرها خطورة، على الرغم من قابلية توقُع حدوثها واتخاذ الاحتياطات اللازمة لمواجهتها إلّا أن ضررها البالغ لا يزال قابعاً رغماً عن كل هذه الاحتياطات، فإن أغلبها يستطيع أن يُزيل مدينة كاملة من الوجود أو رُبما دولة بأكملها.
حدوث الزلازل : طريق النجاة يمر عبر التصرف الصحيح
ما هو الزلزال؟
في تفسير لعلماء الجيولوجيا عن ماهية حدوث الزلازل وكيفية حدوثه قالوا أنه: “الزلازل هي عُبارة عن اهتزازات تحدُث عبر القشرة الأرضية مُسببة انزلاق للصفائح الأرضية، وحدة قياسها هي الريختر ويُعد حدوث الزلازل مُدمرًا إذا ما تخطى مقدار 6 ريختر، وأسبابها عِدة منها اصطدام النيازك أو الانفجارات البُركانية وانفجارات المناجم.” و أضافوا أنه: “الزلازل الأرضية لا تتوقف على ما نراه كل يوم في نشرات الأخبار أو الصُحُف، بل إنها تحدث كُل إحدى عشر ثانية تقريباً، فمن المُمكن أن يصل عدد الزلازل التي تحدث بالعام إلى أكثر من ثلاثة ملايين زلزال” و عِند سؤالهم عن كيفية توقُع حدوثه أجابوا بأنه: “لا يوجد نظرية ثابتة المعالم و الأركان تُساعدنا على توقُع حدوث الزلازل بشكل أكيد، إنما نستدل على حدوثه من مقياس الاضطرابات الحادثة بالأرض عن طريق المراصد المُعدة لذلك فهي تحسب عدد الهزات الأرضية حول الكرة الأرضية بأكملها بالإضافة إلى قوة تلك الهزات مما يُساعدنا على أن نستدل على وقوع الهزة الأرضية، بالإضافة إلى دراسة سلوك الحيوانات و هذا بسبب حاسة السمع الدقيقة التي لديهم، و التي بدورها أيضاً تساعدهم على إدراك أدق الذبذبات الحادثة بالقشرة الأرضية، وفي أمثلة للتغيرات الحادثة بذلك السلوك: قفز الأرانب في أماكنها، هروب الماشية و الخيول من زرائبها و نُباح الكلاب دون توقُف”، جديرٌ بالذكر أن الكلاب هي أحد أهم الوسائل التي تستخدمها دولة الصين في توقُع حدوث أي زلزال.
فيم تكمُن خطورة الزلزال؟
على عكس ما يظُن البعض، فإن خطورة حدوث الزلازل لا تكمُن فقط في حدوثه بل تكمُن فيما يتسبب فيه من تشقق للقشرة الأرضية مما قد يُسفر عن وجود حِمم بُركانية واقعة تحت تلك القشرة الأرضية، أو بُركانٍ على الأحرى، بالإضافة إلى آثاره المُدمرة على الرغم من ضآلة قوته، فعلى سبيل المثال قد يُحدث زلزال قوته لا تزيد عن 2 ريختر قدراً هائلًا من التدمير خاصةً في المُدن المُتهالكة أو قديمة الأزل، خاصةً أن مثل تلك المُدن قد تكون ذات أساسات ضعيفة سهلة التدمير أو ذات بنايات عالية مما قد يُسهل من سقوطها لذا فإن حدوث الزلازل هو أحد أخطر الكوارث الطبيعية لا شك، وفيما يلي نستعرض كيفية تجنُب تلك المخاطر أو الاستعداد لما قد يواجهنا بسبب حدوثه.
الاختباء ليس دائماً هو الحل الأفضل
دائماً ما يكون الحل الأول الذي يخطُر ببالنا لتجنب المخاطر إثر حدوث كارثة هو الاختباء، لذا عليك أن تحذر. إن الاختباء خاصةً مع حدوث مثل تلك الكارثة لن يكون الحل الأفضل.
أغلبنا حينها سيلجأ إلى الاحتماء خلف إحدى المُجسمات العالية خاصةً إذا ما كُنت في المنزل، المدرسة أو العمل، تلك المُجسمات قد تكون خِزانة الملابس أو المكتبات أو الرفوف أو حتى الحائط، اعلم أنه حين وقوع مثل تلك الكارثة يفقد الشخص القُدرة على التفكير حتى أنّه بالكاد ما يُفكر بم قد يحتمي، لكن عليك أن تجعل في ذهنك أن مثل هذه الأشياء وخاصةً البراويز و الصور المُعلقة على الحوائط يُمكن لأي منها السقوط عليك مُلحقًا بك أضراراً جسيمة لذا فعليك دائماً الانتباه إلى أن يكون ما تحتمي به مُثبت تماماً حتى لا يقع حين حدوث الزلازل، خاصةً وإن كُنت في البيت فإن على الأغلب ما تكون أبواب الخزائن غير محُكمة الإغلاق هي أحد أسباب الخطر الجسيم مُتسببة في سقوط ما تحتويه من أثاث أو أغراض على أي حد. سنتيمتر مُكعب واحد من الغاز المُتسرب، قد يتسبب في اندلاع حريق في مبنى بأكمله
إن الأعطال في كلاً من شبكتي الغاز والكهرباء قد تتسبب في اندلاع الحرائق بالمبنى بأكمله، لذا فعليك دائماً أن تُصلح تلك الأعطال وبشكل دوري حتى تتجنب مثل هذه المخاطر وقت الهزة الأرضية، هذا بدوره لا يقل عن أهمية أدوات إطفاء الحرائق، حينها زجاجة ماء لإطفاء حريق صغير سببته هزة أرضية قد تُنقذ أُسرة بأكملها.
المكان الذي تعيش فيه الآن قد يُصبح أنقاضاً تعيش تحتها يوماً ما، لذا فعليك أن تستعد
قد تصل مُدة إقامتك تحت الأنقاض لثلاثة أيام أو أربعة أيام على الأقل، ورُبما لعدة أسابيع حتى يُلبي المختصين نداء النجدة، لذا فعليك أن تجعل لك مكاناً مُخصصاً لتخزين الحاجات اللازمة لمثل تلك الأمور، أهمها هو كمية كافية من الماء لك ولعدد أفراد أُسرتك تكفيك لمدة يومين أو ثلاثة على الأقل، حقيبة الإسعافات الأولية بالطبع، كل شئ ضروري من لوازم الأطفال، وبعضاً من الأطعمة المُعلبة، بالإضافة إلى مصباح وبطاريات احتياطية.
إذا كُنت خارج أية مبنى حين حدوث الزلازل فهذا لا يعني أنك بأمان
ابتعد قدر الإمكان عن أية مبنى أو أي جسم عالي الارتفاع، خاصةً الحوائط والمرايا والنوافذ فقد تُسبب الهزات الأرضية ذات الترددات العالية تشقق بتلك الجُدران وزجاج النوافذ مؤدياً إلى سقوطها، أما إذا كُنت في السيارة فعلى الفور توقف عن القيادة واثبت في مكانك حتى تسكُن الهزة، ستحميك السيارة من وقوع أي أذى، وتجنب صعود أي جسر أو معابر الطُرُق، وإن كُنت قد صعدت بالفعل إلى أياً منها فاخرج من السيارة على الفور وسِر على قدمك حتى تُنهي الجسر وابتعد عنه قدر المُستطاع. أما إذا كُنت بجانب أية شاطئ فابتعد عنه هو الآخر قدر المُستطاع، لأن الأمواج حينها قد يصل ارتفاعها إلى 2 أو 3 أمتار مثلما حدث في كارثة تسونامي التي أظفرت عن الكثير من الموتى.
ليس السؤال عن مكان الاختباء ولكن عن كيفية الاختباء
هدوءك النفسي وتجنُب الهلع الناجم عن الكارثة قد يكونا هما الحلين الأمثلين للنجاة، لذا حافظ على هدوءك النفسي قدر المُستطاع قد يكون هو ملجأ الاحتماء لك ولأسرتك أية مكان يُمكن أن يكون ملجأً تحتمي به، أهمهم هو أركان المنزل، تحت المنضدة، تمسك بكل ما هو ثابت، خصص غرفةً مُعدة للاختباء وضَعّ بها الحاجات الأساسية التي سبق ذكرها، ابتعد قدر الإمكان عن الدَرَج أو ابق في مطلعه، ولا تستعمل المصعد الكهربائي تحت أي ظرف. إذا كُنت من ذوي الاحتياجات الخاصة التي تُلزم مريضها الفراش فعليك أن تحمي رأسك في المقام الأول من أن يسقط عليه أية شئ.
انتهت الهزة الأرضية، ماذا بعد؟
رجال الإنقاذ مُعدين بالكامل لمثل هذه المواقف، وستجدهم أمامك في لحظات من بدأ حدوث الزلازل، كل ما عليك هو أن تتبع تعليماتهم، والخروج إلى أية مكان مفتوح بعيد عن أية مباني بعد الهزة مُباشرةً. وغالباً ما تكون تلك الإرشادات مُذاعة عبر الراديو لذا ابقِ دائماً على راديو معك لتتلقى مثل تلك التعليمات.
سيكون المكان مليئاً بالمُصابين والجرحى إثر الهزة الأرضية، لا تقُم بتحريكهم وقُم بالإسعافات الأولية لهم فقط لا غير، لحين أن يأتي رجال الإسعاف المُختصين في نقل مثل هذه الحالات.
بذلك قد نكون قد أنهينا كل الأمور التي يجب اتباعها لتجنُب المخاطر المُحدقة الناجمة عن تلك الكارثة في إيجاز، عليك دائماً أن تتبع تلك التعليمات والإرشادات لكي تحفظ سلامتك وسلامة أُسرتك.
أضف تعليق