طفلك لا يرغب في الذهاب إلى المدرسة؟ هل طفلك لا يزال يرهقك صباحًا من أجل النهوض وتجهيز نفسه والذهاب إلى المدرسة؟ هل يتصنع ابنك الإرهاق والتعب حتى يتجنب الذهاب إلى المدرسة؟ إذا كانت الإجابة نعم فكيف إذًا تزرعينَ حب المدرسة في نفسية طفلك؟ بالفعل هذه المشكلة تؤرق أغلب الأمهات إن لم يكن جميعهم، وهي كره الأطفال للمدرسة والروتين بها وعدم الرغبة في الذهاب إليها، تابعي معنا هذا الموضوع وسوف تتعرفي على أهم الطرق الفعالة التي يجب القيام بها من أجل تغيير فكرة طفلك عن المدرسة.
استكشف هذه المقالة
ما هي أسباب عدم حب الطفل للمدرسة؟
طفلك صغير ولا يفهم الكثير وأنتِ التي تزرعي بداخله كله شيء سواء سلبي أو إيجابي، وكره الطفل للمدرسة له أسباب عديدة، ليست فقط في كون المدرسة مكان للجد والدراسة والغرباء سواء مدرسين أو زملاء، لم يعرفهم الطفل الذي لا يعرف سوى أبواه وأخوته وأفراد عائلته.
ولكن أيضًا تقع بعض هذه الأسباب على عاتقك أنتِ كأم؛ فمن كثرة إصرارك على ذهابه وعدم توعيته وتفهيمه جيدًا أهمية المدرسة ودورها في توعيته وعدم مجاراة الطفل حتى يقول لكِ ما هي أسباب خوفه وكرهه للمدرسة يعزز كره الطفل للمدرسة.
كما أن هذه الأسباب تتسبب في تراكمات داخل نفسية طفلك؛ لأنك بكل بساطة لم تحاولي التحدث معه بعقل كأنه ناضج، اعتبارًا منكِ أنه صغير ولن يفهمك وأنك تعلمينَ مصلحته، لذا ترغميه على الذهاب دون التحدث معه ومجاراته في الكلام حتى يقتنع بما تفعليه، وأهم الأسباب تتلخص في كون البيئة الدراسية تتميز بالآتي:
- المدرسة تحوي الغرباء والطفل لا يرغب في هذا العمر اللعب والتحدث سوى مع من يعرفهم؛ لذا ينفر من الذهاب إلى المدرسة.
- حرمان الطفل من اللعب والمرح لساعات طويلة.
- عدم مشاهدة الأفلام الكرتونية كلما رغب.
- الالتزام ببرنامج تحدده المدرسة حسب الأولويات وليس حسب رغبات الطفل.
- كونه خجولًا فإذا رغب في تناول الطعام أو شراء حلوى أو الذهاب إلى الحمام فلن يبادر بطلب ذلك من المدرس.
- عدم اهتمام المدرس به خصيصًا مقارنةً بالبيت الذي يعتبر فيه محط أنظار الجميع فلا يحظى بهذا الاهتمام بالمدرسة.
- عدم فهمه لمواد معينة وخجله من طلب المدرس بإعادة ما شرح فيعود بخيبة أمل إلى المنزل.
- رفض الاختلاط بزملاء جُدد.
أخطاء تقع فيها الأمهات مع أطفالها بخصوص الذهاب إلى المدرسة
هناك أيضًا بعض الأخطاء التي تكررها الأم ومنها تنشأ كراهية المدرسة داخل الطفل وتتمثل في الآتي:
- إجبار الأم الطفل على قيام الطفل بالواجبات المنزلية بعدما يعود من المدرسة فورًا.
- إيقاظ الطفل بعنف وعدم مجاراته في حالة لم يرغب بالذهاب.
- ضرب الطفل أحيانًا إذا لم يقم بما تريده الأم من المذاكرة والاستيقاظ باكرًا وفهم المواد، تأكدي أن كثرة تعنيف وإيذاء الطفل من أجل شيء سوف يجبره على كرهها؛ لأنها في فكره عدوه الذي تجلب له الضرب.
- اقتصار الدراسة على المدرسة فقط وعدم توعيته بها في المنزل.
- ترك الطفل يلعب ويسهر طويلًا ليلًا.
- عدم تنمية مهارات الطفل ومتابعته اليومية وبالتالي يكون ضعيف دراسيًا فلا يرغب بالذهاب للمدرسة.
كيف تزرعي حب المدرسة داخل طفلك؟
على الأم أن تنمي حب المدرسة داخل الطفل من خلال الآتي:
- قومي بإيقاظ طفلك بنعومة ودلع وكأنه يذهب لنزهة.
- تحدثي مع طفلك وكأنه شخص عاقل يفهمك وقولي له أن المدرسة جميلة وجميع المميزين يذهبون إليها، واذكري له شخص قدوة يحبه واحكي له كيف ذهب إلى المدرسة ونجح وتميز لدرجة أنه نال إعجاب طفلك.
- حاولي إجراء مسابقات عند أداء الواجبات المدرسية بين طفلك وأخيه أو أخته أو حتى صديق له في الدراسة، على أن تخصصي جائزة بسيطة ولتكن نوع من أنواع الحلوى لمن يقوم بعمل واجباته قبل الآخر.
- احرصي على متابعة زملاء المدرسة لدى طفلك وأشركيهم معه في اللعب والمرح والخروجات، وأحضريهم إلى المنزل للمذاكرة مع طفلك، أو إذهابي به إليهم بالاتفاق مع الأهل، فيرغب بعد ذلك للذهاب إلى المدرسة من أجل مقابلتهم ولا يشعر بالغربة هناك.
- نظمي مواعيد نوم طفلك حتى يستيقظ مرتاح.
- أشغلي أطفالك بالنهار بنزهة وزيارة الأقارب ولا تسمحي له بالنوم بعد الرجوع إلى المدرسة.
- لا تحرمي طفلك من أوقات اللعب حتى لا يكره الدراسة اتركيه يفرغ شحنته بها.
- شاركي طفلك بالرسم والتلوين كجزء من الترفيه وشجعيه على إتقان نوع من أنواع الموسيقى.
- إن قمتي بعمل الواجبات مع طفلك فلا تقومي بتعنيفه عند عدم فهمه لشيء، ولكن كوني هادئة وتحلي بالصبر، حتى لا يكره واجبات المدرسة وبالتالي يكره المدرسة.
- لا تجعلي المدرسة عقاب لطفلك ولا تجعلي حرمانه من اللعب متعلق بالدراسة.
نصائح للأمهات لتشجيع أطفالها للذهاب و حب المدرسة
يجب تشجيع الأطفال للذهاب إلى المدرسة وترغيبهم بها، ولهذا سوف نذكر لكِ بعض النصائح التي تساعدك على ذلك وتتمثل في النقاط التالية:
- احرصي على إتباع نظام غذائي صحي لأطفالك ووجبة خفيفة ليلًا لا تخلو من الألبان لتنشيط ذاكرتهم.
- مشاركة الطفل لكِ في شراء ملابس ومستلزمات الدراسة ليشعر بالسعادة.
- احضري قصص وروايات بالمنزل وتشاركي مع طفلك بها حتى تشجعه على حب الدراسة فلا تقتصر على المدرسة فقط.
- تقسيم وقت الطفل في اليوم بين الترفيه والمذاكرة والهوايات بمشاركته في تحديد ذلك.
- مكافأة الطفل وإثابته والثناء عليه عند ذهابه للمدرسة وتميزه بها.
- السماح للطفل بالذهاب إلى رحلات المدرسة العلمية والترفيهية حتى يتعلق بها أكثر.
- لا تقومي بتوبيخ طفلك أما زملائه أن رسب في مادة دراسية أو كانت درجاته بها قليلة، فذلك يجعله يشعر بكره المدرسة أكثر.
- لا يقتصر تشجيع الطفل على حب المدرسة والذهاب إليها على الأم فقط، بل على الأب أيضًا أن يكون له دورًا بارز وفعال في تشجيع الطفل على ذلك، بأن يحكي له عن تعلقه منذ كان صغير بالمدرسة وتفوقه بها، حتى يكون قدوة لابنه ويعمل على محاكاته.
- أخيرًا على الأهل الذهاب إلى مدرسة طفلهم ليتبينوا الأسباب إن لاحظوا كره الطفل للمدرسة، ربما كان هُناك مُعلم يُعنف الطفل بشكل دائم أو يضربه، وذلك جعل الطفل لا يرغب بالذهاب للمدرسة ولم يخبرهما بذلك.
في النهاية عزيزتي الأم، اعلمي أن المدرسة سوف تلزم طفلك حتى شبابه؛ لذا فعدم حب المدرسة سوف يضره كثيرًا، وسوف ينمو معه ويؤثر عليه سلبًا على مدار عمره، بل ومن الممكن أن يترك التعليم ككل إن اشتد كره للدراسة والمدرسة منذ صغره.
فاحرصي على ترغيب طفلك في المدرسة، وحاولي إتباع ما ذكرناه، وسوف تجدي حلولًا مرضية وجدية لطفلك، فكما يقول المثل ” مَن شب على شيء شابَ عليه”، فإن أحب طفلك المدرسة يظل يحبها ويتفوق بها حتى يكبُر، أما إن كرهها فلن يفلح بها أيضًا حتى يصبح شابًا.
أضف تعليق