مقالنا التالي عن حب الأغراب لنا وكيف نجعل الأشخاص الذين لا يعرفوننا بمجرد رؤيتنا مهما كان الموقف الذي جمعنا بهم، حيث إن حب الناس لنا من جميع الفئات هو غاية كل شخص وهدف كل إنسان وخصوصًا حب الأغراب لأن القريبين منا ربما يكون لديهم أسباب لحبنا أو بسبب طول المعاشرة أو أن حبهم لنا واجب عليهم ولكن كسب قلوب الأغراب أيضًا من الأمور التي يريدها كل إنسان، فما هو أجمل من أن يراك شخص لأول مرة ويحبك وحتى إن لم تره مرة أخرى فستظل ذكراك عالقة في ذهنه بصورة طيبة؟ هذا هو ما سنتحدث عنه في هذا المقال حول حب الأغراب لنا، كيف يحدث وكيف يمكننا أن نحصل عليه؟
استكشف هذه المقالة
الابتسامة مفتاح القلوب
اعلم أن الابتسامة مفتاح القلوب، لا يمكنك أن تكره شخصا مبتسم، لا يمكنك أن تبغض إنسانا وجهه بشوش، لكن ربما يكون لديك ألف سبب لانغلاق قلبك أمام شخص متجهم الوجه عابس الملامح لا يبعث تعبير وجهه على أي أمل أو تفاؤل مهما كان هذا الشخص طيبا، وعلى الدوام الابتسامة تفتح لك قلب أي شخص، والسبب في ذلك بأنه ما تقع عينا شخص عليك فتجدك تبتسم فكأنك تبتسم فقط لرؤيته، هذه بالطبع من الأمور الجيدة جدا أن يشعر شخص بأن مجرد رؤيته تبعث على الابتسام والفرح، لماذا إذا لن يحبك وقتها؟ هكذا تحصل على حب الأغراب بأبسط وسيلة وبأقل مجهود، ما عليك سوى اتساع شفتيك لتنير وجهك الابتسامة.
الكلمة الطيبة
لن تخسر شيئا لو حضرت في ذهنك الكلمة الطيبة كتعليق على أي شيء يقال بديلا عن الكلمة السيئة، كرد على أي شيء، لن تخسر شيئا بأشياء مثل “جزاك الله خيرا” أو حتى كلمة “شكرا” على بساطتها، حتى إن لم يسدِ لك الشخص أي خدمة فحتى شكره على مجرد سؤال لا يعرف إجابته ستجعله يحبك، إطراء ملامحه أو أسلوبه أو حتى أن تقول له: “وأنت كما يبدو عليك شخص محترم” “وأنت يبدو عليك سيماء العلم والثقافة…” إلخ، فإن ذلك سيلقي في نفسه انطباعا حسنا، لذلك لا تبخل بالكلمة الطيبة أبدا لأن مردودها سيكون أكبر مما تتخيل من حب الأغراب لك.
أظهر المودة
نوعان من السلوك يحركان مشاعر الناس ضدك واحد منهما يجلب لك حب الأغراب والثاني يجلب لك بغضهم المجاني غير المشروط، أولهما هو إظهار المودة والتعامل بذوق وهو ما يجعل الناس يحبونك ويحترمونك والثاني وهو إظهار العدائية وهو ما يجعل الناس يبغضونك بطبيعة الحال، وقوفك مع شخص في طابور واعتذارك منه لأن حذاؤك اصطدم بحذائه سيجعله يحبك، وحتى استئذان شخص في مواصلة عامة من أجل فتح النافذة، وأشياء من هذا القبيل.
أذكر مرة كنت مستعدا لركوب مواصلة والسيارات القادمة لا تكاد تستوعب العدد المنتظر حيث كان الوقت صباحا والناس تستعد للذهاب لأشغالها في مدينة مزدحمة مثل القاهرة، وكان هناك شاب قد وصل معي بالضبط، وبالفعل تمكنت من الركوب ولم يكن هناك مكانا باقيا له، فما كان مني إلا أن أفسحت له نصف مقعدي لكي يأتي ويجلس، شكرني هذا الشاب وأومأت له مبتسما فحسب، ولكن ربما وجد أن هذا لا يكفي، فوجدته يربت على كتفي بامتنان حقيقي، وشكرني مرة أخرى، فأجبته بكلمات ترحاب، ربما موقف مثل هذا سيكون فارقا في يوم هذا الشخص وربما سيجعله يشعر شعورا إيجابيا لباقي اليوم بالتالي إظهار المودة يمكن أن يكون بسيطا وسهلا ولكن أثره عميق وكبير.
مراعاة مشاعر الآخرين
لا يمكنك أن تراعي مشاعر الآخرين ولا تستولي على حب الأغراب والقريبين أيضًا، مراعاة مشاعر الآخرين أكبر دافعٍ لكي يحبك الناس، الأمر ليس صعبا، فقط ألا تقول أو تتصرف بما قد يمس مشاعر الآخرين ويجرحها وينتهكها، لاحظ أنك تتعامل مع نفسيات هشة أقل فعل أو تصرف قد يلقي في نفسها شعور سيئ جدا، وستظل تتذكرك بأسوأ انطباع عنك ما حييت وإن التقيتما ثانية فربما سيجد أسبابا أخرى غير موضوعية لكراهيتك لذلك عليك بمراعاة شعور الآخرين في كل كلمة تقولها وفي كل فعل يصدر منك وأنت ستحصل على حب الأغراب من أول لحظة.
الالتزام بالرسمية
قلنا تعامل بمودة ولكن بالمقابل لا تكن فظا أو وقحا، على الرغم من أن الناس يحبون التعامل بألفة عموما ولكن دون وقاحة أو فجاجة أو تطفل، راعي حدود الناس ولا تخترق مساحاتهم الشخصية، حذار وانتهاك هذه الأمور خصوصًا أن هذا الشخص تقابله لأول مرة وعليك أن تكون حريصًا على عدم الولوج إلى منطقة إلا بعد أخذ الإذن من هذا الشخص، سواء كان إذن إيحائي بمعنى هو يوحي لك بأنه لا يمانع أو حتى تستأذنه بشكل شفهي وواضح إن كنت تود أن تسأل على شيء شخصي أو حتى تناديه باسمه مجردا دون ألقاب، هذه الأمور فارقة جدا. سيخبرك كل الناس أنهم يريدون البساط أحمدي ولا يريدون أي كلفة، ولكن بينهم وبين أنفسهم يحبون جدا ويحترمون من يحافظ على هذه الأمور وبذلك تحصل على حب الأغراب من أول لحظة طالما كنت ملتزما بالرسمية التي تفرضها حيثيات اللقاء الأول.
استمع للآخرين ولا تتحدث عن نفسك
هناك العديد من الأشخاص الذين تجدهم يتحدثون عن أنفسهم ومآثرهم ومغامراتهم متطوعين دون حتى أن يسألهم أحد عن ذلك أو يدعوهم لهذه الخطبة الذاتية عن عمله وأسرته وحياته الشخصية بل إن الإنسان عادة ينزعج من هذه الأمور حيث يأكل الشخص أذنيك من كثرة الحديث عن نفسه والتي عادة تكون في سياق افتخار ومباهاة بالحكمة والتفهم ورجاحة العقل والحقيقة لو كان لديك حكمة أو تفهم أو رجاحة عقل ما أقدمت على الاندفاع بالحديث عن نفسك لشخص أول مرة تقابله بدون مناسبة وبدون سياق يستدعي ذلك، ولكن إن أردت بالمقابل أن تحصل على حب الأغراب لك فعليك بالاستماع إليهم والإنصات لما يقولونه بحرص، الارتياح الذي يجدونه مع شخص يهتم لما يقولونه سيجعلهم يحبونك مباشرة.
التواضع للحصول على حب الأغراب
سواء حب الأغراب أو حب القريبين، سواء لقاء أول أو لقاء عاشر، حافظ على التواضع، هذه هي النصيحة لكافة الأوقات ومع كل الناس، حتى التواضع أمام والديك أنفسهم، نعم أمام والديك اللذان يريدانك أفضل منهما شخصيا لا يطيقان رؤية تكبرك أو خيلائك، لا يريدون مشاهدة هذه المسرحية السخيفة ويتمنون لو كنت أكثر تواضعا، فما بالك بالغريب الذي لا يطيق أن يحرص أحد على أن يشعره بأنه أدنى منه؟! لا ريب أن التواضع وسيلة سحرية لكسب قلوب الناس، بينما الكبر.. آه من الكبر، مهما بالغ الناس في احترامك ومهما امتلكت الأسباب والدوافع والمبررات للكبر فإنك أخيرا لن تحصل على حبهم، يمكن أن يخافونك، لكن يحبونك؟ هذا شيء لن يحدث بدون التواضع.
لا تمزح إلا وقت اللزوم
هناك أشخاص يرون أنه من الظرف أو من خفة الظل أن يستمرون في الضحك والمزاح والهزل طوال الوقت من أجل إضفاء أجواء من المرح والحصول على حب الأغراب بسهولة وهكذا، ولكن ربما هذا يؤدي لنتيجة عكسية حيث يستثقل الناس ظلك بالفعل بسبب حرصك على إضحاكهم وبالتالي عليك أيضًا ألا تصدر وجه الجدية طوال الوقت ولكن لا تضحك إلا عندما تقال أشياء مضحكة بالفعل يراد بها الإضحاك ولا تمزح إلا في السياق إذا استدعى الموقف هذا، وتأكد أن مزحتك ليست وقحة ولا تجرح شعور الآخرين، مهما كانت مبتكرة وإبداعية، ضع هذا الاحتمال في رأسك قبل أي شيء.
تقبل رؤى الآخرين المختلفة
أكثر شيء يكرهونه الناس هو ألا يقبلهم أحد، الإنسان يعيش في مجتمع يريد أن يحظى فيه بالقبول الاجتماعي، بأن يرتضي محيطه عن أفكاره ورؤيته للحياة ووجهات نظره وأسلوب معيشته، لا يحب الناس إطلاقا الشعور بالرفض وبالتالي أي تلميح لأي شخص بعدم تقبل رؤيته أو فكره أو مظهره أو أشياء من هذا القبيل لن يقاوم شعوره الشديد بالبغضاء تجاهك الذي ينمو بسرعة شديدة تجاهك، أما تقبل رؤى الناس وأفكارهم فإن ذلك سيجعلهم يقبلونك أيضًا وستحصل على حب الأغراب لأنك تركت مساحة للقبول والفهم.
تذكر الأسماء والتفاصيل
من الأشياء التي يشعر الناس تجاهها بالألفة وبالتالي يشعرون تجاه صاحبها بالألفة هي تذكر الأسماء والتفاصيل، كشخص قابلته مرة عابرة في الشارع ولم يستغرق الأمر دقائق معدودة عرفت عنه اسمه ومهنته مثلا أو اسمه ومسقط رأسه أو اسمه وأي تفصيلة صغيرة عنه واختزنتها وذكرتها في اللقاء التالي، لن تجد نفسك سوى في مساحات شاسعة من الألفة والأنس تجاهك بسبب تذكرك اسم الشخص وتفاصيله، حب الأغراب وشعورهم بالألفة تجاهك وتحولك من صفة الغريب إلى صفة القريب عن طريق هذه الأمور.
لا تقحم نفسك في مناقشات عقيمة
من قواعد الحصول على حب الأغراب هو ألا تقحم نفسك في مناقشات عقيمة ولا تتحدث عن الأمور التي تبدو صادمة للبعض ولا تتناحر مع شخص تراه لأول مرة حول موضوع عقيم لا مجال لإقناع أي طرف منكما الآخر برأيه، مما يعني أن الاستمرار في الجدال هو محض هراء، بالتالي عليك ألا تستنزف طاقتك وأعصابك وتترك انطباعا سيئا عنك بالتحذلق من أجل نقاش عقيم وغير مجدِ مثل هذا، كن ذكيا واخرج منه بحنكة حتى لا تعرض نفسك لمثل هذا الموقف ولكن في نفس الوقت احرص أيضًا على ألا تبدو مستخفا برأي الذي يحاول مناقشتك أو مستهينا بشخصه، يجب أن توصل له معنى الاحترام أيضًا له ولرأيه.
لا ترفع صوتك
الهدوء ثم الهدوء، لا يحب الناس عادة الأشخاص المزعجين ذوي الأصوات المرتفعة والحنجرة التي تمتلك طاقات أعلى للصياح والزعيق، يحبون الصوت في الدرجة التي تحمل الصفة “مسموع بوضوح” فحسب، أي درجة أعلى من هذه تعتبر إزعاج غير مبرر، بالتالي إن أردت الحصول على حب الأغراب فما عليك إلا أن تتحدث بهدوء، هذا كل شيء.
لا تبالغ ولا تتصنع
أهم نصيحة وآخر نصيحة وأثمن نصيحة هو ألا تبالغ أو تتصنع شيئا، أو تفتعل المودة أو الألفة، من يريد أن يحبك سيحبك كما أنت وما من أحد يستحق أن تزيف حقيقتك أو شخصيتك من أجله، عموما أيضًا من وسائل الحصول على حب الأغراب أن تكون حقيقيا تماما وغير مصطنع.
خاتمة
الحصول على حب الأغراب من الأمور التي يهدف إليها كل إنسان، اسأل نفسك ما الأسباب التي تجعلك تحب شخصا لا تعرفه من أول لقاء والتزم بهذه الأسباب وستصل وحدك.
أضف تعليق