الكثيرون منا قد مروا في مرحلة من مراحل حياتهم بظهور حبوب الشباب في وجههم. حبوب الشباب تختلف حدتها من شخص إلى آخر، فقد تكون مقتصرة على بضعة حبوب متفرقة في الوجه وقد تكون حادة بحيث تملأ الوجه كله. إذا كنت قد تعرضت إلى حبوب الشباب في مراهقتك أو إذا كنت تعاني منها الآن، فأنت غالبا تعرف المنتجات المختلفة والكثير المتخصصة في علاج حبوب الشباب تلك. وغالبا ما ستكون قد توصلت الآن إلى معرفة ما إذا كانت هذه المنتجات بإمكانها صنع فارق أم لا. لذلك، نحن لن نتحدث كثيرا عن طرق العلاج أو الوقاية من تلك الحبوب أو محاولة إيجاد الوصفات السحرية التي لا توجد إلا في كهف فوق جبل تحت قدم نسر! نحن فقط سنحاول أن نتناول حبوب الشباب من منظور آخر لا يتم أخذ الأدوية له ولكنه يقوم بترك تأثير كبير أكبر من حبوب الشباب نفسها. هذا الجانب هو الجانب النفسي والطريقة التي تؤثر بها تلك الحبوب على مظهر الشخص مما يجعله قليل الثقة في نفسه أو في مظهره. وكثيرا ما يكون المظهر عائقا أمامنا وسببا من أسباب حزننا. دعونا إذا نتعرف كيف نتعامل مع حبوب الشباب من الناحية النفسية في الفقرات القادمة من المقال.
ما هو حب الشباب ؟ وكيف تتعامل معه نفسياً؟
ما هو الشيء الذي نخاف منه؟
في كثير من الأحيان –ولعلني لست أبالغ إذا قلت أنه في معظمها وليس الكثير فقط- يكون الحاجز النفسي الموجود بيننا وبين أنفسنا أو مخاوفنا أو أحلامنا، هو حاجر شديد الهشاشة ولم يوجد في البداية إلا لأننا لم نحاول أن نسأل أنفسنا بوضوح عن ماهية الشيء الذي نخافه، ولم نسأل أنفسنا بعدها عن السبب الذي يجعلنا نخاف من هذا الشيء! في حالة حبوب الشباب كما هو في هذا المقال، فغالبا ما سيكون سبب مخاوفنا هو المظهر. حقيقة أن تلك البثور بالشكل الذي تتواجد عليه وبالكمية التي تتواجد بها هي أشياء مؤثرة بشكل كبير في مظهرنا والطريقة التي يراها الآخرون بها. -صدقوني، أنا لست أحاول أن أرمي الحقيقة المرة في وجوهكم أو تذكيركم بما لا تستطيعون نسيانه، أنا فقط أحاول أن أبرز المخاوف التي بداخلنا من أجل أن نكون قادرين على التعامل معها- عندما نبدأ في الحديث مع شخص ما فإننا نكون شديدي الانتباه إلى المكان الذي ستقع عليه عينه في وجوهنا، وسنظل نفكر كثيرا في الأفكار التي تدور برأسه الآن حول شكل وجهنا وحول كل تلك المخاوف التي تدور بداخل رؤوسنا نحن الآن أيضا. القليل من تلك المواقف وستتحول قدرتك في الحديث إلى الأشخاص إلى مرحلة الانعدام، ستحاول أن تقصر تعاملاتك مع أشخاص قليلين وموثوقين ولن تستطيع مواجهة المزيد من العالم. ولكن، لماذا كل هذا؟!
ما هو الجمال؟
غالبا ستكون الإجابة هي “أننا نود أن نبدو جميلين دائما”. نحن نحب أن يرانا الآخرون فينتبهون لجمالنا أو لأناقتنا أو لأي شيء جيد فينا. نحن بالطبع لا نود للآخرين أن يروا الأشياء –التي نعتبرها قبيحة فينا- ولا نريد تلك الأشياء أن تكون ظاهرة وواضحة للعيان. ولكن دعونا نعود إلى السؤال الأول تماما حيث تكمن الأسئلة الوجودية ونحاول معرفة “ما هو الجمال؟”. أجل .. أنا لا أسخر منك الآن أو أسألك سؤالا عبثيا، أنا فعلا أود منك أن تجيب على هذا السؤال. ما. هو. الجمال؟
سترى يا صديقي أن الجمال هو أكثر الأمور نسبية واختلافا على مر العصور. فمعالم الجمال في هذا العصر تختلف كثيرا عن معالم الجمال في العصور السابقة وبناطيل الشارليستون الثمانينية شاهدة على تلك الجملة. الجمال في الصين قديما مثلا كان يتمثل في قدم الفتاة الصغيرة والتي كانوا يحققون هذا الصغر بتشويه أقدام الفتيات. الجمال في أعينهم حينها هو تشويه في أعيننا الآن. إذا .. ما هو الجمال فعلا؟ وما هو الشيء الذي تحاول أن تصل إليه أو أن تبتعد عنه؟
الجمال هو أمر نسبي تماما، وإذا كنت ترى أن الجمال هو أن تملك وجها صافيا خاليا من الحبوب والألوان المتداخلة، فهناك شخص آخر لا يأبه تماما لتلك الترهات –بالنسبة له- ويرى أن الأشخاص أكثر من مجرد وجه خال من الحبوب. الجمال أمر نسبي تماما بينك وبين الآخرين، فلا تحاول إذا فرض نظرتك للجمال على الآخرين دون أن تعرف نظرتهم. وإذا كانت نظرتهم سطحية ويهتمون بجمال الوجه فقط، فتجاهلهم إذا .. إنهم سطحيون لا يجب الاهتمام بآرائهم على الإطلاق.
أعني، هل حقا تود أن تمضي وقتك مع أشخاص لا يهتمون سوى بما يحدث في وجهك؟!
مخاوفك تتواجد في عقلك فقط
مخاوف حب الشباب أو “أندل” المختبئ خلف خزنة ملابس بو في شركة المرعبين المحدودة كلاهما لا يختلفان عن بعضهما البتة. كلاهما لا وجود لهما في العالم الحقيقي، فالأول موجود في خيالك والثاني موجود في فيلم كارتوني للأطفال. نحن من نعطي كلاهما معنى بالاهتمام ووضع عدسة مكبرة عليهما. دعوني أروي لكم قصة قرأتها في صغري في مجلة العربي الصغير –وأعتذر بشدة لأني أضرب مثلا بقصة قرأتها في صغري في مجلة العربي الصغير أثناء الحديث عن أمر هام جدا مثل حبوب الشباب، ولكن تلك القصة تناسب هذه الفقرة تماما.
تحكي القصة أن هناك طفلا قزما قدم إلى المدرسة كطالب جديد. توقع الجميع أن يلاقي ذلك الطالب الجديد أوقاتا صعبة بسبب طوله والسخرية التي سينالها، لكن ذلك الفتى كان نشيطا حيث شارك في يومه الأول في فريق كرة القدم وكان سريعا وماهرا بحق. في اليوم التالي كان مشتركا في مسرحية نهاية العام وأبدى مهارة كبيرة في التمثيل والغناء. في اليوم الثالث كان الفتى يملك الكثير من الأصدقاء المتلهفين لسماع قصصه التي عاشها أثناء سفره في البلدان المختلفة مع عائلته. في نهاية القصة نكتشف أن القصة كانت عن “طالب جديد” وليس عن “طالب قزم”. وأتذكر جيدا أيضا أنني في خلال القصة نسيت تماما أن ذلك الطفل هو قزم ولم أهتم سوى بالشيء التالي الذي سيفعله ذلك الفتى.
تخيل كيف كانت لتكون حياة ذلك الفتى لو أن كل ما كان يدور في عقله هو أنه قصير ولن يحبه أحد .. أتظنه كان ليحظى بأي من تلك المغامرات الشيقة؟! يبدو أن قصص الأطفال تحمل رسائل أكبر مما تبدو عليه في النهاية!
كيف تتعامل مع حبوب الشباب إذا؟
عندما تتمكن من الإجابة بصدق ووضوح على كل تلك الأسئلة السابقة، فإنك ستتمكن من وضع تعاريف جديدة لكل المفاهيم السابقة التي لديك مسبقا وستتمكن من تنقيتها ومعرفة ما المفاهيم التي كانت منطقية وما المخاوف التي لم يكن يجب عليك وضع أي اعتبار لها. الآن، بعد أن تتمكن من وضع مشكلة حبوب الشباب في مكانها الطبيعي. فإننا سنبدأ في الحديث الآن عن الطريقة التي تبقى بها إيجابيا وغير متأثر بالمشاكل التي قد تسببها لك حبوب الشباب. هذه الطريقة سنوردها في ثلاث خطوات كما يلي:
الخطوة الأولي تعالج من حبوب الشباب
الخطوة الأولى نحو محاولة البقاء إيجابيا هي أن تبدأ في إيجاد المساعدة. فحقيقة أنك قد تمكنت من فلترة أفكارك ومفاهيمك ومخاوفك لا يعني أنك يجب أن تقف ساكنا بدون حراك أمام تلك المشكلة. حاول أن تستعمل الطرق المختلفة من أجل إيجاد الطريقة المناسبة التي ستقوم بعلاج حبوب الشباب الخاصة بك –إن وجد-، وقم بالاتخاذ بالأسباب قبل أن تركن إلى أن المشكلة لا حل لها ولم يتبق لك سوى أن تتعايش مها وتتقبلها دون أن تؤثر عليك. فكرة المحاولة وأننا قمنا بوسعها غالبا ما تكون جزء من شعورنا بالرضا والتعايش مع مشاكلنا. فنحن لم نتكاسل عن حلها ولكننا فقط حاولنا ولم نستطع. كيف تبدأ في خطوات العلاج إذا؟
اذهب إلى طبيب أمراض جلدية
أول خطوة بإمكانك القيام بها هي أن تذهب إلى الطبيب المختص القادر على مساعدتك للتخلص من تلك المشكلة. ففي كثير من الأحيان تكون حبوب الشباب قابلة للعلاج إذا تم التعامل معها بحرص ومعرفة. كما أن هناك أنواعا وأسبابا مختلفة من حبوب الشباب وطريقة معالجتها. طبيب الأمراض الجلدية الخاص بك سيكون أنسب شخص ليخبرك أكثر عن أسباب حدوث حبوب الشباب لديك وعن الطريقة الأنسب لمعالجتها. هو أيضا سيكون قادرا على معرفة مدى فعالية الدواء وسيقوم بنصحك بالاستمرار عليه أو التغيير إلى واحد آخر بالمتابعة معه. لا تتجاهل قوة الطبيب المختص، فمن المفترض أنه أقنى شبابه ليتمكن من معالجو أمراضك.
تحل بالكثير من الصبر
أجل، أجل، كلنا نصاب بذلك الإحباط واليأس عندما لا نجد نتيجة فورية للدواء فور ما نأخذه ونظل نشجب ونعترض عن مدى سوء وعدم فاعلية هذا الدواء. لكن للأسف يا صديقي، تلك الأدوية السحرية التي تشفي فور اتخاذها لم يتم اختراعها بعد. الأدوية تأخذ دورة معينة من أجل تحقيق الهدف منها وفي حالة حبوب الشباب فهذه الفترة تتراوح بين ستة إلى ثمان أسابيع قبل أن تبدأ في ملاحظة النتائج. تحل بالصبر إذا وكن منتظما في اتخاذ أدويتك ولا تتعجل الشفاء لأن هذا لن يصيبك إلا بالإحباط عندما لا تجد النتائج الفورية.
ربما سيساعدك أن تقوم بأخذ صورة لنفسك مرة كل أسبوع لتشاهد التطور الذي قد يكون غائبا عن عينيك لأنك تبحث عن الحلول الجذرية بينما الدواء يقوم بحل المشكلة خطوة بخطوة.
ابحث عن “الكونسيلر” المناسب لبشرتك
الكونسيلر هو مصطلح تم تقديمه إلى عالم المكياج، وهو ذلك المنتج الذي يقوم بإخفاء الفروقات في الوجه والجلد عموما. لكن عليك أن تكون حريصا أثناء استعماله لأن ليس كل منتجات التجميل تكون مناسبة للبشرة الحساسة أو المليئة بالحبوب. هناك أدوات تكون مخصصة للاستعمال مع حبوب الشباب وتكون مناسبة لإخفائها دون أن تضر بوجهك أو بشرتك. هذه المنتجات تتراوح من كريمات الوقاية من الشمس إلى المرطبات. المنتجات التي لا تقوم بإحداث ضرر للبشرة التي يوجد بها حبوب الشباب هي المنتجات التي يوجد عليها كلمة “noncomedogenic” والتي تعني أنها لا تقوم بسد مسام وجهك، لأن سد المسام يساهم في جعل حبوب الشباب أسوأ وأسوأ. أيضا قم بشراء المنتجات الخالية من الزيوت لأنها تقوم بزيادة حبوب الشباب .
أبق يديك بعيدا عن حبوب الشباب
أعلم جيدا أن الأمر يبدو مثيرا للهيجان وأنك تشعر بأن حياتك ستتوقف إن لم تقم بحك تلك الحبة الآن. ولكن أسوأ ما قد تفعله من أجل حبوب الشباب التي تغزو وجهك هو أن تلاحقها بأصابعك أو أن تحاول تصفيتها بيدك. هذا الأمر لن يترك لك إلا ندوبا صعبة الإزالة بالإضافة إلى الكثير من الميكروبات التي ستلتصق في يديك وتقوم بنقلها إلى أماكن متفرقة أخرى من جسدك. تذكر في كل مرة تشعر فيها بالرغبة العارمة في حك بثرتك .. لا خير سيأتي من وراء هذا الأمر أبدا.
إذا كانت الحكة مستفزة كثيرا فحاول استشارة الطبيب ومعرفة إذا كان يمكنك استعمال مضادات للهستامين –المادة التي تجعلك تشعر بالحكة-.
الخطوة الثانية كن بخير
الخطوة الثانية هي أن تحاول تطبيق كل الأجزاء الموجودة في البداية على حياتك. في هذه الخطوة ليس مطلوبا منك سوى أن تكون بخير وأن تقوم بالتعامل مع حبوب الشباب على أنها أمر اعتيادي ومجرد صديقة المرحلة ولا يوجد داعي من أجل إعطائها أكبر من حجمها أو جعلها عائقا أمام أي شيء أمامك. كيف تكون بخير إذا؟ إليك الطريقة.
قم بالتقليل من مصادر الضغط النفسي
التوتر والضغط ليسا السبب الرئيسي وراء حبوب الشباب ، ولكنهما قد يساهمان في جعل الأمر أسوأ مما هو عليه. لذلك، أنت لست بحاجة لأن تكون بخير فقط من أجل صحتك النفسية، ولكن من أحل وجهك وبشرتك أيضا. حاول أن تتوقف لمدة دقيقتين في يومك لتشاهد مشاهد هادئة أو تفكر في الأشياء الجيدة في حياتك. احظ بنوم جيد ولا تجعل حياتك المزدحمة عائقا أمام النوم الصحي. حاول أن تجد وقتا لكي تستريح وتعود إلى هدوئك إذا وجدت أن الحياة تقوم بضغطك باستمرار.
تواصل مع الآخرين
كما أخبرتك أن وجود حبوب الشباب قد يمنعك من التواصل والتعامل مع الآخرين بحرية. لكن عليك أن تواجه هذا الأمر إذا وجدت أنك تنحدر في ذلك المنزلق. أنا على ثقة بأنك ستجد في ذلك العالم هؤلاء الأشخاص الذين لن يهتمون البتة لأمر حبوبك هذه وسينسون تماما أنها موجودة فور أن يتعرفوا عليك وعلى كل الصفات الجيدة التي تحملها بداخلك. اعثر على هؤلاء الأشخاص ولا تحبس نفسك داخل قوقعة صغيرة ضيقة. التواصل والعلاقات الاجتماعية هي أحد طرق إزالة التوتر والاسترخاء. لذلك، كن بخير وابق متصلا.
جسدك ليس وجهك فقط
لا تدع تلك الحبوب تقنعك أن جسدك بأكمله لا يحتوي إلا على وجهك فقط. لا تنس أن ليدك قدمين وذراعين ومعدة وكل تلك الأعضاء الأخرى شديدة الأهمية أيضا. قم بالاهتمام بجسدك وحاول الحصول على الطعام الصحي والنظام الحياتي الجيد. مارس الرياضة كلما استطعت وحاول الحفاظ على وزنك ونضارة جسدك. ففي النهاية، إذا كان أكبر مخاوفك هو مظهرك العام. ففي الغالب لن ينشغل الناس بوجهك إذا كان هناك عضلات معدة وذراعين لتلفت انتباههم عنه!
قم بفعل الأشياء التي تحبها
لا تجعل حبوب الشباب عائقا لك أمام الجري وراء مواهبك واهتماماتك. انضم للدرس الذي يقوم بتدريس الرسم إذا كانت هذه هوايتك. اذهب إلى ذلك المكان الذي يقوم بتعليم تلك اللغة الجديدة التي ترغب بتعلمها. لا تدع شيئا يقف في طريق طموحك وتعامل مع تلك الحبوب على أنها عقبة عليك تخطيها وأنك ستنظر إلى إنجازاتك وتشعر بالفخر أنك قوي بما يكفي لتصل إلى هناك رغم كل تلك المخاوف بداخلك. إذا كان الشعور بأنك جميل المظهر هو أمر هام بالنسبة لك. فصدقني، الشعور بالزهو والقوة سيكون ثاني أهم شيء بالنسبة لك. وما دام الأول ليس بيدك تماما، قم باقتناص الثاني إذا.
الخطوة الثالثة ارفع تلك المعنويات قليلا
أن تكون بخير ليس كافيا من أجل حياة نفسية صحية جيدة. عليك أن تكون ذو معنويات مرتفعة حتى لا تصيبك ظهور حبة جديدة عوضا عن اختفاء واحدة من الموجودين مسبقا بالإحباط الشديد والرجوع إلى نقطة الصفر مرة أخرى. عليك أن تجد الطرق التي ستبقى بها إيجابيا ومرتفع المعنويات وعلى استعداد لمواجهة العقبة التالية أيا كانت هذه العقبة. كيف ترفع معنوياتك إذا؟ حاول تجربة النقاط التالية.
قم بطلب المساعدة
إذا كانت حبوب الشباب لديك في حالة حادة جدا وكان الأمر يؤثر على نفسيتك بشدة، حاول إذا أن تستشير طبيبا نفسيا من أجل مساعدتك في حل تلك المشكلة أو ترشيح طرق علاجية كالعلاج الجماعي أو ما شابه. بإمكانك حتى أن تقوم باستشارة شخص أكبر ممن تثق في آرائهم وليس شرطا أن يكون طبيبا نفسيا، احك له عن مشاعرك بصدق وعن الأحداث التي تمر بها واستمع لنصيحتهم. فربما كان لديهم قصة مشابهة أو مشجعة أو حكمة اكتسبوها خلال حياتهم. هذا الأمر قد يساعدك في تغيير مفهومك ورفع معنوياتك قليلا.
هناك الكثيرون غيرك
أنت لست الشخص الوحيد على وجه الأرض المصاب بحبوب الشباب تلك. هناك الكثيرون غيرك وبإمكانك إيجاد هؤلاء الكثيرين حولك. إذا كان هناك من يعاني من مثل مشكلتك فبإمكانكم أن تتحدثوا سويا وأن تتشاركوا مشاعركم أو أن تتبادلوا وجهات النظر المختلفة. فربما كان خوف الشخص الآخر لا يعتبر خوفا حقيقيا بالنسبة لك بينما خوفك لا يعتبر خوفا حقيقيا بالنسبة له. ربما إذا أوضح كل منكما للآخر لماذا ذلك الخوف ليس حقيقيا، فبإمكانكم أن تروا وجهة نظر من شخص يمر بنفس التجربة فتكون أكثر واقعية وتقبلا. أو حتى فقط مجرد مشاركة المشاعر قد يكون كافيا. إخراج المشاعر من داخلك بإمكانه أن يكون أحد طرق رفع المعنويات قليلا.
لا تكن سببا في إيذاء نفسك
في المرة القادمة عندما تقف أمام المرآة وتنظر إلى وجهك، امتنع عن انتقاد نفسك أو وجهك أي شيء فيك. لا تكن أنت الشخص الذي يقسو عليك في أمر ليس لك دخل فيه. وبالطبع لا ترمي بأخطاء الظروف عن العالم لأنك لن تجد من يتلقى ذلك اللوم فسيصبح لومك بلا طائل. تجنب الكلمات السلبية والأفكار الحزينة وحاول إيجاد أفكار سعيدة أو جيدة في المقابل. بينما أنت تقوم بتمشيط شعرك، قم بالتفكير في الرحلة التي ستقومون بها أنت وأصدقائك في اليوم التالي أو العشاء الذي ستخرجه مع عائلتك. حاول إلهاء نفسك كلما وجدت نفسك على وشك الدخول في دوامة من الأفكار السلبية والتي لا طائل منها.
بإمكانك أن تحاول مهاجمة الأفكار السلبية بأخرى جيدا كأن تقول بأن” تسريحة شعرك جيدة جدا هذه المرة” عوضا عن أن تقول أن “تلك الحبوب تبدو شنيعة”. حارب السلبية بالإيجابية يا فتى –أو فتاة من أجل قتل العنصرية .. جو جيرل-
ما هي الأشياء الجميلة في حياتك؟
هل تملك أصدقاء رائعين؟ هل لديك عائلة داعمة لك نفسيا ومعنويا؟ هل درجاتك جيدة جدا في الدراسة؟ هل حصلت على ذلك العمل الذي كنت تريده؟ هل تمكنت من تحقيق ذلك الهدف الذي أمضيت وقتا كبيرا تحاول الوصول إليه؟ هل استمتعت كثيرا بتلك الحفلة التي ذهبت إليها بالأمس؟ ضع القدر الذي تريده من الأسئلة التي يمكن أن لا تنتهي وستكتشف أن حياتك فيها الكثير والكثير مما يملأها وأن حبوب الشباب تلك ليست سوى قطرة فيها. فلا تجعل حياتك مقتصرة عليها إذا وحاول إيجاد كل تلك الأشياء الرائعة عوضا عن ذلك الشيء السيئ. وكن بخير وابق إيجابيا يا صديقي.
أضف تعليق