يعد جورج وايا واحد من أفضل اللاعبين في تاريخ كرة القدم، توج مرتين بأفضل لاعب في العالم وأفضل لاعب في إفريقيا، وأفضل لاعب في أوربا ويشتهر في بلاد العرب الإفريقية بكونه أسطورة القارة السمراء الكروية، ولاسيما في مصر حيث استطاع حرمان المنتخب المصري بهدف في مرمى الحضري من الوصول لفرنسا للالتحاق بنهائيات مونديال عام 1998 ولذلك له شهرة كبيرة في الأوساط الكروية وحتى في نفس الفترة الزمنية ظهر فيلم ميدو مشاكل الذي دار مشهد النهاية فيه في المركز الثقافي الأفريقي وغنى الأبطال “يا جورج وايا، خليك معايا” كرمز للقارة السمراء بأكملها، فكيف توّج الأسطورة الكروية نجاحه الجماهيري بنجاح سياسي ووصوله لمقعد الرئيس في بلده ليبيريا؟ هذا ما سنتحدث عنه.
استكشف هذه المقالة
من هو جورج وايا ؟
ولد جورج وايا في العاصمة الليبيرية مونروفيا عام 1966 في بيئة فقيرة وشغفه لعب كرة القدم وشغف بحب كرة القدم منذ صغره فلعب في أندية صغيرة في بلاده قبل أن يحترف داخل نطاق القارة السمراء في فريق أفريكا سبورت الإيفواري ومنه إلى فريق آخر كاميروني ولكن انطلاقته الحقيقية جاءت من خلال احترافه في أوربا حيث فريق موناكو الفرنسي عام 1992 بعد أن اقتنصه أرسر فينجر المدرب الأسطوري الذي كان المدير الفني لموناكو حينها، ومنه إلى باريس سان جيرمان ولكن محطته الأهم جاءت في فريق الميلان الإيطالي حيث قدم موسما رائعا عام 1995 أهلته للحصول على لقب أفضل لاعب في العالم وحصوله على الكرة الذهبية وحصوله على أفضل لاعب في أوربا ثم تنقل بين تشيلسي ومانشستر سيتي ثم إلى مارسيليا وشهد الجزيرة الإماراتي محطته الأخيرة قبل أن يترك الملاعب الكروية عام 2002 ويقتحم الملاعب السياسية طامحا إلى الجلوس على كرسي الرئاسة في بلاده.
كيف وصل جورج وايا إلى حكم ليبيريا ؟
انخرط جورج وايا منذ أن كان لاعبا في التفكير للنهضة في بلاده ولا ندري هل كان ينوي دخول المعترك السياسي منذ أن كان لاعبا أم رآها ضرورة لابد منها، لكن على أي حال هناك عدة خطوات قام بها وايا أهلته لهذه الجماهيرية التي جعلته الآن رئيسا لجمهورية ليبيريا.
عمله الخيري
لم يبخل جورج وايا على أهل بلاده وقارته بالمال أو الجهد من أجل تحسين حياتهم، ولم يتوانى عن أي خيري خلال مسيرته الكروية فقد ساند مرضى الإيدز ودعم تطوير التعليم في بلاده ورعاية الأطفال في ليبيريا وغانا ودول القارة الإفريقية، وكانت ليبيريا تعاني حربا أهلية كبدت البلاد خسائر فادحة لذلك سعى إلى نزع السلاح وإيقاف الحرب في أسرع وقت، وبسبب مجهوداته الخيرية الواضحة اختارته اليونيسيف لكي يكون سفيرا للنوايا الحسنة في العام 1997 وطالت أعماله الخيرية المنتخب الليبيري أيضًا الذي تولى إدارته فنيا لفترة وجيزة وكان يدعمه ماليا في رحلاته ومعسكراته ورعاية لاعبيه الفقراء.
عمله السياسي
ترشح جورج وايا في الانتخابات الرئاسية في بلاده عام 2005 من بين 22 مرشحا، عن حزبه الائتلاف من أجل التغيير الديموقراطي وخاض السباق معتمدا على أصوات الشباب ومنتهزا فرصة خروج البلاد من حرب أهلية دامت 14 عشر عاما كانت له مساعيه في محاولات وقفها وتنحي تشارلز تايلور الرئيس الأسبق بعد انتهاء الحرب والذي كان قد أتى عبر انقلاب عسكري، ولكن جورج خسر في جولة الإعادة أمام المخضرمة السيدة إلين جونسون سيرليف والتي كانت قد تولت وزارة المالية في السبعينات في بلادها والتي ستحصل على جائزة نوبل للسلام لاحقا في العام 2011، ورغم خسارته إلا أن جورج وايا لم يتوقف ولم ينهزم بل واصل عمله السياسي.
المثابرة واكتساب الخبرة
لم ييأس جورج وايا من مواصلة العمل السياسي وظل يعمل مع حزبه الذي صنف من أكبر رموز المعارضة للرئيسة سيرليف واستطاع الترشح لمنصب نائب الرئيس عام 2011 مع المرشح ونستون بانتمان لكن خسارة بانتمان أمام سيرليف أيضًا حرمته من هذا المنصب، لكنه استطاع اقتناص مقعد في مجلس الشيوخ عام 2014 من ابن سيرليف الذي كان مرشحا على نفس المقعد، وبالفعل يستطيع الترشح لانتخابات عام 2017 بعد استنفاد سيرليف فترتي رئاسة لتكون له الفرصة الأكبر في الفوز.
فوز جورج وايا بالانتخابات الرئاسية
0000000000000
في ديسمبر 2017 استطاع جورج وايا دخول جولة الإعادة أمام جوزيف بواكاي الذي كان نائبا للرئيسة إلين سيرليف بالفعل واستطاع التغلب عليه بنسبة أصوات فاقت 61 % أهلته للتتويج بمنصب رئيس جمهورية ليبيريا ليحقق جورج وايا حلمه ويصبح الأسطورة الكروية الذي قفز إلى منصب الرئيس، وأحد المشاهير الذين خاضوا حقول السياسة مثل النجم الشهير أرنولد شوارزنيجر الذي انتخب عمدة لكاليفورنيا والممثل دونالد ريجان الذي اكتسب شهرته بعد أن فاز بمقعد رئيس الولايات المتحدة الأمريكية.
مسيرة جورج وايا نحو كرسي الرئاسة لم تكن ممهدة بالكامل، فلم تجعله شهرته كأسطورة كروية رئيسا بين يوم وليلة، بل استطاع تمهيد الطريق لكرسي الرئاسة بالجد والعمل والمثابرة والأخذ بالأسباب والسير في عدة دروب من أجل استحقاقه لمقعد الرئاسة الليبيرية.
أضف تعليق