تسعة
الرئيسية » رياضة ولياقة » رياضات فردية » كيف سجل جبل إيفرست سمعته المخيفة كأخطر جبال التسلق؟

كيف سجل جبل إيفرست سمعته المخيفة كأخطر جبال التسلق؟

بذكر جبل إيفرست يحضر في الذهن هذا الجبل العملاق وقُنة كوكب الأرض الذي جذب إليه مُحبي المُغامرة، يحمل جبل إيفرست قصص تاريخية عريقة منها المجيدة وأخرى مأسوية.

جبل إيفرست

جبل إيفرست واحد من أهم الجبال بالعالم، وأكثرهم شهرة. قد تكون الشهرة نتيجة لقمته الأطول بالعالم، أو نتيجة قصصه المثيرة للجدل. منذ تسليط الضوء عليه في بداية القرن العشرين، وهو يجذب محبي المغامرات الخطرة من العالم أجمع. وذلك لتحقيق أرقام قياسية على هذا الجبل المنيع. فتكونت القصص المجيدة للمتسلقين الأوائل، وأخرى مأساوية لنهايات مخيفة بلا مُنقذ. ولكن الأكثر حيرة هي القصص العجيبة والمرعبة التي تلتف حول الجبل، وتعطي له سمعته المخيفة.

جبل إيفرست أين يوجد

جبل إيفرست هو واحد من مجموعة سلاسل جبال الهيمالايا. الموجودة على حدود الصين، تحديدًا في منطقة التبت، وشمال الهند، ومنطقة ساجارماثا في نيبال. يصل ارتفاع جبل إيفرست بين 8848 متر و8882 متر فوق سطح البحر، وهو بذلك يسجل أعلى قمة في العالم. تم تسميته بهذا الاسم، نسبة للسير جورج إيفرست، مكتشف الجبل عام 1856.

نجح 4 ألاف متسلق في الوصول إلى قمته من أصل 14 ألف مغامر. ما بين من لم يكمل طريقه وضعف أمام هيمنة وقوة الجبل، ومن فقد حياته لتثبت الطبيعة قوتها وصعوبة تحديها. أغلب من تسلقوه استعانوا بشعب شيربا لحمل الأمتعة. وهم شعب من التبت هاجروا إلى نيبال للعيش عند سفح الجبل، وهم معتادون منذ الصغر على أجواءه الباردة ومخاطر الجبل.

تغطي الثلوج جوانب الجبل، ولكن شدة الرياح تمنع تكونها على الحواف والقمم. وهذه البيئة الخطرة تمنع الحياة النباتية والحيوانية من العيش. فيما عدا بعض الحشرات والعناكب الماهرة، وأشهرهم عناكب قفز الهيمالايا. ويتكون الجبل من الحجر الجيري، والتي ما زالت ترتفع من باطن الأرض بنحو أربعة مليمترات، بسبب تحركات صفائح القشرة الأرضية.

جبل إيفرست بالنسبة إلى المجموعة الشمسية

مع أنه أعلى قمة على كوكب الأرض، إلا إن طوله لا يمثل شيء مقارنة بباقي جبال وبراكين المجموعة الشمسية على الكواكب الأخرى. إنه حتى لا يدخل ضمن العشرة الأوائل. ففي كوكبنا نفسه، لا يشكل إيفرست الجبل الأطول بالعالم، إنما أطول قمة فقط. وهناك فرق كبير حين تقيس أطول قمة، وأطول جبل. فعند قياس الطول من قاع الجبل إلى قمته سيفوز جبل ماونا كيا في هاواي باللقب. ولكن جزء كبير من الجبل يقع تحت سطح البحر، بينما تقف قاعدة إيفرست فوق هضبة التبت. وعند قياس طول الجبل من مركز الأرض إلى القمة، سيفوز جبل شيمبورازو في الإكوادور بالتأكيد. لأنه قريب من خط الاستواء الأكثر ارتفاعًا من المناطق البعيدة عنه.

وحين نقارن هؤلاء بجبال كواكب المجموعة الشمسية من حيث الطول، ستجد أن جبل ماونا كيا يحتل المرتبة العاشرة ليس إلا، بطول عشرة ألاف ومئتين متر. إنما يفوز جبل أوليمبوس المريخي بلقب أطول جبل أو بركان بمجموعتنا الشمسية. إنه أطول قمة في عالمنا الفضائي المكتشف على الأقل. بطول 27 كيلومتر، أي ما يعادل ضعفي جبل إيفرست. ومن شدة طول هذا الجبل، يمكن تحديده بوضوح باستخدام تلسكوب بسيط. وتستمر جبال المريخ في اعتلاء أغلب باقي القائمة، بالإضافة إلى جبل كويكب فيستا، وجبل زحل والمشتري وأخيرًا الزهرة في المركز التاسع ثم الأرض في نهاية المجموعة.

جبل إيفرست يتحرك من مكانه

بشكل عام، تتحرك القارات بأكملها كل عام نتيجة الزلازل وتحركات الصفائح الأرضية. وفي العقد الماضي تحركت قمة جبل إيفرست 4 سنتيمترات كل عام، في اتجاه الشمال الشرقي. أما في الخامس والعشرين من أبريل بعام 2015، أدى زلزال كبير بقوة 7.8 ريختر إلى تحرك الجبل تجاه الجنوب الغربي بنحو 3 سنتيمترات. كما أدى إلى انكماش الجبل بنحو 2.5 سنتيمتر. حيث وقع الزلزال بالقرب من الجبل في نيبال. وهذا ما أكده خبراء من الصين.

جبل إيفرست المتسلقين الأوائل

أول محاولة صعود كانت عام 1922، من قبل جورج فينش وجيفري بروس. وصلا حتى 8000 متر، إلا إنهما لم يصلا إلى القمة.

أول من صعدا إلى قمة إيفرست، بعد 60 عام من المحاولة، هما السير إدموند هيلاري وتينسينغ نورغاي. في 29 مايو بعام 1953، وفي تمام الساعة 11 ونص صباحًا، تمكن السير إدموند النيوزيلاندي بعمر 34، ومعه تينسينغ النيبالي بعمر 39، من الوصول إلى القمة. وكانت تلك محاولته الثانية، بعدما فقد ثلاثة من رفاقه في المرة الأولى. ويبقى سر من وضع أول خطوة على قمة العالم من بينهم مجهول. حيث أنهما تعهدا على بقاء الأمر سرًا، قائلين إنهما كانا معًا إلى النهاية. وتعددت الأقاويل بين رواية النيبالي عن نفسه لأولاده. وبين رواية النيوزيلاندي عن نفسه للصحافة بعد موت النيبالي.

ورغم ذلك تتضارب الأقاويل بأن جورج مالوري وساندي إيرفين هما أول من وصلا إلى القمة عام 1924. إلا إنهما لم ينزلا وماتا على الجبل. وعندما تم العثور على الجثث لم يتم العثور على صورة زوجة جورج، والتي كان من المفترض أن يخرجها من جيبه الداخلي فقط عند الوصول ليضعها عند القمة، مما جعل البعض يصدق في وصولهما المزعم. ولكن لم يتم إثبات القصة أبدًا.

بينما يعتبر رينولد ميسنر هو أول متسلق ناجح بمفرده، في 20 أغسطس 1980. بعمر 36، وهو إيطالي الأصل. وهو كذلك أول من وصل إلى القمة بدون استخدام أكسجين صناعي، وكان يصحبه رفيقه بيتر هيبلر عام 1978.

يعتبر المصري عمر شريف سمرة، هو أصغر عربي تمكن من الصعود إلى القمة يوم 17 مايو 2007. أما الكويتي زيد الرفاعي فهو حامل لقب أول عربي يصل إلى القمة بعام 2003.

أصغر شاب وصل إلى القمة هو الأمريكي جوردون روميرو. في 22 مايو 2010. وهو بعمر 13 عام. وتخطى بذلك لقب النيبالية تيما تشيري، التي نجحت بالوصول في سن 16 عام. واتخذ الشاب الأمريكي الجهة الصينية للوصول إلى القمة، لأن الحكومة النيبالية تمنع صعود من هو أقل من 16 عام.

النيبالي مين بهادور شيرتشان، حمل في مايو 2008 لقب أكبر رجل عمرًا يتسلق جبل إيفرست بنجاح. وكان بعمر 76 واحتاج 340 يوم للوصول. ثم فقد هذا اللقب أمام الياباني يويشيرو ميورا الذي وصل إلى القمة عام 2013 بعمر 80 عام. عاد شيرتشان ليحافظ على لقبه بنفس العام ولم يستطع، وكرر محاولته بعام 2015 وأعاقه الزلزال. وأخيرًا فقد حياته عام 2017 في محاولته الأخيرة للصعود إلى القمة بعمر 85 عام، نتيجة أزمة قلبية. وكان شغوفًا جدًا بالجبل منذ أن أكمل عامه 72. قائلًا بأنه طالما حلم أن يكون مثالًا لكبار السن، وعدم التوقف عن الحلم مهما كانت المصاعب. أما أكبر السيدات عمرًا كانت بسن ال73.

تحمل اليابانية جانكو تابي لقب أول سيدة تصل إلى قمة جبل إيفرست. وذلك في مايو 1975. بينما تحمل الفلسطينية سوزان الهوبي، لقب أول امرأة عربية تتسلق الجبل في يونيو 2011. أما ليديا برادي فهي المتسلقة الأولى بدون أكسجين صناعي، بعام 1988. وتعتبر رها المحرق أصغر عربية وأول سعودية، تصل إلى إيفرست.

في عام 2005، تم عقد قران زوجين من نيبال يدعان موني مول باتي وبيم دورجي شيربا. وبذلك يعتبر أول زواج فوق قمة إيفرست. ثم حاول العديد من الأزواج من مختلف أنحاء العالم، فعل المثل.

بيم دورجي شيربا، يحمل لقب ثاني لم يكسره شخص أخر حتى الآن. وهو لقب أسرع وصول إلى القمة. وذلك بعام 2004 في الواحد والعشرين من مايو، حين وصل خلال ثمان ساعات وعشر دقائق فقط. كاسرًا عدة ألقاب عظيمة أخرها كان عام 2003 على يد المتسلق النيبالي لاكبا جيلو شيربا (10 ساعات و56 دقيقة). وكاسرًا رقمه القياسي القديم بفرق أربع ساعات و35 دقيقة (12 ساعة و45 دقيقة).

الجدير بالذكر أن الإسباني كيليان جورنيت. وتمكن من الوصول خلال 17 ساعة فقط، انطلاقًا من المخيم الرئيسي. وكان قد حقق في نفس الأسبوع وصول إلى القمة في خلال 26 ساعة فقط، من جهة انطلاق مختلفة. كل ذلك بدون أكسجين وبدون أحبال ثابتة في مايو الماضي. محاولات التسلق السريعة تتوالى بشكل جنوني.

جان مارك بوافين هو أول من صعد بطائرة شراعية عام 1988. وتمكن رجلان بعام 2011 من النزول بطائرات شراعية من القمة إلى سفح الجبل. ليكونا بذلك أسرع من نزلا من الجبل، في 42 دقيقة بدلًا من ثلاثة أيام على الأقل محفوفة بالمخاطر.

أكثر من تسلق جبل إيفرست هو أبا شيربا، بمعدل 21 مرة، على مختلف الطرق والجهات المؤدية له.

أول كفيف يتسلق إلى القمة، هو إريك فبهنماير الأمريكي، في عام 2001. وكانت قصته وعزيمته حديث الملايين. إذ يعتبر تسلق إيفرست معاناة للمبصرين، فما بالك بالكفيف؟

يعد عام 1996، هو العام الأكثر في أعداد الموت على الجبل. ووصل العدد إلى 15 إنسان. بينما يعد عام 2012، هو الثاني في عدد الموتى، حيث مات 11 إنسان. وفي 2017 في موسم التسلق الماضي، راح 10 متسلق ضحية في حب المغامرة الخطرة.

في الحقيقة يمكن للفرد الدخول إلى الانترنت من قمة جبل إيفرست، ومن بعض المخيمات والقرى على سفح الجبل، بسرعات عالية. وجاءت أول تويتة من المتسلق كينتون كول عام 2011. كتب فيها أنه يكتب من قمة إيفرست في محاولته التاسعة للوصول إلى القمة، ويشكر شبكات الجيل الثالث للإنترنت.

تكلفة تسلق قمة إيفرست

يتكلف الصعود إلى جبل إيفرست، ما بين 25 ألف دولار إلى 65 ألف دولار. تختلف الأرقام سنويًا وموسميًا. ففي العديد من الأوقات تكون مخاطر تسلق الجبل عالية جدًا، نتيجة لسرعة الرياح أعداد الوافدين قليلة. وأحيانًا أخرى في الظروف المناسبة يقف الراغبين في طوابير طويلة. فهناك تراخيص وأماكن تفتيش تمر عليها في مسيرتك نحو القمة. والتصريح بمفرده يتطلب 25 ألف دولار. أما لو تكونت مجموعة من 7 أفراد، سيتم التخفيض إلى 70 ألف. حيث يعتبر الجبل مصدر دخل كبير لدولة نيبال. ومن ثم عليك بشراء المعدات، أغلبها يتواجد عند الشعوب المستوطنة أسفل الجبل، ويتم استغلال السياح بشدة.

توافدت الأخبار بأن بحلول عام 2015 خفضت الحكومة النيبالية الرسوم إلى 11 ألف دولار للفرد، تشجيعًا للجادين. وتلك الرسوم المذكرة تتطبق على طريق ساوث إيست ريدج، وهو الأمن والأكثر معرفة بين أغلب المتسلقين. وخلال موسم التسلق، الذي يبدأ من مارس وحتى مايو. فيما عدا ذلك من طرق أكثر خطورة أو خارج موسم التسلق، يتم تخفيض الرسوم بشكل كبير، تشجيعًا للتسلق طوال العام. وقد تصل إلى 2500 دولار فقط. بينما يظل موسم التسلق الربيعي هو الأفضل للمتسلقين على الإطلاق، من حيث صفاء الجو والدفء مقارنة بباقي العام، ووضوح الرؤية خاصة خلال النهار، مع هدوء سرعة الرياح نسبيًا.

كم يستغرق تسلق قمة إيفرست

تختلف المدة التي يحتاجها الفرد للوصول إلى قمة جبل إيفرست. وذلك تبعًا للحالة البدنية والنفسية، وحالة الطقس عند وجود عواصف مضادة، وأوقات الراحة التي يحتاجها المتسلق للاستمرار. كما تختلف من مناطق الانطلاق، لأن جبل إيفرست يحتوي على عدة منصات من جهات مختلفة. بعض تلك الجهات يتميز بالسهولة والأمان عن الجهات الأخرى. في المتوسط تتراوح الرحلة ما بين 60 إلى 65 يوم. ويحتاج المتسلق المبتدئ أو المتوسط إلى مرشد لتحديد أفضل المناطق والبعد عن المخاطر قدر الإمكان.

أقذر جبل بالعالم

يعتبر جبل إيفرست أقذر جبل بالعالم نتيجة المخلفات البشرية المهملة. 200 جثة ممن ماتوا على الجبل ولم يتم نقلهم. حتى إن المتسلقين الجدد يستعينوا بهم كمعالم للطريق. نفايات لا حصر لها، من براز بشري، معدات تسلق، زجاجات فارغة بالملايين، ومقتنيات متناثرة. بما يقدر بحوالي 50 طن من النفايات البشرية. وكل هذا نتيجة شهرته العالمية، ووقوف الآلاف من المتسلقين سنويًا لنيل شرف الوصول إلى قمته.

خطورة جبل إيفرست

الجسد البشري غير مصمم لتحمل الحياة عند قمة جبل إيفرست، ببساطة إنه لا يصلح. ويخضع كل متسلق إلى تدريب وفحوص طبية لمدة ستة أسابيع للسماح له بالتسلق. وأهمها تدريبات لتقوية عضلة القلب. يصيب المتسلقين ما يسمى بداء المرتفعات. وهو صداع وسعال شديد. يمكن أن تصل قوة السعال إلى كسر الأضلاع وجفاف مجرى الهواء. ولذلك لا يُنصح بالصعود أكثر من ألف قدم في اليوم. كلما ارتفعت أكثر تنقص نسبة الأكسجين في الجو ويزيد الضغط الجوي، وتبذل مجهود أكبر للتنفس. ويعتبر ضيق التنفس أمر طبيعي على إيفرست. كما يعمل نقص الأكسجين الواصل إلى المخ على اتخاذ قرارات متهورة وغير عقلانية. ويجب اصطحاب مرشد متخصص، لاتخاذ القرارات الصحيحة بدلًا من المتسلق المبتدئ.

درجات الحرارة

على جبل إيفرست تتباين درجات الحرارة بشدة. فهي 36 درجة مئوية تحت الصفر في الشتاء القارص. و19 درجة مئوية تحت الصفر في الصيف، والذي يحاول المتسلقين استغلاله. وعلى الرغم من ذلك يجب اجراء فحوصات طبية لحماية المتسلقين من الصقيع المميت. بينما قد تصل الحرارة إلى 32 درجة مئوية، بسبب انعكاس ضوء الشمس على الثلوج أثناء فترة النهار الصافية. مما قد يحدث حروق في الجسم.

الطعام

تتباطأ الأمعاء في عملها كلما اقترب المتسلق من القمة. مما قد يضر بوصول المغذيات إلى العضلات. ويُنصح بتناول الوجبات الخفيفة المغذية والبعد عن الوجبات الثقيلة. مثل الشعرية، الأرز، الخضروات، الفاصوليا، بعض اللحوم، البسكويت، والمقرمشات المملحة والحلوة. ويتم حمل كل تلك الأغذية في معلبات. ويتم الاعتماد على إذابة الثلج للحصول على المياه. ولن يكون الأمر في غاية الصعوبة، لأن درجة غليان الماء تقل لتصل إلى 69 سيلوز عند القمة. وذلك بسبب زيادة الضغط الجوي.

الانهيارات الثلجية

أخطر منطقة على جبل إيفرست، تسمى كومبر آيس فول. حيث تكثر الانهيارات الثلجية بتلك المنطقة، التي تشكل خطرًا كبيرًا على المتسلقين. والتي لا يمكن التنبؤ بها أو مواجهتها. كما تتشكل عدة تصدعات بين الثلوج المتراكم بشكل دائم، نتيجة السير عليه، مما يزيد من خطر الانهيارات بشكل مفاجئ. ويجب على المتسلق عبور التصدع الكبير، على سلم يربط بين الطريقين. هذا ضمن العديد من المناطق الوعرة والخطرة في إيفرست. وتسمى المنطقة الأعلى من 8000 متر، بمنطقة الموت، حيث تكثر الجثث بشكل كبير.

أعداد الموتى بعام 2017

وصلت أعداد الموتى هذا العام بموسم التسلق إلى عشرة متسلقين. منهم الرياضي السويسري الأسطوري ستيك إيلي. والذي حقق أرقام خرافية من قبل على جبل إيفرست وغيره من قمم العالم، ولكن هذه المرة تمادى في التحدي وقرر اكتشاف طريق جديد للوصول إلى القمة، فتم ارسال فريق انقاذ للبحث عن جثته. وسبب الموت، هو السقوط عن ارتفاع كبير. كما تم العثور على أربعة متسلقين في نفس الخيمة، عند المخيم الرابع الذي يسبق القمة، ويبقى سبب الموت مجهولًا، والبعض قال إنه داء المرتفعات. ليثبت الجبل قوته وخطورته مرة أخرى. وأنه لا يمكن الاستهانة بقوة الطبيعة أبدًا. فمن كل 100 فرد يصل إلى القمة، يموت 4 أفراد.

أسطورة اليتي

جبل مثل شهرة ومخاطر جبل إيفرست لن يخلو أبدًا من الأساطير. ومن بين الأكثر شعبية والمثيرة للجدل، هي أسطورة اليتي. نجد أوائل القصص في الفلكلور النيبالي وشعب التبت، عن مخلق ضخم، مغطى بالشعر الكثيف الأبيض، يسير على قدمين، ويظهر بالليل فقط. في الأنباء الحديثة عن هذا المخلوق في عصرنا الحديث، وجد المتسلق إريك شيبتون عام 1951 آثار أقدام ضخمة على بعد 6000 متر. وفي دير خومجونغ على الجانب الجنوبي، تجد فروة رأس غريبة، يُعتقد أنها تعود إلى الكائن اليتي الأسطوري.

الأغرب هو عثور فريق جوش غيتس لتقصي الحقائق في 2009، على عينات من الشعر فوق بعض أثار الأقدام الغريبة. تصل طول الشعرة إلى 33 سنتيمتر، وعرضها إلى 25 مليمتر. وبالتحليل عن DNA الخاص بها، تم التأكيد عن كونه DNA مكتمل وغير معروف أبدًا بالنسبة للعلماء. مما يؤكد بعض أساطير الشعب النيبالي.

أشباح جبل إيفرست

يعتقد شعب شيربا في وجود الأشباح المنتشرة على جبل إيفرست. روح لكل متسلق مات في محاولة الصعود إلى القمة ولم يتم رفعه من الجبل ودفنه بالطريقة الصحيحة. وبسبب انتشار الجثث على الجبل سواء المعروفة أو غير المعروفة، لن يخلو الجبل من الأشباح في أي يوم قريب. على رأس المعتقدين والمؤيدين بشدة لهذه الأسطورة، هو بيم دورجي شيربا المتسلق النيبالي الأسرع. وبعد احراز لقبه الأسرع للصعود إلى القمة في 21 مايو 2004، تعرض إلى رؤية غريبة أثناء هبوطه من الجبل يوم 24 مايو. ووصف الحدث كما يلي:

“حين توقفت عند بعض الصخور لأخذ قسط من الراحة، رأيت مجموعة من الأشباح على شكل ظلال سوداء. تقدموا ناحيتي وتمددت أذرعهم نحوي طلبًا لبعض الطعام. فكرت حينها أن هذه الأشباح تعود إلى العديد ممن ماتوا أثناء أو بعد صعود الجبل، والكثير من جثثهم مازالت موجودة على الجبل. واحد منهم كان لا يزال معلق بالحبل الذي سقط منه خطئًا وأدى إلى موته.”

مساعدة في وقت الحاجة

في سبتمبر 1975 اضطر البريطانيون دوغال هاستون ودوغ سكوت، إلى قضاء ليلة في المنطقة المميتة من الجبل، بسبب وصولهم المتأخر إلى القمة في ذلك اليوم. فصنعوا حفرة من الثلج على كشف كهف كما تدربوا، ليحتموا بها إلى الصباح، أملين أنهم سيظلون على قيد الحياة دون تجمد. ثم ساء الوضع أكثر عندما نفذ الأكسجين الصناعي والطعام، وقرب نفاذ سخان البيوتان. إلا إن نجدة غريبة لم تخطر على بال وقعت لهم، ووصفوا الحدث كما يلي:

شعر الاثنين معًا، بوجود كائن أخر معهم في الكهف. وهو لا يشاركهم الحرارة الطبيعية المنبعثة من جسده فقط، بل شاركهم النصائح والاقتراحات التي ساعدتهم على النجاة، والبقاء في حالة دافئة. الغريب بالأمر أن هناك عدة أخبار مشابهة لمساعدات قُدمت للمتسلقين من كائن مجهول. مثل قصص بيتر هيلاري، لينكولن هال، وراينهولد ميسنر.

الكائنات الأسطورية الفضائية لفرانك سميث

في صعوده الأول عام 1933، روى فرانك سميث الإنجليزي تلك الرؤية الغريبة التي شاهدها عند 8565 متر من الجانب الشمالي بمفرده. حيث شاهد كائنين غريبين الأطوار بشكل عجيب. قائلًا: “هما أقرب إلى شكل الطائرة الشراعية، واحد منهم يبدو أنه يجلس القرفصاء مع أجنحة غير مكتملة النمو. والثاني ليده بروز كالمنقار. كانت حركتهم بطيئة وكأنهم جامدين، وتبدو حركتهم مثل النبضات الأقل سرعة من نبضات قلبي.”

والجدير بالذكر أن فرانك زعم قبلًا بظهور كائن أسطوري في المرة الأولى التي حاول فيها الصعود إلى إيفرست. وأنه شعر بوجود قوى بجانبه غير معلومة، حتى إنه أخذ قطعة من كعكة النعناع خاصته، وقدمها إلى هذا الكائن الغير مرئي. وللوهلة الأولى تم الاعتقاد بأنهم فضائيين.

خاتمة

سواء صدقت أم لم تصدق قصص الرعب على جبل إيفرست. سيبقى هو الجبل الأشهر على الإطلاق. بقمته الأعلى في الكوكب، وسمعة قصصه المرعبة، وجبروت قوته.

أيمن سليمان

كاتب وروائي، يعشق منهج التجريب في الكتابة الروائية، فاز ببعض الجوائز المحلية في القصة القصيرة، له ثلاث كتب منشورة، هُم "ألم النبي (رواية)، وإنها أنثى ولا تقتل (رواية)، والكلاب لا تموت (مجموعة قصص)".

أضف تعليق

واحد × اثنان =