تُعتبر جائزة ساويرس الثقافية واحدة من أبرز وأهم الجوائز الثقافية في مصر خلال السنوات العشر الأخيرة، هذا على الرغم من أن ظهورها قد جاء في عام 2005، أي قبل حوالي عقد ونصف، لكن المسابقة تشهد تصاعدًا مستمرًا في كل شيء يتعلق بها منذ انطلاقها وحتى وقتنا الحالي، وربما الشيء المميز والأهم هو كون تلك الجائزة تتيح الفرصة للمشتركين من الكبار والشباب كذلك، بمعنى أنها لا تسمح بتنافسهم في ساحة واحدة وإنما تُخصص لكل قسم ساحة محددة، وهو ما يجعل التنافس طبعًا أكثر حيادية، وبشكل عام فإن المبالغ المادية المُقدمة من أجل الجائزة تُزيد أكثر من قيمتها ورونقها، أضف إلى ذلك الاهتمام الإعلامي الكبير الذي يطال الجائزة منذ فتح باب التقديم لها وحتى لحظة إعلان الجوائز، على العموم، في السطور القليلة المُقبلة سوف نتناول سويًا كل شيء يتعلق بهذه الجائزة من قريب أو من بعيد من حيث التاريخ وكيفية الاشتراك والشروط والمجالات كذلك، فهل أنتم مستعدون لذلك؟ حسنًا لنبدأ.
استكشف هذه المقالة
تاريخ جائزة ساويرس الثقافية
بدأت مسابقة ساويرس في عام 2005 وكان الهدف الرئيسي والأساسي منها دعم المواهب من الأدباء والمثقفين وصناع الحركة الثقافية بشكل عام، وقد كان التركيز في البداية مُقتصرًا فقط على القصة والرواية، حيث كانت المُسابقات المُقامة تشمل مجالات الرواية والمجموعات القصصية، كما أن الجائزة كانت لا تلفت سوى للأعمال المنشورة فقط، لكن بعد عدد قليل من الدورات حدث التغير الذي أعطى ثقلًا أكبر للجائزة، وذلك من خلال فتح الباب أمام مجالات السيناريو والحوار وكذلك تأليف المسرحيات، كما تم أيضًا تنويع الاشتراك بحيث تتاح فرصة لكبار الأدباء للتنافس مع بعضهم البعض وفي نفس الوقت تكون هناك فرصة لشباب الأدباء من أجل القيام بالتنافس فيما بينهم أيضًا، وهو ما يعني فرصة أفضل وعادلة للجميع.
مجال النقد الأدبي كان حاضرًا كذلك في جائزة ساويرس الثقافية منذ عام 2013، كما تم وضع مسابقة خاصة بالشعر فقط تحمل اسم أحمد فؤاد نجم، لكنها تبقى مسابقة منفصلة وإن كانت تظل في النهاية تحت راية جائزة ساويرس، والجدير بالذكر أن المسابقة قد اعتادت في كل عام على فتح الباب أمام الاشتراك بها في شهر يوليو مع توزيع الجوائز بعد حوالي ستة أشهر، وتحديدًا في يناير من كل عام، كما أنه ثمة تقليد منذ سنوات يقوم على وضع قائمة قصيرة لمجالات التنافس بين الشباب، وهو ما جعل الجائزة أكثر مصداقية بالنسبة لجميع المشتركين بها.
لجنة تحكيم جائزة ساويرس
منذ انطلاق جائزة ساويرس الثقافية في عام 2005 وهي تمتلك فريق يُعرف بمجلس أمناء الجائزة، وهذا المجلس عبارة عن مجموعة من الكتاب والمشاهير وصناع المشهد الثقافي، وقد كان ضمن هؤلاء الدكتور زاهي حواس ومحمد أبو الغار والكثيرين غيرهما من المؤثرين، لكن بشكل خاص ثمة لجنة تحكيم خاصة بكل مجال من مجالات الجائزة، ولا يُمكن في المُطلق ذكر هذه اللجان لأنها تختلف من عام إلى آخر، كما أن من الشروط العامة أن تكون تلك اللجان سرية ولا تُعلن إلا في اليوم الذي توزع به الجوائز، وإذا كنا سنبحث عن أسماء شبه ثابتة في لجان التحكيم فهناك مريم ناعوم في مجال السيناريو والحوار للشباب وطارق الشناوي في مجال السيناريو والحوار لكبار الكتاب بخلاف إبراهيم عبد المجيد في مجال الرواية لكبار الأدباء ومحمد سليم شوشة في مجال الرواية للشباب وغيرهم الكثيرون من المثقفين المعروفين بقدراتهم.
شروط جائزة ساويرس
كل مسابقة في العالم تمتلك مجموعة من الشروط والبنود التي دونها تُصبح المسابقة غير مُقننة، وبتحديد أكثر تلك الشروط تُبين كيفية التقديم وكيفية الفوز وكل شيء آخر يتعلق بالمسابقة، والحقيقة أن كل مجال من مجالات التسابق يمتلك شروط خاصة به لكننا فقط سنقوم بذكر الشروط العامة، والتي أهمها عدم الاقتباس من أعمال أخرى.
عدم الاقتباس من أعمال أخرى
الشرط الرئيسي والأساسي في جائزة ساويرس الثقافية وأي جائزة أخرى مهما كانت هو شرط عدم الاقتباس، بمعنى أن يكون النص المشترك في المسابقة غير مُقتبس أو منقول أو مسروق بالمعنى الأدق، فهذا الشرط على وجه التحديد يهدم كل شيء آخر، وهذا بطبيعة الحال أمر منطقي للغاية، فليس من المعقول أن تشترك في مسابقة إبداعية هامة مثل هذه وأنت لا تمتلك فعلًا الإبداع الكافي للاشتراك لدرجة أنك تسرق من إبداع الآخرين!
عدم الترشح بعمل فائز بجائزة
أيضًا من الشروط التي يجب توافرها في المتسابق والعمل الخاص به ألا يكون العمل المُرشح قد فاز بجائزة من قبل أو أن يكون المتسابق نفسه قد فاز بجائزة ساويرس في سنة سابقة، حيث لا يُقبل إطار زمني للفوز يزيد عن العامين، والحقيقة أن هذا الشرط لا يحتاج إلى الكثير من الحديث، فالعمل الذي فزت به في جائزة من قبل لا يكون مؤهلًا أساسًا للتنافس في جائزة أخرى لأنه قد حصل على فرصته بالفعل، أما المتسابق الذي سبق له الفوز فمن البديهي تمامًا أن يُفسح الطريق لآخرين.
الالتزام بمعايير التسابق
كذلك ضمن الشروط العامة في جائزة ساويرس الثقافية أن يتم الالتزام بكل معايير التسابق منذ اللحظة التي تذهب فيها للتقدم بعملك من أجل نيل الجائزة، فأنت الآن قد أصبحت ضمنيًا مُلتزم بأحكام المسابقة التي اشتركت به والتي قد يكون ضمن أحكامها السرية وعدم الإفصاح عن تفاصيل معينة خاصة بالعمل أو حتى الاستبعاد التام حال رأت اللجنة ذلك، ففي النهاية أنت لا تُحدد مدى التزامك بتلك المعايير أو مدى مُخالفتك لها.
حضور حفل التكريم
أيضًا من الشروط الرئيسية الهامة في جائزة ساويرس الثقافية ، وهو شرط خاص ربما بفئة شباب الكتاب فقط في كل مجال، أن يتم الحضور بشكل شخصي لكل من دخلوا القائمة القصيرة، حيث أن هؤلاء سينتظرون اختيار شخص واحد منهم فقط للفوز بالجائزة، لكن القائمة بالكامل يجب أن تكون متواجدة في حفل التكريم لأن من لا يظفرون بالمسلسل يحصلون على شهادات تقدير كنوع من أنواع التكريم المعنوي، وهو أمر رائع جدًا بالتأكيد ودافع لمن لم يحالفه الفوز بالمركز الأول والحصول على الجائزة المالية، لكن نحن هنا نتحدث عن وجهة نظر الجائزة في حضور الجميع من أجل زيادة نسبة التشويق.
مجالات جائزة ساويرس
تفتح جائزة ساويرس الثقافية الباب أمام مُحبيها من أجل الاشتراك في مجموعة من المجالات أهمها مجال الرواية.
مجال الرواية
في ذلك المجال يتم فتح الباب أمام كُتاب الرواية من أجل الاشتراك في المسابقة والترشح لنيل الجائزة، ويكون ذلك العمل منشورًا في فترة لا تزيد عن السنتين من تاريخ فتح الباب، أيضًا هذا المجال يُخاطب كبار الأدباء وفي نفس الوقت شباب الأدباء، حيث أن الباب يفتح لكل منهما في تسابق مختلف، حيث تكون الجائزة في الفئة الأولى مئة وخمسين ألف بينما في الفئة الثانية الخاصة بالشباب تكون ثمانين ألف فقط، أيضًا في فئة الشباب يتم وضع قائمة قصيرة قبل إعلان النتيجة بشهر.
مجال القصة
لا يختلف مجال القصة كثيرًا عن مجال الرواية، حيث أن الشروط والمعايير الخاصة به تظل واحدة تقريبًا، فالعمل يجب أن يكون كذلك غير قديم في النشر، بمعنى ألا يزيد زمن صدوره عن السنتين، أيضًا في هذا المجال يتم الترشح في قسمين، قسم خاص بكبار الأدباء وقسم آخر لشباب الكتاب، وبالطبع يتم عمل حسب في الجوائز مثل الرواية، إذ أنه ثمة مئة وخمسين ألف كجائزة للفائز من كبار الكتاب بينما فئة الشباب ثمانين ألف فقط، وبالتأكيد لن ننسى أنه ثمة جائزة خاصة بشباب الكتاب تتعلق بوضع قائمة قصيرة لهم من أجل تشجيعهم.
مجال السيناريو والحوار
كذلك من المجالات الهامة التي استُحدثت بعد انطلاق الجائزة بفترة من الوقت مجال السيناريو والحوار، وهو ذلك المجال الذي يتم التنافس فيه كتاب الأفلام في صيغتها الأولى، صيغة السيناريو، وهذه المرة أيضًا يكون هناك متسع لفئة كبار الأدباء وفئة الشباب مع إبقاء نفس الوضع بالنسبة للحالة المادية ومسألة القائمة القصيرة، لكن يُشترط هنا أن يكون السيناريو المُقدم حديث تمامًا ولم يُقدم في أي مسابقة أُخرى مماثلة، كذلك يكون هناك شرط بعدم الشروع في تنفيذ السيناريو طوال فترة التقييم حتى يكون السيناريو الفائز مجرد مسودة، والحقيقة أن الشخص الذي يبيع فيلمه لشركة إنتاج ويتقاضى أموال بعد التعاقد عليه لن يحتاج أساسًا إلى الاشتراك في مسابقة قيمة جائزتها مئة ألف جنيه فقط، فهو رقم قليل جدًا بالنسبة لمن يدخل هذه الصناعة من المؤلفين والكتاب.
مجال النص المسرحي
أيضًا من المجالات الهامة في جائزة ساويرس الثقافية مجال النص المسرحي، وهو الذي يتخصص في مجال المسرح لكن من حيث الكتابة فقط وليس التمثيل أو العروض، ومن المعروف عن هذه الجائزة أنها الأقل من حيث أعداد المُتسابقين الذين يترشحون لها في كل عام، لذا فإن فرصة المشاركة والفوز بها تكون أكبر بكثير من المجالات الأخرى، أما فيما يتعلق بالشروط فهي تظل ثابتة مثل المجالات السابقة تمامًا.
كيفية الاشتراك في الجائزة؟
الآن نحن بتنا نعرف كل شيء تقريبًا له علاقة بهذه الجائزة، وإذا كان ثمة أديب أو كاتب يقرأ هذه السطور ويريد الاشتراك في المسابقة والفوز بها فبكل تأكيد سوف يحتاج حديث خاص يتعلق بكيفية الاشتراك بالجائزة التي تفتح أبوابها سنويًا في شهر يوليو، وكل ما عليك في هذه الفترة، وبعد فتح باب الاشتراك، التوجه صوب أمانة الجائزة حاملًا معك النسخ المطلوبة في المجال الذي تترشح به، ففي الرواية والقصة لابد أن يكون العمل الذي ستشارك به مطبوعًا وتابع لدار نشر، أما في السيناريو والحوار فسوف تُقدم النسخ الخاصة بك ومُدعمة بورقة تسجيل السيناريو التي تُثبت حقوق الملكية لك، وكذلك الحال في النص المسرحي وأي مجال غير منشور وليس له رقم إيداع، بعد ذلك تنتظر الإعلان عن الفائزين في شهر يناير.
ختامًا عزيزي القارئ، ليس هناك أدنى شك في كون جائزة ساويرس الثقافية واحدة من أهم وأشهر الجوائز الأدبية الموجودة على الساحة على الرغم من كونها تنتمي في الأصل إلى فئة القطاع الخاص، حيث ينظمها أحد رجال الأعمال من عائلة ساويرس، على العموم، كل ما نريد التأكيد عليه من خلال هذه السطور أهمية الاشتراك بهذه الجائزة حال إمكانية ذلك.
أضف تعليق