مع دخول عصر الانترنت إلى المجتمعات كافة، أصبح مفهوم الحريات ينتشر وبطريقة متسارعة، بحيث أصبح هذا المفهوم يغالط من يرغبون بفهمه، فكما انتشرت العديد من المواقع التي تتحدث بحرية في السياسة وتكشف الخبايا، أصبحت تنتشر مواقع أخرى تروج لكثير من المنتجات الأخلاقية، والغير مقبولة دينية، فيكفي ان يدخل الشخص كلمة واحدة لتظهر له مئات المواقع، ويبدأ بتصفحها حسبما يرغب ويشاء، ودون رقيب هو حسيب، وخاصة المواقع الإباحية ( الجنسية )، وبالطبع فإن الغريزة البشرية تدفع الإنسان لتصفح هذه المواقع، ومن ثم الاكثار من تصفحها، حتى يتحول الأمر إلى الإدمان، وهذه المشكلة غزت جميع المجتمعات ان كانت غريبة هو شرقية، وهو أمر غريب، نظرا للانفتاح الجنسي الكبير في الغرب، وهذا الامر يجعل من التساؤل حول الأسباب الحقيقية لمراجعة هذه المواقع، فهل هو حقيقة كما يروج الكثيرون ( الكبت الجنسي ) ؟ اذا لماذا يقوم من يمتلكون الحرية الجنسية بمشاهدتها، والاستفهام الأخر، لماذا حتى المتزوجون يقومون بمطالعة هذه المواقع ذكورا وإناثا ؟، سنخوض في هذا المقال في البحث في بعض الأسباب التي تؤدي الى هذه الخطيئة، ومحاولة البحث في إضرارها، وطرق التوقف عنها .
لماذا يدمن الإنسان على المواقع الاباحية :
الفضول : تبدأ رحلة الإنسان مع هذه المواقع من الفضول، فهو يحاول استكشاف أشياء لا يستطيع رؤيتها في الواقع أولا، اولا يستطيع تجربتها في الواقع ثانيا، وهذا الامر ما يجعل ادمان هذه المواقع حاصل حتى في الدول التي تتمتع بالحرية الفردية والجنسية بصورة كبيرة مساواة مع تلك المجتمعات التي تعاني من الكبت الجنسي، وبين المتزوجين والعزاب، فالانسان يصاب بالملل من تكرار ذات الفعل في العادة ويبحث عما لا يعرفه .
بعد ان يلف الفضول هذا الانسان بصورة كبيرة، يتحول الامر الى ما يشبه الادمان، فهو يرغب بمشاهدة هذه المواقع دائما، وفي مختلف الاوقات، ولا يطيق ان يفترق عنها لفترات طويلة، ومما يزيد من ادمانه عليها البحث المتواصل عن مواقع جديدة، وافكار اباحية جديدة، وهذا ما يفهمه ايضا اصحاب هذه المواقع والتي يسعون الى تقديم كل ما هو جديد .
توفر اوقات الفراغ وهو من اهم الاسباب، فعندما لا يجد الانسان ما يقوم به يوميا، وتتوفر له الساعات دون عمل، ينزع الى القيام بمثل هذه الامور، والتي تؤمن له عاملين، توفر اشباع الغريزة الجنسية، ومن ثم القضاء على الوقت .
ما هي اضرار المواقع الإباحية :
اضرار جسدية : فالشخص الذي يعتاد على مثل هذه الامور، سيعتاد على العادة السرية أيضا، وبالتالي فإن الاضرار التي تصيب المدمنين على العادة السرية سوف تصيب جسده، كالإجهاد للجهاز العصبي والبصري، والجهاز التناسلي، وغيرها.
اضرار نفسية : وهذه الاضرار يمكن ذكرها بالاتي :
اشارت دراسة بريطانية الى ان المدمن على مشاهدة المواقع والافلام الاباحية تنخفض نسبة الذكاء عنده وقد يصاب بالغباء وهذه الدراسة صادرة عن جامعة كامبردج المشهورة .
قد يصاب المدمن على هذه الافلام بالشذوذ الجنسي، وهي تساعد على انتشار الشذوذ الجنسي، وقد لا يصل مدمن هذه الافلام الى النشوة الجنسية الا بواسطتها ولا يصل الى المتعة عن طريق الاتصال الطبيعي .
اضرار مادية : ان الادمان على هذه المواقع يشابه الادمان على باقي المواد الاخرى كالمخدرات، فهي تسيطر على التفكير، والتخيلات، ولهذا لا يستطيع الشخص المدمن عليها من التوقف عن التفكير في الجنس، وهذا ما يجعله يفقد تركيزه وجهده عن العمل، والانتاج، وبالتالي يسبب له الخسائر المالية .
ما هي النصائح حتى يستطيع الإنسان التوقف عن مشاهدة المواقع الاباحية :
اغلاق هذه المواقع :
ويمكن عمل قفل لهذه المواقع على الحاسوب الذي يعمل عليه المدمن، فهناك العديد من البرامج التي يمكن استخدامها لهذه الغاية والتي تساعد على اغلاق وقفل هذه المواقع الاباحية ( Block )، ومن اشهر هذه البرامج ( AOBO)، ويمكن تحميله الى اي حاسوب ومن ثم اغلاق المواقع التي يرغب بعدم مشاهدتها . ويمكن لاي شخص ان يبحث وعبر الانترنت عن برامج مشابهة لهذه الغاية ولضمان عدم فتح مثل هذا الموقع .
النية والعزم :
على الشخص الراغب بالاقلاع عن هذه المواقع ان يكون صادقا في عزمه على ذلك، وبالتالي عدم سقوطه في فخ الضعف بين الحين والاخر، وتجاوز تلك الفترات من الضعف، بل ان يكون متماسكا وجادا في سعيه، نحو الغاية التي يرغب بها .
ملء اوقات الفراغ :
وحتى يبقى هذا الشخص جادا في مشروعه نحو الخلاص من هذا الادمان، عليه ان يجد الوسيلة لملء الفراغ، ان كان بواسطة ايجاد الوظيفة المناسبة له، هو ايجاد الهوايات الصحية والمناسبة كممارسة الرياضة، وعليه ان يرافق من الاصدقاء ممن يملكون الاخلاق الحميدة والتس تساعده على التخلص من ادمانه .
الوازع الديني والاخلاقي :
يلعب الدين والاخلاق والقيم دورا كبيرا في مثل هذه الغايات، فهي تساعد على بناء الاركان السليمة للتفكير، وبالتالي فرز الامور الصائبة من تلك الغير صائبة، وهي تساعده ادراك رغباته واحلامه ضمن طريق سوي وتبعده عن تلك السلوكيات غير الرشيدة .
مراجعة مختص بمعالجة هذا الادمان :
اذا لم تفلح تلك الوسائل مجتمعة فعلى هذا الشخص ان يراجع احد المختصين في المعالجات النفسية والذي قد يكون هو الاقدر على اعطائه الحل الاسلم والعلاج الافضل لتلك المشكلة .