تعتبر نظافة الطفل وتطهيره من الميكروبات والجراثيم أحد أهم وأبرز الأمور التي تشغل بال الأمهات طوال الوقت خاصةً إذا كان أطفالهن في مرحلة مبكرة جدًا من العمر وحديثي الولادة، وكانت أولئك الأمهات حديثي العهد بالولادة وغير مدركين لطبيعة التعامل مع ذلك الكائن الملائكي الجديد الذي حباهُنَّ الله إياه، وهنا تظهر التساؤلات حول كيفية التعامل معه ومع مختلف تصرفاته ومتطلباته وكيفية فهمه وما يحتاج إليه لضمان الحفاظ على صحته أفضل ما يمكن، ومن ضمن أبرز تلك التساؤلات لا شك نجد الحديث حول تنظيف فم الطفل الذي يكون عرضة للميكروبات والفطريات معظم الوقت، كما تتساءل الأمهات دومًا عن طريقة تنظيف لسان الطفل المولود من الحليب، وعن المشكلات الصحية التي قد تحدث وكيفية التعامل مع الأمور الطارئة أيًا ما كانت، وفيما يلي نسلط الضوء على فطريات الفم وفطريات لسان الطفل الرضيع تحديدًا، وسبل تنظيف فم الطفل من الفطريات والملوثات الأخرى، وأيضًا نشير إلى الطريقة المثلى لتنظيف لسان المولود من الحليب.
استكشف هذه المقالة
فطريات لسان الرضيع
تعتبر فطريات اللسان عند الطفل الرضيع أحد أبرز الأعراض الشائعة التي يصاب بها الأطفال في مثل هذا السن، وتكون نتائجها وعواقبها مؤلمة للطفل طوال الوقت وتجعله يبكي وأمه من حوله لا تعي ماذا تفعل، حيث تتسبب تلك الفطريات في إثارة الحساسية عند الطفل وشعوره بتهيج شديد في منطقة الفم وما حوله، وتعتبر فطريات المبيضات البيضاء أو تلك التي يطلق عليها فطريات الكانديدا هي السبب الرئيسي لذلك وهي تنمو طوال الوقت داخل الفم؛ حيث يبدو تأثيرها عبارة عن بقع بيضاء اللون على اللسان وفي داخل الحلق، وهي فطريات توجد في الأساس داخل الجهاز الهضمي لكل الأطفال وكذلك البالغين، ولكن السبب المرضي الأبرز في ظهورها هو إصابة الطفل بضعف المناعة بشكل كبير، وحينها تتزايد تلك الفطريات وتتضاعف وتكثر الشكوى حولها، ويسميها الأطباء أيضًا باسم مرض القلاع أو السلاق الفموي، وقد يتسبب تناول المضادات الحيوية بشكل غير مدروس في زيادة نسبة هذه الفطريات، إذ أن المضادات الحيوية قد تقتل البكتيريا الجيدة في الجسم وبالتالي تبدأ تلك الفطريات بعدها في التراكم، كما قد يكون تعرض الأم لأية إصابة بفطريات المهبل سببًا رئيسيًا في انتقالها للطفل في حال ولادته الطبيعية حيث تظهر نتائجها عليه بعد عدة أيام.
سبل الوقاية من فطريات لسان الرضع
هناك عدة سبل يجب اتباعها لضمان تنظيف فم الطفل وتطهيره ووقايته من الفطريات التي تصيب لسان معظم الأطفال في سن حديثي الولادة، ومن هذه الخطوات ما يلي:
- يجب على الأم أن تواظب دومًا على تطهير وتعقيم تلكم الأدوات التي تستعملها في تعاملها مع الطفل بشكل عام، سواء أدوات الرضاعة أو تلك اللهاية التي تضعها في فمه أو في يده وغيرها من أشياء قد يتعامل معها بفمه.
- يجب على الأم أن تحتفظ بالحليب في زجاجة خاصة بالطف وتوضع في الثلاجة لكي تضمن أن تقتل الفطريات ولا تدع لها مجالًا للتكاثر طوال الوقت وتتراكم في الحليب.
- في كثير من الأحيان تشعر الأم ببعض الآلام في حلمة الثدي وتبدو المنطقة أكثر احمرارًا، ما تتعامل معه الأم على أنه أمر طبيعي نتيجة الرضاعة، ولكن في الغالب تلعب الفطريات دورًا كبيرًا في هذا الأمر ولذلك يجب أن يتم علاجها في أسرع وقت ممكن بعد اللجوء للطبيب الذي في الغالب سيطلب استعمال بعض المراهم والكريمات المناسبة، حتى لا تنتقل تلك الفطريات إلى فم الطفل وبالتالي تصعب مهمة تنظيف فم الطفل .
- يجب على الأم وباستمرار أن تحرص على تبديل وتغيير الحفاظات وعدم إهمال هذا الأمر لفترات طويلة، حتى لا يتسبب في انتشار الفطريات والبكتيريا لمختلف أنحاء جسمه الضعيف الغير محمي من وسائل مكافحة العدوى.
- من سبل الوقاية من إصابة الطفل بالفطريات، أن يجب على الأم الحرص على معالجة الفطريات المهبلية لديها وهي حامل في جنينها، وذلك لأن تلك الفطريات من السهل جدًا أن تنتقل إلى الطفل في حال خضعت لعملية ولادة طبيعية.
- يُنصح بأن يتم غسل زجاجة الحليب المخصصة للطفل وكذلك المصاصات واللهايات التي توضع لها وذلك من خلال غليها كل يوم تقريبًا ولمدة 20 دقيقة، وكذلك ينصح بنقع تلك الأغراض في محلول مكون من مزيج الماء والخل على التساوي، وبعدها تُترك تلك الأغراض حتى تجف.
- يُنصح بعدم استعمال زجاجة الحليب في حال مرت ساعة من الزمن ولم يتم استعمالها، كما أنه يجب الاهتمام بغلي تلك الزجاجة جيدًا بعد أن ينتهي الطفل من تناول الرضعة مباشرة، وبعد ذلك يجب الحفاظ عليها نظيفة تمامًا وتوضع في الثلاجة أو في أي مكان آخر بشرط كونه مكانًا جيد التهوية.
- يجب على الأم أن تنظف حلمة الثدي على الدوام بقطعة نظيفة من القماش المبلل بالماء الساخن وذلك حال كانت الأم مصابة بفطريات في هذه المنطقة، أما في حال لاحظت عند تنظيف فم الطفل أنه مصاب هو الآخر بفطريات في فمه، فإن عليها وضع قطعة نظيفة من القماش على ثديها بهدف منع انتقال أيٍ من الفطريات إلى ملابسها.
- يجب على الأم الاهتمام بإعطاء طفلها بعض الماء يتناوله بشكل مباشر بعد تناول أيٍ من المضادات الحيوية أو بعد تناول أيٍ من الأدوية التي تحوي مادة الكورتيزون.
علاج فطريات اللسان عند حديثي الولادة
تختلف حالات إصابة الأطفال بفطريات اللسان تلك من حيث شدة الإصابة وعمر الطفل وما إلى ذلك من أمور، فقد نجد هنالك بعض الحالات الخفيفة التي أثرت فيها الفطريات بشكل سطحي ومحصور جدًا وهذه الحالات في الغالب لا تتطلب أي علاج طبي ولكن فقط بعض الوقاية لضمان عدم انتشار الأمر، بينما في حالات أخرى تكون الأوضاع قد تفاقمت واستطاعت الفطريات أن تترك مكانها بقعًا بيضاء على اللسان والحلق من الداخل، وفي هذه الحالات يجب على الأم أن تراجع الطبيب في ذلك، والذي في الغالب يطلب إعطاء الطفل بعض المضادات الفطرية لمدة لا تقل عن أسبوعين أو كما يقدر هو حالة الطفل المصاب، ولكن يجب على كل حال أن تلتزم الأم بالجرعات المحددة دون زيادة أو نقصان، وهذه الحالات قد تعود لتظهر وتتكرر مرة أخرى بعد توقف العلاج وفي هذه الحالة تعود الأم بنفس الدواء مجددًا، وهي في الغالب حتى لو كانت شديدة فإنها حالات غير خطرة بالقدر الذي يستدعي الخوف والقلق الشديدين، ولكن في أحيان نادرة جدًا يكتشف الطبيب وجود سبب آخر خطير تسبب في هذا الأمر.
وعلى نقيض بعض حالات الإصابة الخفيفة التي تختفي من تلقاء نفسها، فإننا نجد في الحالات المضاعفة بعد الأعراض الشديدة مثل ظهور تسلخات كبيرة في منطقة الحفاضات في حال إصابة الطفل بهذه الفطريات، وفي حالات أخرى تكون الأم هي المصابة بذلك وتعاني من مشكلة تشقق حلمة الثدي وآلامها التي تكون قد انتقلت من فم الرضيع إليها أو العكس، وفي معظم الأحوال يطلب الطبيب بتناول مضاد الفطريات لمدة أسبوعين مع ضرورة إضافة بعض الزبادي إلى غذاء الطفل وذلك وفق عمره وقت الإصابة؛ وذلك لأن الزبادي من الأطعمة التي تحوي كميات كبيرة من البكتيريا الجيدة التي تسهم بشكل كبير في القضاء على الفطريات الضارة وتساعد في تنظيف فم الطفل بطريقة طبيعية.
في معظم الأحيان يحتاج علاج فطريات الفم عند الأطفال لفترة من أسبوع إلى أسبوعين على أقصى تقدير، ولكن في بعض الأحيان يطول الأمر فيتجاوز الثلاثة أسابيع، وفي هذه الحالة يجب على الطبيب أن يراجع تلك الجروح أو القرحات والتأثيرات المرضية التي تركتها الفطريات وطلب عمل تحليلات شاملة للطفل للتعرف على ما إذا كان هنالك أمر ما، أو الكشف على الأم كذلك لأنها قد تكون مصدر تلك الفطريات التي انتقلت للطفل حديث الولادة عبر الرضاعة، وعلى كلٍ يجب على الأم أن تكثر من إعطاء الطفل سوائل باردة إلى حد ما لتخفف عليه أية آلام في الفم والحلق، وبطبيعة الحال يكون الطفل عازفًا عن تناول أية أطعمة شبه صلبة حتى لا تزيد آلام اللسان واللثة ويطلب السوائل بشكل دوري.
تنظيف فم الطفل من الفطريات
بالإضافة لسبل العلاج الطبي التي يصفها الطبيب من مراهم توضع على المناطق المصابة بهذه الفطريات حتى تزيلها وتقتلها، فإن هنالك أيضًا بعض الإرشادات التي يجب على الأم مراعاتها لضمان تنظيف فم الطفل تمامًا من هذه الفطريات، وكله يتمحور حول تنظيف الأغراض المستخدمة في الرضاعة وكذا تأكد الأم من نظافة ثديها تمامًا قبل الرضاعة وأنها لا تعاني من أية أمراض أو أعراض فطرية وبكتيرية، إذ أنه من السهل أن تنتقل تلك الأعراض جميعها إلى فم الطفل مسببة مشكلات صحية أخرى.
كما يمكن تنظيف فم الطفل من الفطريات من خلال استعمال قماشة جافة وتعقيمها بالماء الدافئ والحرص على سح لسان الطفل بشكل دائم لمسح وإزالة أية فطريات حالية قبل أن تتكاثر، وكذلك وضع العقبات أمام الفطريات حتى لا تستقر في هذا المكان الغير ملائم الذي يتم تنظيفه بشكل دوري معظم الوقت، وإلى جانب ذلك على الأم الالتزام بتعليمات الطبيب فيما يخص جرعات العلاج المضاد للفطريات.
أعراض إصابة الرضيع بفطريات اللسان
هناك العديد من الأعراض الشائعة التي تصيب الأطفال حديثي الولادة حال تعرضهم للإصابة بفطريات الفم، وهذه الأعراض نذكرها فيما يلي:
- تظهر بعض البقع البيضاء على لسان الطفل وفي مختلف أنحاء فمه وكذلك على اللثة ويكون من الصعب إزالتها بالمسح العادي، وفي بعض المضاعفات قد ينتقل تأثيرها إلى المريء والبلعوم والأمعاء محدثًا أضرارًا أخرى.
- في حال كانت الأم تتبع أسلوب الرضاعة الطبيعية كثيرًا، فإن الفطريات من السهل أن تنتقل إلى ثديها ويؤدي لبعض التقرحات.
- يعاني الطفل كثيرًا من حدوث تشققات الجلد عند منطقة زوايا الفم، وذلك لضعف مناعته وضعف الأنسجة والأغشية المكونة لبشرته التي تندثر أمام بطش تلك الفطريات.
- قد يشعر الطفل في أحيان كثيرة بعدم الراحة عند الرضاعة ويتعرض لآلام تبكيه.
- قد تنتقل الحساسية إلى الحفاض ويتألم الطفل عند جلوسه خاصةً إذا كان الجو حارًا.
مضاعفات إصابة فم الطفل بالفطريات نتيجة عدم تنظيف فم الطفل
هناك الكثير من الأعراض التي تصيب الطفل أو الأم حال الإصابة بفطريات الفم، ولكن هذه الأعراض حتى وإن كان يتم القضاء عليها سريعًا سواء تختفي من تلقاء نفسها أو بتناول مضادات الفطريات والزبادي، فإن هنالك بعض المضاعفات التي قد تظهر في حال لم يتم علاج الأمر سريعًا، ومن هذه المضاعفات ما يلي:
- قد تنتقل تلك الفطريات إلى ثدي الأم مسببة بعض التشققات في حلمة الثدي وآلام في تلك المنطقة وما حولها، ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد حتى ينتقل الألم إلى أعماق الثدي وتصبح الأم عاجزة عن ممارسة أمور حياتها الطبيعية دون الشعور بالألم حتى عند التنفس.
- في بعض الأحيان النادرة جدًا، نجد أن الفطريات تنتقل من فم الطفل إلى منطقة البلعوم والمريء وبعدهما تنتقل إلى الأمعاء، وبالتالي تسبب بعض الخلل في الجهاز الهضمي كالإسهال على سبيل المثال، وكذلك تحدث خللًا في امتصاص الغذاء من الطعام.
- في بعض الأحيان النادرة كذلك، يحدث وأن تنتقل تلك الفطريات إلى فتحة الشرج عن طريق التبرز، ما يؤدي لظهور بعض القرح والتسلخات الجلدية حول منطقة الشرج وما إلى جوارها تحت الحفاض، وهو ما يسمى أحيانًا بالتهابات الحفاض.
- من المعلوم أن الأطفال حديثي الولادة تكون المناعة لديهم أضعف ما يكون، ولكن في بعض الأطفال تكون المناعة لديهم منعدمة تمامًا، وبالتالي تفاجأ الأمهات بأن تأثر الإصابة بالفطريات تلك انتقل سريعًا ليشمل مختلف أنحاء الجسم، وقد يسبب فيما بعد مضاعفات أخرى خطيرة.
طريقة تنظيف لسان المولود من الحليب
يحتاج تنظيف فم الطفل من الحليب لرعاية كبيرة وعناية واهتمام بالغ لضمان صحة الطفل؛ لا سيما وأنه يعتبر معدوم المناعة ولم تنمُ لديه وسائل دفاع ضد البكتيريا والفطريات التي قد تنتج عن تراكم الحليب في فمه، ولذا يجب على الأم أن تتبع مثل هذه الخطوات لضمان تنظيف فم الطفل على الوجه الأكمل:
- بدايةً يجب على الأم أن تحضر فرشاة خاصة بهذه الأمور وتباع في الصيدليات، وهي فرشاة ناعمة جدًا حتى لا تجرح أنسجة الطفل اللينة، ولها مقبض صغير تمسكها منه الأم لتتحكم فيها داخل فم الطفل الصغير.
- باستعمال هذه الفرشاة على الأم أن تنظف فم الطفل وتطهره مما به من شوائب مرتين إلى ثلاث مرات خلال اليوم صباحًا وعصرًا ومساءً، وأن تحرص على ذلك دومًا وألا تدع مجالًا للفطريات كي تستقر وتنمو وتصيب لسان الرضيع وحلقه.
- يمكن للأم خلال عملية تنظيف فم الطفل أن تضع كمية مناسبة من معجون الفلورايد على أطراف الفرشاة لضمان تنظيف وتطهير أكبر وأفضل.
- يجب الاهتمام باللطف عند التعامل مع فم الطفل فهو لا زال لينًا لا يتحمل الخدش والفرك بقوة؛ ولذا يجب تمرير الفرشاة برفق على لسانه وحوله فمه، مع التأكد من أنه تم تنظيف كامل الفم وكذلك منطقة ما تحت وفوق اللسان أيضًا؛ إذ أن البكتيريا والفطريات في الغالب قد تعلق في مثل تلك المناطق الرطبة.
- عند غسل أسنان الطفل يمكن أيضًا استعمال كمية قليلة جدًا من معجون الأسنان، وينصح الأطباء دومًا بعدم الإسراف في غسل فم الطفل بالمياه حتى لا ينزلق إلى رئتيه، فيمكن للأم أن تكتفي بالفرك بالفرشاة وقليل جدًا من المعجون دونما أية حاجة لاستعمال المياه.
- ينصح الأطباء بضرورة تغيير فرشاة الطفل تلك كل فترة قصيرة، كما أنه من الضروري جدًا الإسراع بتغييرها عند ملاحظة تلف الشعيرات الخاصة بها بهدف ضمان الحفاظ على الطفل من أن تدلف إلى فمه أية أجسام غريبة تساقطت من الفرشاة، وهو لا زال عديم المناعة وقد يصاب بأية قرحات نتيجة لذلك.
- من خطوات ومراحل تنظيف فم الطفل كذلك، أن تقوم الأم بتغطية إصبعها بقطعة من القماش النظيف داخل فم الطفل الرضيع ونقعها في كمية مناسبة من الماء الدافئ أو الفاتر ولكن بدرجة لا تتسبب في أية آلام للطفل الرضيع، ومن ثم تبدأ في مسح اللسان جيدًا وبكل رفق ولين، وينصح الأطباء بمداعبة الطفل ودغدغته وملاطفته عند القيام بهذا الأمر حتى يفتح فمه قدر الإمكان، ولا شك هذه الطريقة تعطي الطفل قدرًا من الحنان واللطف والأمان والراحة، وتجعله يستجيب فيما بعد لفتح فمه، والأهم من ذلك كله أن تجفف الأم تلك المنطقة تحت اللسان وبين الشفاة واللثة لضمان عدم توفير بيئة صالحة لنمو وتكاثر البكتيريا.
- عند استخدام الأصبع والقماشة في تنظيف فم الطفل الرضيع ولسانه، فإنه يفضل تحريك الإصبع على شكل حلقات دائرية، وذلك لضمان جمع أكبر قدر ممكن من البكتيريا والقضاء عليها وأيضًا تنظيف الحليب وكشطه من اللسان بكل سهولة.
- عند تنظيف فم الطفل من الحليب لا يجب فقط الاكتفاء بمنطقة اللسان، بل كذلك منطقة اللثة وما بين الأسنان وخلفها وجوانب الفم وسقف الحلق وما إلى ذلك من مناطق في جوف الطفل، حتى لا تتراكم بقايا الحليب تلك وتتسبب في تراكم البكتيريا والفطريات عليها ليظهر فيما بعد ذلك ما لا يُحمد عقباه من أضرار.
- تباع في الصيدليات بعض الأغراض الصالحة للاستخدام في هذا الأمر وجميعها تكون معقمة ونظيفة، كما أن فرش الأسنان جميعها تكون خاصة بالرضع وأسنانها ناعمة للغاية، ولكن قبل كل شيء يجب مراجعة طبيب الأطفال لأن بعض هذه الأغراض قد تكون مصنعة من مواد ضارة أو غير صالحة للأطفال في هذا العمر.
- يشدد الأطباء على ضرورة استعمال أغراض التنظيف المخصصة للأطفال والمضمونة والمرخصة من وزارات الصحة، مع ضرورة تجنب استعمال أي من المساحيق أو المعاجين الخاصة بتنظيف الأسنان التي تتحول إلى رغاوى عند فركها في الحلق، وذلك لأن الرغوة لن تعمل على تنظيف فم الطفل وفقط، بل ستتسبب كثيرًا في حدوث جفاف للطفل الرضيع وما يعانيه على إثر ذلك من آلام وبكاء طوال الوقت.
ما سبق عرضه وتسليط الضوء عليه من مشاكل إصابة الفم بالفطريات وأعراض ذلك التي قد تكون مؤلمة جدًا على الطفل والأم على السواء، وكذلك المضاعفات التي كما رأينا -وإن كانت نادرة الحدوث- إلا أنها قد تتسبب في آلام حادة ومشكلات كبير بالأجهزة الداخلية للجسم وصحة الطفل بالكامل، فإنه يجب الاهتمام جدًا بعملية تنظيف فم الطفل وأن تتخذ الأم تلك العملية على محمل الجد وتراعي في ذلك كافة النصائح والإرشادات الطبية والوقائية والعلاجية في هذا الأمر لضمان عدم تطور الأمر لما لا يُحمد عقباه، كما أن التطور الصناعي الحديث قد وفر للأم العديد من الأغراض التي تمكنها من تنظيف فم الطفل سواءً من الفطريات أو من بقايا الحليب، ولذا على الأم أن تراجع الصيدلي وتطلب أغراضًا خاصة بالأطفال سواءً لحفظ الحليب أو للتعامل مع الطفل من خلال فرشاة خاصة وأدوات خاصة تراعي لين بشرة الطفل وأنسجته التي لا تتحمل الشد والجذب، كما أنه في السياق ذاته على الأم مراعاة تعلم سبل حفظ الحليب وكيفية تطهير وتعقيم الزجاجة الخاصة به ومواقيت وعدد مرات القيام بكل تلك الأمور.
ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.
أضف تعليق