تُعتبر عملية تنظيف سرة البطن أحد أبرز العمليات التي يجب على الإنسان القيام بها باستمرار من أجل ضمان المحافظة على جمال بطنه وأناقته، لأن ذلك النتوء الموجود في أوسطه، والذي هو موضوع حديثنا، ليس عيبًا خلقيًا أو شيء غريب على الجسم، بل إنه في الحقيقة شيء لازم في بطن كل إنسان ويُعتبر مظهر من مظاهر الجمال إذا تم المحافظة عليه وتنظيفه، هذا بغض النظر عن شكل السرة الذي يختلف من شخص إلى آخر، وذلك غالبًا حسب بيئة كل إنسان والصفات الوراثية التي يحملها، أما عملية التنظيف فهو أمر لا يُختلف عليه في أي زمان وفي كل مكان، عمومًا، دعونا في السطور القادمة نتعرف سويًا على سرة البطن وأهمية تنظيفها وكيفية فعل ذلك، وأيضًا بعض الأضرار التي قد تنجم عن التنظيف.
استكشف هذه المقالة
ما هي سرة البطن؟
قبل أن نتحدث عن عملية تنظيف سرة البطن فنحن بحاجة بالتأكيد إلى التعرف على تلك السرة عن قرب، فهي نتوء صغير ينشأ في وسط البطن، أو تحديدًا أسفل وسط البطن، وقد جرت العادة أن يعتبر البعض هذا النتوء رمز للقبح، لكنه في الحقيقة عكس ذلك تمامًا، ففكرة تخيل البطن بدون سرة غير مقبولة من الأساس لأنها رمز جمال، فقط كل ما ينقص أن يتم الاهتمام بتلك السرة وتنظيفها من وقت إلى آخر حتى تظهر بأفضل صورة.
سرة البطن ليست كما يعتقد البعض أيضًا أنها شيء مقتصر على البشر فقط، فهي موجودة في كل الحيوانات، ويُعتقد أن وظيفتها الرئيسية تتمثل في ربط بطن الطفل بالمشيمة بالنسبة للمرأة الحامل، لكن هذه الوظيفة بالتأكيد لا تجعل السرة شيء نسائي بحت، فهي تمتلك الكثير من الوظائف الأخرى، كما أن بعض الأنسجة الهامة تلتف حولها وتقوم ببعض العمليات الهامة أيضًا، وفي النهاية تبقى السرة أحد أهم علامات الجسم والشيء الثابت به.
أوساخ السرة
من الطبيعي أن تكون سرة البطن نظيفة ومُنمقة، لكن إهمال الإنسان الشديد لها وعدم اهتمامه بتنظيفها أدى إلى اتساخ تلك السرة وتجمع الشوائب والأوساخ بداخلها، وهذه الأوساخ نُطلق عليها نحن الأمشاج، والحقيقة أن تلك الأمشاج في الأصل هي من جعلت الإنسان يعتقد أن وجود السرة غير هام بالمرة، بدليل أنها قابلة للتلويث بسرعة، وبالطبع الرد على هؤلاء يكمن في أن أي جزء في الإنسان سوف يتم إهماله فبتأكيد سينتهي به المآل إلى نفس الحال، ولهذا من الأولى أن يتم الاهتمام بعملية تنظيف سرة البطن، وذلك حتى نحصل على الفوائد التي تُخلفها تلك العملية للجسم.
فوائد تنظيف سرة البطن
كما ذكرنا، تنظيف سرة البطن ليس مجرد عادة يتم القيام بها دون أي سبب، فهناك بالطبع العديد من الفوائد التي يُمكن الحصول عليها جراء القيام بهذا الأمر، والواقع أن كل الفوائد تتمحور حول تجنيب الجسم الإصابة ببعض الأمراض والأعراض التي بالتأكيد ستتسبب له في مشاكل أكبر مع استمرار عدم التنظيف، وعلى رأس هذه الأمراض الالتهابات.
التهابات السرة، بروز الاحمرار
عند إهمالك تنظيف سرة البطن فلا تتوقع أن تستمر الأمور كما هي عليها، فمثلًا لن تبقى نظيفة دون شوائب، وإنما ستمتلئ بهذه الأشياء، وليس هذا فقط، بل إن الالتهاب سوف ينال منها وتبدأ في الاحمرار، ثم بعد ذلك سيكون الألم رفيقك طوال الوقت، حيث ستلازمك حكة مستمرة بالإضافة إلى الشيء الذي لن تُحبه أبدًا، وهو تسلل رائحة كريهة منك وتشمم الناس لها، هذا ما سيتسبب به إهمالك بلا أي شك.
تأثر الأعصاب، أمر لا يُحمد عقباه
من الأمور التي يجب معرفتها أن تنظيف سرة البطن ليست مجرد عملية وقائية للجنين الذي يرتبط بها خلال فترة الحمل، بل إن هناك أكثر من مئتي عصب مرتبطين بشكل أو بآخر بتلك السرة، وبالتأكيد لن يظلوا متحملين كثيرًا لإهمالك تنظيف سرتك، وإنما مع الوقت سوف تبدأ تلك الأعصاب في إزعاجك وتسبيب الألم لك.
التشققات الجلدية، تشويه المظهر
كما ذكرنا، وجود السرة يُعطي نوعًا من أنواع الجمال للبطن، فقد تخيلوا أنه ثمة بطن لا تحتوي عليها وتخيلوا كم سيكون الأمر سيئًا، لكن هذا ليس كل شيء يتعلق بهذا الصدد، فهناك أيضًا بعض التشققات الجلدية التي ستبدأ بالظهور مع التغاضي عن تنظيف سرة البطن، تلك التشققات سوف تجعل منظر بطنك مُقززًا لدرجة لا تتخيلها، وسوف تتمنى ألف مرة ومرة أنك قد حافظت على سرتك ونظفتها، لكن الندم وقتها لن يفيد لأن التخلص من هذه الآثار سوف يأخذ وقتًا طويلًا.
أمراض داخلية، تأثير أكبر
إياك أن تعتقد أن مخاطر عدم تنظيف سرة البطن سوف تتوقف عند حد معين كبعض الأوساخ والأمراض الجلدية الظاهرة، فحتى الجهاز الهضمي سوف يناله نصيب كبير من هذا الإهمال، وربما يكون مآل الأمر في النهاية حدوث مشاكل هضمية تستدعي تدخل طبي، المؤلم أنك لن تكتشف سبب تلك المشاكل إلا بعد وقت طويل، مما يعني أن تأثير عدم تنظيف سرة البطن سوف يستمر لوقت أطول.
تراكم الأوساخ، تأثير ظاهر
عدم تنظيف سرة البطن سوف يجعل تلك السرة تتحول مع الوقت إلى مقلب زبالة صغيرة تتراكم فيه كل أوساخ الجسم، فهي مكان عصي عن ماء الاستحمام، وبالتالي سوف تتجمع كل أوساخ جسمك وتسقط في هذا النتوء لتعلن تراكمها به وتكوين أكثر المناظر التي ستراه في جسمك سوءً، ولا تعتقد أن مجرد وضع يدك داخل السرة سوف يُنهي الأمر ويُخرج كل القمامة الموجودة بها، وإنما ستحتاج إلى الكثير من طرق التدخل الأخرى.
تنظيف سرة البطن
بعد أن ذكرنا الفوائد التي سوف نجنيها من تنظيف سرة البطن والكم الهائل من الأمراض يمكن أن نتجنبها عند قيامنا بأمر بسيط كهذا فإنه من الطبيعي جدًا أن نذكر الآن الطرق التي يمكن من خلالها القيام بهذا الأمر، وهو تنظيف سرة البطن، والحقيقة أن الطرق كثيرة ومختلفة، لكننا سنذكر الأبرز منها والأكثر انتشارًا، وعلى رأسها استخدام القطن والكحول.
القطن والكحول، طريقة تنظيف مضمونة
من أوائل الطرق التي يمكن اللجوء إليها عند تنظيف سرة البطن هي طريقة استخدام القطن والكحول، والأدوات ببساطة عبارة قطعة من القماش النظيف بالإضافة إلى قطعة قطن، ويُفضل أن تكون من النوع الذي يُستخدم في تنظيف الجروح الموجودة في الأذن لأنه يُعتبر من أفضل أنواع القطن وأكثرها نظافة، هذا بالإضافة إلى كمية قليلة من الكحول، ويُمكن أن تكون من كحول بيروكسيد الهيدروجين، لكن السؤال الآن، ماذا نفعل بكل هذه المواد من أجل التنظيف؟
نبدأ بالشيء الأخير ذكرًا وهو الكحول، حيث يجب علينا في بداية التنظيف سكب جزء من ذلك الكحول على مكان السرة، ثم بعد ذلك ننتظر لمدة لا تزيد عن دقيقتين، وهي الفترة التي قد يحدث فيها الشيء المرجو، تحلل الأوساخ، والذي يحدث نتيجة لقوة الكحول وشدة تأثيرها، ثم في الخطوة التالية نستخدم قطعة القطن في تنظيف المكان الذي سكبنا فيه الكحول ومن المفترض أنه قد أدى إلى إذابة الأوساخ، ليأتي في النهاية دور قطعة القماش، والتي ستقوم بعملية التنظيف في موضع الوسخ، والتجفيف كذلك، وهي المهمة التي لن يسمح تكوين القطن من فعلها.
ماء الأكسجين والمطهر، طريقة فعالة وسريعة
يُستخدم كلا من المطهر وماء الأكسجين في الطريقة الثانية من طرق تنظيف سرة البطن، والأدوات المستخدمة ببساطة هي محلول المطهر، والذي يكون مصنوعًا كما هو معروف من زيت الأطفال الممزوج بالماء، وأيضًا ماء أُكسجين، وهو متوفر في كل الصيدليات، أما الشيء الثالث فهو الثابت معنا من الطريقة الأولى، القطن، ونعود لنكرر أنه يجب أن يكون من النوع المُستخدم في تنظيف الأذن لكونه الأنظف والأفضل بين جميع أنواع القطن.
طريقة الاستخدام أيضًا تتشابه مع طريقة الاستخدام في الطريقة الأولى، فكل ما علينا هو وضع الماء المُطهر وماء الأكسجين في داخل السرة ثم الانتظار قليلًا من أجل التحلل والبدء بعملية المسح باستخدام القطنة، وكذلك من الأفضل استخدام قطعة من القماش بعد هذه الخطوة من أجل ضمان التجفيف، وإن كان من الممكن ترك الأمر للهواء للتكفل به.
التنظيف باستخدام المياه الملحة
الطريقة الثالثة من طرق تنظيف سرة البطن يُمكن أن تتم بسهولة ودون الحاجة إلى أي شيء باستثناء المياه المالحة، فكل ما عليك هو إحضار شربة من هذا الماء وتخليل السرة بها مرة أو مرتين في اليوم الواحد لمدة أسبوع على الأقل، وستجد بعدها أن سرتك قد عادت إلى سيرتك الأولى التي ولدت بها، ليس هذا فقط، بل أنها أيضًا سوف تكون مكان غير مُحبذ للأوساخ بسبب الموالح التي ستتركها في موضع السرة، أرأيتم كيف يتم الأمر بسهولة؟
تنظيف سرة البطن بزيت الزيتون
زيت الزيتون كذلك يُمكن اعتباره من أهم المواد المُستخدمة في تنظيف سرة البطن، فكل ما عليك هو جلب بعض من ذلك الزيت ووضعه في مكان السرة وتنظف المكان باستخدام قطنة ثم بعد ذلك قطعة قماش، وهذه الطريقة يقوم بها غالبًا الأشخاص الذي يؤمنون بالعطور ويثقون بها، لكن من المُرجح أنها سوف تُسبب بعض الألم للشخص الذي يُنظف بهذه الطريقة، تمامًا مثلما هو الحال مع الفازلين الذي يُستخدم لنفس الغرض وبنفس الطريقة المذكورة.
تنظيف سرة البطن للحامل
الحامل بالذات يجب أن تهتم أكثر بعملية تنظيف سرة البطن، وذلك لأنها ببساطة الأكثر ارتباطًا بها بسبب جنينها، لكن عليها أن تُراعي عند فعل ذلك عدم استخدام المواد الحارقة أو أي مواد عمومًا من شأنها أن تُؤثر على ارتباط الجنين بالسرة، وإنما يكون التعامل في مثل هذه الظروف بهدوء أكثر ونظافة أكبر بكل تأكيد، والواقع أن الماء مع القطن والقماش هي أأمن الطرق للتنظيف، فهما مواد باردة لن تؤثر تأثير سلبي على الجنين، وحتى لو تركت الحامل سرتها دون تنظيف خلال فترة الحمل فهذا لن يضرها في شيء، الخطأ في التنظيف هو ما سيضر أكثر.
أضرار تنظيف سرة البطن
هل لتنظيف سرة البطن أضرار؟ سؤال بالتأكيد سوف يُثير اندهاش الكثيرين خاصةً بعد كل ما ذكرناه عن أهمية تنظيف سرة البطن وما يتم تفاديه من أضرار بسبب هذا الأمر، لكن نؤكد من جديد على أن الأضرار مُحتملة الحدوث إذا كنا نتحدث عن عملية تنظيف تتم بالصورة الخاطئة وبمواد خاطئة، كما أن البعض يعتقد أن الطبقة التي تتكون فوق السرة ونعتبرها نحن أوساخ هي في الحقيقة طبقة هامة ومطلوبة لحماية السرة.
ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.
أضف تعليق