نحتاج للكثير من تنشيط الذهن في الوقت الحالي، ذلك أن كل مفردات العصر تدفعنا للتكاسل حتى عن التفكير، هناك طوال الوقت أشخاص يفكرون بدلا منك ويبدعون بالنيابة عنك، وأنت تعرف منذ استعمال الهواتف الجوالة قد لا تستطيع تذكر رقم شخص تهاتفه ربما بمعدل يومي، هل تذكر رقم هاتف والدك أو والدتك؟ أم أنه مسجل عندك في هاتفك فحسب؟ وسائل الإعلام الآن تفكر بدلا منك وتنقل لك المعلومة الجاهزة وتوجه رأيك دون إعطاءك فرصة للتفكير بنفسك وتكوين رأيك المستقل، فهل هذه هي الطريقة المثلى؟ الحقيقة أن الشيء الذي لا يستعمل تتراجع جودته، والذهن الذي لا ينشط باستمرار يصبح بمرور الوقت في خبر كان، لذلك سنتحدث في هذا المقال عن كيفية تنشيط الذهن من أجل توليد أفكار إبداعية ومبتكرة.
استكشف هذه المقالة
المشي
لا أدري أي أديب أو كاتب كان يقول أن 90 % من أفكاره العظيمة كانت تأتيه أثناء المشي، المشي فعلا يعمل على تنشيط الذهن وتدفق الأفكار كما أنه رياضة عظيمة تنشط الجسد وهذا يعمل بدوره على تنشيط الذهن مما يجعل المشي من أهم وأكبر وسائل تنشيط الذهن وتدفق الأفكار، لذلك واظب على المشي بشكل يومي ولو حتى وأنت ذاهب إلى عملك قم بالتمشية ولو 20 دقيقة يوميا، ستكون فارقة جدا.
الاستحمام
الاستحمام من أفضل النشاطات التي يمكن أن تقوم بها ويعمل على تنشيط الذهن خصوصًا أنك تكون في بيئة دافئة وتستمتع بانسياب الماء على جسدك مما يصنع محاكاة لانسياب الأفكار على جسدك لذلك من أفضل ما يمكن أن تفعله من أجل تنشيط الذهن هو أن تقوم بالاستحمام من أجل أن تنشط ذهنك وتجعل الأفكار تنساب على رأسك بسلاسة وانسيابية.
الاستماع للموسيقى الهادئة
الاستماع إلى موسيقى هادئة خصوصًا مع إغماض العينين يجعلك تحيي حاسة التأمل لما تضعك فيه الموسيقى من حالة عظيمة من التأمل لذلك الاستماع إلى الموسيقى الهادئة من أفضل النشاطات التي تستطيع أن تقوم بها من أجل توليد الأفكار الإبداعية تلك التي تقع في منطقة بعيدة قليلا من ذهنك وتحتاج لبعض التنشيط من أجل استخراجها.
قراءة الشعر
أكثر نشاط يجعلك تشتبك بشكل مباشر مع أفكارك ويعمل على تفاعل ذهنك مع ما تقرأه هو الشعر ذلك لأنه مليء بالصور المركبة والأخيلة التي تحتاج إلى تركيز مما يجعلك نشط الذهن حتى تستطيع قراءة الشعر وتشربه بشكل كامل لذلك قراءة الشعر من أعظم ما يمكن أن تفعله لا من أجل تنشيط الذهن فحسب ولكن أيضا من أجل تفاعل أفكارك معه وإثراء وجدانك بأسمى الكلمات والمعاني.
مشاهدة فيلم جمالي
هناك عدة أنواع من الأفلام، الرعب والأكشن والجريمة والأفلام التاريخية ولكن هناك أفلام تشعر أنها لوحات فنية وكل كادر أو مشهد عبارة عن منحوتة فنية صنعت بيد فنان، أقرب مثال يحضرني لهذه النوعية بل يعد النموذج المثالي لهذه الأفلام الجمالية هو فيلم Loving vencent الذي شاهدته بالأمس، والمستوحى من قصة حياة ولوحات الرسام الفذ اللغز فنسنت فان جوخ، الفيلم سيمفونية فنية من بدايته وحتى نهايته صنع بيدِ فنانين خارقين ولا ريب أنني تدفقت إلى رأسي الأفكار في شتى المناحي بعد مشاهدته ويضيق المقام بالحديث عن أهميته من أجل تنشيط الذهن وإثراء المخيلة.
تتبع الأفكار حتى النهاية
عند التفكير في شيء معين تتبع أفكارك للنهاية ستجد أن ما انتهيت إليه لا علاقة له بمنبع الفكرة ذلك وأن أفكارك عبارة عن سلسلة مترابطة الحلقات وكل فكرة مرتبطة بما وراءها رغم تضاءل العلاقة بتمرير الحلقات بين بعضها ببعض ولكن هذا النشاط الذهني من أفضل الأنشطة لاكتشاف المناطق المظلمة في الذهن وإضاءتها.
لعب الألعاب التي تنشط الذهن
هناك العديد من الألعاب التي تنشط الذهن وتجعلك تربط هذا بذاك مثل توفيق الأشكال الهندسية كي تصنع خطا وتحرز نقاطا، أو حتى ألعاب الكلمات المختلفة وأبرز الألعاب التي تحضرني في الوقت الحالي هي لعبة وصلة التي تشبه إلى حد كبير لعبة الكلمات المتقاطعة، ميزة هذه اللعبة أنك تستطيع من خلالها أن تعتصر ذهنك للبحث عن معنى معين مرادف للغز أو ثبر أغوار أفكارك كي تتذكر صورة هذا الشخص وغيرها.
كيف تستمتع بذهن متقد طوال الوقت؟
والآن كيف يمكنك أن تستمتع بذهن متقد طوال اليوم وكيف يمكنك أن تقوم بنشاطات متواصلة تجعل ذهنك متقدا وصالحا لتوليد الأفكار والإبداع خصوصًا إن كنت تعمل في مهنة تجعلك دائما مطالبا بإخراج الأفكار الإبداعية والابتكارية وما أكثرها في الوقت الحالي.
الرياضة
من قال أن العقل السليم في الجسم السليم لم يكن يتحدث بشكل مجازي بل بشكل حرفي لأن العقل السليم فعلا ينشط بنشاط الجسم والجسم الذي ينشأ بشكل صحي وبنشاط بدني عالي ينتج عادة عقل سليم بنشاط ذهني على نفس الدرجة لذلك تعتبر الرياضة من أهم العمليات التي تعمل على تنشيط الذهن بشكل متواصل وتجعل ذهنك متقدا دائما لا يعاني من الخمول أو التبلد.
القراءة المستمرة والمعرفة
كلما قرأت حرفا كلما فتحت لك القراءة الكثير والكثير من المناطق في ذهنك وفتحت لك أفاقا واسعة وعن طريق القراءة تستطيع اقتحام أي نقاش وتستطيع تطوير طريقة تفكيرك لتصبح أكثر دقة وأكثر منهجية وأكثر قدرة على عرض الأفكار ونقدها والمقارنة بينها، وعن طريق القراءة والمعرفة والإلمام بأكبر قدر من المعلومات يمكنك الإلمام بحقائق الكون وتكوين رؤية شمولية عن الوجود.
الفنون ودورها في تنشيط الذهن
لا أدري أي فيلسوف قال أنه لولا الفن لهلكنا في هوة الحقيقة أو شيء من هذا القبيل وهذا حقيقي لأن الواقع برتابته وبرودته يجعل الإنسان مثل الآلة خصوصًا لو كان لا يوجد في يومه أي جديد بالتالي يجب على الإنسان أن يحيط نفسه بالفنون، السينما باعتبارها الفن الذي يجمع كل الفنون تحت مظلته، ثم الأدب والتصوير الفوتوغرافي والمسرح والموسيقى والفن التشكيلي والنحت والاستعراض وغيرها، كل هذه الفنون قادرة على إثراء مخيلة الإنسان وإثراء وجدانه والعمل على تنشيط الذهن وصقل الخيال.
التعرض لمواقف مختلفة
الحرص على التواصل الاجتماعي الحقيقي وجها لوجه والتعلم من المواقف والتجارب التي تتعرض لها من أكثر الأشياء التي تقوم بـ تنشيط الذهن بشكل عملي، وتعمل على إضفاء الخبرة على تجارب الإنسان فيما بعد ورحلته في الحياة، لذلك لا تتوانى عن التعرض للمواقف المختلفة أو اختبار الحياة من خلال التجارب المختلفة.
النوم الصحي
من أهم طرق تنشيط الذهن هو النوم الصحي وعدم تعريضه لساعات طويلة من السهر أو عدم النوم لأن هذا يقلل من كفاءته ويحط من قدرته على التفكير وتوليد الطاقات الإبداعية.
عدم تحميل الذهن فوق طاقته
عليك أن تجعل هناك وقتا للعمل ووقتا آخر للمرح ووقتا للتأمل ولا تقوم بتحميل الذهن فوق ما يحتمل حتى يستطيع توليد الأفكار الإبداعية لذلك لا ترهق نفسك بساعات العمل الطويل واجعل مساحة في يومك للانفصال والاسترخاء فحسب.
خاتمة
تنشيط الذهن من الأمور التي يلزمها الكثير من الممارسات ولكنها تصبح ممتعة إذا ما التزمنا بها لأننا نرى نتائجها في ذهن متقد ولامع باستمرار.
أضف تعليق