تملق الرئيس في العمل من أهم ما قد يوصلك إلى النجاح والترقية في العمل، أو بدونه قد تصل تجتهد دون مقابل وغيرك يأخذ النجاح بدون عناء. وكلنا نواجه تلك المشكلة بين اضطرارنا للنفاق حتى يرضى عنا هذا الرئيس، وبين رغبتنا في الحفاظ على كرامتنا أمام أنفسنا وأمام زملائنا. في هذا المقال سنتكلم عن أهم النقط التي يجب أن تفهمها حين يتوجب على تملق الرئيس في العمل، ونحاول في كلامنا أن نوضح السياسة اللازمة في الكلام والأفعال حتى لا تفقد كرامتك أمام أي شخص.
دليل تملق الرئيس بدون فقدان الاحترام الذاتي
السياسة في تملق الرئيس
من أهم أساسيات التملق، ألا يكون واضحاً للغاية وإلا سيكون مزيف ومكشوف ويأتي بالمصائب بدلاً من المنافع. فلا تكن مثل شحاذي الشوارع ترغب بعطف الناس حتى يمنوا عليك بالمال، لا تكن واضحاً أبداً في تملق الرئيس. لا تبتسم كلما مر ولا تقف مثل الخادم بجانب سيده تنتظر إشارة منه. لا تحاول أن توافق على كل ما يُقال مهما كان. حينها سيُقال عليك “متملق منافق” وهذا ليس في صالحك.
الفكرة تكمن في الحنكة والسياسة لإظهار هذا التملق. اختر الوقت المناسب ومن ثم حدد ما الذي ستستخدمه كسبب لتملق. حين يقول هذا الرئيس شيئاً وهو في الحقيقة لا يعجبك، فيمكنك أن تجد ولو شيئاً بسيطاً في كلامه حقيقي وصحيح وتركز عليه. اجعل كلامك مدعم بالأدلة على صحة ما يقوله وكأنك موافق عليه لسبب وجيه وليس لمجرد التملق. عندما تلاحظ تلك النظرة الراضية عليك من عيني رئيسك، فحينها يمكن أن تضيف ما تود أن توضحه من وجهة نظرك. فيكون لك نصيب من الحب عند هذا الرئيس لأنك بالنسبة له الآن شخص فعال ومشارك ومفكر، والأفضل من هذا كله أنه يتوقع أنك تفكر كما يفكر هو.
اظهر ولائك وطاعتك
تملق الرئيس في العمل يعتمد بشكل كبير على تلك النقطة. فأغلب المديرين لا يحبون ذلك الموظف المعاند المتكبر وصعب المراس، بل يحبون الطاعة وتنفيذ الأوامر بالشكل المريح وكأنها أوامر عسكرية. في بعض الأحيان قد يطلب المدير منك عدة طلبات وترى في هذا ظلم عن باقي الزملاء، لا تكن متبجح وترفض الانصياع بل اقبله واظهر رغبتك في الطاعة. بعد ذلك ابدأ بهدوء أن تتكلم مشقة العمل بخبث وأنك تحتاج إلى من يساعدك، ولكنك شخص جيد من الأول فسيوافق المدير على ذلك.
بعدها تستطيع أن تخرج نفسك من العمل لانشغالك بأعمال أخرى، لتظهر في الأخر بمظهر الطيب والطاهر والذي يخاف على مصلحة العمل. الفكرة هي ألا تكون صريح ومباشر أبداً، لأن الصراحة لا تصلح في العمل بل الخبث والمكر والحيلة هم الأصلح في الواقع حقاً.
اهتم بعملك وحاول أن تقدمه بشكل مباشر
بالطبع يجب أن تهتم بعملك، لأن التملق وحده لن يوصلك لنتيجة أكيدة. ولكن لا تنسى أن تقدم هذا العمل بنفسك للمدير، وتظهر احتياجك بالنصح منه حتى تتعلم. المدير سيفتخر بذاته في إحساسه باحتياجك إليه، وفي ذات الوقت سيرى اهتمامك وإخلاصك للعمل ليحبك أكثر ويفضلك عن غيرك. لا تنتظر من أحد أن يشهد عنك أمامه، ولا تنتظر أن يأتي هو بنفسه ليفتش عليك ويتصيد لك الأخطاء. حتى أخطائك لن تكون مهمة إن قدمتها بنفسك في صورة طلب للنصيحة.
لا تقدم الهدايا والمجاملات بشكل واضح
كثرة تكرار المجاملات ستجعل منك متكرر ومنافق. أما تقديم الهدايا بصورة مباشرة ستعتبر رشوة. لا تفكر في تقديم هدية لمناسبة عائلية أو لمناسبة عيد ميلاد مثلاً أو حتى في الأعياد، بل وقتها اكتفي بتقديم تهنئة رسمية بسيطة جداً وسريعة، تعبر فيها عن اهتمامك فقط. الوقت الوحيد المتاح لك لتقديم هدية هو في حالة فوز هذا الشخص في شيء يخص العمل أو مسيرته المهنية، وعلى الهدية أن تكون رسمية بسيطة مثل ساعة جميلة أو قلم راقي. وفي كل أيامك في العمل لا تجعل هذا الأمر يتكرر سوى مرة أو اثنتين فقط.
بالنسبة إلى المجاملات، فحاول ألا تكون متكررة وكثيرة. قدم المجاملة في محلها، وتدعها تتعلق فقط بأهمية وجود ذلك الرئيس في العمل وعن دوره الفعال. حاول أن تكون مبتكر ولديك سبب لتلك المجاملة، فالعادي أن يتم توجيه الكثير من المجاملات لرئيس العمل من كل العاملين. لتكون مميز امزج مجاملاتك بالأسباب. حينها لن ينظر لك بنظرة المتملق بل بنظرة الواعي والفاهم لأهميته في العمل. اجعله ينتفخ من كثرة الإحساس بالأهمية، لا مشكلة، ولكن لا تجعله يشك أنك تريد تملق الرئيس لا أكثر.
مع تملق الرئيس أنت لا تأخذ حقك بيدك
المدير يحب أن يشعر أنه الأب الروحي والقاضي للعاملين جميعاً. فإذا وقعت مشكلة بينك وبين زملائك فلا تحاول أن تأخذ حقك بيدك، بل اسبق الطرف الثاني واشتكي للرئيس، واطلب منه في كلامك أن يأخذ لحقك لأنك تعتبره الكبير. اظهر أنت بمظهر المحافظ المتقبل بعدالة ورئيسك في العمل. فإن أخذت حقك حينها ستكون مثل الابن المدلل، وإن لم تأخذ فحاول أن تأخذه بطريقة أخرى سياسية أيضاً بنفسك من هذا الزميل.
لا تكن الخادم النمام وحافظ على مبادئك
حتى لا تفقد كرامتك إذاً لا مبادئك. لا تخلط بين تملق الرئيس والتخلي عن المبادئ. إن فكرت يوماً بنقل كلام زملائك إلى رئيسك في العمل حتى تكون أنت الشخص المحبب عند مديرك، فأنت تفكر بطريقة خاطئة جداً. أولاً ستفقد حب وثقة زملائك وسيبدأ الكلام من حولك عنك وعن عدم أمانتك ولو تغير هذا المدير في يوم ستكون خسرت كل شيء. ثانياً لن تكسب كل هذا الحب في عيني مديرك كما تعتقد، فالمدير أيضاً سيشك بولائك وبأنك رجل لا يمتلك مبادئ وغير صالح سوى لتكون مجرد خادم مطيع يهينه كما يحب.
إن وددت يوماً أن تتقرب إلى مديرك فكن ذلك الشخص الذي يتكلم بالوقار والكلام الطيب عن كل من في العمل. وإن طُلب منك أن تشرح وجهة نظرك في العمل، فحاول في كلامك أن تتحدث في العموم وفي ظروف العمل بالكامل وليس عن الأشخاص. دافع عن مبادئك واعمل بها بطريقة سياسية، وإن استدعى الأمر بدافع عنها بالقوة. قد تخسر نقطة ولكنك ستكسب ألف نقطة أخرى بأنك رجل مبادئ.
اهتم بتفاصيل ما يُقال لك وإن تغيرت
أي مدير يحب المستمع الجيد، والمتطور حسب احتياجات العمل. في كل جلسة لمناقشة شئون العمل حاول أن تأتي في الميعاد ومركز على العمل. استمع جيداً لتفاصيل المتطلبات الجديدة، حاول تنفيذها. في بعض الأحيان قد يغير المدير كلامه بعد قليل، وذلك ليس من أجل التلاعب بكم بل لأن العمل متغير ويتطلب تغير الطريقة التي يسير بها لتناسب العصر الحديث في السرعة. كلما كنت سريع البديهة وملم بتفاصيل رئيسك لتعيد عليه ما يقوله، كلما رآك هو بالشخص الجاد الذي يوفر عليه عناء الشرح أكثر من مرة. تملق الرئيس بتلك الطريقة مفيد جداً بالنسبة لك. كن كما يحب هو ولو لم يعجبك. وإن تغير في كلامه، كن مناسباً لتغير السريع حتى تكون من المحببين إلى قلبه.
لا تضايقه بكثرة الأسئلة
تملق الرئيس يحتاج منك أن تكون قليل أو متوسط الكلام. لا تتكلم كثيراً ولا تكن شخص كثير المطالب وكثير الكلام وكثير الظهور أمام وجهه. فهو يمتلك غيرك الكثير ليرأسهم. لا تتوقع أن في كثرة الأسئلة تصبح الشخص الأكثر اهتمامًا بالعمل، بل بأهمية أسئلتك وتوقيتها المناسب. ليس على كل شيء أن يمر من أمامه بل الأشياء المهمة فقط، وبعد فترة من العمل ستعاد على معرفة أكثر ما يهتم له لتخبره عنه. في المقابل لا تحاول أن تفعل شيء من وراء ظهره وفي الأخير تبتسم في وجهه، اجعله مطلع على أهم ما في العمل بدون إزعاج.
خفيف الظل
قد يتوقع البعض أن خفة الظل وإلقاء النكات الكثيرة نوع من أنواع تملق الرئيس. ولكنها لن تجعل منك سوى أضحوكة الرئيس. الاعتدال في الأمر هو الأنسب فثقل الدم غير مرغوب فيه أيضاً. الأسلوب الرسمي مع الابتسامة الخفيفة وخفة الظل الموجودة في وقتها المناسب بالطريقة المناسبة المحافظة على أدب وأخلاق الحوار، هو طريقك الصحيح للتعامل مع رئيس العمل.
تملق الرئيس في حالة أن المدير امرأة
من أصعب وأجمل الحظوظ في نفس الوقت، أن تكون مديرك امرأة. وبالفعل الطريقة المناسبة صعبة جداً في التعامل معها، ولكن حين تدركها ستكون تلك المديرة خاتم في إصبع يدك. لأن النساء جميعاً حين يجيدون من يعرف كيفية التعامل معهن يصرن مثل الأطفال الصغار متعلقين جداً به. إليك بعض أهم النصائح لتملق الرئيسة في العمل:
- أولاً: لا تجامل جمالها في بداية المعاملة أبداً. المرأة إن شعرت ولو لحظة بأنك تقدم لها مجاملة على جمالها بشكل لافت ستنفر منك جداً. والمرأة في بداية عملها كمدير تحب أن يراها الناس بأنها جديرة بهذا المنصب، لذلك تعامل معها كأنها رجلاً في بادئ الأمر وقدم لها الاحترام الواجب. بعد ذلك عندما تتقرب لها يمكنك أن تجاملها كما تحب في إطار الأدب والأخلاق. مثلاً لا تجامل جمال ملامحها، جامل أناقتها في اختيار ملابسها. لا تجامل ما تضعه من عطر أو مستحضرات تجميل فأنت لست امرأة صديقة لها، بل جامل صرامتها ودقة عملها وإدارتها للعمل، فالنساء تحب ذلك النوع من المجاملات.
- ثانياً: لا تفكر ولو للحظة أن تظهر تحيز للرجال في كلامك عن النساء، ستفقد كل ما تحاول أن تعمل من أجله. بل ركز عن أهمية المرأة في العمل والحياة، فالنساء تحب الرجل الواعي لأهميتها حتى وإن كنت لا تصدق كلامك بالكامل، اعتبرها مجاملة طيبة.
- ثالثاً: كن بسيطاً في الكلام وإن توفر لك فرصة لتحكي فيها عن موقف طريف، فالنساء تعشق بساطة الكلام والقلب المفتوح والمواقف الجميلة. بهذه الطريقة أن تتقرب من قلبها جداً.
- رابعاً: كن مثل الأخ الأكبر، ورجل المواقف الصعبة. المرأة تحب التأكيد أن تشعر بالقوة من مركزها الجديد، ولكنها في ذات الوقت تعرف أنها امرأة ضعيفة وترغب في رجل يحميها. كن أنت ذلك الرجل الذي يوفر عليها التدخل في المواقف الصعبة التي تطلب رجال أشداء. ستكون حينها الرجل والفارس التي تستطيع أن تعتمد عليه وتسمع منه النصائح بآذان صاغية. هذا أفضل ما قد تفعله لتملق الرئيس في العمل إن كانت امرأة. تقبل في المقابل أن تكون هذا الأخ الأصغر، فلا تخجل من المشاركة في الطعام أو الشراب مع الزملاء والمديرة العمل.
أخيراً يا عزيزي القارئ، تملق الرئيس في العمل ليس بالأمر الهين إن رغبت في فعله بالطريقة المناسبة. بعد وقت طويل ستكون تلك الأمور مجرد طرق روتينية لا تحتاج للتفكير فيه ملياً وتنفذها بكل حنكة ببساطة.
أضف تعليق