متلازمة تكيس المبايض أو اختصاراً تكيس المبايض، هو واحد من أكثر أمراض النساء انتشاراً في العالم، حيث تصاب بها 10% من النساء بداية من سن المراهقة حتى مرحلة ما قبل انقطاع الطمث. وتعتبر الشعوب الشرق أوسطية من أكثر الشعوب إصابة بذلك المرض. تتميز المصابات بتكيس المبايض بعدم انتظام الدورة الشهرية والراجع لعدم حدوث الإباضة أو حدوثها على فترات متباعدة، ويؤثر هذا بالطبع على من يحاولون الحمل والإنجاب. وليست كل المصابات بتكيس المبايض يظهر لديهم نفس الأعراض، ولكنها تحدث بدرجات متفاوتة، ومن أهمها ظهور حب الشباب في مرحلة المراهقة، كثافة شعر الجسم، زيادة الوزن. فيا ترى ما هي أسباب الإصابة بالمرض، وما هي أعراضه، وما طرق علاجه، وهل تعتبر الأعشاب علاجاً فعالاً للشفاء من تكيس المبايض؟
ماهي متلازمة تكيس المبايض وكيف نحمي أنفسنا منها؟
المعرضات للإصابة بتكيس المبايض
لم يصل الطب الحديث إلى وقتنا هذا إلى الأسباب الحقيقية والمحددة للإصابة بتكيس المبايض، لكن هناك اعتقاد مرجح بأن تكيس المبايض مرضاً وراثياً، لذا نجده يكثر في حالات زواج الأقارب. وتبدأ أولى العلامات التي ينبغي للأم الانتباه إليها في حالة كونها معرضة وراثياً لهذا المرض، الانتباه لطفلتها في سن المراهقة، حيث تحدث زيادة سريعة للوزن، وكذلك تبدأ التغيرات الهرمونية السريعة في الحدوث. ولا شك أن اكتشاف المرض أو الاستعداد للمرض، يعتبر من أهم خطوات نجاح العلاج.
أعراض تكيس المبايض
بالإضافة إلى التحاليل الهرمونية والكشف بالسونار، يمكن التعرف على مرض تكيس المبايض عند ظهور واحد أو أكثر من الأعراض التالية:
- اضطراب الدورة الشهرية، أو تقطعها.
- تأخر الحمل بعد الزواج.
- زيادة شعر الجسم وخاصة منطقة ما فوق الشفتين والوجه والصدر والساقين.
- تساقط الشعر ويظهر هذا العرض في الحالات المتقدمة من تكيس المبايض.
- حب الشباب ودهنية البشرة المفرطة.
- السمنة، ولنا هنا أن نعرف أن تكيس المبايض والسمنة مرضين متلازمين يؤثر بعضهما على الآخر، فالمصابات بتكيس المبايض يزداد وزنهن وزيادة الوزن بدورها تزيد من حدة تكيس المبايض، لذا يُنصح بالعمل على إنزال الوزن والمحافظة عليه للمصابات أو للمعرضات للإصابة بتكيس المبايض.
- الاكتئاب وسوء المزاج، والإحساس بالدونية.
- ظهور بقع داكنة اللون تشبه الشامة، وخاصة في منطقة العنق وتحت الإبطين وتحت الثديين.
- ظهور الزوائد الجلدية في ثنايا الجسم، وخاصة لذوات الوزن الزائد.
- الإصابة بمرض السكري وخاصة عند زيادة الوزن.
- الإصابة بضغط الدم المرتفع.
- زيادة نسبة الدهون في الدم؛ الكوليسترول، الدهون الثلاثية.
- في الحالات المتقدمة الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والناتج عن زيادة الوزن وارتفاع نسبة الكوليسترول بالدم.
علاج تكيس المبايض
يتجه الطب إلى وضع بروتوكول دقيق لعلاج تكيس المبايض، والذي يشمل في البداية قياس نسبة الهرمونات بالجسم للوقوف على مدى تطور المرض. بعدها ينصح الطبيب بممارسة التمارين الرياضية المنتظمة مع إتباع نظام غذائي متوازن للعمل على إنزال الوزن. ولأن المصابات بتكيس المبايض ترتفع لديهن نسبة الأنسولين بالجسم فيما يعرف بمقاومة الأنسولين، مما يدفعهن لتناول المزيد من الأطعمة وخاصة السكريات، فإن الميتوفورمين من الأدوية التي تساعد بشكل كبير في الشفاء من تكيس المبايض كما تعمل على إنقاص الوزن وكبح الشهية.
المرحلة الثانية، والتي تخص السيدات التي يسعين للحمل، يبدأ الطبيب في تنظيم الدورة الشهرية للمريضة، وتحفيز المبيضين على إخراج البويضات عن طريق المنشطات، في محاولة للوصول لتبويض جيد. وينبغي الملاحظة هنا إلى أن منشطات التبويض إذا لم تؤخذ بإشراف طبي دقيق يمكن أن تؤدي إلى زيادة جدة تكيس المبايض.
أما بالنسبة للبشرة، فعندما تشتكي المريضة من ظهور حب الشباب، يمكنها التوجه لطبيب الأمراض الجلدية لإعطائها العلاج المناسب، وبالنسبة للشعرانية، فعند بدأها في إنزال وزنها وبعد أن تضبط الهرمونات عن طريق العلاج الطبي، يبدأ الشعر الغير مرغوب فيه بالتناقص تدريجياً، ويمكن كذلك اللجوء إلى علاجات الليزر التجميلية والتي تكون مفيدة في هذه الحالة.
كيف يعالج تكيس المبايض بالأعشاب؟
في ظل تطور الأبحاث الطبية واهتمامها بالرجوع إلى الطبيعة في العلاج، وخاصة العلاج بالأعشاب، يدور الحديث عن بعض الأعشاب وفعاليتها في علاج تكيس المبايض. تم إجراء عدد من الدراسات في جامعات الصينية للوقوف على حقيقة الأمر. أجريت دراسة على عينة من 133 حالة مصابة بتكيس المبايض، وتم إعطائهن جرعات علاجية من أعشاب طبية صينية، وتم التوصل إلى حدوث تبويض جيد لدى 50% من هؤلاء السيدات، مما يدل على انخفاض حدة تكيس المبايض لديهن. وتوصلت الدراسة أيضاً إلى أنه يمكن إضافة بعض الأعشاب للمساعدة في الشفاء من الأعراض المصاحبة لتكيس المبايض مثل زيادة هرمون الحليب بالجسم، ظهور الشعر الزائد وغيرها.
ولنستعرض معاً بعض الأعشاب التي يمكن تناولها للمصابات بتكيس المبايض:
- المريمية: تستخدم عشبه المريمية بعد انتهاء الدورة الشهرية وتوقف فور نزولها، ويشرب كوب منها يومياً يمكن تحليتها بملعقة من عسل النحل.
- خلطة الكمون والشمر: توضع ملعقة من بذور الكمون والشمر على كوب ماء مغلي وتغطى ويشرب ثلاث مرات يومياً قبل تناول الوجبة بنصف ساعة. وتساعد هذه الخلطة أيضاً على كبح الشهية وعلى تنظيم الهضم وتيسير نزول الدورة الشهرية.
- البردقوش: يعمل البردقوش على تنظيم الهرمونات بالجسم وكذلك على تخفيض ضغط الدم. توضع ملعقة في كوب ماء مغلي وتغطى لدقائق ثم تصفى وتشرب قبل الوجبة بنصف ساعة. ملحوظة هامة: يجب عدم تناول البردقوش في حالة وجود خمول في الغدة الدرقية.
- التمر وحب الرشاد وحبة البركة: ينزع نوى التمر ويفرم جيداً ويضاف إليه حب الرشاد وحبة البركة وتصنع منه كرات صغيرة يمكن حفظها بالبراد، تؤخذ منها حبة بعد الوجبات. تعمل هذه الخلطة على تنشيط المبيضين وضبط الهرمونات بالجسم مما يساهم في العلاج من تكيس المبايض.
- الحلبة: تعتبر الحلبة من الأعشاب الشهيرة في عالمنا العربي، وتمتلئ كتب التراث الشعبي والسيرة النبوية بفوائد الحلبة. وحسب الدراسات الطبية تعمل الحلة على تنظيم عملية الأيض بالجسم وتخفيض مستوى الأنسولين بالدم وكذلك تخف من نسبة الكوليسترول. تشرب الحلبة كمنقوع ولكن لا يستحب الإكثار منها حيث تعمل على فتح الشهية.
- القرفة: تعتبر القرفة من الأعشاب الحارقة للسعرات الحرارية، يمكن تناولها كمشروب أو إضافتها للطعام. وتستخدم القرفة كذلك للمساعدة على نزول الدورة الشهرية.
- النعناع: يحتوي النعناع على زيوت مهدئة كما يعزز من نشاط الهرمونات الأنثوية ويساعد أيضاً على تقليل الشعر الزائد بالجسم.
- بذور الكتان: تعمل بذور الكتان على تقليل نسبة الأندروجين والذي يرتبط بشكل رئيسي بهرمون التستوستيرون (هرمون الذكورة). لذا يمكن أن يكون مفيداً في حالات تكيس المبايض. يمكن إضافة بذور الكتان إلى الطعام وكذلك يمكن استعمال زيت الكتان في الطهي.
- العرق سوس: يعمل العرق سوس على تثبيط تكون هرمون التستوستيرون مما يساعد في علاج تكيس المبايض وتقليل ظهور الشعر في الجسم، ويفيد أيضاً في حدوث الإباضة.
- الريحان: تعتبر عشبه الريحان من الأعشاب الشهيرة والمستخدمة في مطبخنا العربي والعالمي، وغير مذاقها المستحب فإن لها فوائد كثيرة من ضمنها المساعدة على فقدان الوزن الزائد وضبط معدل الأنسولين بالجسم.
- كف مريم: كف مريم أو شاست بيري، وهي عشبه تستخدم بذورها في العلاج من عدة أمراض نسائية، من بينها تكيس المبايض. تعمل هذه العشبة على زيادة إفراز الهرمونات الأنثوية وتنظيم الدورة الشهرية.
خاتمة
في النهاية يمكننا القول بأن مرض تكيس المبايض من الأمراض الغير معروفة السبب، لكنها ليست من الأمراض الخطيرة أو التي لا يمكن الشفاء منها. على المعرضات للإصابة بهذا المرض لأسباب وراثية، الانتباه لزيادة الوزن، وعلى المصابات البدء بالحياة بطريقة صحية وممارسة التمرينات الرياضية، والابتعاد عن الدهون بشكل كامل، والاهتمام بتناول الخضروات والبروتينات والحبوب الكاملة. يمكن للأعشاب الطبية المساهمة في علاج تكيس المبايض، لكن ينبغي عدم الإفراط في تناولها، كما يجب كذلك الالتزام بالعلاج الطبي، فالأعشاب الطبية هي علاج تكميلي وليس علاجاً بديلاً لمرض تكيس المبايض.
أضف تعليق