تعد المعرفة حول الصخور وعلم تكون الصخور لهي من أوسع نطاق العلوم التي يمكن أن تخوض بها، وما تجد بها من متعة وتشويق وجمال يدفعك لأن تستمر ولا تتوقف عن تعلم المزيد والمزيد، ويعد هذا المقال من الأشياء البسيطة التي تعرف بها ماهية الصخور وأنواعها وتكونها وهو ما يفتح الباب أمامك إلى معرفة نوع من أنواع الصخور يجذبك لدراسته دراسة مستفيضة، وربما التوصل لاكتشاف جديد حوله نتيجة البحث فيه، فما حول علم تكون الصخور وأنواعها وصفاتها الكثير من الألغاز والأشياء الغريبة التي تجذبك وتأخذك إلى عالم آخر مليء بالجمال والبحث، ولعل هذا المقال يرشدك إلى ما يجذبك فعلا وينقل لك من جمال وفوائد تلك الصخور وطرق تكونها ما يجعلك تبدأ في دراسة هذا المجال والبحث فيه.
استكشف هذه المقالة
ما هي الصخور؟
في اللغة العربية تعرف الصخور على أنها المواد الجيرية التي تمتاز بقسوتها وصلابتها، ولكن هذا التعريف يتعارض عن تعريف الصخور في علم الجيولوجيا، حيث يتم تعريف الصخور في الجيولوجيا على أنها المواد التي تتكون منها قشرة الأرض سواء كانت مواد صلبة أو غير صلبة لأن التفريق بينهم لا يفيد شيء فقد ذكر التعريف أن كل المواد المكونة لقشرة الأرض هي من الصخور فالرمل الناعم الغير صلب من الصخور وأيضا الحجر الرملي الصلب من الصخور، وتنقسم هذه الصخور إلى عدة أنواع فمنها الصخور النارية والصخور الرسوبية ذات الطبقات والصخور الصهارية والصخور البركانية والصخور المتحولة، فمم تتكون الصخور عادة ومم يتكون كل نوع من تلك الصخور؟
ما المواد التي تدخل في تكون الصخور عادة؟
إن العلم يأخذ الصخور من جهتين الأول دراسة كيميائية للصخور والآخر معدنية أو طبيعية، في الدراسة الكيميائية تحل الصخور إلى عدة عناصر كيميائية معروف منها حوالي تسعين عنصرا حتى الآن، وتختلف تلك العناصر على حسب طبيعتها منه الغازي ومنها الصلب والسائل، أما الدراسة المعدنية أو الطبيعية للصخور فتعتمد على ما إن كان الحجر الجيري نقي أم غير ذلك أو متبلور أم غير متبلور، وتتكون الصخور من عناصر أولية أكثرها انتشارا الأوكسيجين والسليكون والألومنيوم والحديد والجير وغيرها من العناصر الأخرى، ويوجد الكثير من المركبات لهذه العناصر على قشرة الأرض ومن أشهرها الأكاسيد وهي الناتجة من اتحاد عنصر بالأوكسيجين، وهناك مركبات تتكون من اتحاد هذه الأكاسيد مع بعضها أو مع مركبات عضوية أخرى أو غير عضوية مكونة قشرة الأرض، وأغلب أنواع تلك الصخور يتكون من تجمد بعض المواد ذات درجات الحرارة العالية وعند برودتها تكون أنواع مختلفة من الصخور منها النارية والرسوبية والمتحولة وغيرها من الصخور التي قد تتكون في باطن الأرض أو على سطحها، هناك أنواع من الصخور تتكون نتيجة تفتت أنواع أخري وترسبها أو تحولها بسبب الحرارة العالية أو الضغط الشديد لنوع آخر أي أنواع أصلها نوع آخر من الصخور، كل هذه الأنواع وطرق تكوينها وأهم ما يميز كل نوع وخصائصها سيتم تناوله في هذا المقال فمم يتكون كل نوع من الصخور على حدا؟
تكون الصخور النارية
توجد مادة في باطن الأرض تسمى بالمادة الصهارة حينما تتجمد هذه المادة تتكون الصخور النارية، ويعد هذا النوع من الصخور هو الأساس لتكون جميع أنواع الصخور الأخرى، على سبيل المثال لتلك الصخور البازلت والجرانيت، وتتميز الصخور النارية بعدة خصائص منها أنها عبارة عن كتلة واحدة نراها في الطبيعة ولا تتكون من عدة طبقات مثل الصخور الرسوبية، كما أنها تمتاز بعدم وجود أية بقايا حية سواء كانت بقايا نباتات أو حيوانات فهي خالية تماما من الأحافير، وهذه الصخور تصنف على أنها صماء خالية من النتوءات بين حباتها، كما أنها تميل بلونها إلى اللون الأسود وذلك لاحتوائها على العديد من المعادن، وتختلف أحجام هذه الصخور على حسب سرعة برودتها فما يتجمد منها بسرعة يكون ذا حجم أصغر مما يتجمد منها ببطء.
تكون الصخور الرسوبية
نتيجة عوامل الجو والتعرية وأثرها على الصخور القديمة أدت إلى تفتتها وجاءت الرياح والأمطار بعد ذلك نقلت تلك الفتات وكان على هيئة رواسب حينها تجمعت تلك الرواسب بعد ذلك متراكمة فوق بعضها ومع مرور الزمن تماسكت وتصلبت وكونت ما يسمى بالصخور الرسوبية، وهناك عدة عوامل أدت إلى تكوينها فمنها صخور تكون بسبب الضغط الميكانيكي ويطلق عليها اسم الصخور الفتاتية ومنها الصخور الرملية أو الطينية، وأخرى ناتجة عن عملية كيميائية ومنها الحجر الجيري، وغيرها الفنلنت الناتج عن ترسيب مادة السيليكا، وهناك الفوسفات والفحم والطباشير وهي من الصخور الرسوبية العضوية أي المتكونة من رواسب الحيوانات والنباتات، وتمتاز الصخور الرسوبية بكونها ذات ألوان فاتحة تحتوي على المخلفات الحية والأحافير، كما أنها صخور ضعيفة للغاية وأحيانا ما تظهر الشقوق في تركيبها دلالة على ضعفها، كما أن الصخور الرسوبية بوجه خاص تتميز عن غيرها في تعدد فوائدها واستخداماتها فهي مصدر رئيسي لأهم المواد مثل الفحم والغاز الطبيعي ونجد أن الفحم بعد حرقه ينتج عنه مواد تستخدم في صناعة الأدوية والبلاستيك وكثير من المواد الصناعية، كما أن الجبس يدخل في صناعة البلاستر، كما أن الصخور الرسوبية تحتوي على أغلب خام معدن الحديد ولك أن تتخيل مدى أهمية هذا المعدن وخاصة في انه موجود خام لا يحتوي على شوائب، كما للصخور الرسوبية أهمية شديدة بالنسبة لعلماء الجيولوجيا باحتوائها على العديد من الأحفار وهذا ما سيتم توضيح أهميته بالنسبة لعلماء الجيولوجيا عند شرح فوائد الصخور فيما بعد، كما أن الصخور الرسوبية تحتوي على مادة الهاليت التي تستخدم في صناعة ملح الطعام.
تكون الصخور الصهارية
تنتج هذه الصخور عن طريق تجمد الصهارة وتصلبها وتسمى بالصهارية أو البطنية حيث أنها تتكون إما على سطح الأرض أو في باطنها، يتم استخدام هذه الصخور في تغطية جدران الحمامات والواجهات، وتتميز الصخور الصهارية بأنها تصل إلى الأرض عن طريق مصدرها ألا وهي البراكين فتقذها على سطح الأرض، وتمتاز أيضا بأنها تتكون في الجزء السفلي أو العلوي في الوشاح للقشرة الأرضية ولكنها تميل إلى الوجود أعلى ناحية سطح الأرض، وتتكون الصخور الصهارية من بلورات ولا تحتوي على أية بقايا كائنات حية وهذا بديهي نتيجة وجود الحرارة العالية التي تمنع نمو أي كائنات حية أو أحافير بداخلها وتمتاز بتماس حباتها، وتختلف أحجامها ولكنها تميل إلى الأحجام الكبيرة كما يختلف تركيبها تبعا لسرعة تجمدها وأيضا تختلف عن بعضها البعض في تركيبها الكيميائي لاختلاف العناصر المكونة لها، وهي ثلاث أنواع مقسمة تبعا للمسافة التي خرجت منها عن سطح الأرض حيث أن تلك المسافرة تخلق الفارق الكبير في التركيب والشكل، والثلاث أنواع هي الصخور الجوفية السحيقة وهي أبعدها عن الأرض وتكون خشنة ومتبلورة تبلور كامل، والصخور تحت السطحية وهي أقرب إلى سطح الأرض من النوع الأول وتتميز بأن حبيباتها يمكن رؤيتها بالعين المجردة ولا يوجد بها بلورات زجاجية، والنوع الثالث والأخير هو الصخور البركانية أو السطحية وهيه التي تتصلب على سطح الأرض وتكون على شكل أشكال هندسية.
تكون الصخور البركانية
يطلق عليها الصخور النارية أيضا وهي تعد أول نوع من الصخور تكون على سطح الكرة الأرضية فيمكن تسمتها بالصخور الأولية أو الصخور الأم، وهي ما تكونت منها أنواع الصخور الأخرى، وتكونت هذه الصخور نتيجة تصلب الصهارة وتبريدها بشكل مستمر، وللصخور البركانية عدة أنواع مثل الجرانيت وهو أكثرها انتشارا، ويعد الجرانيت صخر حمضي جوفي ذا ملمس خشن ومحبب وتكون أحجامة متوسطة وأحيانا دقيقة، وهناك أنواع أخرى مثل الداسيت والبجمانيت الذي يمتاز بخشونته وروعة بلوراته وصغر حجمه والتراكيت والبازلت الذي يستخدم في الطرق بشكل واسع.
تكون الصخور المتحولة
إن الصخور المتحولة من مجرد اسمها يجعلك تفكر لماذا سميت باسم المتحولة وليس لها اسم مميز لها مثل بقية الصخور، ويرجع هذا الاسم في كونها صخور تكونت نتيجة تحول نوع آخر من الصخور إليها أمثال الصخور النارية والرسوبية ويعود هذا التحول إلى سببين إما بسبب الضغط الشديد وإما بسبب الحرارة العالية وربما بالسببين معا، ومن أهم الصخور المتحولة الرخام، ولها خصائص تميزها عن غيرها من صخور ألا وهي متعددة الألوان ومن الممكن العثور عليها في الأماكن النشطة، كما أنها لا تزال تحمل خصائص الصخور التي تحولت منها فإن كان التحويل تم عن طريق تعرض صخور رسوبية للضغط والحرارة فتحمل خصائص الصخور الرسوبية وإن كان أصلها نارية فتحمل خصائص الصخر النارية.
فوائد الصخور
انصب اهتمام العلماء على دراسة الصخور وتقسيمها إلى عدة أنواع والبحث وراء كيفية تكوينها وهذا عائد للأهمية الكبيرة والفوائد العديدة لمثل هذه الدراسات والمعلومات، ولا شك في أن جميعنا يعلم بأن الصخور بها أهم العناصر التي يبحث عنها الجميع في يومنا الحالي ولا سيما الغاز الطبيعي والنفط، كما محل اهتمام الكثير من علماء الجيولوجيا حيث تضم العديد من الأحافير التي تساعدهم على التعرف على الحياة القديمة، كما أن الصخور مصدر كبير جدا للمعادن المهمة مثل الحديد والفوسفات والماغنسيوم وغيرها الكثير والكثير من المعادن التي يبحث عنها كل منا في يومنا الحالي، كما أن بعض الصخور تدخل في عمليات البناء بشكل واسع، وأحيانا ما تستخدم الصخور في صناعة أشياء جميلة مثل الزجاج وأخر باهظة الثمن حيث أنها تحتوي على أحجار كريمة، وأحيانا ما نستخدم بعضها في عملية عزل الصوت، كما أننا ندرك جميعا مدي أهميتها في حفظ المياه الجوفية فهي بمثابة خزانات للمياه الجوفية في باطن الأرض.
إن الصخور من الأشياء التي فرضت نفسها في عالمنا كأهم ما يمكن دراسته والتوجه لتعلمه والبحث فيه والتنقيب عنه لما تحتوي على فوائد عظيمة جدا للإنسان في كثير من مجالات الحياة المختلفة، كما أنها عالم مليء بالتشويق والمتعة وفيها الكثير من الأنواع التي لا تمل من البحث فيها ومعرفة كل ما هو جديد عنها، فهناك الصخور النارية والصخور الرسوبية والصخور البركانية والصخور المتحولة والصخور الصهارية كل هذه الأنواع لا تمل من دراستها ورؤية مدى روعة الخالق في صنعها وحقيقة تركيب وتكون كل منها فتكون الصخور بمثابة علم يتشوق له الكثيرين وينتاب الآخرين الفضول الشديد في معرفة كيف تكونت مثل هذه الأشياء القيمة والمفيدة جدا لحياة الإنسان.
أضف تعليق