تقنين الماريجوانا يختلف من مكان لآخر، فهناك العديد من الدول التي تسمح بها ويمكنك شراءها من الصيدليات أيضا وهناك العديد من يحظر تداولها وتباع في السوق السوداء، ولكن قبل كل هذا علينا أن نعرف أولًا ما هي الماريجوانا؟ وفيما تستخدم وكيف؟ ما هو تأثيرها ومدى انتشارها؟ وهل لها آثار سلبية ضارة أم ماذا؟ ولماذا يلجأ الكثيرون إلى الماريجوانا كوسيلة للمتعة؟ وهل الجميع يطلبها للمتعة فقط أم لنسيان ما في الحياة من بؤس؟ وفي الواقع سوف نجد مفارقة غريبة، وهي أن الدول التي تسمح بتناول الماريجوانا ترتفع بها مستوى المعيشة، ودخل الفرد بها مرتفع ولا يعاني أفرادها كما يعاني أفراد المجتمعات الأخرى، في حين أننا نجد أنها تمنع في المجتمعات التي تنخفض فيها مستوى المعيشة ويعاني أفرادها من أجل لقمة العيش مما يجعلنا نصل إلى نتيجة مفادها أن الماريجوانا مطلوبة في كل الحالات وهذه سوف تكون نقطة مهمة في طريقة منعها والتخلي عنها لآثارها الجانبية السيئة.
هل الاتجاه إلى تقنين الماريجوانا أمر صحي؟
ما هي الماريجوانا؟
الماريجوانا لها أسماء متعددة تختلف باختلاف البلدان حيث نجد مثلا: القنب الهندي، البانجو، الحشيش، الزطلة، الكيف، وهي نبات من النباتات المخدرة تستخدم على نطاق واسع بين الشباب على المستوى العالمي، يطلق عليها في الدول الغربية اسم شائع: “الماريوانا، وتعتبر من المواد المخدرة وتتكون من الزهور الكاملة المجففة وكذلك الأوراق المقابلة لها، ويتم قطفهما وتجفيفها ويتم تناولها من خلال السجائر أو الشيشة أو النرجيلة، وهي من المواد المهلوسة والتي لاقت قبولا وانتشارا كبيرين مما لها من تأثير سريع على الجهاز العصبي المركزي، حيث يشعر متناولها في فترة وجيزة بالبهجة والسعادة والاسترخاء والمرح، والمادة الفعالة الموجودة في الماريجوانا هو المركب الكيميائي هيدرو كانابينول والمعروف ب thc وهي تصل إلي الجهاز العصبي المركزي بسرعة من خلال الرئة إلى الدم ومنه إلى المخ ومنه إلى كل أعضاء الجسم. وتحاول الكثير من الدول العمل على تقنين الماريجوانا بسن القوانين الضابطة.
أضرار الماريجوانا
في عصرنا الحالي يتم اللجوء إلى الماريجوانا بشكل كبير بين فئات الشعوب المختلفة بشكل شبه يومي، وكما هو معروف أن الإفراط في أي شيء يمكن أن يؤدي إلى نتائج خطيرة، وهذا بالضبط ما حدث مع الماريجوانا حينما تم استهلاكها بشكل كبير مما أثر على صحة الفرد الجسمية والنفسية، وبما لها من أضرار متنوعة ومتعددة على الفرد بالطبع تنعكس على المجتمع ككل، وهذا ما أدى إلى منع تداولها في بعض الدول ومحاولة تقنين الماريجوانا عند البعض. والبعض الآخر يرى أنها من الحريات الشخصية للأفراد وليس للدولة دخل فيها. وبالنسبة لمن يعتبرونها حرية شخصية قاموا بوضع قوانين لحماية مصلحتها وتجنب أضرارها المحتملة في مقابل ترك حرية الاختيار تماما. ويمكننا الامتثال لشرب الخمر، فسوف تجد أنه متاح ليس به مشكلة لديها مع العلم بالنتائج الخطيرة المترتبة على الإفراط منها، فعلى سبيل المثال قيادة السيارة سوف تؤدي إلى حوادث جسيمه على الفرد والمجتمع، فكان الحل وضع قانون يجرم قيادة السيارة للمخمورين وليس منع الخمور.. وهكذا. ولكن ما هي الأضرار الطبية التي تصيب متناوليها إن كان لها أضرارا من الأساس؟ يُمكن إجمال أضرار الماريجوانا في التالي:
- الجهاز التنفسي، وهو الأكثر حصادا لأضرارها المحتملة، حيث يتم تناول الماريجوانا عن طريق الاستنشاق كالسجائر واللفافات، فتدخل إلى الرئة عن طريقه مما يعني أن أضرارها سوف تتركز على الجهاز التنفسي بشكل كبير ومقلق. تحتوي الماريجوانا على نسبة عالية من أول أكسيد الكربون مما يعنى حدوث خلل للجهاز التنفسي والرئة معا.
- السرطان، عند احتراقها يحدث الكثير من التفاعلات التي من الممكن أن تصيب الإنسان بالسرطان، وهو منتشر بصورة كبيرة بين المدخنين بالفعل.
- الجلطات القلبية، تدخين الماريجوانا يزيد من ضربات القلب مما يؤدي إلى ضعف عضلة القلب مما يعنى أن احتمالية إصابة الفرد بالجلطات القلبية كبيرة.
- الألزهايمر، يؤدي تعاطيها إلى حدوث خلل في الإدراك والانتباه والذاكرة والتركيز ويتضح ذلك من تأثيرها على المزاج بشكل مفاجئ مما يصل بنا في نهاية الأمر للإصابة بالألزهايمر.
- مشكلات نفسية، تبعا للحالة الشعورية المختلفة التي يمر بها والانتقال المفاجئ من مزاج إلى آخر والسعادة المبالغ فيها وحالة الانتعاش التي لا تتفق مع الواقع ربما يؤدي كل ذلك إلى مشكلات نفسية كالاكتئاب.
- للمرأة، في حالة تعاطيها يؤدي ذلك إلى خلل في مرحلة التبويض لدى المرأة واضطرابات في إفراز الهرمونات الأنثوية، ومن جانب آخر إذا تم تناولها خلال فترة الحمل ربما يؤدي إلى تشوهات للجنين، كما أنه يزيد من فرص الإجهاض.
- للرجال، يؤدي تدخين الماريجوانا إلى ضعف في إفراز هرمون التستوستيرون والذي بدوره يؤدي إلى تشوهات في الحيوانات المنوية ومن الممكن أن تكون المحصلة النهاية هي الإصابة بالعقم.
أضرار الماريجوانا، وجهة نظر أخرى
تدخين الماريجوانا منتشر جدًا وخاصة بين الشباب، وهو مجرد نبات مخدر خفيف يؤدي إلى الشعور بالنشوة والسعادة ويعدل من الحالة المزاجية، وتأتي أضراره من الإفراط في تناوله أو حتى تناوله بشكل دائم، أما الذين يستخدمون قليلا منها لا ضرر يُخشى منها، كما يؤكد ذلك استخدام نبات الماريجوانا في بعض الأدوية والعلاجات، وكما أنه استخدم أيضا في الطب الصيني والطب الشعبي لعلاج الكثير من الأمراض. وما زالت الدراسات لم تنتهِ بعد، مما يعنى أنه الاعتدال في تناوله مفيد والإفراط له آثار سلبية مثله مثل أي شيء آخر، ولا أحد ينكر أن هناك مبالغات للدعاية بأضراره لأغراض أخرى مثل الأغراض الدينية مثلا، ولا أحد ينكر أيضا أن الكثير من العلماء يتناولون الماريجوانا وهم مبدعون وينتجون لنا العلم. ومما لا شك فيه أن محاولات تقنين الماريجوانا والتي تسعى لها بعض الدول لم تأتِ بما هو مطلوب ولم ينجحوا فيه.
حقائق عن الماريجوانا
في الدول الفقيرة والمنخفضة الأجور ينتشر تدخين الماريجوانا مثل باقي المواد المخدرة لنسيان الواقع المؤلم الذي يعيشون فيه، ولكن في مثل هذه الحالات في الغالب يكون تناولها بشكل مفرط. وهم لا يعترفون أبدا بمبدأ التقنين في شيء ويميلون دائما إلى الإفراط في مثل هذه الأمور، مما يعني أن محاولات تقنين الماريجونا هنا لن تجدي نفعا، لأنه يريد التخلص من الواقع والهروب منه بشكل دائم لذلك لن يتوقف عن سرقة لحظات السعادة والمتعة التي يمر بها، أو إن شئت دقة: الهروب من واقع ملؤه البؤس والشقاء. وهنا تكمن المشكلة وتتزايد خطورة تعاطيها على عكس الأطراف الأخرى التي تجرب من وقت لآخر رغبة منها في التجربة والخروج من ممل الحياة اليومية وكسرا للروتين العام، فربما تجد أحدهم لا يملك نقود للطعام ويفضل شراء الحشيش على الطعام.
في الدول المتقدمة والتي يحيا أفرادها حياة كريمة وتتوفر لديهم كل وسائل الراحة يصابون بالملل ويبحثون عن وسائل للإثارة والمتعة فيكون تدخين المواد المخدرة إحداها للتخلص من الروتين وإضافة البهجة لهذه الحياة المكررة تفاصيلها.
ويتضح مما سبق أن تدخين الماريجوانا لا يرتبط بالفقر ولا يرتبط بالغنى وإنما يرتبط بشعور الإنسان بالفقد والحرمان في حياته، شعوره بالنقص ربما، وربما أيضا مجرد رغبة في الاستكشاف وكسر للروتين.
كيف يمكن التخلص من الماريجوانا؟
للتخلص من آثارها السلبية ربما البدء في تقليل عدد مرات تدخنيها في اليوم، تقنين الماريجوانا يعتبر بداية الطريق للعلاج الفعلي، حتى نصل إلى مستوى طبيعي غير مضر. ولكن في بعض الحالات التي تضررت بالفعل ينبغي التخلص منها نهائيًا ويكون ذلك من خلال:
- في البداية يجب أن يكون الفرد المتعاطي مدرك أن لديه مشكلة ويريد علاجها والتخلص منها.
- بالنسبة للعلاج الدوائي لا يوجد دواء محدد بعد مختص بعلاج إدمان الماريجوانا، ولكن الأبحاث مازالت مستمرة.
العلاج السلوكي وهو الموجود الآن وهو الذي أثبت فاعليته، وتتعدد صوره مثل ممارسة الرياضة وتمارين اللياقة البدنية، تمارين اليوجا والتأمل، العلاج النفسي.
أضف تعليق