بعد انتشار معدلات السمنة في العالم بصفة عامة وفي مجتمعنا العربي بشكل خاص، يبذل معظمنا محاولات في مراحله العمرية المختلفة للحصول على جسم مثالي وخسارة الكيلوغرامات التي اكتسبها نتيجة عاداتنا الغذائية الغير صحية وقلة ممارسة النشاط البدني. وفي هذا الإطار يبدأ معظم أطباء السمنة في وصف حمية غذائية وبعض الأدوية المساعدة لدفع المريض إلى خسارة وزنه الزائد، وبعد عدة محاولات، قد يلجأ الطبيب إلى إجراء عملية شفط للدهون، والتي تسهم بشكل كبير في خسارة الوزن ونحت الجسم وخاصة في المناطق التي يعجز النظام الغذائي والتمرينات الرياضية عن فعله. ولذا يمكن اعتبار عملية شفط الدهون ونحت الجسم من العمليات التكميلية التجميلية ولا تعتبر وحدها حلاً أساسياً لمشكلة السمنة. ومع تطور الطب تعددت التقنيات المستخدمة في هذا المجال ومن أحدثها تقنية الفيزر، فكيف تعمل تقنية الفيزر على نحت الجسم وما هي مضاعفاتها؟
استكشف هذه المقالة
ما هي تقنية الفيزر؟
مصطلح الفيزر VASER اختصار لما يسمى الاهتزاز الناتج عن تضخيم الموجات فوق الصوتية عند مستوى الرنين Vibration Amplification of Sound Energy At Resonance. ومن ثم فإنها تعتبر من العمليات الغير جراحية والتي يتم فيها استخدام الموجات الفوق صوتية بشكل ما للعمل على إذابة الدهون المتراكمة في مناطق محددة من الجسم، وبعد ذلك يتم شفطها خارج الجسم للحصول على مظهر متناسق خالي من الدهون الغير مرغوب فيها في مناطق مثل الكرش والأرداف والفخذين والذراعين. وتعتبر الموجات الفوق صوتية من أكثر التقنيات المستخدمة حديثاً لعلاج الكثير من الأمراض بدون تدخلات جراحية مشرطية والتي تستخدم لتشخيص وعلاج الكثير من الأمراض مثل أمراض العيون، النساء، الأمراض الباطنية، القلب والأمراض العصبية وأمراض الكلى، والتي بدأ استخدامها منذ التسعينيات. وجاءت الألفية الأولى بتقنية جديدة أكثر قوة وأقل من حيث الآثار الجانبية والتي تسمى تقنية الفيزر، تلك التقنية التي تقوم بتضخيم الموجات الفوق صوتية والتي بدأ الأطباء في استخدامها عام 2011 لتكون الاختيار الأكثر استخداماً وانتشاراً لدى أطباء التجميل والسمنة لتخليص الجسم من الدهون الموضعية ونحت الجسم بكفاءة عالية.
مميزات تقنية الفيزر
تتميز تقنية الفيزر بدقتها العالية على تفتيت الدهون في المناطق المستهدفة دون الضرر بالخلايا المجاورة للخلايا الدهنية، مما يعطي خياراً أكثر أمناً لمريض السمنة حيث يعمل الطبيب بطريقة أكثر حرية عند قيامه بعملية شفط الدهون دون الإضرار بالأعصاب والأوعية الدموية التي تنتشر في جسم الإنسان.
كيف تعمل تقنية الليزر على نحت الجسم؟
بعد القيام بإتباع الحميات الغذائية وأداء التمرينات الرياضية يبدأ الجسم في فقدان الدهون الزائدة ويعود الجسم للتشكل في حجمه الطبيعي المناسب لكتلة العضلات والعظام. ولكن، في السنوات التي كان الجسم يكتسب فيها الوزن الزائد، يبدأ الجلد في التمدد وتنتشر الدهون تحت طبقات الجسم، في الغالب تُفقد هذه الدهون أثناء إتباع الحمية الغذائية، وتعمل الرياضية على حرقها بشكل أسرع كما تعمل الرياضة على شد الجلد بشكل كبير، لكن ماذا بعد؟ لا يزال لدي دهون بارزة في منطقة الكرش! جسمي أصبح نحيفاً ورائعاً لكن أردافي تبرز بشكل غير متناسق! لدي دهون في منطقة الفخذين تفسد مظهر جسمي! هنا يبدأ دور طبيب التجميل المتخصص حيث بدأت عمليات شفط الدهون في الظهور ورغم انتشار الكثير من الحوادث والتي أثرت فيها عمليات شفط الدهون على المريض لدرجة أن بعض المرضى فقدوا حياتهم نتيجة إجراء خاطئ أو مشكلات تتعلق بالخضوع للتخدير إلا أن نتائجها المبهرة كانت تشجع المزيد من المرضى على الخضوع لها.
ومع تقدم العلوم الطبية، بدأ الاتجاه لاستخدام تقنية الفيزر، تلك التقنية الآمنة والتي تعطي نتائج رائعة وتعمل على نحت الجسم بطريقة مثالية، مع قدرتها على تفتيت الدهون في المناطق الصغيرة ومحافظتها على الأنسجة الحيوية بشكل كامل. يمكن استخدام جهاز الفيزر في شفط الدهون في مناطق كثيرة، ومنها: الكرش، الفخذين، الساقين الذراعين، الصدر، المنطقة ما فوق الركبة، منطقة الحوض، الخصر، الوجه والرقبة، الأرداف. ومن مميزات تقنية الفيزر أنه يمكن إجراؤها باستخدام المخدر الموضعي، وذلك حسب المنطقة المستهدفة لعملية شفط الدهون.
كغيرها من العمليات التي تستخدم فيها الموجات فوق الصوتية، يتم عمل فتحة صغيرة مقدارها سنتيمتر واحد، يدخل الطبيب مسبار طبي بالغ الصغر قطره لا يتجاوز 2-3 مليمتر. يطلق هذا المسبار الموجات فوق الصوتية بتردد فائق مما يعمل على إذابة الخلايا الدهنية وتدمير الغشاء المحيط بها. بعدها يتم سحب المسبار وإدخال كانيولا لتتدفق من خلالها الدهون المذابة عبر الفتحة نفسها. يقوم الطبيب بعمل نفس الخطوات حتى يتخلص من كمية الدهون المراد شفطها بالكامل. يجب ملاحظة أن هذه التقنية تستخدم بواسطة طبيب متخصص مدرب على القيام بها بشكل كامل، وأنها إجراء طبي بسيط يمكن للمريض الخروج من المشفى في نفس اليوم ما لم يوصي الطبيب بغير ذلك.
لماذا تقنية الفيزر لشفط الدهون؟
تعتبر عمليات شفط الدهون من الخيارات الملزمة في بعض الأحيان لدى الكثير من مرضى السمنة وخاصة أولئك الذين كانوا يعانون من اكتساب وزن زائد لفترات طويلة من حياتهم. وعند الحديث عن عمليات شفط الدهون تعتبر تقنية الفيزر هي الأكثر ترجيحاً حيث تم إجراء عمليات شفط الدهون باستخدام تقنية الليزر لأكثر من 100 ألف مريض ولم تحدث أي مضاعفات لهؤلاء المرضى. ولأجل هذا، تم العمل على تطوير تقنية الفيزر للوصول لأقل درجات المخاطرة وعدم تعريض المريض للألم كما يحدث في معظم عمليات شفط الدهون التقليدية. ومن المعروف أنه عند إجراء عمليات شفط الدهون يخرج مع تلك الدهون كمية من الدم والتي تكون فيما بين الخلايا الدهنية والأنسجة المحيطة بها، والتي تبلغ سبع مرات ونصف أكثر من تلك التي يفقها المريض عند خضوعه لعملية شفط دهون باستخدام تقنية الليزر، ولهذا كله فقد قامت الهيئة الأمريكية للغذاء والدواء بالتصديق على استخدام تقنية الفيزر في عمليات شفط الدهون، وكان ذلك في العام 2002.
تقنية الفيزر والتقنيات الأخرى
عند المقارنة بين تقنية الفيزر والتقنيات الأخرى المستخدمة في عمليات شفط الدهون، يمكننا ملاحظة ما يلي:
- عند الخضوع لعملية شفط دهون بالأجهزة التقليدية، والتي تعمل على تفتيت الدهون عن طريق الضغط السالب، يتعرض المريض للإصابة بالكدمات الموضعية وبعد الآلام والتي قد تستمر لفترات طويلة، وفي المقابل فعند استخدام تقنية الفيزر تذاب الدهون عند طريق الموجات فوق الصوتية، وتنسحب خارجة من الجسم بدون التعرض لأي ألم أو إضرار بالخلايا النسيجية المحيطة بالدهون، وكذلك لن يظهر على جلد المريض أي آثار تذكر.
- عند شفط كميات كبيرة من الدهون فإن الجلد المحيط بها يظهر عليه ترهلات مما يستدعي بالمريض الخضوع لعمليات أخرى لشد الجلد وتحسين مظهره، وهذا ما لا يحدث باستخدام تقنية الفيزر.
- يمكن لمريض الفيزر شفط الدهون من مناطق مختلفة في الجلسة ذاتها، وهذا ما لا يمكن حدوثه عند استخدام أجهزة شفط الدهون التقليدية.
- في بعض عمليات شفط الدهون، يخضع المريض للتخدير الكلي، وكذلك يحتجز في المشفى بعض الوقت لحين التعافي من الآلام والكدمات ومتابعة أجهزته الحيوية بشكل عام، في حين أن المريض الذي يقوم بعملية شفط دهون باستخدام الفيزر يمكنه في الغالب إجراء هذه العملية باستخدام مخدر موضعي والخروج من المشفى في اليوم نفسه.
الفيزر هاي ديف لنحت الجسم
توجد تقنية متقدمة من تقنيات الفيزر وتسمى الفيزر هاي ديف، وتستخدم هذه التقنية لنحت الجسم وليس لشفط الدهون، وتستلزم للقيام بها طبيب عالي المهارة ومدرب بشكل خاص لاستخدام جهاز الفيزر هاي ديف، ويخضع لها المرضى بشكل انتقائي بغرض التجميل ومن أشهر من يقوم بها الرياضيين وممارسي لعبة كمال الأجسام حيث تعمل على إبراز عضلات البطن والصدر، وكذلك تقوم بها النساء بغرض الحصول على قوام مثالي تماماً كعارضات الأزياء. وخلال أسبوعين من إجراء عملية التجميل باستخدام تقنية الفيزر هاي ديف يلاحظ المريض النتائج في فترة لا تتجاوز الأسابيع. هنا يجب ملاحظة أن هذه التقنية لا تجرى للمرضى ممن يعانون من الوزن الزائد أو كميات كبيرة من الدهون المتراكمة، ولكنها تجرى لأولئك الذين يريدون تصحيح بعض المناطق وإزالة الدهون الطبيعية من مناطق معينة لإبراز عضلات أو الحصول على مظهر جمالي معين.
متى أرى النتائج على جسمي؟
بعد إجراء عملية شفط الدهون بواسطة تقنية الفيزر، والتي تستغرق ما لا يزيد عن ثلاث ساعات، يخرج معظم المرضى من المشفى لالتزام الراحة في المنزل، وبعد يوم أو اثنين يمكن لهم ممارسة حياتهم بشكل طبيعي. تبدأ ملاحظة المظهر الجديد الذي اكتسبه المريض بعد خضوعه لعملية شفط الدهون بتقنية الفيزر بطريقة متتابعة، وفي غضون 3 أشهر يصل المريض للمظهر المثالي تماماً. ويجب ملاحظة أنه يجب على المريض وخاصة من قام بإجراء عملية شفط الدهون من منطقة البطن ارتداء مشد طبي في معظم ساعات اليوم، وذلك للعمل على شد الجلد بشكل سريع. وكذلك يخضع المريض لجلسات تدليك لمدة نصف ساعة يومياً لعدة أسابيع. كما ينصح الأطباء بممارسة الرياضة وخاصة المشي بشكل يومي بعد الأسبوع الثاني من العملية. أما بالنسبة للغرز القليلة التي تم عملها لغلق الجرح فسوف يتم إزالتها بعد أسبوعين تقريباً من العملية.
الآثار الجانبية لتقنية الفيزر
لا توجد آثار جانبية تذكر لعملية شفط الدهون بواسطة الفيزر، حيث لا يوجد في معظم الحالات عملية تخدير كامل للمريض، كما أنه يمكن إجراؤها على مراحل متعددة، وكذلك فإن تقنية الفيزر تعمل بشكل دقيق على إذابة الدهون من المناطق المستهدفة دون الإضرار بالخلايا المجاورة، ويحصل المريض على نحت للجسم دون الإصابة بكدمات أو المعاناة من الترهلات.
خاتمة
عند البحث عن الجسم المثالي، علينا أن نبذل الكثير من الجهد للوصول إلى هدفنا، وأولى تلك الأهداف هي إتباع النظام الغذائي الصحي والذي يعود بالفائدة علينا في حياتنا بشكل عام، وكذلك فإن التمرينات الرياضية تعتبر الشريك الدائم لنا في رحلتنا للحصول على صحة أفضل. بعد نجاحنا في خسارة الوزن الزائد، واستمرار وجود بعض الدهون في مناطق معينة من الجسم، مثل البطن أو الأرداف، يمكن استشارة الطبيب لإجراء عملية شفط دهون، في هذه المرحلة، فإن اختيار تقنية الفيزر يعتبر هو الأكثر أمناً بالنسبة للمريض، والأكثر نجاحاً بالنسبة للطبيب المعالج. تقنية الفيزر يمكن وصفها بالعملية التجميلية الأكثر شهرة في العالم اليوم، وقد يرجع هذا إلى النتائج المبهرة والأمان الذي يدفع المريض بالمضي قدماً في إجراؤها بدون خوف أو قلق. الالتزام فيما بعد إجراء شفط الدهون باستخدام تقنية الفيزر هو الأساس للحصول على نتائج مرضية، وكذلك عدم اكتساب المريض للوزن الزائد مرة أخرى، كما تعتبر ممارسة التمرينات الرياضية من أساسيات ما بعد إجراء عملية شفط الدهون بواسطة تقنية الفيزر، وفي غضون أسابيع يحصل المريض على جسم مثالي، منحوت، خالي من البروز الغير مرغوب فيها.
أضف تعليق