لأسباب عدة تظهر مشكلة تقرحات اللسان المؤلمة والتي لا يمكن للمصاب بها القضاء عليها بسهولة، وخاصة الذين يعانون من كثرة ظهورها من حين لأخر، فقد أثبتت الإحصائيات الطبية أن هناك نوعية من الأشخاص حساسون للغاية لمشكلة تقرحات اللسان وبالتالي تظهر لديهم القرح كل أسبوعين أو شهر على الأكثر مرة وهكذا طوال العمر، وتعرف القرح التي تظهر في اللسان أو الفم بشكل عام بأنها تكون مؤلمة وخاصة عند تناول الطعام أو الضغط عليها، ويزداد الأمر إيلامًا عند تناول بعض الأطعمة مثل الطماطم والوجبات الحارة والعسل والطحينة، إلا أن هناك بعض تقرحات اللسان التي لا تكون مؤلمة فهي عبارة عن هيئة فقط ولكنها تحمل في طياتها الخطر الشديد، فقد يرجع السبب في ظهورها إلى ضعف مناعة الإنسان أو حدوث مشكلة في الجهاز الهضمي، أو أن تكون تلك التقرحات علامات على بدء توغل السرطان في جسم المصاب وهي الأشد وطأة والأقل انتشارًا، عامة نحن هنا سوف نتعرف على كل ما يتعلق بمشكلة تقرحات اللسان والفم بشكل عام، فتابعوا معنا.
استكشف هذه المقالة
تقرحات اللسان المزمنة
تعد تقرحات اللسان المزمنة هي أحد أكثر الأشياء إزعاجًا في الحياة وهذا لن يعرفه إلا المصابين بتلك المشكلة، فلا يمر شهر واحد إلا وقد ضربت القرح اللسان والفم بأكمله وتظل هكذا أسبوع كامل في أغلب الأحيان، ويرجع السبب وراء القرح المزمنة هو مرض مناعي يتعلق بجهاز المناعة مثل مرض الذنبة الحمراء، وتظهر القرح فيه بشكل متعدد في الفم فعادة تكون أكثر من قرحة وفي أماكن مختلفة ولكنها غير مؤلمة وبالرغم من ذلك تستلزم العلاج، أو يكون السبب فيها هو مرض بهجت وفي تلك الحالة تظهر القرح في الفم وأعضاء الجسم الأخرى على حدٍ سواء، أو يكون الأمر متعلق بالمفاصل والتهاباتها وفي تلك الحالة تكون تقرحات اللسان ملازمة لآلام المفاصل مع حدوث التهاب في العين، وقد تحدث تقرحات اللسان المزمنة بسبب مشكلة تقرحات القولون المناعي وفي هذه الحالة تصاح التقرحات مشاكل في جهاز الإخراج فيصاب المريض بالإسهال.
بجانب إحساسه الدائم بألم في البطن لا يعرف السبب فيه، وهنا لابد من الذهاب إلى الطبيب سريعًا حتى يعرف سبب المشكلة بالتحديد ويعالجها، وعند التدقيق في أسباب تقرحات اللسان المزمنة نجد أنها جميعًا تعود في الأصل إلى مرض مناعي يتعلق بجهاز المناعة، ولذا لن يمكننا القضاء على تلك تقرحات اللسان إلا إذا قمنا بمعالجة المشكلة المتعلقة بجهاز المناعة لدى الشخص المصاب.
تقرحات اللسان البيضاء
نأتي هنا للحديث عن تقرحات اللسان البيضاء والتي تأتي نتيجة إصابة الشخص بمرض الزهري والذي يعد مرض بكتيري يأتي بعد العلاقة الزوجية، وتظهر أعراض هذا المرض بعد مُضي شهر إلى ستة أشهر وتبدأ بظهور قرح في مختلف أنحاء الجسم، يدخل فيها الفم واللسان وتكون القرح فيه بيضاء اللون، ولدينا أيضًا مشكلة القلاع الناكس وهو متعلق بجهاز المناعة وفي الغالب تكون القرح التي تنتج عنه ذات لون أبيض ومؤلمة، ويقول الأطباء أيضًا أن الأسنان قد تكون سببًا في ظهور مشكلة تقرحات اللسان البيضاء، وذلك إذا كانت تعاني من التسوس الشديد ولم يقم المصاب بمعالجة هذا التسوس أو حتى غسل الأسنان بالفرشاة يوميًا، فبالتالي تظهر القرح نتيجة ذلك التسوس الضار وخاصة لمن لا يهتمون بتنظيف أسنانهم بشكل دائم.
حيث أن الطعام يتراكم في جيوب الأسنان ويبقى هكذا من دون تنظيف فيسبب ضررًا على اللسان والفم بالكامل، وتكون نتائجه عبارة عن قرح في أماكن مختلفة من الفم وتظهر بشكل شبه مستمر فهي أقل من المزمنة بعض الشيء، ويمكن للمصاب أن يتعافى منها ويمنع ظهورها مرة أخرى إذا قام بتنظيف الأسنان المسوسة وحشوها، ثم متابعتها بالغسيل بالفرشاة والمعجون كل يوم، فهذا سيمنع ظهور تقرحات اللسان البيضاء وهذا هو المطلوب من قبل المريض.
تقرحات اللسان الحمراء
أما عن تقرحات اللسان الحمراء فهي على نوعين الأول المؤلم والثاني الغير مؤلم ولذا لا يلاحظه كل المصابين به، أما عن النوع الأخير الغير مؤلم فهو عادة يكون بسبب حدوث نقص شديد في فيتامين بي 12 ولذا عند أخذ الحبوب المحتوية على هذا الفيتامين تختفي القرح سريعًا، وإذا تم ترك القرح في هذه الحالة تتحول إلى اللون الأصفر الغامق وتطول مدتها بعض الشيء بسبب عدم الاهتمام بها، وعدم الاهتمام يكون بسبب جهل المريض بتلك القرح وعدم معرفته بها لعدم الشعور بالألم أو بسبب الكسل الشديد، عامة يجب الاهتمام بها والذهاب إلى الطبيب المختص لمعرفة السبب في ظهورها وإعطاء المريض العلاج المناسب لها، أما عن النوع الثاني وهي القرح المؤلمة فهي تظهر في العادة على جانبي اللسان وتكون شديدة الألم، ولا يستطيع المصاب بها أن يتناول الطعام بشكل مناسب وخاصة الطماطم والأطعمة الحارة والطحينة والعسل أو الحمضيات والموالح.
وتكون القرح في هذه الحالة حمراء وبها لون أصفر فاتح ولا يعرف الأطباء السبب الأساسي في ظهورها وفي الغالب يكون بسبب القرح المعوية التي تطفو وتظهر آثارها على هيئة تقرحات في اللسان والفم بشكل عام، في جميع الأحوال يجب على المريض أن يذهب إلى الطبيب المختص لفحص الحالة ومعرفة العلاج المناسب لها، وأشهر الأدوية المتعلقة بتلك المشكلة هو مرهم كينالوج ويتم وضعه على مكان القرح ثلاثة مرات يوميًا فهو يسكن الألم الناتج عنها ويساعد على سرعة الشفاء منها.
تقرحات اللسان عند الأطفال
قد يصاب الأطفال في بعض الأحيان من مشكلة تقرحات اللسان وهي تكون مزعجة بشكل كبير للأم نظرًا لعدم تحمل الصغير لها وخاصة أثناء النون ووقت تناول الطعام، فكما نعرف أن هناك بعض الأطعمة التي تهيج القرح ولذلك عند تناولها يبدأ الطفل في البكاء والرغبة الشديدة في القضاء على تلك القرح في تلك اللحظة، وترجع أسباب ظهور التقرحات عند الأطفال إلى كثرة سيلان اللعاب من فم الطفل فهذا يؤدي إلى تراكمه بشكل كبير مع اعتباره كنذير بمرض أخر، وأيضًا تعتبر الحمى أحد أسباب تقرحات اللسان، وتهيج الجلد، والالتهابات الشديدة والاحمرار الجسدي، والإصابة بالانتفاخ، كل هذه تعد أسباب مؤثرة للغاية في ظهور مشكلة تقرحات اللسان، وتختلف القرح التي تظهر مثل الكبار تمامًا ولذا فيجب أخذ الطفل إلى الطبيب المختص لتشخيص القرح من شكلها وهيئتها المعروفة، ثم بعد ذلك إعطاء العلاج المناسب لها سواء كان مرهم أو جل أو دواء.
وتستمر مدة العلاج حوالي أسبوع أو اثنين على الأكثر وإن زادت عن تلك المدة فأعلم أن الأمر خطير وله مضاعفات أخرى ولذا على الوالدين أخذ الطفل سريعًا إلى الطبيب المختص، وعليك أيضًا بتجنب إحضار الأطعمة الحارة والحمضية للطفل لأنها تهيج القرح وتزيد من حدتها، فالأفضل متابعته بالأشياء الباردة والثلج والعصائر بشكل مستمر حتى تساعد على احتواء المشكلة وسرعة القضاء عليها.
تقرحات اللسان عند الحامل
لا يعرف الأطباء السبب الرئيسي في إصابة الحامل بمشكلة تقرحات اللسان إلا أنهم قد طرحوا بعض الأسباب التي قد تكون عامل ثانوي في ظهور المشكلة، مثل حدوث تغيرات كثيرة في هرمونات جسم المرأة وبالتالي تتذبذب الأمور بالغدد وقد تظهر القرح كرد فعل لذلك، أو إصابة المرأة بعض في المناعة فور بدأ الحمل، أو نقص فيتامينات معينة مثل بي 12 أو الزنك وحمص الفوليك وذلك بسبب قلة تناول الطعام من قبل المرأة في الشهور الأولى لها، فكما نعلم تصاب الإناث بفقدان الشهية فور تعرضها للحمل ولذا لا تتناول الطعام، وإن تناولت فبالطبع ستكون بكميات قليلة جدًا ولا تشمل على الفيتامينات الهامة لصحة الجسم، وقد يكون السبب وراء تلك المشكلة هو تعرض المرأة للضغوطات النفسية والعصبية وخاصة إن كانت ممتنعة عن الحمل وحدث الأمر من قبيل الخطأ، فبالطبع ستتأثر المرأة بعض الشيء في البداية وبالتالي يكون سبب رئيسي مع التغيرات الهرمونية في ظهور تقرحات اللسان.
ولعلاج التقرحات في تلك الحالة يجب الذهاب إلى الطبيب وتوخي الحذر لأن أي دواء سوف يأخذ دون أذن الطبيب من الممكن أن يؤثر على الحمل والجنين، فالأمر هنا متغير كثيرًا ويجب أخذ الحيطة والحذر، ويفضل الالتجاء إلى الطرق الطبيعية لعلاج المشكلة تجنبًا للأدوية وآثارها الجانبية الخطيرة، فلدينا في الطرق الطبيعية وضع العسل أو الطحينة على مكان الإصابة أكثر من مرة يوميًا، والنوم بشكل جيد ولمدة لا تقل عن ست ساعات يوميًا، تقليل التوابل والفلفل الحار في الأطعمة قدر الإمكان حتى لا تتهيج القرح.
أدوية تقرحات اللسان
توجد العديد من الأدوية الخاصة بمشكلة تقرحات اللسان ونحن هنا سوف نذكر نظام علاجي متكامل للقضاء على تلك المشكلة في أسرع وقت، بداية سنقوم بجلب مضمضة للفم واستخدامها كل يوميًا لتنظيف الفم جيدًا، ثم استبدال الشاي الأحمر بشاي البابونج لخلوه من الأضرار، ثم نأتي للأدوية الطبية فيمكننا استخدام أحد الأشياء الأتية جل الكينالوج بوضع القليل منه على التقرحات أو دواء الدكتارين كعلاج جيد في القضاء على للفطريات، ثم تناول الفواكه والخضروات النظيفة والمفيدة للجسم والبعد كل البعد عن الأطعمة الحارة والمليئة بالتوابل أو الدهون، وشرب المياه السائلة والمثلجات والعصائر بصورة دائمة لدورها الكبير في القضاء على المشكلة بالتخفيف من حدتها أولًا ثم اقتلاعها من جذورها ثانيًا، ويمكنك أيضًا استخدام الثوم في القضاء على البكتريا والجراثيم المتواجدة في الفم وذلك عن طريق أخذ فص منه كل صباح على الريق، أو استخدام السماق كمضمضة للفم ثلاثة مرات يوميًا وذلك بعد نقعه في ماء مغلي لمدة لا تقل عن ساعتين تقريبًا.
ويستحسن استخدام فرشاة الأسنان بعد كل وجبة حتى نقوم بإزالة بقايا الطعام وما تسببه لنا الحلوى، هذا بجانب القضاء على الميكروبات والجراثيم التي لطالما تهدد الأسنان بشكل متواصل بعد تناول الطعام، ومن الممكن أن يستخدم المصاب السواك بشكل دائم بعد كل وضوء كما كان يفعل النبي عليه السلام، فقد أثبتت التجارب العلمية أن السواك له فائدة عظيمة في تنظيف الأسنان ولذا فيفضل استخدامه كل وقت، وهذا العلاج ينطبق على تقرحات اللسان المعتادة يتراوح تواجدها ما بين الخمسة أيام إلى العشرة، ماعدا ذلك فيجب استشارة الطبيب المعالج لكي تتعالج بالمراهم والأدوية المخصصة لذلك الغرض، أو الوصول إلى حل طبي سليم يقضي على المشكلة إن كانت تستمر لأوقات طويلة.
ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.
أضف تعليق