تغيير الأفكار الخاطئة هي من الأشياء الضرورية التي نحتاج إليها جميعًا، فغالبًا أفكارنا وافتراضاتنا هي نوافذنا على العالم، ونتعامل مع الأمور من حولنا طبقًا لها. وبالتالي عندما تكون لدينا أي فكرة خاطئة فإننا نحتاج إلى تغيير الأفكار واستبدالها بأفكار أخرى صحيحة. وفي الوقت الحالي، تواجدت العديد من القنوات التي دائمًا ما تبث أفكارًا مختلفة، ليس شرط أن تكون جميعها صحيحة مائة في المائة، ولذلك عليك أن تكون قادرًا على إدراك هذه الأفكار من حولك، ومن ثم العمل على تغيير الأفكار الخاطئة واستبدالها بالأفكار الصحيحة، بناءً على وجود ما يؤكد أن أفكارك هي الصحيحة. ولذلك فإننا نحاول سويًا في هذا المقال الوصول إلى أفضل الطرق التي يمكن من خلالها تغيير الأفكار الخاطئة لمن حولنا.
دليلك إلى تغيير الأفكار في الآخرين
كيف نقوم بتكوين أفكارنا في الغالب؟
قبل أن نفكر في مسألة تغيير الأفكار لدى من حولنا، علينا في البداية أن نسأل نفسنا عن كيفية تكوين الأفكار، وكيف تحدث هذه العملية بالتحديد. توجد أكثر من وسيلة يمكن لنا تكوين الأفكار من خلالها، وهذه الوسائل تأخذ ترتيبها بناءً على كل شخص، فنحن سوف نتحدث في الفقرات القادمة عن عناصر مثل المجتمع والأسرة والأصدقاء. ترتيب هذه العناصر قد يختلف من شخص لآخر، فيأتي المجتمع في المركز الأول بالنسبة لشخص، والأسرة في المركز الأول لشخص آخر، وهكذا. لأن ذلك يعتمد على قوة العنصر ومدى قابليته للتأثير على حياتنا. إدراكنا لهذه العناصر بشكل جيد، سوف يجعلنا قادرين على السعي إلى تغيير الأفكار الخاطئة بالصورة الصحيحة، والآن يمكننا الحديث عن هذه العناصر.
الدين والأسرة
يعتبر الدين من أقوى الوسائل التي يمكننا من خلالها تكوين أفكارنا، باختلاف الديانة التي يؤمن بها كل واحدٍ منّا، لكننا جميعًا نتأثر بها بشكل قوي جدًا. نحن نكتسب أفكارنا الدينية من خلال الكتاب الديني بشكل أساسي، وأيضًا من خلال رجال هذا الدين، وعبر الأهل في المنزل.
ولذلك يعتبر تغيير الأفكار الدينية الخاطئة من أصعب الأشياء التي يمكنك القيام بها، ذلك لأن الشخص يكون معتنق هذه الأفكار بدرجة كبيرة جدًا، والنقاش معه عليها أمر صعب جدًا. كذلك تعتبر الأسرة أيضًا من الوسائل الأساسية في تكوين أفكارنا، وقد يكون لها تأثير يقترب من تأثير الدين، لا سيما وأن الأهل هم أول من نحتك بهم، وبالتالي يقومون ببث الأفكار إلينا. وعندما نرغب في تغيير الأفكار الخاطئة الناشئة لدى أي شخص، فنحن ندرك وقتها أننا سوف نصطدم بالأهل.
ذلك أنه عندما تكون لدينا أسئلة عن أمور نرغب في فهمها، فإن الأهل يكونوا هم المصدر الأول للإجابة. وهذه الأسئلة ربما تكون هي المساهم الأكبر في تكوين أفكارنا في الحياة منذ الصغر. ولذلك فغالبًا أي فكرة لدى الشخص قد يكون لها مرجعية معينة من خلال أسرته، حتى أن الدين نكتسب الأفكار الموجودة به من خلال الأسرة. ومن هنا تأتي فكرة الصدام بينك وبين الأهل، نظرًا لإيمانهم الشديد بهذه الأفكار.
المدرسة والمجتمع والبيئة
يقضي الإنسان في المدرسة وقت طويل جدًا، حتى أن تغيير الأفكار أحيانًا يبدأ من المدرسة. فنحن قد نتربى على أفكار معينة من المنزل، وعندما نذهب إلى المدرسة يتم تغييرها. في المدرسة يتعلم الإنسان كل شيء: الدين، العلوم الطبيعية، العلوم الحياتية. ولذلك فإن المعلم يكتسب احترامًا شديدًا يجعله في مكانة كبيرة بالنسبة للطلّاب، ويكوّن لديهم قدر كبير من الأفكار.
أيضًا هناك تأثير من المجتمع والبيئة في تكوين الأفكار، وهما يتمثلان في العادات والتقاليد من ناحية المجتمع، والمكان الذي ينشأ فيه الشخص والأصدقاء الذين يتعرف عليهم من ناحية البيئة. يعطينا المجتمع في الغالب العديد من الأفكار التي قد نحتاج إلى إعادة تفكير بها، حتى أن تغيير الأفكار الخاطئة الناتجة عن المجتمع هو الشيء الأكثر شيوعًا من ناحية الأفكار التي يتم تغييرها.
القراءة والبحث
الوسائل السابقة التي ذكرناها تعتمد على الاحتكاك المباشر بالأشخاص في الحياة، لكن هذه ليست الطريقة الوحيدة من أجل تكوين الأفكار، فهناك بعض الوسائل التي تعتمد على الشخص ومحاولاته في تكوين أفكاره من خلال القراءة والبحث.
من مميزات القراءة والبحث أنهما يجعلان الشخص يسعى ويبحث عن المعلومة والفكرة قبل أن تكتمل في ذهنه، ولا يكون متلقي فقط، بل يصبح متعلم نشط في هذه الأفكار. في الأغلب فإن القراءة تعطينا القدرة أصلًا على التعامل مع الأفكار، وتحديد الصواب والخاطيء منها، لذلك تعتبر القراءة من وسائل تغيير الأفكار التي نستخدمها، وهذا سوف نتحدث عنه في الفقرات التالية.
الميديا
العنصر الأخير الذي سوف نتحدث عنه هنا هو الميديا، والتي يمكننا أن نمثلها في كلٍ من شبكة الإنترنت والتليفزيون. كلاهما يساهمنا في تكوين أفكارنا بصورة كبيرة، فحاليًا نقضي جزء كبير من اليوم على هذين لمتابعة ما يحدث حول العالم، والتواصل مع أصدقائنا وأصحابنا.
تغيير الأفكار الناشئة عن الميديا في الوقت الحالي هو أمر شائع جدًا، لأنه يوميًا نجد آلاف من الأفكار الخاطئة التي يتم مشاركتها على الميديا، ويقتنع بها البعض بسهولة كبيرة جدًا.
لماذا نحتاج إلى تغيير الأفكار في حياتنا؟
من الأمور الهامة التي نحتاج إلى إدراكها وهي ضرورة تجديد الأفكار التي نؤمن بها. فالجمود على فكرة معينة قد يؤثر في الأساس على قناعتنا بها، أو يجعلنا نتمسك بها دون أن ندرك من داخلنا سببًا قويًا لهذا الأمر. هناك خطأ شائع لدى البعض أن تغيير الأفكار يجب أن يرتبط فقط بالأفكار الخاطئة أو السلبية. والصواب أننا قد نحتاج إلى تغيير الأفكار جميعها، من أجل تطويرها مثلًا بحيث تصبح مكتملة بصورة أكبر لدينا.
مثلًا تخيل أنك تحاول تكوين فكرة معينة عن شيءٍ تجهله، فتبدأ بالقراءة عنه. تكوّن رأيك المبدئي، ثم بعد ذلك تستمر في تطوير هذا الرأي مع تقدمك في القراءة. فإذا توقفت عند الرأي المبدئي فإن هذا شيء غير مطلوب بالطبع.
كذلك من الأمور الهامة التي قد تدفعنا إلى تغيير الأفكار في حياتنا هي ألا نقع فريسة لنفس الخطأ. تخيل مثلًا فكرة معينة أنت تؤمن بها ثم اكتشفت وجود خطأ بها، هذا الخطأ جعلك تتعرض إلى ضرر معين. فإذا كررت الخطأ مرة أخرى مستقبلًا فإن هذا نتيجة لأنك لم تقم بالتعديل على فكرتك التي كونتها.
يقول الكاتب اسحق عظيموف: “افتراضاتك هي نافذتك المطلة على العالم. لذلك، احرص على تلميعها من حين لآخر، وإلا فلن يدخل الضوء.” والافتراضات في الغالب ما هي إلا أفكارنا الشخصية، فإن لم نحرص على تغيير الأفكار من حين لآخر، فإننا معرضين للوقوع في هذا الخطأ غير المرغوب فيه على الإطلاق.
كيف تحدد أن الأفكار خاطئة في الأساس؟
قبل أن تقدم على أي خطوة للحديث مع أي شخص عن كون أفكاره خاطئة، عليك أن تسأل ذاتك كيف يمكنك أن تحدد أن هذه الأفكار خاطئة وتحتاج إلى التغيير. فمثلما أنت على قناعة بأن ما تقوله هو الصواب، كذلك الشخص الذي تريد الحديث معه يرى أن أفكاره هي الصواب.
وبالتالي قد يتحول الأمر من كونه محاولة إلى تغيير الأفكار لدى الشخص، أن يصبح الأمر مجرد جدال حول من هو الشخص المصيب في رأيه، ومن هو المخطيء. وهذا شيء غير مرغوب به على الإطلاق. بل إنه يجعل محاولاتك كلها فاشلة من قبل أن تبدأ، لذلك سنتحدث في هذه الفقرة عن كيفية تحديدنا أن الأفكار خاطئة أو لا.
مرجعية محددة لتحديد الأفكار الخاطئة
حتى لا يبتعد الأمر عن الغرض الرئيسي منه، عليك أن تضع مرجعية محددة لتحديد الأفكار الخاطئة. في الأغلب هذه المرجعية تعتمد على وجود مصدر قوي يوضح الخطأ ويجعل عملية تغيير الأفكار ضرورة لا غنى عنها. عليك أيضًا أن تدرك أن اختلاف المصادر قد يجعل الأمر صعب جدًا، ولذلك يُفضل أن تقرأ بنفسك في المصادر الأخرى حتى تدرك الموجود بها، فتكون مرجعيتك من ناحية هذه الأفكار هي مرجعية سليمة.
لأنه قد تعتقد أن فكرتك هي الصحيحة، في حين أن المشكلة الرئيسية هي في المصدر الذي قررت الاعتماد عليه لتفعل ذلك، ويتضح فيما بعد أن فكرتك هي الخاطئة. كذلك هناك نقطة هامة تتعرض بعملية تغيير الأفكار الخاطئة سنتحدث عنها لاحقًا، وهي بخصوص قناعة الشخص بالمرجعية التي تعتمد عليها، لكننا نذكرها هنا لأهميتها الشديدة، مع التأكيد على أن قناعة الشخص بالمرجعية شيء هام جدًا، لأنه إن لم يكن كذلك، فإنه لن يستجيب لك.
عدم الانحياز للفكرة لأنها فكرتك فقط
من الأشياء التي تساعدنا على تحديد الأفكار الخاطئة هي عدم انحيازنا لها أبدًا لمجرد أنها تبدو فكرتنا الشخصية، لكن لأنه بالبحث يتضح لنا أن هناك شيئًا ما يجعل هذه الفكرة خاطئة. على سبيل المثال: تريد البحث عن فكرة دينية معينة سمعتها، وأخذت موقفًا مسبقًا منها لأنها تتعارض مع قناعة معينة أنت مؤمن بها، فإذا بحثت وأنت متأثر بهذه القناعة، ربما لن تكون قادرًا على تحديد الخطأ الموجود بفكرتك، وبالتالي لن تستطيع تحديد الأفكار الخاطئة.
والصواب هو أننا عندما نرغب في تغيير الأفكار أن نجعل لنا مرجعية لتحديد الأفكار الخاطئة، وألا ننحاز لأي فكرة لأنها فكرتنا الشخصية فقط، بل لأنه يوجد ما يجعلها فكرة خاطئة بالفعل.
كيف تبدأ في تغيير الأفكار الخاطئة؟
العناصر السابقة التي تحدثنا عنها وهي كيفية تكوين الأفكار، وكيفية تحديد أن الأفكار خاطئة من الأساس، هي ما يجعلنا قادرين على أن نبدأ في تغيير الأفكار الخاطئة لدى أي شخص. عملية تغيير الأفكار هي عملية تحتاج إلى مجهود ووقت كبير، ويجب أن يحدث ذلك بطريقة صحيحة، حتى لا يضيع مجهودك هباءً في آخر الأمر.
لذلك سوف نتحدث في هذه الفقرة عن الخطوات التي يمكنك اتّباعها من أجل إتمام عملية تغيير الأفكار بأفضل شكل ممكن. لذلك تصور أنك الآن بدأت في معرفة الفكرة الخاطئة لدى أحدهم، وسوف تبدأ في الحديث معه من أجل تغييرها.
الحديث مع الشخص حول أفكاره وكيفية تكوينها.
في البداية يجب عليك أن تتحدث مع الشخص عن أفكاره، وتبدأ في تبادل الآراء معه عنها وعن كيفية تكوينها. هذا الأمر سوف يساعدك في معرفة نقطتين: الأولى هي مصدر الأفكار بالنسبة له، والثانية هي مدى قناعته بهذه الأفكار.
معرفة مصدر الأفكار سوف يحدد إن كانت عملية تغيير الأفكار ممكنة أو لا، لأنه في الغالب تغيير الأفكار المجتمعية لدى أحدهم، أسهل كثيرًا من تغيير فكرة دينية لدى نفس الشخص. لذلك مصدر الفكرة سوف يحدد لك مقدار المجهود المبذول في هذه المحاولة.
أما قناعة الشخص فهي مسألة هامة جدًا، لأنه ليس شرطًا أن يكون الجميع على نفس الدرجة من القناعة بالأفكار، فهناك من تجده يقتنع بنسبة 100%، وهناك شخص يقتنع بنسبة 50%، وتختلف النسب من شخص لآخر. مقدار هذه القناعة سوف يؤثر كذلك في إمكانية تغيير الأفكار الخاطئة لدى هذا الشخص.
إيجاد منطقة مشتركة للحديث وتوضيح الخطأ بالضبط.
عندما تتحدث مع الشخص عليك أن تسعى إلى إيجاد منطقة مشتركة للحديث، يمكن لكما من خلالها تبادل الآراء، بحيث تكون هذه النقطة هي مدخلك للحديث عما تريد. في الغالب عندما تقوم بفعل هذا الأمر، فإنك تجعل حديثك مع الشخص يكتسب قدرًا من الود، بحيث يكون الشخص مرتاحًا لحديثك معه، وبالتالي عندما تحدثه عن أي شيء، سيكون لديه القابلية والقدرة على الاستماع، وستكون عملية تغيير الأفكار قابلة للحدوث مع هذا الشخص أكثر من ذي قبل.
وفي هذه النقطة يمكنك أن تبدأ في توضيح الخطأ الموجود في الفكرة بالضبط، ولماذا تعتقد أنت أنها خاطئة بعيدًا عن موقفك الشخصي، بل باستخدام الأدلة والمعلومات، ومع ذكر المصادر التي جعلتك ترى أن الفكرة خاطئة.
وهنا سوف يبدأ النقاش الحقيقي، والذي سوف يظهر قدرتك على إقناع الشخص، لأنه سيبدأ في عرض مصادره هو كذلك، وبالتالي قدرتك على الرد على هذه المصادر سوف يجعل موقفك أقوى.
تقديم حلول فعّالة يمكن للشخص تغيير الأفكار من خلالها.
في أغلب الحالات فإن تغيير الأفكار لا يحدث بشكلٍ لحظيّ، بل إنه قد يستغرق بعض الوقت. وهنا عليك أن تبدأ في تقديم حلول فعّالة للشخص، بحيث يمكنه الاعتماد عليها من أجل تغيير الأفكار الخاطئة التي لديه.
أول هذه الحلول يتمثل في أن تقدم له المصادر اللازمة للبحث عن المعلومة والتأكد منها، وأن تترك له الفرصة ليبحث فيها ويتأكد من صدق حديثك، وأن تدع الباب مفتوح للنقاش بينكما في حالة أراد سؤالك عن شيء، أو إعادة الحديث مرة أخرى. لأنه لو شعر الشخص أنك تتمسك بفكرتك لأنها فكرتك فقط، فإنه قد يفعل ذلك مع فكرته أيضًا. أما إن منحته الفرصة لتكرار الحديث فإنه سوف يدرك أنك تبحث عن الصواب فقط.
من الحلول أيضًا التي يمكن الاعتماد عليها من أجل تغيير الأفكار لدى الشخص، هي أن تمنحه الخطوات اللازمة ليخرج الفكرة الخاطئة من ذهنه، ويستبدل بها الفكرة الصحيحة. وأن تجعله يدرك التأثير الإيجابي الذي سوف يحصل عليه عندما يفعل ذلك، وكيف أن حياته سوف تتبدل للأفضل.
كذلك يجب أن تكون هناك متابعة مع الشخص، لأنه من السهل أن يعود إلى النقطة التي كان عليها إن تركته بدون متابعة، فالاستمرارية دائمًا هي العنصر الأهم في كل شيء.
أنت لا تحاكم أحدًا على الإطلاق
النقطة الأخيرة التي سوف نتحدث عنها هنا، والتي يجب عليك أن تكون مدركًا لها بشكل جيد إذا رغبت في تغيير الأفكار عند الناس، هي أنك لا تحاكم أحدًا على الإطلاق، بل إن كل حديثك يرتبط فقط بالأفكار الخاطئة ولا شيء غير ذلك. وأنك لا تجعل نفسك في موضع أفضلية على هؤلاء لأنك تعرف الفكرة الصحيحة وهم لا.
فهذه النقطة بالتحديد يمكنها أن تجعل الشخص لا يرغب في الحديث معك أبدًا، بل إنه قد يمتنع عن الاقتناع بكلامك حتى وإن كنت على صواب، لمجرد أنك تحاكمه. والصواب هو أن حديثك يجب أن يرتبط فقط بالأفكار، وألا تجعل أحد يعتقد أنك تحاكمه هو شخصيًا في أي حال من الأحوال.
تغيير الأفكار الخاطئة لدى الأشخاص هي عملية معقدة جدًا، وتحتاج إلى الكثير والكثير من المجهود منك من أجل تقوم بها، لكنك إن اتّبعت الخطوات التي ذكرناها في هذا المقال، فإنك ستكون قادرًا على النجاح في فعل ذلك بشكل صحيح.
أضف تعليق