كيف نتجنب أضرار تغيرات الطقس على صحة أجسادنا؟ فالتغيرات التي تحدث سواء أكانت في درجة الحرارة أو مستوى الرطوبة أو الرياح وتساقط الأمطار بل والثلوج في بعض المناطق تؤثر سلباً على صحة الجسم نفسياً وعضوياً، لذا فهناك بعض النصائح التي يفضل إتباعها لتجنب التأثير السلبي الذي يصاحب تغيرات الطقس.
كيف تحمي نفسك من تغيرات الطقس ؟
الطقس الجاف والصداع النصفي
العديد من الأشخاص دائمو الشكوى من نوبات الصداع النصفي المؤلمة للغاية والتي غالباً ما تصاحب موجات الرطوبة المرتفعة في الجو وتغيرات الطقس الخاصة بالانتقال إلى فصل الخريف، لذلك فإلى جانب ارتداء الملابس الشتوية الثقيلة ينصحون أيضاً بإتباع القواعد الآتية:
- الإكثار من الشرب: فجفاف الجسم أو بالأحرى نقص كمية الماء الموجودة به من أشد العوامل المسببة لحدوث الصداع النصفي خصوصاً مع وجود طقس جاف إلى حد ما؛ لذلك احرص على الإكثار من الشرب وليس المقصود فقط شرب الماء بل أيضاً كافة أنواع السوائل كالعصائر.
- البقاء في المنزل: حيث يقلل ذلك من فرصة التعرض لأشعة الشمس والضوء الساطع والرطوبة المرتفعة والتي تعد من أكثر العوامل تنشيطاً لنوبات الصداع النصفي.
- استخدام النظارات الواقية: حيث يقوم الطبيب المختص بوصف نوع ومقاس خاص لنظارة شمسية تقوم بارتدائها أثناء خروجك لوقاية العين والرأس عموماً من الآثار الضارة التي تلحق بها جراء تغيرات الطقس المستمرة.
- متابعة النشرة الجوية: باستمرار قم بمتابعة أخبار الطقس إما عن طريق مشاهدة التلفاز أو تصفح مواقع الإنترنت وذلك للإطلاع على أحوال الطقس في المنطقة التي تتواجد بها، كما أن هناك تطبيقات خاصة بعوامل وتغيرات الطقس المسببة لنوبات الصداع النصفي حيث تقوم بتحذيرك عند تواجد أو ازدياد أحد تلك العوامل كما توفر لك بعض النصائح المفيدة للوقاية منها.
- قياس الضغط الجوي: حيث أن الضغط الجوي المرتفع أو التعرض للتغيرات الحادة التي تطرأ عليه يسبب آلام بالرأس، لذا يمكنك متابعة الضغط الجوي إما من خلال جهاز الباروميتر أو عن طريق تحميل التطبيق الخاص بقياس الضغط الجوي على هاتفك.
- وأخيراً فإن آلام الصداع النصفي قد تكون شديدة جداً بدرجة يصعب على الإنسان تحملها؛ لذا فقد يضطر الشخص إلى تغيير محل إقامته خصيصاً بسبب عدم قدرة جسده على التكيف مع تغيرات الطقس الموجودة هناك، وقد يعد ذلك الحل الأمثل لتلك المشكلة بعد فشل كل تلك الحلول السابقة لها.
الإصابة بالزكام والبرد
من أكثر الشكاوى شيوعاً والتي تصاحب تغيرات الطقس بالأخص عند الانتقال من فصل الشتاء إلى فصل الربيع هي الإصابة بالبرد أو الزكام ورشح الأنف أو الإصابة بفيروس الإنفلونزا. ولكن تغيرات الطقس هنا ليست بالسبب الأوحد بل يأتي معها أيضاً السلوك الاجتماعي المصاحب لتلك التغيرات؛ حيث يبدأ الناس بارتداء الملابس الأخف والخروج كثيراً والاختلاط بمن حولهم مما يسهل انتقال العدوى من فرد إلى آخر.
ولذلك في تلك الفترة من العام قم بارتداء الملابس الثقيلة نوعاً ما عند خروجك من المنزل، وإذا شعرت بأن الطقس حار نسبياً يمكنك خلعها وحملها معك حتى تعيد ارتدائها مرة أخرى عند حاجتك إليها. كذلك احرص على النظافة الشخصية وتجنب الاختلاط بمرضى الزكام أو استخدام أدواتهم الشخصية وذلك لتجنب انتقال العدوى إليك.
تغيرات الطقس أثناء السفر
إذا كنت على وشك السفر فيجب عليك حين إذ التخطيط جيداً لسفرك، حيث يتم ذلك بمعرفة أحوال الطقس في المنطقة التي تنوي السفر إليها، وكذلك عمل كافة الاحتياطات اللازمة لموجهة تغيرات الطقس التي قد تحدث أثناء سفرك. أي أن حقيبتك يجب أن تحوي ملابس صيفية وأخرى شتوية. كذلك إذا كنت من أصحاب البشرة الحساسة لأشعة الشمس فاحضر معك مسحوق واق منها تجنباً لتأثر وجهك بحرارة الشمس المرتفعة.
الاكتئاب الموسمي
يعد الاكتئاب من أشد أضرار تغيرات الطقس على الإنسان وبالأخص في فصل الخريف حيث ينتهي الصيف وهو ما يعد موسم الإجازات كما تبدأ تغيرات الطقس في الظهور فتتغير درجة الحرارة وكذلك نسبة ضوء الشمس تبدأ في الخفوت تدريجياً مع سقوط أوراق الأشجار وبداية الدراسة وازدحام جدول الأعمال اليومية مما يسبب تغيرات مزاجية حادة للكثير من الأشخاص قد تصل في بعض الأحيان إلى الإصابة باكتئاب مزمن يتكرر في نفس الوقت من كل عام فيما يعرف بالاكتئاب الموسمي؛ لذا ينصح الكثير من الأطباء النفسيين بإتباع بعض التعليمات لتجنب الإصابة بالاكتئاب الموسمي مثل:
- العبارة المكررة: هي احد الحلول وبالرغم من غرابتها بعض الشيء إلا أنه قد ثبت فاعليتها، حيث يقوم الشخص بتكوين عبارة بسيطة عن أكثر ما يسعده في الحياة أو أكثر ما يهمه ويجعله متمسكاً بها، مثلاً جملة (أنا أب ولدي أبنائي الذين أحبهم) ثم يقوم بترديد الجملة على مسامع نفسه كلما شعر بنوبات التغيرات المزاجية أو القلق والتوتر.
- تلبية احتياجات الجسم: كالنوم والغذاء والرياضة والراحة فكلها عوامل إذا فقدت تسبب الشعور بالقلق أو الغضب أحياناً مما يزيد من تأثير تغيرات الطقس.
- تجنب العزلة: مع تغيرات الطقس وبداية الجو البارد نسبياً يميل الشخص إلى البقاء في المنزل والعزلة عمن حوله، ولكن ذلك يزيد من الشعور بالاكتئاب لذا حاول الخروج من المنزل قليلاً والتجول في الشوارع أو زيارة أحد ما والاجتماع مع أصدقائك.
- إسعاد النفس: ابحث دائماً عن أسباب السعادة لنفسك وما يجعلك مسروراً ومبتهجاً وقم بها لو شعرت بالقليل من الاكتئاب، وحاول ممارسة هوايتك المفضلة أو متابعة برنامجك المفضل على التلفاز فكلها أمور تخفف كثيراً من مشاكل الاكتئاب الموسمي.
- صندوق الضوء: أحد أهم أسباب الاكتئاب الموسمي هو قصر عدد ساعات النهار وبالتالي تقل مدة تعرض الجسم للضوء على عكس ما كان معتاداً عليه في فصل الصيف، لذا حاول وضع مصدر للضوء بجوارك أثناء جلوسك بالمنزل مستخدماً صندوق الضوء العلاجي وهو صندوق خاص مزود بإضاءة تريح الجسم وتهدئ من اضطرابات الجهاز العصبي.
- منبهات الضوء: كما أن هناك منبهات تم صناعتها خصيصاً لمثل تلك الظروف من تغيرات الطقس وخلافه حيث لا تعمل تلك المنبهات بالموسيقى أو بالجرس المرتفع، بل تعتمد على الضوء فتصدره في الموعد المحدد ويزيد تدريجياً حتى يجبر الشخص النائم على الاستيقاظ، ويعد ذلك من أفضل الحلول التي ينصح بها أصحاب الاكتئاب الموسمي حيث يشعر الجسم أنه يستيقظ كل يوم وسط الطبيعة الهادئة من دون أي مؤثرات مزعجة حوله.
- زيارة الطبيب النفسي: قد يجد الكثير من الأشخاص حرجاً في زيارة طبيب نفسي أو يرونها نوعاً من أنواع الرفاهية الزائدة التي لا حاجة لها، وحتى إن قاموا بزيارته فقد يتحدثون معه عن المشاكل الكبرى في حياتهم ويتجاهلون أموراً قد يرونها هينة كمشكلة الاكتئاب الموسمي. ولكن في الحقيقة الحديث مع الطبيب حول تلك المشاكل وحده قد يساهم في تخفيف حدتها.
- استخدام الزيوت المعطرة: فالروائح التي تخرج منها تساعد على تهدئة الجهاز العصبي وتحسن من الحالة المزاجية للشخص بشكل كبير مما يجنبه أضرار تغيرات الطقس.
- الرياضة: بشكل عام الرياضة وحركة الجسم الدائمة تقلل من الشعور بالاكتئاب، وبشكل خاص تفيد الإنسان وتساعده على تخطي الاكتئاب الموسمي.
- الانتظام في المواعيد: حافظ على جدول يومي ثابت للاستيقاظ وممارسة أنشطتك اليومية وكذلك الذهاب للنوم.
أدوية علاج الاكتئاب: قد تنجح في تخطي تلك المشكلة ولكن لا يفضل اللجوء لذلك الحل إلا بعد فشل الحلول السابقة كلها وكذلك بعد استشارة طبيبك النفسي أولاً.
أضف تعليق