في ظل انشغال العالم كله بما يجري من احداث ساخنة وخاصة تلك التي تجري احداثها من فوضي عارمة وصدامات عسكرية وحروب طائفية في منطقة الشرق الاوسط , والمظاهرات والاضطرابات في هونج كونج, وانشغال العالم بتنامي ظاهرة داعش في العراق وسوريا, ظهر امام العالم من جديد عدو قاتل لا يرحم وله بأس شديد. ذلك العدو الذي لا يرحم ويقتل البشر في غضون اسابيع قليلة وربما ايام. انه فيروس الايبولا المرعب. وفي سلسلة من المقالات سوف نقدم حلقات متتابعة توضح لكم بسلاسة لا تتناسب اطلاقا مع خطورة هذا الفيروس المرعب. وفي هذا المقال الابتدائي سوف نقدم عدد من النقاط تلتقطون منها اطراف خيوط تتجمع في نقطة واحدة وهي ان فيروس الايبولا يعد من اقوى واشرس الفيروسات التي تتسبب في وفيات من البشر.
ولولا انحساره حاليا داخل الشريط الذي يحيط بمنطقة وسط افريقيا وشرقها وغربها وبالتحديد بين خطي الاستواء وخط الجدي جنوبا. وهذه المنطقة تشمل بلدان منها ليبيريا وسيراليون وزائير “الكونغو حاليا” وجنوب السودان والكونغو الديموقراطية. ولأن الاصابة بهذا الفيروس ظلت لسنوات بدءا من فترة سبعينيات القرن العشرين محدودة في عدد الاصابات وفي النطاق الجغرافي البعيد نسبيا عن دول الغرب سواء جغرافيا او حتى سياسيا واقتصاديا, لم تقدم دول الغرب ما كان يحول فعليا من تفاقم الاصابة بهذا المرض, وكان الاهتمام الاعلامي محدود. ولكن ماحدث هذا العام اجبر العالم كله على الانتباه والحذر بالرغم من كثرة الامور التي تشغل الغرب فالخوف من انتقال هذا الفيروس لشخص يعيش بالغرب امر مفزع يستحق النظر والاهتمام.
ايبولا الخطر المرعب
ايبولا يخرج من حدود افريقيا
وماحدث في هذا العام وكان امرا مختلفا واستثنائيا ومرعبا للعالم كله وخاصة للغرب هو بداية ظهور المرض والاصابات في الولايات المتحدة ووسط اسيا وغرب اوروبا. وهذا يعد تطور خطير جدا ومنذ تم الاعلان عن ثبوت اول حالة اصابة بفيروس ايبولا في تكساس بالولايات المتحدة انتشر الرعب في كافة الولايات المتحدة الامريكية وغرب اوروبا خوفا من مصير مرعب ينتظرهم. هذا المصير لا يروه الا في شاشات التلفاز وهم يتابعون الاحوال في ليبيريا وسيراليون , ويصابون بالرعب والموت من مشاهد الناس وهي تضطر لحرق بيوتها وبها مصاب من لحمهم ودمهم خوفا على حياتهم من الاصابة بالمرض اللعين. مشاهد مأساوية تتفوق في مدي قسوتها على مشاهد الحروب في القرون الماضية وحتى في فترات الهمجية التي استمرت مئات السنوات.
معدلات الاصابة بفيروس ايبولا في افريقيا
والامر الذي ضاعف من الخطورة في هذه السنة ايضا ان معدلات الاصابة في البلاد الافريقية الموبوءة بالفيروس تضاعفت واصبحت تشكل خطرا متزايدا وخصوصا في ليبيريا مما استدعي ان تغلق بعض البلدان الافريقية المجاورة لها كل نقاط حدودها في وجه المواطنين الليبراليين خوفا من انتقال المرض منهم الى مواطني هذه البلاد التي لم يتم فيها رصد اي حالات حتى الان مثل الكاميرون وساحل العاج. وشراسة الفيروس نفسه اصبحت مضاعفة ومخيفة حيث ان 90% من المصابين ينزفون بشكل حاد ثم يموتون في مشهد كئيب ومرعب, ولا يوجد اي علاج لهذه الاعراض التي يصاب بها المرضى حتى الان. وتبذل جهود كثيفة في جميع انحاء العالم للتوصل لعلاج ناجح للقضاء على هذا الفيروس داخل الجسم, او على الاقل صد ضرره الواقع على المريض ومعالجة الاثار التي يتسبب فيها من نزيف حاد وخلل كامل بمناعة الجسم. ولكن لم تسفر تلك الجهود عن نتائج ملموسة حتى الان.